بدأ الكثير من الناس في البحث عن بدائل صحية للسكر، سواءً أكانت طبيعية أم صناعية، وذلك تجنبًا للمخاطر الصحية المحتملة لتناول كميات كبيرة من السكر، أهمها زيادة خطر الإصابة بمرض السكري والسمنة. [1]

تهدف بدائل السكر إلى توفير المذاق الحلو لمختلف أنواع الأطعمة والمشروبات دون إضافة الكثير من السعرات الحرارية إليها، إلى جانب إمكانية مساهمتها بالتحكم في مستويات السكر في الدم. [1]

سنقوم في المقال التالي بالتعريف بأبرز بدائل السكر الطبيعية والصناعية، والآثار الصحية لتناول كل منها.

ما هي بدائل السكر؟

تعد بدائل السكر (بالإنجليزية: Sugar Substitutes) موادًا تُضفي الحلاوة على الأطعمة والمشروبات دون إضافة سعرات حرارية كبيرة إليها، حيث أن معظم بدائل السكر تكون منخفضة السعرات الحرارية أو خالية منها تمامًا، ولذلك، فهي تعتبر مفيدة للحالات التالية: [1][2]

  • خسارة الوزن.
  • التحكم في مستوى السكر في الدم لدى مرضى السكري.
  • تقليل خطر الإصابة بأمراض القلب.
  • منع تسوس الأسنان.

يمكن استخدام بدائل السكر في الطهي والخبز، كما أنها تُستخدم على نطاق واسع في صناعة المنتجات الغذائية، والمشروبات، والأدوية، والمكملات الغذائية. [2][3]

يتم عادةً تقسيم بدائل السكر إلى فئتين رئيسيتين، وهما: [2]

  • بدائل السكر الطبيعية.
  • المُحليّات الصناعية.

وفيما يأتي نذكر تفصيلًا لكل نوع من أنواع بدائل السكر.

بدائل السكر الطبيعية

تُعرّف بدائل السكر الطبيعية على أنها مواد يتم استخراجها من مختلف أنواع النباتات الطبيعية. وتتضمن الخيارات التي يمكن إيجادها عند البحث عن بديل طبيعي للسكر ما يأتي:

الستيفيا

يعتبر سكر ستيفيا من البدائل الطبيعية للسكر والخالية من السعرات الحرارية، حيث يتم استخلاصه من أوراق نبات ستيڤيا ريبوديانا (بالإنجليزية: Stevia Rebaudiana) المتواجد في أمريكا الجنوبية. [3][4]

يتميز الستيفيا بكونه أكثر حلاوة من السكر بمقدار 200 - 400 مرة، ويمكن أن يساعد استبدال السكر الأبيض بالستيفيا على خفض مستوى السكر في الدم والتحكم في الوزن. [3][4]

يتواجد هذا النوع من بدائل السكر في العديد من الأطعمة والمشروبات المصنعة، مثل: الحلويات، والزبادي، والعلكة، والمخبوزات، كما يمكن استخدامه كبديل للسكر عند الخبز أو تحضير مختلف أنواع الحلويات والمشروبات. [3]

ويجب الإشارة إلى أنه على الرغم من اعتبار سكر ستيفيا آمن صحيًا، إلا أنه من الممكن أن يؤثر سلبًا على تركيبة البكتيريا النافعة المتواجدة في الجهاز الهضمي. [4]

للمزيد: معلومات متنوعة حول سكر ستيفيا

شراب الياكون

يستخرج شراب الياكون (بالإنجليزية: Yacon Syrup) من جذور نبات الياكون الذي ينمو أيضًا في أمريكا الجنوبية. يحتوي سكر الياكون على سعرات حرارية أقل من سكر المائدة بنسبة الثلث، إلا أنه أقل حلاوة من سكر المائدة المكرر. [4][5]

يتميز شراب الياكون بكونه يحتوي على مركبات تسمى قليلة السكرايد الفركتوزي (بالإنجليزية: Fructooligosaccharides)، وهي نوع من جزيئات السكر التي لا يمكن هضمها من قبل الجسم وتعمل كألياف قابلة للذوبان داخل الجهاز الهضمي، وبذلك فهي تقدم فوائد متعددة لصحة الجسم، منها: [4][5]

  • زيادة الشعور بالشبع.
  • تغذية البكتيريا النافعة المتواجدة في الجهاز الهضمي.
  • الوقاية من الإصابة بالإمساك.

ومع ذلك، يمكن أن يؤدي تناول كميات كبيرة من شراب الياكون والتي تتجاوز 20 غرامًا يوميًا إلى حدوث بعض الاضطرابات في الجهاز الهضمي، مثل: آلام المعدة، والإسهال، والغازات المفرطة. [4]

شراب القيقب

يُعرّف شراب القيقب على أنه سائل سكري كثيف يتم إعداده عن طريق طهي عصارة أشجار القيقب والذي يمكن استخدامه كبديل للسكر العادي. يوفر شراب القيقب العديد من الفوائد الصحية، فهو يمتلك تأثير مضاد للالتهاب ومضاد للأكسدة، وذلك لاحتوائه على كميات كبيرة من المركبات الفينولية، مثل: الكومارينات (بالإنجليزية: Coumarins) والليغنان (بالإنجليزية: Lignans). [4]

كما يٌعد هذا الشراب غنيًا بالعديد من المعادن، بما في ذلك الزنك، والمنغنيز، والكالسيوم، والبوتاسيوم، والحديد. [4]

وعلى الرغم من أن قيمة المؤشر جلايسيمي لشراب القيقب أقل قليلًا من السكر العادي، إلا أنه لا يزال غنيًا بالسكر، ولذلك يجب أن يتم استخدامه باعتدال. [4]

اقرأ أيضًا: شراب القيقب.. أسرار وفوائد بلا حدود

السكريات الكحولية

تعد السكريات الكحولية، والتي تُعرَف بمحليات البوليول (بالإنجليزية: Polyols) عبارة عن كربوهيدرات تتواجد بشكل طبيعي في بعض الفواكه والخضروات، كما يمكن أن يتم أحيانًا تصنيعها داخل المختبر. تأخذ السكريات الكحولية هيكلًا كيميائيًا مشابهًا للسكر والكحول، ومن هنا أتت تسميتها بالسكريات الكحولية، وبالتالي فهي لا تعتبر سكرًا أو كحولًا. [3][4]

يجب الحذر عند استخدام السكريات الكحولية كبديل للسكر عند التحكم مستويات السكر في الدم، والتحقق من المعلومات الغذائية على الطعام المصنع لمعرفة كمية السكريات الكحولية في كل وجبة، إذ إن الوجبة التي تحتوي على أقل من 5 جرامات من السكريات الكحولية، يمكن أن يكون لها تأثير ضئيل جدًا على مستوى السكر في الدم. [3]

ومن أشهر الأمثلة على بدائل السكر التابعة لمجموعة السكريات الكحولية ما يأتي:

  • الزايليتول

يعتبر الزايليتول (بالإنجليزية: Xylitol) من السكريات الكحولية التي تتواجد بشكل طبيعي في بعض أنواع الفواكه والخضراوات. يمتلك الزايليتول طعم مشابه لسكر المائدة ويحتوي على نسبة أقل من السعرات الحرارية فكل غرام من الزايليتول يحتوي 2.4 كالوري، كما أنه لا يتسبب برفع مستويات السكر والإنسولين في الدم. [4][5]

كما من الممكن أن يوفر هذا النوع من بدائل السكر بعضًا من الفوائد الصحية، بما في ذلك: [5]

  • تعزيز كثافة العظام وتقليل هشاشتها.
  • تعزيز توازن البكتيريا في الجهاز الهضمي.
  • تقليل خطر حدوث النخور والتسوس في الأسنان.

لكن إن معظم هذه الفوائد تم دراستها على نماذج حيوانية ولا تزال هناك حاجة لإجراء المزيد من الدراسات لإثباتها لدى البشر. [5]

ويجب التنويه إلى احتمالية تسبب الزايليتول ببعض الآثار الجانبية الهضمية، مثل: الإسهال وغازات البطن، خصوصًا عند تناوله بجرعات عالية. [5]

  • الإريثريتول

يعد سكر الإريثريتول (بالإنجليزية: Erythritol) بديلًا طبيعيًا للسكر والذي يكون طعمه مشابهًا لطعم سكر المائدة. يحتوي الإريثريتول على سعرات حرارية قليلة ولا يؤدي تناوله إلى ارتفاع مستوى السكر في الدم، كما أنه لا يؤثر على مستويات الدهون في الدم، بما في ذلك الدهون الثلاثية والكولسترول، وذلك لأنه يتم التخلص منه في البول مباشرةً بعد امتصاصه من الأمعاء دون أن يُحدث أي تأثير حيوي داخل الجسم. [4][5]

يتواجد سكر الإريثريتول بشكل طبيعي في بعض الفواكه، كما يمكن أيضًا أن يتم تصنيعه داخل المختبر. وعلى الرغم من أن سكر الإريثريتول يُحتمل بشكل أفضل من غيره من المحليات، إلا أنه من الممكن أن يتسبب في بعض الأحيان بظهور بعض المشاكل الهضمية، مثل: الإسهال والغازات، خاصةً عند تناول كميات كبيرة منه في آن واحد. [5]

  • أنواع أخرى

تتضمن أنواع السكريات الكحولية أيضًا ما يأتي: [3]

  • السوربيتول (بالإنجليزية: Sorbitol).
  • اللاكتيلول (بالإنجليزية: Lactitol).
  • المانيتول (بالإنجليزية: Mannitol).
  • الإيزومالت (بالإنجليزية: Isomalt).
  • المالتيلول (بالإنجليزية: Maltitol).

اقرا ايضاً :

فوائد الخضار والفواكه على الجسم

بدائل السكر الصناعية

تعتبر بدائل السكر الصناعية، أو ما تعرف أيضًا بالمُحليّات الصناعية، موادًا كيميائية يتم إنتاجها وإضافتها إلى الأطعمة لتعطي مذاقًا حلوًا، ويوجد حاليًا خمس أنواع من المُحليّات الصناعية معتمد استخدامها كبديل للسكر من قبل هيئة الغذاء والدواء الأمريكية، وتتضمن الآتي: [3]

السكرين

يعد السكرين (بالإنجليزية: Saccharin) من بدائل السكر قليلة السعرات الحرارية وتم اكتشافه لأول مرة في عام 1879. يتواجد السكرين في العديد من الأطعمة والمشروبات المصنعة، بما في ذلك العلكة، والفواكه المعلبة، والمشروبات الغازية، والمخبوزات، كما يتم استخدامه في بعض الأدوية والفيتامينات، إلا أنه لا يستخدم للخبز أو الطبخ. [1][3]

يتميز السكرين بكونه أكثر حلاوة من السكر ب 200 - 700 مرة، لكن يجب الإشارة إلى أن بعض الأفراد يلاحظون طعمًا مرًا أو طعمًا يشبه الحديد بعد تناوله، ويتم عادة التخلص من هذا الطعم عن طريق دمج السكرين مع أحد بدائل السكر الأخرى. [1][3]

اقرأ أيضًا: كل ما تريد معرفته عن المحليات منخفضة السعرات الحرارية

الأسبارتام

يعد الأسبرتام (بالإنجليزية: Aspartame) من المحليات منخفضة السعرات الحرارية الشائع استخدامها كبديل للسكر، والذي يتواجد في مجموعة متنوعة من الأطعمة المصنعة والمشروبات، مثل: العلكة، والحلويات الجافة والمجمدة، والزبادي، والبودنج، والمشروبات الغازية، كما يمكن العثور عليه في بعض الفيتامينات والمكملات والأدوية، مثل: قطرات السعال. [3]

يتكون الأسبرتام من الفينيل ألانين (بالإنجليزية: Phenylalanine) وحمض الأسبارتيك (بالإنجليزية: Aspartic Acid)، ويتميز بكونه أكثر حلاوةً من السكر ب 200 مرة، ومن الجدير بالذكر أنه لا يمكن استخدامه كبديل للسكر عند الخبز، نظرًا لأنه يفقد مذاقه الحلو عند تعرضه لدرجات الحرارة المرتفعة. [1][3]

food

قدر وجباتك واحتياجاتك الغذائية على الفور
احصل على تقدير استهلاكك اليومي من الطعام واتخذ خيارات أكثر صحة. جربه الآن
التقط صورة سريعة لوجبتك واكتشف محتواها من السعرات الحرارية بسهولة.

السكرالوز

 يعد السكرالوز (بالإنجليزية: Sucralose) من المحليات الخالية من من السعرات الحرارية، والتي تستخدم في العديد من الأطعمة المصنعة والمشروبات، مثل: عصائر الفاكهه، والمشروبات الغازية، والصلصات، والفواكة المعلبة، والمخبوزات، بالإضافة إلى دخوله في صناعة الأدوية، والمكملات الغذائية، والفيتامينات. ويتميز هذا المُحلي بحلاوته التي تزيد عن حلاوة السكر بمعدل 600 مرة. [1][3]

النيوتام

يعتبر النيوتام (بالإنجليزية: Neotame) من المُحليات الصناعية التي تفتقر بالمواد الغذائية والمعادن، لكنه يتميز بطعمه الحلو والذي يكون أكثر من سكر المائدة بمعدل يتراوح بين 7,000 - 13,000 مرة. يستخدم النيوتام في العديد من الأطعمة والمشروبات، ويمكن أيضًا استخدامه كبديل للسكر عند الطبخ والخبز. [1][2]

بوتاسيوم الأسيسلفام

يعتبر بوتاسيوم الأسيسلفام (بالإنجليزية: Acesulfame K) من المحليات الصناعية الخالية من السعرات الحرارية، والذي يتميز بكونه أكثر حلاوةً من السكر بمعدل 200 مرة. يمكن استخدام هذا النوع من بدائل السكر بالتزامن مع الأنواع الأخرى من المحليات، وهو مناسب للاستخدام في الطهي والخبز، وذلك لأنه لا يفقد طعمه الحلو عند تعرضه لدرجات الحرارة المرتفعة. [1][3]

يوجد بوتاسيوم الأسيسلفام في مجموعة متنوعة من الأطعمة والمشروبات المصنعة، بما في ذلك المخبوزات، والحلويات، والمشروبات الغازية، بالإضافة إلى إمكانية استخدامه في صناعة بعض الأدوية ومنتجات العناية الشخصية، مثل: غسول الفم ومعجون الأسنان. [3]

للمزيد: المحليات الصناعية وأنواعها

نصيحة الطبي

تعتبر بدائل السكر من الخيارات الصحية والمناسبة للعديد من الأفراد، خاصة الذين يعانون من الوزن الزائد أو مرض السكري، حيث يمكن تضمينها في العديد من الأطعمة والمشروبات، مما يساعد في التحكم في مستوى السكر في الدم ومقدار السعرات الحرارية التي يستهلكها الفرد.

لكن يُنصح دائمًا باستشارة الطبيب وأخصائي التغذية حول استخدام بدائل السكر وكيفية اختيار النوع المناسب منها، كما بإمكانك الآن الاستفادة من خدمة الاستشارات الطبية عن بعد التي يوفرها موقع الطبي على مدار 24 ساعة وطيلة أيام الأسبوع للحصول على المزيد من المعلومات حول هذه البدائل.