يعد القذف عملية فسيولوجية طبيعية تحدث ضمن استجابات الإثارة الجنسية وعادة ما يصاحبها النشوة الجنسية، كما أنها وسيلة الإنجاب عبر إيصال النطف لرحم المرأة. قد يمر على الرجل فترة طويلة دون قذف سواء عن قصد أو لوجود مشكلة صحية، فهل يوجد أضرار لعدم القذف فترة طويلة عند الرجال؟ [1]

يتناول هذا المقال أضرار عدم القذف فترة طويلة، وأسباب حدوث ذلك، وهل يوجد علاقة بين عدم القذف وسرطان البروستاتا.

كيف يحدث القذف؟

القذف (بالإنجليزية: Ejaculation) هو عملية اندفاع السائل المنوي خارج الجسم عبر القضيب بعد الانتصاب، وقد تتأثر عملية القذف ببعض العوامل، مثل العمر، والصحة البدنية والنفسية. [2]

يحدث القذف نتاج مجموعة من الخطوات، تشمل: [2]

  1. تُحفِّز الإثارة الجنسية والاستجابة الجسدية عند الاتصال الجنسي الجهاز العصبي المركزي، ويستمر هذا التحفيز حتى الوصول إلى النشوة الجنسية.
  2. تنتقل الحيوانات المنوية من مكان تخزينها في الأنابيب الموجودة في الخصيتين (الأسهر) إلى مجرى البول أسفل القضيب.
  3. تنتج غدة البروستاتا والحويصلات المنوية سائلًا يحمل الحيوانات المنوية خارج الجسم ويسمى في هذه الحالة السائل المنوي.
  4. تنقبض عضلات الحوض فيندفع السائل المنوي بسرعة وبقوة من القضيب وعادة ما يصاحبه هزة الجماع، وتستمر العضلات في الضغط على أنسجة القضيب عدة مرات لمواصلة دفع السائل المنوي خارج الجسم.

أضرار عدم القذف لفترة طويلة على صحة الجسم

لا توجد أضرار صحية لعدم القذف فترة طويلة، فالجسم يقوم بتفكيك الحيوانات المنوية غير المستخدمة، فلا يتسبب ذلك في حدوث أي آثار سلبية على الجسم. [3]

علاوة على ذلك لا يضر عدم القذف مدة طويلة الوظيفة الجنسية، أو الخصوبة، أو الرغبة الجنسية لدى الرجل، ولكن قد يؤدي تكرار منع القذف عمدًا فترة طويلة إلى حدوث المشاكل الآتية: [3][4]

  • مشاكل في القذف فيما بعد، مثل عدم القدرة على القذف عند الرغبة في ذلك، أو سرعة القذف، أو القذف الرجعي في بعض الحالات، وكذلك صعوبة الإنجاب.
  • ارتفاع ضغط الدم البربخي، وهي حالة يحدث فيها احتقان الخصيتين بالدم نتيجة حدوث إثارة جنسية دون الوصول إلى القذف والنشوة وتؤدي إلى الشعور بألم في الخصيتين لبعض الوقت. تجدر الإشارة إلى أن هذه الحالة غير ضارة ويمكن علاجها من خلال القذف أو تجنب الإثارة.

قد تتضمن أضرار عدم القذف لفترة طويلة عن قصد أيضًا حرمان النفس من فوائد عملية القذف الطبيعية، والتي تشمل: [1][5][6]

  • الشعور بالمتعة الجنسية: يزيد القذف والوصول لهزة الجماع من المتعة الجنسية لدى الرجل والمرأة، كما أنه يساعد إفراز مادة الإندورفين والأوكسيتوسين التي تمنح الشخص شعورًا بالراحة.
  • تسكين الآلام: قد يساعد القذف على تسكين الآلام المزمنة.
  • المساعدة على النوم: يزيد القذف من شعور الرجل بالنعاس والرغبة في النوم، وبالتالي يمكن أن يساعد على النوم ليلًا لدى الأشخاص الذين يعانون من الأرق واضطرابات النوم.

أضرار عدم القذف لفترة طويلة على الصحة النفسية

بالرغم من غياب أضرار عدم القذف لفترة طويلة على صحة الجسم، إلا أن ذلك قد يؤدي إلى بعض المشاكل النفسية عندما يكون عدم القذف ناجمًا عن مشكلة جنسية. [3]

 تشمل أضرار عدم القذف لفترة طويلة على الحالة النفسية ما يلي: [3]

  • الشعور بالضيق والحرج من صعوبة إخراج الحيوانات المنوية أثناء الممارسة الجنسية، وهو ما يؤثر على المتعة بين الزوجين ويؤدي إلى صعوبة الحمل والإنجاب.
  • حدوث مشاكل نفسية، مثل الاكتئاب أو القلق التي بدورها تؤثر على الصحة الجنسية.

اقرا ايضاً :

التسرب الوريدي عند الانتصاب

ما العلاقة بين عدم القذف لفترة طويلة وسرطان البروستاتا؟

قد يقلل تكرار القذف بانتظام من خطر الإصابة بسرطان البروستاتا، وذلك بحسب ما أشارت دراسة نشرت عام 2016 في مجلة جراحة المسالك البولية الأوروبية، ولكن هذا لا يعني أن عدم القذف لفترة طويلة يزيد من فرصة الإصابة بسرطان البروستاتا، فلا تزال الأبحاث والدراسات تجرى لمعرفة المزيد من المعلومات التي تربط بين سرطان البروستاتا والقذف. [2]

اقرأ أيضًا: المشاكل الجنسية عند الرجل

ماذا يحدث للحيوانات المنوية التي لا تخرج من الجسم؟

لا توجد أضرار لعدم القذف لفترة طويلة كما ذكرنا، ولكن ما مصير الحيوانات المنوية التي يكونها الجسم في هذه الحالة؟ [2]

يعيد الجسم امتصاص الحيوانات المنوية مرة أخرى، أو يتم قذفها من الجسم أثناء النوم ليلًا بشكل تلقائي، وهو أمر شائع بين كثير من الرجال، ولا يقتصر على فترة المراهقة فقط، بل يمكن أن يحدث هذا الأمر في أي مرحلة من العمر؛ لذلك فلا توجد أي آثار سلبية من الحيوانات المنوية التي لا تخرج نتيجة عدم القذف. [2]

اقرأ أيضًا: انتبه… هذه أسباب سرعة القذف

أسباب عدم القذف لفترة طويلة

قد ينجم عدم القذف لفترة طويلة عن الإصابة بحالة طبية تمنع هذه العملية، أو التوقف عن القذف عن قصد في بعض الحالات، وتشمل الأسباب ما يلي: [7] 

  • المشاكل الصحية

يمكن أن تتسبب بعض الحالات الطبية في منع القذف لفترة طويلة، وأبرزها: [8]

  • تلف الأعصاب: يمكن أن يؤدي تلف الأعصاب إلى تأخر القذف، حيث لا يتمكن الرجل من الاحتفاظ بالانتصاب والقذف بصورة طبيعية، كما أن الرجال الذين يعانون من إصابات في النخاع الشوكي أو اضطرابات عصبية أخرى قد لا يقذفون على الإطلاق.
  • العدوى الجنسية: قد تؤثر الإصابة ببعض أنواع العدوى المنقولة جنسيًا على القذف، مثل السيلان والكلاميديا.
  • الشعور بألم أثناء الجماع: قد يشعر الرجل بألم أثناء الجماع، مما يجعله يعزف عن ممارسة العلاقة الحميمة والقذف، وتحتاج هذه المشكلة لمعرفة سبب ألم الجماع وعلاجه.
  • القذف الرجعي: يقصد بالقذف المرتجع دخول بعض الحيوانات المنوية أو جميعها إلى المثانة بدلًا من خروجها من القضيب، ويمكن أن تؤدي هذه الحالة إلى العقم، وقد ينجم القذف الرجعي عن جراحة البروستاتا.

جدير بالذكر أن عدم القذف لا يعني عدم وصول الشخص إلى النشوة الجنسية، فالبرغم من أن القذف عادة ما يترافق مع الشعور بالنشوة إلا أنها قد تحدث دون عملية القذف. [9]

اقرأ أيضًا: أسباب محتملة لآلام ما بعد القذف

  • تعمد عدم القذف

يمكن أن يكون عدم القذف في بعض الحالات أمرًا متعمدًا من قبل الرجل وليس بسبب مشكلة مرضية، فالبعض يفضل تأخير القذف أثناء ممارسة العلاقة الحميمة لإطالة مدة الجماع، بينما يفضل آخرون الوصول إلى النشوة دون قذف، أو التوقف عن الجماع قبل القذف، وربما يكون عدم القذف مدة طويلة ببساطة نتيجة الامتناع عن ممارسة الجنس. [3][4]

قد يعتقد البعض أن عدم القذف لفترة طويلة يحافظ على قدرة الجسم على إنتاج الحيوانات المنوية، ولكن يعد هذا اعتقادًا خاطئًا، حيث أن القذف المتكرر لن يتسبب في نفاد الحيوانات المنوية من الجسم، فعلى الرغم من أن ​​الحيوانات المنوية تستغرق 74 يومًا تقريبًا حتى تنضج تمامًا، إلا أن الجسم ينتج ملايين الحيوانات المنوية كل يوم. [9]

اقرأ أيضًا: طرق طبيعية لعلاج تأخر القذف عند الرجال

كم عدد مرات القذف المثالية؟

لا يوجد عدد طبيعي من المرات التي يجب أن يحدث فيها القذف لدى الشخص، حيث يختلف متوسط عدد مرات القذف وفقًا لعدة عوامل، ومنها: [2]

  • المرحلة العمرية: غالبًا ما يزداد عدد مرات القذف لدى الشباب عن كبار السن، فمع تقدم العمر يمكن أن يعاني الرجل من مشاكل الصحة الجنسية التي تؤثر على الانتصاب والقذف.
  • الصحة العامة: عندما يتمتع الرجل بصحة جيدة فسوف يزداد عدد مرات القذف لديه، بينما يمكن أن تؤثر بعض المشكلات الصحية على الصحة الجنسية، مثل أمراض القلب.
  • الحالة النفسية: تلعب الحالة النفسية أيضًا دورًا في التأثير على القذف، فقد يؤثر التوتر والقلق أو الإصابة باضطراب نفسي على الأداء الجنسي والقذف.
  • الحالة الاجتماعية: يزداد عدد مرات القذف لدى الرجل المتزوج والمنتظم في ممارسة العلاقة الحميمة مع زوجته.

اقرأ أيضًا: كم هو الوقت الكافي للجماع؟

كم جرعة الفياكرا المناسبة لذكر عمره ١٨ الوزن 54 والطول 172،ولا أُعاني من مشاكل صحية