تعد ظاهرة كثرة التجشؤ من الحالات الصحية الشائعة التي يعاني منها العديد من الأشخاص حول العالم، والتي قد تكون مصدر للإزعاج وعدم الراحة. ترتبط كثرة التجشؤ بمجموعة متنوعة من المشكلات والاضطرابات الهضمية، بالإضافة إلى النظام الغذائي المتّبع وعادات الشرب والأكل والإجهاد والقلق وغيرها.
يهدف هذا المقال إلى توضيح أسباب كثرة التجشؤ بالتفصيل، والأعراض المصاحبة للمشكلات الهضمية المرتبطة بكثرة التجشؤ.
محتويات المقال
أسباب كثرة التجشؤ
يُعد التجشؤ (بالإنجليزية: Burping) حالة طبيعية وطريقة للتخلص من تراكم الغازات في الجهاز الهضمي. تحدث هذه الحالة عند توسع المعدة نتيجة ابتلاع كمية كبيرة من الهواء؛ مما يؤدي إلى طرد الهواء من المعدة عبر الفم. وتحدث عملية التجشؤ عند الشخص الطبيعي 30 مرة في اليوم الواحد تقريبًا، وعلى الرغم من أن هذه الظاهرة شائعة وليست خطيرة، إلا أنه قد تشير في بعض الأحيان إلى وجود مشكلة صحية عند حدوثها بشكل متكرر. [1]
تعزى أسباب كثرة التجشؤ إلى مجموعة من العوامل والممارسات التي تزيد من تكرار هذه العملية وتفاقم أعراضها، حيث تتضمن الآتي: [2]
ابتلاع كميات كبيرة من الهواء
هناك العديد من الممارسات والعادات التي تؤدي إلى ابتلاع كميات كبيرة من الهواء، مما يسبب تراكم الغازات في الجهاز الهضمي وكثرة التجش. تتضمن هذه الممارسات: [3]
- التدخين.
- مضغ العلكة باستمرار.
- تناول المشروبات الغازية.
- التنفس عبر الفم.
- التحدث أثناء تناول الطعام.
- تناول الطعام بسرعة.
النظام الغذائي
تحتوي العديد من الأطعمة على نسبة عالية من الأحماض، مثل: الطماطم والحمضيات، ويثير تناول هذه الأطعمة الشعور بحرقة المعدة. كما يسبب الطعام الحار حرقة المعدة والغازات، مما يؤدي إلى تكرار عملية التجشؤ. وتشمل الأطعمة والمشروبات التي يمكن أن تكون من أسباب كثرة التجشؤ الآتي: [4][5]
- الكحول.
- مشروبات الطاقة وغيرها من المشروبات التي تحتوي كمية كبيرة من السكر والمحليات الصناعية.
- الأطعمة الغنية بالكربوهيدرات.
- الكراث.
- البروكلي.
- العدس.
- البصل.
- الفاصوليا.
- خبز القمح الكامل.
- الموز.
- الملفوف.
- القرنبيط.
الاكتئاب والقلق
يمكن أن يسبب الاكتئاب والقلق كثرة التجشؤ وتراكم الغازات أيضًا، وذلك بسبب مستويات الضغط العالية التي يعاني منها الأشخاص الذين يعانون من القلق أو بسبب عادات تناول الطعام لديهم. [3]
تكاثر البكتيريا في الأمعاء الدقيقة
يعد تكاثر نمو البكتيريا في الأمعاء الدقيقة مشكلة شائعة تشبه إلى حد ما العدوى البكتيرية في المعدة. وتتمثل بوجود كمية غير طبيعية من البكتيريا في الأمعاء الدقيقة، مما يتسبب بمجموعة من الأعراض الهضمية، مثل: عسر الهضم، وانتفاخ البطن، والإسهال، والغازات، وكثرة التجشؤ، وبهذا فإنها من أسباب كثرة التجشؤ. [6]
اقرأ أيضًا: كيف يمكن علاج انتفاخ البطن؟
nbsp يعد فقدان الوزن الزائد اسلوبا سهلا وفعالا للتخفيف من اعراض الارتجاع المريئي او ما يسمى ايضا بالقلس المعدي المريئي ...
اقرأ أكثر
اقرا ايضاً :
الأدوية
تسبب مجموعة متنوعة من الأدوية الإصابة بالعديد من الاضطرابات الهضمية، مثل التهاب وقرحة المعدة التي تؤدي إلى تراكم الغازات في الجهاز الهضمي وكثرة التجشؤ. وتشمل هذه الأدوية: [4]
- مضادات الالتهاب غير الستيرويدية، مثل: الأسبرين (بالإنجليزية: Aspirin)، والنابروكسين (بالإنجليزية: Naproxen)، والإيبوبروفين (بالإنجليزية: Ibuprofen).
- بعض أدوية علاج السكري، مثل: الأكاربوز (بالإنجليزية: Acarbose).
- بعض أنواع ملينات الأمعاء، مثل: السوربيتول (بالإنجليزية: Sorbitol) واللاكتولوز (بالإنجليزية: Lactulose).
ارتجاع المريء
من أسباب كثرة التجشؤ أيضًا ارتجاع الحمض، يحدث الارتداد المريئي أو ارتجاع المريء (بالإنجليزية: Gastroesophageal Reflux Disease) عندما يرتد الحمض بصورة عكسية من المعدة إلى المريء ومن ثم باتجاه الفم. تشمل أعراض الارتداد المريئي الغثيان، وحرقة المعدة، والطعم الحامض في الفم، بالإضافة إلى كثرة التجشؤ والغازات.
يساعد تناول وجبات صغيرة على مدار اليوم، والمشي بعد تناول الطعام، وشرب الأعشاب، مثل شاي البابونج والزنجبيل على تهدئة المعدة وتحسين الهضم وتقليل الغازات التي تؤدي إلى التجشؤ. [1]
جرثومة المعدة
تعد الإصابة بجرثومة المعدة والمعروفة بالبكتيريا الملتوية الحلزونية (بالإنجليزية: Helicobacter Pylori - H. pylori) من العوامل التي تزيد من عملية التجشؤ. توجد هذه البكتيريا لدى أكثر من نصف سكان العالم، ولكنها لا تسبب المضاعفات أو المخاطر لدى غالبية الناس، ومع ذلك يمكن أن تتسبب في مضاعفات صحية عديدة في بعض الحالات، مثل: التهاب المعدة، وقرحة المعدة، وسرطان المعدة.
تشمل أبرز أعراض الإصابة بجرثومة المعدة كثرة التجشؤ وآلام البطن، بالإضافة إلى الشعور بالغثيان، وفقدان الوزن غير المبرر، وانتفاخ البطن. يجب الإشارة إلى ضرورة الحصول على المساعدة الطبية عند تقيؤ الدم، أو صعوبة البلع، أو وجود دم في البراز. [2]
فتق الحجاب الحاجز
يحدث فتق الحجاب الحاجز (بالإنجليزية: Diaphragmatic Hernia) عندما يندفع الجزء العلوي من المعدة عبر الحجاب الحاجز ليصل إلى الصدر. يمكن أن يؤدي ذلك إلى ارتداد أحماض المعدة إلى الحلق، مما يسبب صعوبة البلع وحدوث تجشؤات مزعجة، لذا يعد من أسباب كثرة التجشؤ.
تساعد التغييرات في العادات اليومية من تخفيف وعلاج هذه الحالة، وذلك من خلال الإقلاع عن التدخين، والحفاظ على وزن صحي، والنوم في وضعية مرتفعة قليلًا، وتقليل تناول الأطعمة الدهنية. [5]
أنا طلعت لي حبة صغيرة في الشرج قبل شهر و قالت لي الدكتورة أنها بواسير، استمريت مع حبوب دافلون و تحاميل نيو هيلار مع مرهم و اختفت اليوم، لكن أشعر بشعور غريب مكان الحبة و يضايقني؟
متلازمة ميجان بلايز
تعد متلازمة ميغان بلايز (بالإنجليزية: Meganblase Syndrome) من الاضطرابات الهضمية التي تؤدي إلى كثرة التجشؤ نتيجة ابتلاع كميات كبيرة من الهواء؛ مما يؤدي إلى تراكم الغازات في المعدة على شكل فقاعة كبيرة خاصةً بعد تناول وجبات دسمة. تسبب هذا الحالة الصحية الشعور بالامتلاء وضيق التنفس. ويتم علاجها في أغلب الأحيان من خلال تغييرات سلوكية كتحسين النظام الغذائي وممارسة الرياضة. [2]
حالات مرضية أخرى
هناك قائمة إضافية لأسباب كثرة التجشؤ، منها: [4]
- خزل المعدة.
- القرحة الهضمية.
- عدم تحمل اللاكتوز.
- مشاكل في امتصاص الفركتوز أو السوربتول.
- الداء البطني الزلاقي.
- قصور في وظائف البنكرياس.
نصيحة الطبي
يعتبر التجشؤ ظاهرة طبيعية تتمثل بخروج الغازات وإطلاقها من الفم. تعزى أسباب كثرة التجشؤ إلى العديد من المشكلات الهضمية، مثل: الارتداد المريئي، وتكاثر البكتيريا في الأمعاء الدقيقة، ومتلازمة ميجان بلايز، بالإضافة إلى الأدوية والعقاقير والنظام الغذائي الغني بالكربوهيدرات. ينصح الطبي بتناول كميات قليلة من الطعام على مدار اليوم، والمشي بعد تناول الطعام، والتقليل من تناول المشروبات الغازية والبقوليات كالعدس والفاصولياء، والإقلاع عن التدخين، لما لهذه الممارسات من أثر في تعزيز صحة الجهاز الهضمي وتقليل تراكم الغازات والتجشؤ.