يعد سرطان القولون أحد أنواع السرطان التي تبدأ في منطقة القولون، وعادة ما يبدأ بنمو كتل غير طبيعية في القولون تسمى السلائل التي قد تتحول مع مرور الوقت إلى سرطان. ومن المهم اكتشاف وعلاج سرطان القولون مبكرًا، فذلك يزيد من نسبة الشفاء وبقاء المريض على قيد الحياة. [1]
يتناول هذا المقال كيفية علاج سرطان القولون بالجراحة والعلاج الكيماوي، والتقنيات الجديدة المستخدمة في العلاج، وكذلك نسبة نجاح علاج سرطان القولون.
محتويات المقال
أفضل علاج لسرطان القولون
يعتمد اختيار أفضل علاج لسرطان القولون على عدة عوامل فردية، ومنها: [1-3]
- نوع سرطان القولون، والذي يختلف باختلاف نوع الخلايا التي أصيبت بالسرطان.
- موقع ومرحلة السرطان.
- الصحة العامة للمريض.
- عمر المريض.
- اختيارات وتفضيلات المريض نفسه.
- ما إذا كان السرطان قد تسبب بانسداد أو أحدث ثقبًا في القولون.
- ما إذا كان السرطان قد تكرر أم لا.
أيضًا، من الممكن أن تتضمن معالجة سرطان القولون استخدام عدة طرق في آن واحد، فالهدف الرئيسي من تقديم العلاج هو إزالة السرطان ومنع انتشاره، بالإضافة إلى تقليل أي أعراض مزعجة يعاني منها المريض. [1،3]
علاج سرطان القولون بالجراحة
يعد علاج سرطان القولون جراحيًا الخيار الأكثر استخدامًا والمفضل في المراحل المبكرة من سرطان القولون، والذي يتم من خلاله استئصال الورم وذلك في حال لم يكن الورم متصلًا بجدار القولون، أو استئصال جزء من القولون المصاب، أو استئصال القولون بأكمله. [2،3]
ويمكن أن تتضمن عمليات علاج سرطان القولون ما يلي:
الاستئصال الموضعي
يجرى الاستئصال الموضعي عن طريق تنظير القولون ودون الحاجة إلى عمل شق في البطن، حيث يتم إدخال منظار وأداة عبر المستقيم إلى القولون، لاستئصال السلائل السرطانية وبعض الأنسجة المحيطة بها. [1،3]
ويعتبر هذا الخيار مفضلًا لعلاج سرطان القولون في بدايته، أي في المرحلة الأولى من المرض، بالإضافة إلى المرحلة صفر، أو ما تسمى بمرحلة ما قبل السرطان. [3]
استئصال القولون بالمنظار
من الممكن أن يتم استئصال الجزء المصاب من القولون باستخدام المنظار، حيث يتم إجراء شق صغير في البطن وإدخال المنظار وأدوات جراحية أخرى لاستئصال جزء القولون المصاب بالسرطان، بالإضافة إلى بعض الأنسجة السليمة والغدد اللمفاوية القريبة. [3،4]
ويتميز علاج سرطان القولون بالمنظار بأنه إجراء طفيف التوغل مقارنة بالجراحة المفتوحة، كما يتسم بسرعة تعافي المريض بعد إجراء العملية. [4]
استئصال القولون جراحيًا
يتم في هذه الجراحة استئصال جزء القولون المصاب مع جزء من القولون السليم والعقد الليمفاوية بالجراحة المفتوحة، أي بإجراء شق كبير في منطقة البطن، ثم يعاد توصيل طرفي الأمعاء السليمة. ومن الممكن أن تستدعي بعض الحالات النادرة لاستئصال القولون بأكمله. [4]
ومن الممكن أن يحتاج الطبيب لإجراء ما يسمى بفغر القولون، وهي عملية إجراء فتحة في جدار البطن (فغرة) بعد استئصال الجزء المصاب من القولون، ومن ثم يتم توصيل القولون بهذه الفتحة لتسهيل إخراج الفضلات في كيس مثبت بإحكام خارج الجسم. ويمكن أن يكون فغر القولون مؤقتًا لحين تعافي المستقيم، ولكن في الحالات النادرة التي تستدعي استئصال المستقيم أيضًا يمكن أن يكون فغر القولون دائمًا. [2،3]
الاستئصال بالترددات الراديوية أو العلاج بالتبريد
يتضمن الاستئصال بالترددات الراديوية استخدام أقطاب كهربائية دقيقة لقتل الخلايا السرطانية عن طريق إدخال المسبار مباشرة من خلال الجلد تحت تأثير التخدير الموضعي، أو عن طريق عمل شق في البطن تحت التخدير العام، بينما ينطوي العلاج بالتبريد على استخدام أداة لتجميد وتدمير الأنسجة السرطانية. [2،4]
تستخدم هذه الإجراءات في الحالات التي يتعذر فيها خضوع المريض للجراحة أو لعلاج سرطان القولون المنتشر في الكبد أو الرئة. [4]
اقرأ أيضًا: الكشف المبكر عن سرطان القولون والمستقيم
علاج سرطان القولون بالإشعاع
يستخدم خلال العلاج الاشعاعي أشعة سينية عالية الطاقة أو أنواع أخرى من الإشعاع، وذلك بهدف قتل الخلايا السرطانية أو منعها من النمو. وتشمل تقنيات العلاج الإشعاعي المستخدم لسرطان القولون ما يلي: [1،2]
- العلاج الإشعاعي الخارجي: حيث يتم تسليط الإشعاع على المنطقة المصابة من خلال جهاز خارج الجسم.
- العلاج الإشعاعي الداخلي: والذي يستخدم فيه مادة مشعة موضوعة في إبر، أو حبيبات، أو قسطرة توضع مباشرة في الورم أو بالقرب منه، وهذا ما يساعد على توصيل جرعات عالية من الإشعاع إلى المنطقة المصابة.
يستخدم العلاج الإشعاعي قبل جراحة استئصال القولون، وذلك للتقليل من حجم الورم، كما يمكن أن يستخدم بعد استئصال الورم، وذلك بهدف القضاء على أية خلايا سرطانية تبقى في المنطقة بعد إزالة الورم. [3،4]
كما يمكن استخدام العلاج الإشعاعي في الحالات المتقدمة من سرطان القولون، وذلك لعلاج الألم والانسداد في القولون، وكذلك لعلاج نزيف سرطان القولون والمستقيم وغيرها من أعراض السرطان، حيث يساعد ذلك على التحسين من جودة حياة المريض. [2،5]
علاج سرطان القولون بالأدوية
هناك أنواع من مختلفة من الأدوية يمكن استخدامها لعلاج سرطان القولون والتي يمكن أن تتضمن ما يلي:
علاج سرطان القولون بالكيماوي
يهدف استخدام العلاج الكيماوي لسرطان القولون إلى تدمير الخلايا السرطانية أو إعاقة نموها، وعادة ما يستخدم في علاج سرطان القولون في المرحلة الثانية وما بعدها. [2،3،6]
وتتضمن دواعي استعمال العلاج الكيميائي لعلاج سرطان القولون الخبيث ما يلي: [1،6]
- قبل الجراحة: يمكن أن يستعمل مزيج من العلاج الكيميائي والإشعاعي؛ للمساعدة على تقليص حجم الورم قبل الجراحة. ولكن، تعد هذه الطريقة أكثر شيوعًا في علاج سرطان المستقيم.
- بعد الجراحة: قد يستخدم العلاج الكيميائي في علاج سرطان القولون بعد الجراحة لتدمير الخلايا السرطانية المتبقية، والمساهمة في منع انتشار السرطان إلى أجزاء أخرى من الجسم، وتقليل خطر تكرار الإصابة بالسرطان.
قد يستخدم العلاج الكيميائي أيضًا في علاج سرطان القولون المرحلة الرابعة، وذلك لتقليص حجم الأورام المنتشرة في الجسم. [2]
ومن الأمثلة على الأدوية الكيماوية المستخدمة في علاج أورام القولون السرطانية ما يلي: [3-5]
- الفلورويوراسيل (بالإنجليزية: Fluorouracil).
- الكابسيتابين (بالإنجليزية: Capecitabine).
- الإرينوتيكان (بالإنجليزية: Irinotecan).
- الأوكساليبلاتن (بالإنجليزية: Oxaliplatin).
اقرأ أيضًا: فحوصات الكشف عن سرطان القولون والمستقيم
علاج سرطان القولون الموجه
يساعد استخدام العلاج الموجه لسرطان القولون على وقف تكوين الأوعية الدموية اللازمة لتغذية ونمو الخلايا السرطانية، أو استهداف البروتين اللازم لنمو وتكاثر السرطان، وتتميز هذه الطريقة من طرق علاج سرطان القولون بقلة آثارها الجانبية مقارنة بالعلاج الكيميائي أو الإشعاعي. [2،5]
كما يتميز العلاج الموجه بأنه يعطي نتائج مماثلة في علاج سرطان القولون عند كبار السن والمرضى الأصغر سنًا. كما يمكن استخدامه في علاج سرطان القولون والمستقيم المتقدم والذي انتشر إلى أجزاء أخرى من الجسم. [4،5]
تشمل خيارات الأدوية التي تستخدم لعلاج سرطان القولون المتقدم أو النقيلي عن طريق تثبيط تكوين الأوعية الدموية الجديدة ما يلي: [2،4]
- البيفاسيزوماب (بالإنجليزية: Bevacizumab).
- الريغورافينيب (بالإنجليزية: Regorafenib).
- زيف-أفليبيرسيبت (بالإنجليزية: Ziv-aflibercept).
- الراموسيروماب (بالإنجليزية: Ramucirumab).
ومن أنواع العلاجات الموجهة التابعة لمجموعة مثبطات مستقبلات عامل نمو البشرة دواء الستوكسيماب (بالإنجليزية: Cetuximab) أو البانيتوموماب (بالإنجليزية: Panitumumab). [2،4]
علاج سرطان القولون بالعلاج المناعي
يعد العلاج المناعي من طرق علاج سرطان القولون الجديدة، إذ يعمل على تحفيز جهاز المناعة للتعرف على الخلايا السرطانية وتدميرها. ويمكن استخدام هذه الأدوية لعلاج الحالات التي يتعذر فيها إزالة السرطان عن طريق الجراحة، أو في حالة السرطان المتكرر أو المنتشر إلى أجزاء أخرى من الجسم. [2،3،5]
تعد مثبطات نقاط التفتيش من أنواع العلاج المناعي المستخدمة في علاج سرطان القولون، ومنها: [4]
- البمبروليزوماب (بالإنجليزية: Pembrolizumab)، والذي يستخدم لعلاج سرطان القولون المنتشر والذي يتعذر علاجه بالجراحة.
- النيفولوماب (بالإنجليزية: Nivolumab)، حيث يستعمل دواء النيفولوماب بمفرده أو مع الإيبيليموماب (بالإنجليزية: Ipilimumab) لعلاج سرطان القولون عند الأطفال من عمر 12 عامًا أو أكثر الذين يعانون من سرطان القولون النقيلي الذي نما وانتشر بعد بالعلاج الكيميائي.
- الدوستارليماب (بالإنجليزية: Dostarlimab)، والذي يستخدم لعلاج سرطان القولون المتكرر أو المنتشر.
اقرأ أيضًا: هل يعود سرطان القولون مرة أخرى؟
علاج سرطان القولون بالأعشاب
من الممكن أن يكون هنالك أعشاب تساعد في علاج سرطان القولون، إذ أظهرت دراسات تجريبية أجريت عام 2015 أن الزنجبيل ومكوناته النشطة الجنجرول-6 والشوجول-6 تتسم بتأثيرات مضادة لبعض أنواع سرطانات الجهاز الهضمي، مثل سرطان القولون والمستقيم، وسرطان المعدة، وكذلك سرطان الكبد والبنكرياس. [7]
ويمكن أن يعود نشاط الزنجبيل المضاد للسرطان إلى قدرته على تعديل العديد من جزيئات الإشارة وغيرها من البروتينات المنظمة لنمو الخلايا. [7]
ولكن، تجدر الإشارة إلى أن معظم الخصائص المعروفة لمكونات الزنجبيل تعتمد فقط على الدراسات المختبرية والحيوية، بالإضافة إلى بعض الدراسات السريرية التي أجريت على البشر، لذلك مازال هناك حاجة إلى إجراء مزيد من الدراسات على البشر، لإثبات فعاليته كعامل مضاد للسرطان وإمكانية استخدامه لعلاج سرطانات القولون. [7]
نسبة نجاح علاج سرطان القولون
تعتمد نسبة الشفاء من سرطان القولون ونجاح العلاج على مرحلة السرطان ومدى انتشاره. وبشكل عام، كلما تم اكتشاف المرض وعلاجه في المراحل المبكرة، كانت فرصة نجاح العلاج أعلى. [1،3]
فقد يصل معدل البقاء على قيد الحياة مدة 5 سنوات إلى 91% إذا اكتشف السرطان مبكرًا في مراحله الأولى والتي ما يزال فيها موضعيًا، بينما يكون 74% في المراحل التالية التي ينتشر فيها المرض إلى الأعضاء القريبة والغدد اللمفاوية، وينخفض إلى 14% في المرحلة الأخيرة والتي ينتشر فيها المرض إلى الأعضاء البعيدة من الجسم. [1،3]
نهاية، تتعدد طرق علاج سرطان القولون ويعتمد اختيار أفضلها بشكل أساسي على مرحلة المرض وانتشاره، بالإضافة إلى عدد من العوامل الأخرى منها الصحة العامة للمريض. ولكل طريقة من طرق معالجة سرطان القولون الإيجابيات والسلبيات الخاصة به، وسيقوم الطبيب باختيار أفضلها للمريض، إلى جانب إخباره بالنتائج المتوقعة والآثار الجانبية المحتمل حدوثها.