تعد جلطة الساق من المشكلات الصحية الخطيرة فهي تسبب الألم والتوعك للمريض، كما أنها قد تعيق حركة المريض وتسبب الشلل له، وفي بعض الأحيان تؤدي إلى الوفاة.

لذا فإنه من الضروري التعرف على كل ما يخص جلطة الساق بما في ذلك الأسباب، والأعراض، وطرق العلاج، وهذا ما يتم مناقشته في هذا المقال.

تحدث جلطات الأوردة العميقة نتيجة لانسداد أحد الأوردة الدموية العميقة، وذلك بسبب وجود خثرة أو جلطة دموية بداخلها. ومن الممكن أن تحدث جلطات الأوردة العميقة في أي من أوردة الجسم العميقة، ولكنها عادة ما تحدث بأحد أوردة الساق المتواجدة في الفخذ، أو أسفل الساق، أو القدم مسببة ما يعرف عامة باسم جلطة الساق أو جلطة الرجل.

وفيما يلي نذكر عدد من التفاصيل التي يمكن أن تجيب على العديد من الأسئلة بخصوص جلطة الرجل:

هل جلطة الساق خطيرة؟

نعم تعد جلطة الساق خطيرة خاصة في حال عدم اكتشافها ومعالجتها، فمن أخطر مضاعفات جلطة الساق هو الإصابة بالانصمام الرئوي، والذي يحدث نتيجة لانتقال الجلطة أو جزء منها عبر مجرى الدم ووصولها إلى الرئتين. ففي حال كانت حجم الجلطة المنتقلة إلى الرئتين كبير فإنها سوف تمنع الدم من الوصول إلى الرئتين وتكون قاتلة. [1،2]

أيضاً من مضاعفات جلطة الساق طويلة الأمد المحتملة هي الإصابة بمتلازمة ما بعد الجلطة، والتي تسبب عدد من الأعراض، مثل:

  • تورم الساق وتجمع السوائل بداخلها.
  • ألم وشد في الساق.
  • الاحساس بتعب وثقل في الساق.
  • تغير لون الجلد.
  • ظهور دوالي الساقين.
  • ظهور القشور أو التقرحات في الساق، والتي تحدث في الحالات الشديدة من جلطة الرجل. [1،3]

وفي بعض الحالات، يمكن أن تكون أعراض متلازمة ما بعد جلطة الساق شديدة جداً لدرجة أن الشخص يصبح معاقاً. [1]

ولكن لا داعي للقلق من جلطة الساق، فمن الممكن الوقاية من حدوثها، كما أن علاج جلطة الساق يعد سهلاً خصوصاً في حال تم اكتشافها مبكراً. [2]

ما هي أسباب جلطة الساق؟

يمكن أن تحدث جلطة في الساق لدى أي فرد، ولكن يوجد عدد من الأسباب والعوامل التي تزيد من احتمالية حدوث جلطة في الساق، وتتضمن:

  • بطء تدفق الدم إلى الساقين نتيجة الخمول وقلة الحركة، وذلك بسبب المكوث في الفراش لفترة زمنية طويلة، أو الجلوس لفترة طويلة مع وضع الساقين فوق بعضها البعض، أو الإصابة بالشلل، أو السفر لمسافات طويلة.
  • حدوث إصابة في الأوردة الدموية، وذلك نتيجة الكسور، أو الإصابات العضلية الشديدة.
  • إجراء عملية جراحية كبرى في منطقة البطن، أو الحوض، أو الورك، أو الساقين.
  • إجراء قسطرة في أحد الأوردة المركزية.
  • زيادة هرمون الاستروجين، ومن هنا تظهر علاقة جلطة الساق وحبوب منع الحمل، أو العلاج بالهرمونات البديلة، أو الحمل، كما أنها تفسر لماذا تحدث جلطة الرجل للنفاس ولمدة يمكن أن تصل إلى 3 أشهر بعد الولادة، حيث أن جميع هذه العوامل تعمل على زيادة هرمون الاستروجين.
  • الإصابة ببعض الأمراض المزمنة، مثل أمراض القلب، أو أمراض الرئة، أو السرطان، أو أمراض الأمعاء الالتهابية.
  • إصابة الفرد بجلطة الساق سابقاً، أو وجود تاريخ عائلي للإصابة بها.
  • تقدم العمر، حيث تحدث جلطة الساق لكبار السن الذين تجاوزت أعمارهم الـ 60 عاماً بمعدل أعلى مقارنة بحدوث جلطة الساق للشباب.
  • الجنس، حيث يمكن أن تحدث جلطة الساق عند النساء بمعدل أعلى من الرجال قبل الوصول لسن اليأس، لكن، بعد تجاوز سن اليأس يصبح حدوث جلطة الساق عن الرجال أعلى من النساء.
  • السمنة.
  • التدخين.
  • معاناة الفرد من دوالي الساقين.
  • معاناة الفرد من اضطرابات التخثر الموروثة.
  • استخدام أحد الأدوية التي تؤثر على تخثر الدم.
  • الإصابة بالجفاف. [1،3،4]

ما هي أعراض جلطة الساق؟

إن أعراض جلطة الساق الشائعة تتضمن ما يلي:

  • تورم القدم، أو الكاحل، أو الساق.
  • ألم الساق والذي يبدأ عادة في ربلة الساق المعروفة بإسم بطة الرجل.
  • ألم شديد وغير مبرر في القدم والكاحل.
  • دفئ منطقة معينة من الجلد مقارنة بالمناطق المحيطة بها.
  • احمرار الجلد الذي يغطي المنطقة المصابة وقد يصبح لونه أزرق أيضاً. [2،3]

من غير المألوف أن يعاني المريض من أعراض جلطة الساق اليسرى والساق اليمنى معاً، فأعراض جلطة شرايين الساق عادة ما تظهر في أحد الساقين التي حدث فيها انسداد الأوردة العميقة. [3]

كما أن ما يقارب نصف الأشخاص المصابين بجلطة في الساق لا يعانون من أي أعراض على الإطلاق. [1]

للمزيد: ما هي أعراض جلطة الرجل؟

وفيما يلي توضيح لبعض أعراض جلطة الساق بالصور:

جميع حقوق الطبع محفوظة لهيئة الخدمات الصحية الوطنية  البريطانية [4]

 

كيف يتم تشخيص جلطة الساق؟

يجب الذهاب فوراً إلى الطبيب في حال معاناة المريض من أحد أعراض جلطة الساق المذكورة سابقاً، حيث من أجل التأكد من وجود جلطة في الساق اليسرى أو اليمنى، سيقوم الطبيب بطلب فحص الساق بالموجات فوق الصوتية أو الأشعة السينية، حيث يبين الفحص الأول ما إن كان الدم يتدفق بشكل طبيعي عبر الوريد أم لا، أما الفحص الثاني فهو يكشف عن مكان تجلط الدم في الساق في حال لم يتم اكتشافه في فحص الموجات فوق الصوتية. [2-4]

كما يمكن إجراء فحص الدي دايمر (بالإنجليزية: D-dimer Test) والذي من الممكن أن يدل على وجود جلطة في الساق. يمكن أن يعد البعض هذا التحليل على أنه تحليل جلطة الساق فقط، لكن يجب التنويه إلى أن نتيجته من الممكن أن ترتفع نتيجة الحمل، أو السكتة الدماغية، أو العدوى، لذلك فهو لا يعد فحصاً خاصاً بجلطة الساق. [2،3]

اقرا ايضاً :

 الأعضاء السليمة تعني قلباً سليماً

كيف يتم علاج جلطة الساق؟

يجب البدء بعلاج جلطة الساق فور اكتشافها، وذلك منعاً لحدوث أي من مضاعفاتها الخطيرة، حيث يركز علاج جلطة الساق على منع نمو وزيادة حجم الجلطة والتخلص منها، كما أنه يساعد على الوقاية من حدوث الانسداد الرئوي وتقليل خطر الإصابة بمزيد من جلطات الساق. [2،3]

ويمكن يتضمن علاج جلطة الرجل ما يلي:

  • وصف أدوية تمييع الدم، والتي تساعد في إبقاء حجم جلطات الموجودة صغيراً قدر الإمكان، كما أنها تقلل من احتمالية تكون المزيد من الجلطات الدموية، ومنها:
  • إعطاء أدوية تذويب جلطة الساق عبر الوريد، والتي يتم الاستعانة بها فقط في الحالات الشديدة جداً.
  • إجراء الطبيب قسطرة جلطة الساق أو عملية جراحية لإزالة الجلطة من الساق، وينصح بها فقط في حالة الجلطات الدموية الكبيرة جداً أو الجلطات التي تسبب مشاكل خطيرة، مثل حدوث تلف في الأنسجة.
  • تجربة عدد من الخيارات التي تساعد في علاج جلطة الساق في المنزل، وهي:
    • ارتداء الجوارب الضاغطة، والتي يمكن أن تمنع التورم وتقلل من فرص الإصابة بجلطة في الساق.
    • ممارسة التمارين الرياضية، والتي يمكن للفرد القيام بها عند الجلوس لفترات طويلة للمحافظة على حركة الساقين وتساعد على زيادة تدفق الدم.
    • رفع الساقين إلى الأعلى باستمرار. [2-4]

للمزيد: كيف يتم علاج جلطة الساق؟

هل جلطة الساق تتكرر؟ وكيف يمكن الوقاية منها؟

نعم، فالأشخاص الذين أصيبوا بجلطة الساق يعدون عرضة لتكرار حدوثها، كما أن من الممكن أن تصبح جلطة الساق مرض مزمن يتكرر حدوثه. [1]

ويمكن التخفيف من احتمالية حدوث جلطة في الساق من خلال:

  • التحكم بالأمراض المزمنة، مثل الحفاظ على ضغط الدم ضمن مستوياته الطبيعية.
  • الإقلاع عن التدخين.
  • الحفاظ على الوزن ضمن معدلاته الطبيعية.
  • تجنب الخمول والتحرك باستمرار.
  • التحرك في أسرع وقت ممكن بعد البقاء لفترات طويلة في الفراش.
  • التحدث إلى الطبيب من أجل وصف الأدوية المميعة للدم في حال كان الفرد معرض للإصابة بجلطة في الساق.
  • عند الجلوس لفترات طويلة، مثلاً عند السفر لأكثر من أربع ساعات، ينصح بـ:
    • النهوض والتجول في الأرجاء كل ساعة إلى ساعتين.
    • القيام بتمرين الرجلين أثناء الجلوس وذلك من خلال رفع وخفض الكعبين مع إبقاء أصابع القدمين على الأرض، ورفع وخفض أصابع القدمين مع الحفاظ على الكعبين على الأرض، ومن ثم شد وإرخاء عضلات الساقين. [1-3]

جلطة الساق للحامل

يزيد الحمل من مخاطر الإصابة بجلطات الساق، حيث أن احتمالية حدوث جلطة الساق للحامل هي خمسة إلى عشر مرات ضعف احتمالية حدوث جلطة الساق للنساء اللواتي لم يحملن من قبل. [2]

وتزداد احتمالية حدوث جلطة الساق للحامل بسبب:

  • ارتفاع مستوى بروتينات تخثر الدم.
  • انخفاض مستوى البروتينات المضادة للتجلط.
  • زيادة مستويات هرمون الإستروجين.
  • تدفق الدم بشكل أبطأ مع توسع الرحم نتيجة لزيادة حجم الجنين، حيث أن ذلك يحد من تدفق الدم مرة أخرى من وإلى الأطراف السفلية. [2،3]

جلطة الساق للنفاس

أيضاً من الممكن حدوث جلطة الساق بعد الولادة، حيث يستمر خطر الإصابة بها لمدة 6 أسابيع بعد الولادة نتيجة ارتفاع مستوى هرمون الإستروجين. كما أن الاستراحة في الفراش لفترات طويلة أو إجراء الولادة القيصرية، تزيد من خطر حدوث جلطة الساق للنفاس. [1،2]

عندي مريض يعاني من انسداد شرايين بسيط وصف له الطبيب clopidogrel وحالته الان مستقرة لكن المريض يأخذ من فترة لفترة الأسبرين لعدم معرفته بالأدوية هل هذا الشي صحيح؟

تتعدد أسباب جلطة الرجل والتي يمكن أن تصبح خطراً يهدد حياة الفرد في حال لم يتم علاجها. ففي حال المعاناة من أحد أعراض جلطة الرجل فإنه ينصح باستشارة الطبيب لإجراء الفحوصات اللازمة. أيضاً يجب الاهتمام بالمريض بعد علاج جلطة الساق لديه، فمن الممكن أن تعود مرة أخرى.