قام ديفيد نيومان توكر مدير مركز معهد أرمسترونغ للتميز التشخيصي في كلية الطب بجامعة جونز هوبكنز في بالتيمور وزملاؤه بإجراء تحليل لمجموعة من الدراسات يبلغ عددها 28 دراسة منشورة تمثل 91755 مريضًا.
حيث وجدوا أن معدلات التشخيص الخاطئ لم تنخفض بشكل ملحوظ خلال العقود العديدة الماضية، بل ويبدو أنها ترتفع في بعض الأمراض.
نتائج الدراسة
وجد الباحثون أن واحد من بين كل 10 مرضى المصابين بالأمراض التالية - يساء تشخيص حالاتهم أو يتم تشخيصهم بعد فوات الأوان ويتسبب ذلك في في حدوث الإعاقة أو الوفيات لأكثر من نصفهم (53.9 %):
- السرطان
- الأمراض المعدية (بالإنجليزية: Infection)
- الأمراض الوعائية الكبيرة،
الأسباب التي تؤدي إلى التشخيص الخاطئ
وعلى الرغم من أن هناك العديد من العوامل وراء التشخيص الخاطئ ، إلا أن العامل الرئيسي هو نقص الاستثمار في إيجاد حلول لهذه المشكلة.
حيث تقدر الأموال التي تنفق على البحث عن الأخطاء التشخيصية بحوالي 7 ملايين دولار في السنة فقط، وبمنظور نسبي فإن هذا أقل من ال 10 ملايين دولار التي تنفق كل عام على أبحاث مرض الجدري الذي تم القضاء عليه قبل نصف قرن.
وقد كانت فرص التشخيص الخاطئ مختلفة بين الأمراض الثلاثة الرئيسية وبدا أنها تحدث لأسباب مختلفة.
أي من أنواع السرطانات هي الأعلى في معدلات التشخيص الخاطئ؟
يشير الباحثون إلى أن الأنواع التي يُرجح أن يحدث خطأ في تشخيصها هي تلك التي لديها أقل برامج الفحص التشخيصي نجاحًا. فمثلاً يعتبر سرطان البروستاتا (بالإنجليزية: Prostate Cancer) من الأمراض التي لها أدنى معدلات من التشخيص الخاطئ 2.4 % والضرر الناتج عن ذلك 1.2 %، وذلك كون الفحوصات له متكررة في الولايات المتحدة.
وفي المقابل كانت أعلى معدلات التشخيص الخاطئ والضرر الناتج عنه هي لسرطان الرئة (بالإنجليزية: Lung Cancer) فقد بلغت النسب (22.5 % و 13.8%)، حيث لا تزال الفحوصات التي تُجرى أقل من المستويات الموصى بها.
أي من أنواع الأمراض المعدية هي الأعلى في معدلات التشخيص الخاطئ؟
من المرجح أن يتم التشخيص الخاطىء للأمراض الأقل شيوعًا مما يؤدي إلى معدلات أعلى من الضرر الناتج عن هذا الخطأ، وتشمل هذه الأمراض:
- التهاب شغاف القلب (بالإنجليزية: Endocarditis) بنسب (25.5 ٪).
- التهاب السحايا (بالإنجليزية: Meningitis) والتهاب الدماغ (بالإنجليزية: Encephalitis) بنسب (25.6 ٪ و 14.3 ٪).
- تمدد الشريان الأبهري (بالإنجليزية: Aortic Aneurysm) وتسلخ الأبهر (بالإنجليزية: Aortic Dissection) بنسب (27.9 ٪ و 16.8 ٪).
- الخراج السيسائي (62.1 %).
أي من أنواع الأمراض الوعائية هي الأعلى في معدلات التشخيص الخاطئ؟
يشير الباحثون إلى أن احتشاء عضلة القلب لديه أدنى معدلات من التشخيص الخاطئ بنسبة 1.2%، ولكن هذا يأتي بعد نصف قرن من الجهود المركزة لأتمتة تفسير مخطط القلب الكهربائي، وتطوير وتحسين المؤشرات الحيوية لهذه الأمراض (على سبيل المثال التروبونين) ، وإنشاء بروتوكولات تشخيص روتينية لألم الصدر أو متلازمة الشريان التاجي الحادة المشتبه بها.
كما وأشار الباحثون إلى منحنى مثير للقلق أبرزته دراسة قائمة على تحليل للبيانات من عام 2007 إلى عام 2014 أظهرت أن معدلات التشخيص الخاطئ في ارتفاع لحالات السكتة الدماغية (بالإنجليزية: Stroke) و نزيف الدماغ في منطقة تحت العنكبوتية (بالإنجليزية: Subarachnoid Hemorrhage) و تمدد الأوعية الدموية الأبهري (بالإنجليزية: Aortic Aneurysm Rupture).
وعلى الرغم من أن السكتات الدماغية شائعة مثل الأزمات القلبية، إلا أن معدلات الأخطاء التشخيصية لها أكبر بحوالي 5 إلى 10 أضعاف.
مشكلات الرعاية الصحية التي تؤدي إلى أخطاء التشخيص
تتضمن مشكلات الرعاية الصحية التي تؤدي إلى أخطاء التشخيص ما يلي:
- إن إحدى مشكلات الرعاية الأولية هي ضيق الوقت المتاح للأطباء مع كل مريض لتحديد ما إذا كانت الأعراض يمكن أن تكون خطيرة. وتتفاقم هذه المشكلة إذا كان المرض جديدًا وقد لا يعرف الطبيب إذا كانت شكوى الصداع لديه على سبيل المثال غير عادية. حيث أن أي عرض تقريباً يمكن أن يكون دالاً على وجود سرطان.
- أن هناك أيضًا نقصًا في المتابعة الصحية سواء من جانب الطبيب أو المريض، وتفاقم ذلك بسبب النظام الصحي الهش الذي قد يراجع فيه المريض العديد من الأطباء دون وسيلة مضمونة لإبلاغ الجميع بما حدث للمريض في كل خطوة من خطوات الرعاية.
- إن تتبع أنماط الأخطاء التشخيصية أمر صعب بطبيعته لأسباب منها أنه لا يوجد معيار محدد لتحديد في أي نقطة تأخر فيها التشخيص لكل مرض أو ما إذا كان الاختبار سيغير النتيجة بالتأكيد.
حلول مشكلة أخطاء التشخيص
من الضروري تدريب الأطباء بشكل أفضل لأنهم عالقون في منتصف الشعور بأنهم بحاجة إلى إجراء المزيد من الاختبارات لتجنب التشخيص الخاطئ أو أنهم بحاجة إلى إجراء اختبارات أقل لإنفاق أموال الرعاية الصحية بشكل أكثر كفاءة.
وفي بعض الحالات قد يكون الاختبار هو المشكلة، فمثلاً إذا كان خراج العمود الفقري غالبًا ما يتم تشخيصه بشكل خاطئ ، فربما يساعد تطوير اختبار أفضل في التشخيص الصحيح.
كما أن "شبكات الأمان" مهمة أيضًا، مثل المكالمات الآلية التي يتابعها الطبيب مع المريض، على الرغم من أن ذلك لا يضمن استجابة المرضى للمكالمة أو الرد عليها.
ومن الناحية المثالية يجب أن يكون هناك أيضًا قاعدة بيانات وطنية يمكن للمرضى والأطباء فيها تفصيل متى تحدث العلامات والأعراض ، ومتى تم التشخيص وما إذا كان صحيحًا أم لا ، وكل ما يتبع ذلك حتى يمكن للتعليم أن يتقدم خارج ساحة دعاوى سوء الممارسة، فهي مسألة تعاون المرضى والأطباء معاً فقط.
ويأمل المؤلفون في أن تحول هذه الدراسة المشكلة إلى قائمة من 15 مرض يجب التركيز عليه لتفادي الخطأ في تشخيصها.