يتجمع الملايين من المسلمين من جميع أنحاء العالم سنويًا لأداء فريضة الحج في مكة المكرمة بالمملكة العربية السعودية. وعادةً ما يتعرض الحجاج خلال أدائهم لفريضة الحج لمخاطر صحية متنوعة وكبيرة، وذلك نتيجةً لضيق الوقت، والمنطقة الجغرافية المحصورة لهذا الحدث، والأعداد الكبيرة من الناس.

وفي هذا المقال سنتناول الحديث حول الأمراض الشائعة في موسم الحج بالإضافة إلى كيفية الوقاية منها.

يوجد عدد من الأمراض التي تنتشر بين الحجاج، ونظرًا لاختلاف موعد موسم الحج من سنة لأخرى، فعادةً ما ترتبط أمراض الحج بالموسم الذي يحدث فيه. فعلى سبيل المثال إن مواسم الحج التي تمت في الأعوام ما بين 2005 - 2013، كانت في فصل الخريف والشتاء، لذا فقد كانت أمراض الشتاء من أكثر الأمراض المنتشرة بين الحجاج في الوقت آنذاك. [1]

بينما خلال السنوات اللاحقة، بما فيها هذا العام، أصبح موسم الحج يأتي في أشهر الصيف، وبالتالي بدأت أمراض مختلفة تسود بين الحجاج. [1]

يمكن تصنيف الأمراض الشائعة في موسم الحج إلى فئتين رئيسيتين، ألا وهما، أمراض الحج المعدية وأمراض الحج غير المعدية، وفيما يلي توضيحًا لهذه الأمراض:

أمراض الحج المعدية

تتضمن أنواع الأمراض المعدية التي يمكن أن تنتشر بين الحجاج ما يلي:

التهابات الجهاز التنفسي

تُعد أمراض الجهاز التنفسي المعدية من الأمراض الأكثر انتشارًا في موسم الحج وهي السبب الأكثر شيوعًا لقيام الحجاج بزيارة العيادات الخارجية. ومن الممكن أن تسبب التهابات الجهاز التنفسي تفاقم بعض أمراض الجهاز التنفسي التي يعاني منها الحاج، بما فيها الربو، ومرض الانسداد الرئوي المزمن، والتهاب الجيوب الأنفية. [1][2]

 ومن الأمثلة التهابات الجهاز التنفسي الشائعة في موسم الحج ما يلي:

  • التهابات الجهاز التنفسي العلوي

تشيع الإصابة بالتهابات الجهاز التنفسي العلوي خلال موسم الحج، بما في ذلك التهاب البلعوم، والتهاب اللوزتين، والتهابات المجاري التنفسية العلوية الفيروسية، والتي يمكن أن تتسبب بالعديد من الأعراض المزعجة للحاج، بما في ذلك السعال، وألم الحلق، والبلغم، وسيلان الأنف، والتعب. [1][2] 

تتسبب معاناة الفرد من بعض الأمراض والمشكلات الصحية الأخرى بزيادة خطر إصابته بالتهابات الجهاز التنفسي العلوي أثناء الحج، كما أنها يمكن أن تزيد من فترة إصابته بالمرض واحتمالية دخوله إلى المستشفى للحصول على العلاج المناسب. [1]

أما حول مسببات هذا النوع من أمراض الحج، فتعد فيروسات الإنفلونزا، بما فيها الإنفلونزا A والإنفلونزا B، هي أكثر المسببات شيوعًا، لكنها يمكن أن تحدث أيضًا نتيجة الإصابة بأنواع أخرى من الفيروسات والبكتيريا، مثل: [1][2][3]

  • الفيروس المخلوي التنفسي.
  • الفيروس الأنفي (بالإنجليزية: Rhinovirus)‏.
  • فيروس نظير الإنفلونزا.
  • فيروس إنفلونزا الخنازير.
  • فيروس كورونا.
  • الفيروس الغدي.
  • الفيروس المعوي.
  • المكورات العقدية.
  • المكورات السحائية.

  • التهاب الرئة

إن من التهابات الجهاز التنفسي التي يمكن أن تعد من الأمراض المنتشرة بين الحجاج أيضًا التهاب الرئة، حيث يمكن أن يصاب أكثر من نصف عدد الحجاج سنويًا بالتهاب الرئة، وخاصةً لدى الأفراد الذين تزيد أعمارهم عن 50 عامًا. [1]

أما حول المسبب الرئيسي لالتهاب الرئة عند الحجاج فقد كانت المبيضة البيضاء هي العامل الممرض الأكثر شيوعًا، ولكن من الممكن أن يحدث أيضًا بسبب الزائفة الزنجارية، أو الفيلقية المستروحة (بالإنجليزية: Legionella Pneumophila)، أو الكليبسيلا الرئوية. [1]

يعد التهاب الرئة من أمراض الحج الخطيرة نسبيًا، حيث أنه يعد أحد الأسباب الرئيسية لدخول الحجاج للمستشفيات ووحدات العناية المركزة، وخاصة بين كبار السن. أيضًا كان الالتهاب الرئوي السبب الرئيسي لحدوث الإنتان الشديد والصدمة الإنتانية بين الحجاج الذين تم إدخالهم إلى وحدة العناية المركزة. [1][2]

  • مرض السل

يزداد خطر الإصابة بمرض السل في مكة المكرمة بثلاثة أضعاف أثناء موسم الحج مقارنة بالمعدل الوطني في المملكة العربية السعودية، ويعود ذلك إلى كون أكثر من 50% من الحجاج يأتون من البلدان الموبوءة بالسل. أيضًا من المحتمل أن إصابة الحجاج بمرض السل أثناء أدائهم لفريضة الحج مصدرًا لانتشار الإصابات بمرض السل حول العالم وذلك عند عودة الحجاج إلى أوطانهم. [1][3]

ومن العوامل التي تتسبب بجعل الأفراد أكثر عرضة الإصابة بمرض السل أثناء الحجاج أو حتى إعادة تنشيط مرض السل الكامن لديهم ما يلي: [3][4]

  • الازدحام.
  • الإرهاق الجسدي.
  • حضور حجاج من فئة كبار السن.
  • المعاناة من الأمراض والمشكلات الصحية الأخرى، مثل: مرض السكري.

ونظرًا لكون أمراض الجهاز التنفسي من أكثر أمراض الحج شيوعًا، فإنه يجب الالتزام بعدد من التدابير الوقائية من أجل الوقاية من هذه الأمراض، ومنها: [1][2]

  • ممارسة التباعد الاجتماعي قدر الإمكان.
  • الحرص على نظافة اليدين.
  • تجنب ملامسة الآخرين.
  • غسل الحلق والفم بالماء المالح.
  • استخدام الكمامات طوال الوقت.
  • أخذ لقاح الإنفلونزا الموسمية.

مرض المكورات السحائية

يمكن أن يرتبط موسم الحج بانتشار مرض المكورات السحائية الغازية، وذلك لأن الازدحام الذي يحدث خلال هذا الموسم يمكن أن يعد أحد عوامل الخطر لانتقال بكتيريا النيسرية السحائية. وهذا ما حدث خلال موسم الحج 2000 و2001، حيث شهدت المملكة العربية السعودية فاشيتين كبيرتين من مرض المكورات السحائية الغازية، كما تسببت بحدوث انتشار الإصابة بالنيسرية السحائية W-135 حول العالم. [1][3]

ونظرًا لاحتمالية أن يكون مرض المكورات السحائية أحد أمراض الحج الشائعة وارتباط هذا المرض بمعدلات الوفيات والتكاليف الطبية المرتفعة نسبيًا، فإن هناك حاجة إلى اتخاذ عدد من التدابير الوقائية للسيطرة على انتقال هذا المرض، بما في ذلك تلقي الحجاج للقاح السحايا قبل ذهابهم إلى الحج ووصف جرعة واحدة من دواء السيبروفلوكساسين (بالإنجليزية: Ciprofloxacin) مقدارها 500 ملغ لجميع الحجاج قبل عودتهم إلى أوطانهم. [1][3]

التهابات الجهاز الهضمي

يمكن أن تتضمن أمراض الحج أيضًا الإصابة بمختلف أنواع التهابات الجهاز الهضمي، بما في ذلك:

  • التسمم الغذائي أو التهابات المعدة والأمعاء

يعتبر كل من التسمم الغذائي والتهابات المعدة والأمعاء من المشاكل الصحية المهمة للغاية والمنتشرة في المملكة العربية السعودية ، خاصةً خلال موسم الحج. وعادةً ما تحدث حالات التسمم الغذائي أو التهاب المعدة والأمعاء نتيجة أحد المسببات التالية: [3][4]

    • السموم التي تنتجها المكورات العنقودية الذهبية والعصية الشمعية.
    • السالمونيلا.
    • الإشريكية القولونية.
    •  فيروس الروتا.
    • النوروفيروس,
    • الفيروسات الشبيهة بنورووك.

وحول العوامل المسؤولة عن زيادة التهابات الجهاز الهضمي خلال موسم الحج فيمكن أن تتضمن ما يلي: [4]

  • تلوث الطعام أثناء تحضيره.
  • تخزين الطعام لفترة طويلة.
  • الشرب من مصادر المياه الملوثة.
  • نقص المياه اللازمة لغسل الأيدي.

ويجب التنويه إلى أن هذا النوع من أمراض الحج يمكن أن يرتبط وبشكل أساسي بتناول كل من اللحوم والدجاج. [3]

للمزيد: ما أسباب التسمم الغذائي خلال الحج؟

  • الكوليرا وإسهال المسافر

يعد كل من الكوليرا وإسهال المسافر من الأمراض التي يمكن أن تنتشر أثناء الحج. لكن إن آخر إصابة بهذا المرض تم الإبلاغ عنها في عام 1989، ومنذ ذلك الحين، لم يتم الإبلاغ عن أي تفشِ لهذا المرض بين حجاج بيت الله الحرام. [1][3]

وحول الأسباب المحتملة لهذا المرض من أمراض الحج، فمن الممكن أن يكون لشرب حليب الإبل الخام دورًا في الإصابة بها. ففي دراسة نشرت عام 2013 قام عدد من الباحثين بتقييم المخاطر المحتملة لإصابة الحجاج الفرنسيين بالأمراض المرتبطة بتناول حليب الإبل غير المغلي، بما فيها الإسهال. فقد تبين أن فقط 8.2% من الحجاج قاموا بشرب حليب الإبل من قبل، كما أن 13.9% من هؤلاء الحجاج يعرفون أن شرب حليب الإبل دون غليه يمكن أن يسبب الأمراض، وعلى الرغم من ذلك فإن 40.6% من الحجاج يقومون بشرب هذا الحليب إذا تم إعطاؤه لهم أثناء الحج. [1]

لذا توصي هذه الدراسة الحجاج بالحذر من تناول مشتقات الألبان غير المبسترة، كونها يمكن أن تكون سببًا للإصابة بالإسهال أثناء الحج. [1]

أمراض معدية أخرى

من أمراض الحج المعدية الأخرى: [3]

  • الحمى المالطية.
  • التهاب الكبد A، أو B، أو C، أو E.
  • حمى الإيبولا النزفية.
  • الحمى الصفراء.
  • شلل الأطفال.

كيف انزل ضغط الدماغ؟ فقد أخبرني الطبيب أن هناك ارتفاع في ضغط الدماغ وأنا خائف أن يسبب لي مشاكل خطيرة

أمراض الحج غير المعدية

من الأمراض التي تنتشر بين الحجاج والتي تعد غير معدية:

الأمراض المزمنة الموجودة مسبقًا

إن الحجاج الذين يعانون مسبقًا من أحد الأمراض المزمنة يمكن يكون لديهم خطر إضافي للتعرض لعدد من المشكلات الصحية، ومن بين هذه الأمراض هي أمراض القلب والأوعية الدموية، حيث يمكن أن يتعرض الحجاج المصابون بهذه الأمراض لخطر الإجهاد البدني الذي يؤدي إلى حدوث لديهم نقص في تروية الدم. [1][4]

كما تعد أمراض القلب والأوعية الدموية السبب الأكثر شيوعًا للوفاة أثناء الحج، والسبب الثاني الأكثر شيوعًا لدخول الحجاج إلى المستشفى. ويمكن أن يعود السبب في ذلك إلى ارتفاع عدد كبار السن المصابين بأمراض مزمنة بين الحجاج. [1]

ومن الأمراض المزمنة الأخرى التي يمكن أن يعاني منها الحجاج مسبقًا ويمكن أن تزداد سوءًا بسبب ظروف الحج الشاقة أو نسيان تناول الأدوية الخاصة بها أثناء القيام بشعائر الحج، ما يلي:

  • أمراض الكلى.
  • أمراض الكبد.
  • مرض السكري.
  • الصرع.
  • التهاب المفاصل.

للمزيد: أهم النصائح للحجاج المصابين بأمراض مزمنة

الإصابات

إن من المشكلات وأمراض الحج الشائعة أيضًا حدوث الإصابات والصدمات، ومنها السقوط، والانزلاق، والتدافع، وحوادث السير، ويعود السبب في ذلك إلى الحركة الجماعية للملايين من الحجاج في وقت قصير وفي منطقة صغيرة. وعادةً ما تحدث معظم الصدمات والإصابات أثناء طقوس الطواف، والسعي، ورمي الجمرات. [1][4]

وقد تشمل الإصابات التي يمكن أن يتعرض لها الحاج حدوث الكدمات، أو الكسور، أو التواءات. [1][4]

كما يمكن اعتبار الحرائق سببًا لحدوث الإصابات أثناء موسم الحج. ومع ذلك، فإنه لا يسمح للحجاج بطهي الطعام في منى، كما أن التدخين ممنوع أثناء الحج وفقًا للتعاليم الإسلامية، الأمر الذي يمكن أن يقلل من حدوث الحرائق والإصابات الناجمة عنها. [1][4]

ضربات الشمس

من الأمراض الشائعة في موسم الحج أيضًا الإصابة بضربة الشمس، فالإجهاد الحراري هو أحد الشكاوى الرئيسية بين الحجاج. وعادةً ما تحدث هذه المشكلة نتيجة ارتفاع درجات حرارة الطقس، والتعرض لأشعة الشمس، والحرارة المشتتة نتيجة كثرة الأشخاص والمركبات. [1][2]

وللتقليل من تعرض الحجاج للإجهاد الحراري ينصح دائمًا بتجنب التعرض المفرط للشمس وذلك عن طريق استخدام المظلات والبحث عن الظل دائمًا، ووضع كريمات واقية من الشمس، وشرب السوائل الكافية، ومن المهم أيضًا تطوير وعي الحجاج حول علامات وأعراض الإجهاد الحراري.

اقرأ أيضًا: ضربات الشمس أثناء الحج وطرق التعامل معها

نصيحة الطبي

إن قائمة الأمراض التي تنتشر بين الحجاج يمكن أن تختلف من موسم لآخر، لذا يجب تحديثها باستمرار، وبالتالي تقديم الخدمات والنصائح مسبقة للحجاج حول كيفية الوقاية من أكثر أمراض الحج شيوعًا في موسم الحج بناء على ما يرد في هذه قائمة.

وبإمكانك الآن الاستفادة من خدمة الاستشارات الطبية عن بعد التي يوفرها موقع الطبي على مدار 24 ساعة وطيلة أيام الأسبوع من أجل الحصول على بعض النصائح حول كيفية الوقاية من الأمراض الشائعة في الحج وكيفية التعامل معها في حال تمت الإصابة بها لا سمح الله.

كيف انزل ضغط الدماغ؟ فقد أخبرني الطبيب أن هناك ارتفاع في ضغط الدماغ وأنا خائف أن يسبب لي مشاكل خطيرة