يحدث اعتلال الأعصاب الطرفية نتيجة تضرر أو تلف في الأعصاب المسؤولة عن نقل الإشارات العصبية بين المخ والحبل الشوكي وباقي أجزاء الجسم. يعتمد علاج التهاب الأعصاب الطرفية على معالجة الحالة الطبية المسببة لهذا الالتهاب أو الاعتلال، بالإضافة إلى العديد من العلاجات التي تساهم في تخفيف الأعراض والحد من آلام الأعصاب وعدم الراحة، ليستطيع الفرد ممارسة أنشطته اليومية. [1] [2]
يتناول هذا المقال كيفية علاج التهاب الأعصاب الطرفية بدءًا من علاج السبب، ودور الأدوية والعلاج الطبيعي في تسكين الألم وتخفيف الأعراض، وكذلك طرق علاج اعتلال الأعصاب في المنزل.
يمكنكم الآن استشارة طبيب من أطبائنا للإجابة على كافة استفساراتكم المتعلقة بهذا الموضوع.
محتويات المقال
علاج الحالة المسببة لالتهاب الأعصاب
يساهم علاج الحالة الكامنة وراء الاعتلال العصبي في تخفيف الضرر الحادث في الأعصاب أو منع مزيد من التلف، ومن أمثلة هذه الحالات: [1] [3] [4] [5]
- داء السكري: يعتمد علاج اعتلال الأعصاب الناجم عن السكري على ضبط نسبة السكر في الدم لتجنب حدوث المزيد من التلف في الأعصاب بالإضافة إلى تناول أدوية مسكنة للألم.
- اضطرابات المناعة الذاتية: يتضمن علاج اضطرابات المناعة الذاتية استخدام الأدوية المثبطة للمناعة مثل الكورتيكوستيرويدات، أو حقن الغلوبيولين المناعي، كما قد يفيد في بعض هذه الحالات علاج التهاب الأعصاب الطرفية بفصل البلازما، وهو إجراء يهدف إلى التخلص من الخلايا المناعية والأجسام المضادة المسببة للالتهاب.
- استخدام بعض الأدوية: يعتمد علاج التهاب الأعصاب الناجم عن تناول بعض أنواع الأدوية على إيقاف الدواء بعد استشارة الطبيب؛ لمنع حدوث مزيد من التلف في الأعصاب.
- نقص الفيتامينات: يشمل علاج الأعصاب في حالات نقص فيتامين ب12 أخذ مكملات فيتامين ب12 في صورة حقن أو أقراص لتعويض النقص.
- حالات العصب المنضغط: يعد العلاج الجراحي الحل الأمثل في بعض حالات اعتلال الأعصاب الناجم عن متلازمة النفق الرسغي، والانزلاق الغضروفي، وكذلك الكسور والأورام التي تضغط على جذور الأعصاب.
قد يتضمن علاج التهاب الأعصاب الطرفية أيضًا ارتداء دعامات اليد أو القدم أو أحذية تقويم العظام لتخفيف الألم وتقليل الضغط على الأعصاب. [6]
علاج التهاب الأعصاب الطرفية بالأدوية
يتضمن علاج التهاب الأعصاب الطرفية المزمن استخدام أدوية لتسكين آلام الأعصاب بجانب علاج الحالة المسببة للاعتلال العصبي. [1]
نذكر فيما يلي أبرز أدوية علاج التهاب الأعصاب: [1] [6]
- مضادات الاختلاج، مثل البريجابلين (بالإنجليزية: Pregabalin) والكاربامازيبين (بالإنجليزية: Carbamazepine).
- مضادات الاكتئاب، مثل الفينلافاكسين (بالإنجليزية: Venlafaxine) والدولوكستين (بالإنجليزية: Duloxetine).
- مضادات الالتهاب غير الستيرويدية، مثل الإيبوبروفين (بالإنجليزية: Ibuprofen).
- المسكنات الأفيونية، مثل الترامادول (بالإنجليزية: Tramadol).
- الأدوية الموضعية في صورة كريم أو لاصقات على الجلد، مثل الكابسيسين (بالإنجليزية: Capsaicin).
للمزيد: أفضل أدوية علاج التهاب الأعصاب
العلاج الطبيعي لالتهاب الأعصاب الطرفية
يهدف العلاج الطبيعي إلى تحسين نطاق الحركة، وتقوية العضلات، وتخفيف ألم الأعصاب من خلال القيام ببعض التمارين والحركات وكذلك التدليك. [6] [7]
يستخدم أيضًا التحفيز الكهربائي للأعصاب عبر الجلد في علاج التهاب الأعصاب الطرفية لدوره في الحد من آلام الأعصاب وتقليل الشعور بالوخز. يجرى هذا العلاج عن طريق توصيل أقطاب كهربائية بالجلد بالقرب من مكان الألم ثم تمرير نبضات كهربائية ضعيفة تحول دون نقل الأعصاب إشارات الألم إلى المخ. [6] [8]
اقرأ أيضًا: طرق علاج اعتلال الأعصاب السكري
علاج التهاب الأعصاب الطرفية بالطب البديل
هناك العديد من العلاجات الطبيعية التي تساعد أيضًا في الحد من ألم التهاب الأعصاب الطرفية، مثل: [2] [9]
- حمض ألفا ليبويك: يعد حمض ألفا ليبويك (بالإنجليزية: Alpha Lipoic Acid) من مضادات الأكسدة، ويوجد طبيعيًا في العديد من الأطعمة مثل السبانخ، والبروكلي، والكبد، ويمكن تناوله في صورة مكملات غذائية. يفيد حمض ألفا ليبويك في علاج التهاب الأعصاب الطرفية لمرضى السكري حيث يعمل على تخفيف آلام الأعصاب.
- الكارنتين: الكارنتين (بالإنجليزية: Carnitine) هو حمض دهني يؤدي نقصه في بعض حالات الاعتلال العصبي إلى قلة إمداد الأعصاب بالدم، وقد وجد أن تناول مكملات أسيتيل إل كارنتين (بالإنجليزية: Acetyl-L-Carnitine) يمكن أن يساهم في علاج التهاب الأعصاب الطرفية لدوره في تقليل الألم وتجديد الأعصاب.
- التأمل: تساهم تقنيات التأمل الواعي في تخفيف أعراض اعتلال الأعصاب وتقليل التوتر والمساعدة على الاسترخاء.
- الوخز بالإبر: تكمن فكرة العلاج بالوخز بالإبر الصينية في الضغط على نقاط محددة في الجسم تؤدي إلى تحفيز الجهاز العصبي لإطلاق مواد تساهم في التخفيف من ألم الأعصاب.
علاج التهاب الأعصاب الطرفية بالأعشاب
تعد الزيوت العطرية مثل البابونج واللافندر أحد طرق علاج التهاب الأعصاب المحيطية بالأعشاب؛ نظرًا لأنها تساعد على تحسين الدورة الدموية وتقليل الشعور بالوخز، كما أنها تتمتع بخواص مضادة للالتهاب ومسكنة للألم. [2]
يمكن استخدام الزيوت العطرية بوضعها على المنطقة المصابة بعد تخفيفها بزيت ناقل مثل زيت الزيتون. [2]
اقرأ أيضًا: تقوية الأعصاب بطرق طبيعية
علاج التهاب الأعصاب الطرفية في المنزل
تساهم بعض العلاجات المنزلية وتعديل نمط الحياة بجانب تناول مسكنات الألم في تخفيف أعراض اعتلال الأعصاب الطرفية وتقليل الإصابة بنوبات الألم، وتشمل: [2] [10]
- تناول الفيتامينات الهامة لصحة الأعصاب: ينصح بتناول الأطعمة الغنية بفيتامين ب وفيتامين د أو تناولها في صورة مكملات غذائية.
- ممارسة التمارين الرياضية: يمكن أن تفيد ممارسة الرياضة بانتظام في الحد من ألم الأعصاب عن طريق تنشيط الدورة الدموية وتحسين تدفق الدم إلى الأطراف، كما أنها تقلل من التوتر والضغط النفسي.
- أخذ حمام دافئ: يساعد أخذ حمام دافئ على تنشيط الدورة الدموية في الجسم؛ مما قد يفيد في تخفيف الإحساس بالتنميل والألم.
- الإقلاع عن التدخين: يوصى بالإقلاع عن التدخين لتقليل أعراض اعتلال الأعصاب، إذ أن التدخين يؤدي إلى تضيق الأوعية الدموية وقلة إمداد الأعصاب بالدم، وهو ما يتسبب في تفاقم ألم الاعتلال العصبي.
اقرأ أيضًا: فوائد فيتامين ب المركب للأعصاب
نصيحة الطبي
يعتمد علاج التهاب الأعصاب الطرفية على معالجة السبب مع استخدام طرق تساعد في تخفيف الألم من أدوية وعلاجات طبيعية، ويوصى بتلقي العلاج مبكرًا بمجرد ظهور الأعراض للوقاية من حدوث مزيد من تلف الأعصاب.