علاج القولون العصبي بالعسل

إن علاج القولون العصبي المنزلي يتضمن العديد من الخيارات، وأكثرها فعالية هو الالتزام بنظام غذائي معين، والذي يتضمن الامتناع عن تناول الأطعمة المهيجة لأعراض القولون العصبي والإكثار من الأطعمة المفيدة لصحة القولون. [1]

وأكثر الأطعمة سؤالاً حول إمكانية استخدامها في علاج القولون العصبي طبيعياً، هي العسل، فهناك آراء تقول أن العسل يساعد في التخفيف من أعراض القولون العصبي، بينما تقول الآراء الأخرى أنه يسبب تفاقم الأعراض. [1]

نناقش في هذا المقال كل ما يخص علاج القولون العصبي بالعسل.

إن للعسل العديد من الخصائص الطبية، فهو قادر على محاربة الالتهاب، ويعمل كمضاد للتأكسد، كما أنه يعمل على قتل البكتيريا، ومن هنا تأتي فكرة إمكانية علاج القولون العصبي بالعسل. [1]

عوامل تحدد إمكانية علاج القولون العصبي بالعسل

يعتمد ما إذا كان من الممكن علاج القولون العصبي بالعسل على:

• نوع العسل.
• الكمية المراد تناولها.
• أعراض القولون العصبي التي يعاني منها المريض والمراد علاجها بالعسل. [1]

هل يمكن علاج القولون العصبي بالعسل العادي؟

هناك اعتقاد أن العسل العادي يمكن أن يعالج القولون العصبي، حيث يمكن أن يعمل كملين ويخفف من الإمساك عن طريق سحب الماء إلى البراز، كما أنه يساعد على تعزيز وتحسين البكتيريا المفيدة المتواجدة في الأمعاء. [1]

ولكن إن ما يعاكس ذلك ويضع التساؤلات حول علاج القولون العصبي بالعسل، هو أن العسل يحتوي على نسبة عالية من سكر الفركتوز، والذي يصنف على أنه أحد السكريات التابعة لمجموعة الفودماب، وهي مجموعة من السكريات الأحادية والثنائية غير القابلة للامتصاص ويتم تخميرها عند وصولها للقولون بواسطة البكتيريا المتواجدة هناك، مما يسبب خروج الغازات وانتفاخ البطن. [1،2]

لذلك، فإنه ينصح عادة بتجنب الأطعمة التي تحتوي على هذا النوع من السكريات، ومن ضمنها العسل، لدى المرضى الذين يعانون من القولون العصبي. [1]

ولكن، لا يزال هناك احتمالية لأن لا يعاني المريض من تفاقم أعراض القولون العصبي لديه، حيث يمكن أن يكون لكل مريض حساسية تجاه أحد أنواع هذه السكريات وليست جميعها، فمثلاً يمكن أن تحدث أعراض القولون العصبي نتيجة لتناول سكر السكروز في حين لا تحدث عند تناوله لسكر الفركتوز، وهنا من الممكن أن يتم طرح خيار علاج القولون العصبي بالعسل. [2]

اقرأ أيضاً: فوائد البروبيوتيك للقولون العصبي 

هل يمكن علاج القولون العصبي بعسل مانوكا؟

إن عسل مانوكا هو أحد أنواع العسل المميزة والذي يكون مصدره رحيق شجيرة مانوكا (بالإنجليزية: Leptospermum Scoparium)، وما يميزه هو الخصائص والفوائد العلاجية المتعددة التي يمتلكها، ومنها علاج القولون العصبي، حيث وجد أن تناول عسل مانوكا بانتظام يمكن أن يساعد في التقليل من أعراض هذا المرض. [1،3]

ويمكن أن تعود فعالية عسل مانوكا في علاج القولون العصبي إلى:

• التقليل من الجذور الحرة في الجهاز الهضمي، وذلك بفضل عمله كمضاد للأكسدة.
• التقليل من الالتهاب الذي يصاحب الإصابة بالقولون العصبي والتهاب القولون التقرحي.
• عمله كمضاد حيوي طبيعي، حيث يمكن أن يقوم بهاجمة وقتل سلالات المطثية العسيرة (بالإنجليزية: Clostridium Difficile) التي تسبب الإسهال الشديد والتهاب الأمعاء. [1،3]

ولكن، لا يزال هناك الحاجة إلى المزيد من الدراسات لإثبات إمكانية علاج القولون العصبي بعسل مانوكا، فجميع التأثيرات العلاجية المذكورة سابقاً تمت ملاحظاتها في دراسات داخل المختبر وعلى الفئران، ولا توجد دراسات سريرية على الإنسان. [1،3]

أيضاً إن ما يحد من استخدام عسل مانوكا للقولون العصبي هو احتوائه على نسبة عالية من مركب الميثيل الجليوكسال (بالإنجليزية: Methylglyoxal)، وهو أحد المركبات الفعالة المسؤولة عن عمل عسل مانوكا كمضاد للميكروبات، والذي وجد أنه يمكن أن يسبب تفاقم أعراض القولون العصبي. [1،4]

اقرا ايضاً :

كيف نتخلص من حرقة المعدة والحموضة؟

تعتبر الحموضة او ما تسمى بحرقة المعدة واحدة من المشكلات التي يعاني منها الملايين من الناس في شتى انحاء العالم ... اقرأ أكثر

هل مسموح لمرضى القولون العصبي أن يتناولوا العسل؟

لا يمكن تحديد ما إذا كان من المسموح أن يتناول مريض القولون العصبي العسل أم لا، سواء بهدف علاج القولون العصبي بالعسل أو تناوله كأحد مكونات وجبة الإفطار، حيث يمكن أن يتعمد ذلك على مدى حساسية المريض للعسل والفركتوز المتواجدة فيه. [1]

ومن أجل معرفة ذلك، يمكن للمريض تجربة نظام غذائي منخفض الفودماب، والذي يتضمن الامتناع عن العديد من أنواع الأطعمة بما فيها العسل، لفترة زمنية محددة، ثم إعادة إدخالها بشكل تدريجي إلى وجبات الطعام الخاصة بالمريض ومراقبة ظهور الأعراض لديه. [1]

اقرأ أيضاً: نظام فودماب (Fodmap) الغذائي لعلاج القولون العصبي

نهاية، لا يمكن إعطاء رأي حازم حول إمكانية علاج القولون العصبي بالعسل، حيث يمكن أن تختلف فعالية هذا العلاج أو فشله من مريض لآخر.