يعد كلًا من الاكتئاب والقلق مشكلتين منفصلتين، ولكل منهما أعراض وطرق علاج خاصة به. لكن، من الممكن أن يصاب الفرد بالاكتئاب والقلق معًا في آنٍ واحد، وهنا لا بد من إيجاد طرق وحلول لعلاج الاكتئاب والقلق معًا بأقل أعراض جانبية. [1]

يناقش المقال التالي كيفية علاج الاكتئاب والقلق، بما في ذلك استخدام الأدوية، والبرامج العلاجية المختلفة، بالإضافة إلى بعض النصائح التي تساهم في التخفيف من أعراض كل منها.

 

يعد كلًا من الاكتئاب والقلق من المشاكل العقلية الشائعة جدًا، ويعتبر كل منهما حالة خاصة تتميز عن الأخرى من حيث الأعراض. فمثلًا، يتسبب مرض الاكتئاب بانخفاض المزاج وشعور الفرد بالحزن واليأس، بينما يتسبب القلق بملئ الفرد بمشاعر القلق، والعصبية، والخوف. [1،2]

لكن، هذا لا يعني أنه لا يوجد تشابه وتداخل ما بين الأعراض المرافقة لكل منهما. فمثلًا، يمكن أن يتسبب كل من الاكتئاب والقلق بالهيجان لدى المريض، بالإضافة إلى اضطرابات النوم. [2]

ومن المحتمل أن يعاني الفرد من مرض الاكتئاب والقلق معًا بنفس الوقت، حيث أن الأفراد الذين يعانون من الاضطراب الاكتئابي الكبير يمكن أن يصابوا أيضًا بأحد أنواع اضطرابات القلق خلال فترة معينة من حياتهم. [1-3]

وهنا لا بد من البحث عن خيارات يمكن أن تستخدم لعلاج الاكتئاب والقلق معًا، خصوصًا وأن بعض العلاجات الدوائية يمكن أن تستخدم لعلاج الاكتئاب أو القلق، وهذا ما سيساعد في تقليل عدد الأدوية التي سيتناولها المريض، وبالتالي سيخفف من الأعراض الجانبية التي يمكن أن يعاني منها المريض. [2،3]

اختبر نفسك: هل تعاني من الاكتئاب؟

هل يسهل علاج الاكتئاب والقلق معًا؟

من الممكن أن يكون علاج الاكتئاب والقلق المتزامنين في بعض الأحيان أكثر تعقيدًا مقارنة بعلاج كل منهما على حده، فمن الممكن أن يساهم علاج أحدهما مع بقاء الآخر على رجوع الأعراض الخاصة بالمرض الذي تم علاجه مرة أخرى. [1]

فمثلًا، عند علاج الاكتئاب مع بقاء القلق لدى المريض، عندها سيتسبب عدم التوقف عن القلق والمخاوف المرتبطة بكل الأشياء من حول باستنزاف طاقته ودوافعه، وهذا ما سيجعله يشعر بالإحباط واليأس من جديد. [1]

وفي بعض الأحيان، لا بد من الجمع ما بين عدة طرق لعلاج الاكتئاب والقلق، لأن ما يساعد في تخفيف أعراض الاكتئاب يمكن أن لا يخفف دائمًا أعراض القلق، والعكس صحيح. [1،2]

بشكل عام، يعتمد اختيار أفضل علاج للاكتئاب والقلق على عدة عوامل، منها: [2،4]

  • الأعراض التي يعاني منها المريض.
  • الأمراض الأخرى التي يعاني منها.
  • شدة الحالة لدى المريض.

أدوية تستخدم لعلاج الاكتئاب والقلق

قبل البدء بذكر الأدوية التي يمكن استخدامها لعلاج الاكتئاب والقلق، يجب التنويه إلى أن بعض أنواع الأدوية يمكن أن تعالج كلا الحالتين في آن واحد وبعضها الآخر مخصص لعلاج إما القلق أو الاكتئاب. [2،4]

فعند علاج الاكتئاب والقلق معًا، يمكن أن يتم استخدام الأدوية التالية:

مثبطات استرداد السيروتونين الانتقائية

تعد الأدوية التابعة لمجموعة مثبطات استرداد السيروتونين الانتقائية من أولى الأدوية التي يتم اختيارها لعلاج القلق والاكتئاب في آن واحد، فهي تعمل على زيادة مستوى السيروتونين في الدماغ، ويعد السيروتونين أحد النواقل العصبية التي لها دور مهم في تنظيم المزاج والسلوك، ويمكن أن يؤدي انخفاض السيروتونين في الدماغ إلى الإصابة بالعديد من الأمراض العقلية مثل الاكتئاب والقلق. [2،3]

ومن الأمثلة على مثبطات استرداد السيروتونين الانتقائية التي يمكن وصفها لعلاج الاكتئاب والقلق ما يلي: [2،3]

  • الفلوكستين.
  • السيرترالين.
  • الباروكستين.
  • الفلوفوكسامين.
  • السيتالوبرام.
  • الإسيتالوبرام.
  • الفيلازودون.

ويجب التنويه إلى أنه من الممكن أن يستغرق الأمر ما يصل إلى 6 أسابيع قبل أن يشعر الفرد بفعالية مثبطات استرداد السيروتونين الانتقائية في تخفيف أعراض الاكتئاب والقلق لديه. [2]

اقرأ أيضًا: أفضل أدوية علاج القلق

مثبطات استرداد السيروتونين والنورادرينالين

تعد مثبطات استرداد السيروتونين والنورادرينالين أيضًا من الأدوية التي يمكن اعتبارها من أولى العلاجات التي يتم وصفها للقلق والاكتئاب، حيث تقوم هذه الأدوية بمنع عملية إعادة امتصاص السيروتونين والنورادرينالين، مما يزيد من مستوياتها داخل الدماغ، وهذا ما يمكن أن يكون له تأثير مفيد على الحالة المزاجية والعاطفية لدى المريض. [2،3]

وتتضمن الأدوية التابعة لمجموعة مثبطات استرداد السيروتونين والنورادرينالين ما يلي: [2،3]

  • الفينلافاكسين.
  • الديسفنلافاكسين.
  • الدولوكستين.
  • الميلناسيبران.
  • الليفوميلناسيبران.

أيضًا، يمكن أن يستغرق ظهور تأثيرات مثبطات استرداد السيروتونين والنورادرينالين ما بين 6 إلى 8 أسابيع. [2]

مضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقات

تعمل مضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقات أيضًا عن طريق منع إعادة امتصاص السيروتونين والنورادرينالين، مما يزيد من مستوياتهما في الدماغ. وعادة ما يتم وصف مضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقات لعلاج الاكتئاب في حال فشل الأدوية التابعة للمجموعتين السابقتين في علاج المشكلة، وهي من الأدوية التي يمكن أن يتم وصفها أيضًا للتخفيف من أعراض القلق. [2،3]

وتتضمن الأمثلة على مضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقات التي يمكن استخدامها لعلاج الاكتئاب والقلق ما يلي: [2،3]

  • الأميتريبتيلين.
  • الإيميبرامين.
  • النورتريبتيلين.
  • الأموكسابين.
  • التريميبرامين.
  • الدوكسيبين.

لكن، يجب التنويه إلى أن هذه الفئة من أدوية علاج الاكتئاب والقلق يمكن أن تتسبب بآثار جانبية كبيرة، منها عدم وضوح الرؤية، والنعاس، وانخفاض ضغط الدم، ومشاكل في المسالك البولية، والارتباك، والإغماء، والنوبات الاختلاجية، واضطراب نبضات القلب. [3]

أدوية أخرى

إلى جانب الأدوية السابقة، يمكن للطبيب أيضًا وصف بعض أنواع أخرى من الأدوية للمرضى الذين يعانون من الاكتئاب والقلق، إلا أن هذه الأدوية تكون مخصصة للتخفيف من أعراض إما الاكتئاب أو القلق. ومن هذه الأدوية ما يلي:

  • البنزوديازيبينات

تساعد الأدوية التابعة لمجموعة البنزوديازيبينات على التخفيف من أعراض القلق، ومن الأمثلة عليها ما يلي: [2،3]

  • حاصرات مستقبلات بيتا

أيضًا، تعتبر الأدوية التابعة لمجموعة حاصرات البيتا، مثل البروبرانولول والأتينولول، من الأدوية التي يتم وصفها من أجل تخفيف أعراض القلق البدنية لدى المريض، ومنها تسارع معدل ضربات القلب، والدوخة، والتعرق، ورجفان اليدين. [2،4]

  • مثبطات أوكسيديز أحادي الأمين

تعد الأدوية التابعة لمجموعة مثبطات أوكسيديز أحادي الأمين مخصصة لعلاج الاكتئاب وأعراضه، ومن الأمثلة عليها ما يلي: [2]

اقرأ أيضًا: ما هو علاج الاكتئاب؟

  • دواء البوسبيرون

يعد دواء البوسبيرون أحد الأدوية المضادة للقلق، والذي يتم استخدامه عادة لعلاج اضطراب القلق العام، حيث أنه يعمل على زيادة مستويات السيروتونين والناقلات العصبية الأخرى في الدماغ. [1،3]

العلاج النفسي للاكتئاب والقلق

بالإضافة إلى تناول الأدوية، يمكن أن يحتاج المريض المصاب بالاكتئاب والقلق للخضوع إلى برامج العلاج النفسي من أجل تخفيف الأعراض لديه. ويمكن أن تتضمن برامج العلاج هذه ما يلي: [1،4]

  • العلاج السلوكي المعرفي، والذي يساعد الفرد على تحديد الأفكار وأنماط السلوك غير المرغوب فيها وكيفية التغلب عليها، بالإضافة إلى تعليمه طرقًا مختلفة للتفكير والتصرف والتفاعل مع الظروف العصيبة.
  • العلاج المعرفي القائم على اليقظة، والذي يقوم بتعليم تقنيات اليقظة جنبًا إلى جنب مع التقنيات السلوكية لمساعدة المريض على إدارة المشاعر غير المرغوب فيها والبقاء حاضرًا من خلالها بدلًا من الشعور بالارتباك.
  • العلاج القائم على القبول والالتزام، والذي يساعد المريض على قبول الأفكار غير المرغوب فيها أو المؤلمة، والبقاء حاضرًا، والالتزام بالأنشطة الإيجابية التي تلبي حاجاته الشخصية.
  • العلاج القائم على حل المشكلات، حيث يعلم هذا البرنامج العلاجي المريض على كيفية استخدام مهارات التأقلم لإدارة أعراض الأمراض العقلية التي يعاني منها وكيفية إدارة تجارب الحياة التي تسبب التوتر والاضطرابات العاطفية الأخرى لديه.
  • العلاج بالتعرض، والذي يتضمن تعريض المريض بشكل متكرر وبطريقة متدرجة على مدى فترة محددة لشيء أو موقف يثير الخوف أو القلق لديه، وذلك حتى ينخفض ​​الضيق الذي يشعر به المريض عند التعرض لهذه الأشياء بشكل ملحوظ.

اقرا ايضاً :

رهاب المدرسة.. ظاهرة تقلق الأبوين

نصائح لعلاج الاكتئاب والقلق

تساعد بعض الاستراتيجات والنصائح في علاج الاكتئاب والقلق والتخفيف أعراضهما، والتي تشمل ما يلي: [1،3]

  • بناء روتين يومي منتظم، فذلك يساعد على تعزيز الشعور بالسيطرة، وهو ما يمكن أن يساعد في بعض الأحيان في التخفيف من مشاعر القلق والاكتئاب.
  • محاولة إلهاء النفس عن مشاعر القلق والاكتئاب من خلال ممارسة بعض الأنشطة البسيطة، مثل ترتيب السرير، أو الاستحمام، أو تفريغ غسالة الأطباق.
  • الحرص على النوم لمدة 7 - 9 ساعات أثناء الليل، فعدم النوم لساعات كافية يمكن أن يتسبب بتفاقم أعراض القلق والاكتئاب.
  • الالتزام بروتين صحي للنوم والذي يتضمن الذهاب إلى السرير والاستيقاظ في نفس الوقت تقريبًا كل يوم، وإيقاف تشغيل الأجهزة الإلكترونية قبل حوالي ساعة من وقت النوم.
  • الحرص على تناول الفواكه، والخضروات، والبروتينات الخالية من الدهون، والحبوب الكاملة، مع التقليل من تناول الكافيين، والسكريات المكررة، والأطعمة المصنعة، والكحول فمن الممكن أن تتسبب هذه الأطعمة بتفاقم أعراض القلق والاكتئاب.
  • ممارسة الأنشطة البدنية، خصوصًا تلك التي تتضمن الخروج من المنزل واستنشاق الهواء العليل.
  • تخصيص أوقات من اليوم من أجل الراحة والاسترخاء.
  • البقاء على اتصال مع أفراد العائلة والأقارب والأصدقاء المقربين.
  • ممارسة تقنيات الاسترخاء، بما فيها التأمل، واليوغا، والمساج، وتقنيات التنفس العميق.

للمزيد: طرق علاج الاكتئاب في المنزل

عندما أواجه شخص ما أو أقف إماما بالناس فالصلاة قلبي يدق بسرعة ولا أستطيع أخذ نفسي ولا أستطيع النطق وتزداد الرعشة، خصوصا عند القدمين بحيث لا أستطيع الوقوف طويلا فما الحل؟

نهاية، يمكن أن يعتبر علاج الاكتئاب والقلق معًا أكثر تعقيدًا مقارنة بعلاج كل منهما على حده. لكن الأمر الايجابي هو أن هناك أنواع من الأدوية يمكن استخدامها لعلاج الاكتئاب والقلق في آن واحد وهو ما سيساعد على التقليل من الأدوية التي يتناولها المريض والأعراض الجانبية المرتبطة بها. كما أن هناك عدد من برامج العلاج النفسي والنصائح المنزلية التي تساعد في التخفيف من أعراض القلق والاكتئاب.