حليب الأم هو الغذاء الذي يصنعه جسم الإنسان لتغذية الأطفال، وهو ينتج استجابة للحمل ورضاعة الطفل من الثدي. ومع ذلك، يمكن للنساء غير الحوامل أيضاً تكوينه بمساعدة الهرمونات، والأدوية، والتحفيز بالشفط.
وتفيد الرضاعة الطبيعية الأم والطفل بعدة طرق، وتستمر العديد من هذه الفوائد لفترة طويلة حتى بعد انتهاء الرضاعة الطبيعية. وسنتناول في هذا النص كل ما يتعلق بحليب الأم، ومكوناته، ولونه الطبيعي، وفوائده، ومراحله، وطرق زيادته. [1]
يبدأ إدرار حليب الأم في اليوم الثالث أو الرابع من الولادة، ويكون لونه مائلاً إلى الزرقة. وفي هذه الفترة، يكبر حجم الثديين ويصبحان أكثر امتلاءاً؛ مما قد يؤدي إلى الشعور بالألم الذي يستمر لمدة يوم أو يومين، ويرجع السبب في ذلك إلى ضغط كميات الحليب المتزايدة على الثدي وكذلك ضغط الدورة الدموية عليه أيضاً.
تزداد كمية حليب الأم بازدياد حاجة الطفل له، وتتم إثارة الحليب الموجود في الثدي عن طريق مص الطفل؛ لأنه بدون مص الطفل وبدون إفراغ الثدي في كل رضعة فإن إفراز الحليب يتوقف خلال وقت قصير، أما إذا تم وضع الطفل على ثدي أمه باستمرار فإن الأم التي تتمتع بصحة جيدة تستطيع إنتاج الكمية الكافية من الحليب لطفلها. [1,2]
للمزيد: كيف تحدد الام كمية الحليب التي يحتاجها الطفل الرضيع
يتكون حليب الأم بشكل عام من المكونات التالية: [1,2]
ومع ذلك، فإن تركيبة حليب الثدي تتغير بمرور الوقت، للتكيف مع الاحتياجات المتغيرة للطفل في مرحلة النمو. كما توجد اختلافات باختلاف مرحلة الرضاعة (عمر الرضيع)، والنظام الغذائي للأم، وصحة الأم.
وخلال فترة الرضاعة المبكرة، يتراوح محتوى البروتين في حليب الأم من 1.4-1.6 غم / 100 مل إلى 0.8-1.0 غم / 100 مل بعد 3 إلى 4 أشهر من الرضاعة، ويصل إلى 0.7-0.8 غم / 100 مل بعد 6 أشهر. وتوجد فئتان من البروتين في حليب الثدي: الكازين ومصل اللبن.
ويكون 80٪ إلى 50٪ من البروتين في حليب الأم هو مصل اللبن، أما نسبة الكازين في حليب الأم فتتراوح بين 20 إلى 50٪ وفقاً لمرحلة الرضاعة؛ حيث تزداد في مرحلة الرضاعة المتأخرة.
للمزيد: الرضاعة الطبيعية في الشهر الأول
يبدأ إنتاج حليب الأم أثناء الحمل، وعندما يولد الطفل يكون لدى الأم كمية قليلة من الحليب في اليوم الأول أو الثاني. وبحلول اليوم الثالث بعد الولادة يزداد إنتاج حليب الثدي. ومع ذلك، قد يستغرق الأمر وقتاً أطول ويستمر حتى 5 أيام للأمهات لأول مرة. وفي الأسبوعين الأولين بعد ولادة الطفل، يتطور حليب الأم عبر ثلاث مراحل رئيسية، وهي: [1]
عادة ما يكون لون حليب الأم أبيض، أو أصفر، أو مزرق. ومع ذلك، يمكن أن يكون لونه أخضر، أو برتقالي، أو بني، أو وردي اعتماداً على ما تأكله الأم. كما يمكن أن تؤثر الأدوية، بما في ذلك بعض المضادات الحيوية على لون حليب الأم، وهو أمر ليس ضاراً، طالما أن الأدوية آمنة أثناء الرضاعة الطبيعية.
وفي بعض الأحيان، يمكن أن يظهر الدم في حليب الثدي بسبب الحلمات المتشققة. ولكن، طالما أن الطفل لا يرفض الرضاعة، فمن الآمن الاستمرار حتى مع تغير لون الحليب. [1]
يوفر حليب الأم التغذية المثالية للرضع؛ فهو يوفر الفيتامينات، والبروتينات، والدهون التي يحتاجها الطفل لينمو بشكل أسهل للهضم من الحليب الصناعي. ومن فوائد حليب الأم: [5,6]
للمزيد: فوائد الرضاعة الطبيعية
تعاني بعض النساء من نقص إدرار الحليب، ومن النادر أن تنتج الأم حليباً أقل من احتياجات طفلها، فعادة ما يكون انخفاض كمية الحليب حالة مؤقتة تتحسن عند التعامل معها بالشكل المناسب، وقد تساعد النصائح التالية في زيادة حليب الأم: [3]
للمزيد: العوامل المؤثرة في ادرار الحليب عند المرأة المرضعة
قد تلجأ الأم في بعض الحالات لشفط حليب الثدي، وقد يكون ذلك لأسباب تتعلق بالأم؛ مثل ترك الطفل للذهاب إلى العمل، أو إصابتها بالتهاب في الثدي، أو لأسباب تتعلق بالطفل؛ مثل دخول الطفل إلى الخداج أو الرغبة بفطامه. وللاطلاع على مزيد من المعلومات حول حليب الأم بعد الشفط (بشكل يدوي أو باستخدام شفاط حليب الأم)، وحفظ حليب الأم بعد الشفط (إما في العبوات الزجاجية أو في أكياس حفظ حليب الأم) يمكن الاطلاع على المقال التالي: نصائح تهمك عند شفط حليب الثدي [4]
اقرأ أيضاً: حالات تعيق الإرضاع الطبيعي
يعد حليب الأم دائماً طازج ولا يفسد في الثدي. كما أن نفسية الأم قد تؤثر على تدفق الحليب بحيث يصبح أبطأ، إلا أنه لا يمكن لمشاعر الأم أن تغير تركيبة حليب الثدي أو تجعله يفسد. [4]
للمزيد: بعض المعتقدات الشائعة والخاطئة حول حليب الأم
في حالات قليلة، يمكن أن تسبب الرضاعة الطبيعية ضرراً للطفل. فيما يلي بعض الأسباب التي تجعل حليب الأم غير صالح للإرضاع: [5]
للمزيد: مشاكل الرضاعة الطبيعية وعلاجها
توصي منظمة الصحة العالمية، والأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال الأمهات بإرضاع أطفالهن رضاعة طبيعية مطلقة خلال الأشهر الستة الأولى. وهذا يعني أنه حتى سن 6 أشهر، لا يحتاج الطفل إلى أي شكل آخر من أشكال الرضاعة سوى الرضاعة الطبيعية.
أما بعد 6 أشهر، فيجب تقديم الطعام الصلب للطفل، ولكن تبقى الرضاعة الطبيعية أساسية ومفيدة لمدة تصل إلى عامين. ويكون لدى الأطفال الصغار الذين يرضعون رضاعة طبيعية لأكثر من 12 شهراً مخاطر أقل للإصابة بالأمراض؛ وذلك بفضل زيادة الأجسام المضادة الموجودة في حليب الأم. [6]
للمزيد: توصيات منظمة الصحة العالمية عن الرضاعة الطبيعية
[1] Donna Murray. How Breast Milk Changes to Meet Babies' Needs. Retrieved on the 6th of September, 2022. [2] Camilia R. Martin et al. Review of Infant Feeding: Key Features of Breast Milk and Infant Formula. Retrieved on the 6th of September, 2022. [3] Pregnancy Birth And Baby. Increasing your breast milk supply. Retrieved on the 6th of September, 2022. [4] State of New Jersey Department of Health. Myths and Facts About Breastfeeding. Retrieved on the 6th of September, 2022. [5] Hansa D. Bhargava. Breastfeeding. Retrieved on the 6th of September, 2022. [6] Madhuram. HOW LONG TO BREASTFEED TO GET BENEFITS? Retrieved on the 6th of September, 2022.
دكتورة صيدلانية خريجة الجامعة الأردنية. بدأت مشواري المهني بالعمل في مجال التأمينات الطبية وانتقلت بعدها للعمل في قسم الشؤون التنظيمية في شركة لتصنيع الأدوية. أعمل الآن كاتب ومدقق محتوى طبي منذ أكثر من عامين.