يواجه الكثير من الأزواج حول العالم مشاكل في الإنجاب وتأخر الحمل، ويرجع سبب ذلك إلى عوامل مختلفة قد تكون من الرجل أو من المرأة أو من كليهما معا، ولمواجهة هذه المشكلة بدأ تطور التقنيات المساعدة على الإنجاب منذ بداية ثمانينات القرن الماضي واستمر إلى يومنا هذا.
تقدم تقنيات المساعدة على الإنجاب حلولا للمشكلات المختلفة التي يعاني منها الأزواج أثناء محاولة القيام بعملية الإخصاب، ومن هذه التقنيات; تقنيات النقل إلى قناة فالوب والتي تشمل : نقل الجاميتات، أو الزيجوت بعد الإخصاب بشكل مباشر، أو الزيجوت بعد الإنقسام, أو الأجنة إلى قناة فالوب. تشترك هذه التقنيات بطريقة إجرائها ولكنها تختلف في المرحلة التي يتم النقل فيها إلى قناة فالوب.
كانت تقنيات النقل إلى قناة فالوب تحقق نسب نجاح مرتفعة مقارنة بعملية الإخصاب الصناعي في الماضي، حيث كانت عمليات الإخصاب الصناعي ما تزال في مراحلها الأولية، ومع تطور تقنيات الإخصاب الصناعي وارتفاع نسب نجاحها، وعدم اعتمادها على استخدام المنظار البطني أو شق البطن الجراحي، تراجع دور تقنيات النقل إلى قناة فالوب وأصبح استخدامها نادرا وفي حالات معينة سنقوم بالإشارة إليها من خلال هذا المقال.
من الجدير بالذكر أنه لا يمكن استخدام تقنيات النقل إلى قناة فالوب في الحالات التي يوجد فيها مشكلة في أنبوب الحمل أو قناة فالوب نفسها مثل انسداد قناة فالوب، ويتم الانتقال في هذه الحالة إلى تقنيات أخرى للمساعدة على الإنجاب مثل الإخصاب الصناعي (IVF).
للمزيد: هل يكفي أنبوب مفتوح لقناة فالوب لحدوث الحمل
تجب الإشارة إلى الدراسات قد أثبتت أن فائدة تقنيات المساعدة على الإنجاب للأنثى فوق ال40 عام تقل في أغلب الحالات، حيث تقل فعاليتها لأن أحد العوامل الأساسية لنجاح تقنيات المساعدة على الإنجاب هو وجود بويضات ناضجة وصحية، ومع تقدم الأنثى في العمر يقل مخزون البويضات بشكل كبير، أيضاً تتغير صحة البويضة نفسها، إذ عادة ما يتم اختيار تقنية الإخصاب الصناعي لهم بشكل مباشر، لزيادة احتمالية نجاحها.
تقنية نقل الجاميتات إلى قناة فالوب
أحد التقنيات المختلفة المستخدمة في المساعدة على الإنجاب، يتم فيها نقل الجاميتات (وهي عبارة عن الخلية الذكرية أو الأنثوية، والتي تحمل نصف عدد الكروموسومات الجسمية الموجودة في باقي خلايا جسم الإنسان بالإضافة إلى كروموسوم جنسي واحد، والتي عند اجتماعها مع جاميت الجنس الآخر تتحد معه في عملية الإخصاب مكونةً الزيجوت; وهو البويضة المخصَّبة) إلى قناة فالوب لتتم عملية الإخصاب فيها.
تمت أول عملية نقل الجاميت إلى قناة فالوب ناجحة حيث نتج عنها حمل سليم في عام 1984، في جامعة تكساس الأمريكية، استُخدِمت تقنية نقل الجاميت إلى قناة فالوب لتكون تقنية مساعدة على الإنجاب مشابهة بشكل كبير لمراحل حدوث التخصيب والحمل الطبيعية.
الولادة امر مرهق ومليء بالالم ولكن مع الالم يولد الامل في ولادة طفل جديد ومن المميز في التقدم العلمي ان ...
اقرأ أكثر
اقرا ايضاً :
مراحل نقل الجاميتات إلى قناة فالوب
مرحلة الحصول على بويضات ناضجة من الأنثى
تحتاج أغلب تقنيات المساعدة على الإنجاب أن تبدأ أولى مراحل العلاج بنظام علاجي هرموني للأنثى لتحفيز المبيض على انتاج أكثر من بويضة واحدة -يوجد في جسم الأنثى مبيضين، متصلين بالرحم من خلال أنبوبين يسميان بقناة فالوب، أو قناة البيض-. فمن الطبيعي أن يُنضج المبيضين كل شهر بويضة واحدة.
لكن في عمليات المساعدة على الإنجاب يتم تحفيز المبيضين لإنتاج أكثر من بويضة في نفس الشهر لزيادة احتمالية حدوث الحمل، إذ يعتمد الحصول على أعلى نسبة نجاح لتقنيات المساعدة على الإنجاب وجود عدد أكبر من البويضات الناضجة بشكل تام.
تحتاج دورة تقنية نقل الجاميت إلى الأنبوب مدة أربعة إلى ستة أسابيع في المتوسط للوصول إلى مرحلة البويضة المخصبة.
مرحلة الحصول على حيوانات منوية من الرجل
يتم أخذ الحيوانات المنوية من الرجل، ومعالجتها بشكل مناسب لجعلها مؤهلة لعملية النقل الى قناة فالوب في جسم الأنثى، وحصول الإخصاب. يستخدم ما بين 100.000 إلى 500.000 حيوان منوي متحرك في تقنية نقل الجاميت إلى قناة فالوب، وللوصول إلى أعلى نسبة نجاح لتقنية نقل الجاميت إلى الأنبوب يفضل وجود 1.5 مليون حيوان منوي متحرك، يمتلك 30% منهم شكل سليم.
تؤخذ الحيوانات المنوية من الرجل قبل ساعتين من جمع البويضات الناضجة من الأنثى.
مرحلة نقل الجاميتات إلى قناة فالوب
يتم نقل الحيوانات المنوية المعالجة، والبويضات الناضجة بعد جمعها من مبيض الأنثى مباشرة إلى قناة فالوب، تُنقل الجاميتات باستخدام أداة خاصة ويتم فصل الجاميتات أثناء نقلهم لمنع حدوث الإخصاب قبل وصول الجاميتات إلى قناة فالوب.
تعتمد احتمالية حدوث حمل متعدد (توأم) على عدد البويضات التي تم نقلها، إذ يحدث الحمل المتعدد في 30% من حالات الحمل الناتجة عن استخدام تقنية نقل الجاميتات إلى قناة فالوب.
للمزيد: هل يؤدي التلقيح الصناعي إلى الحمل بتوأم
تجعل هذه المرحلة تقنية نقل الجاميتات إلى قناة فالوب مختلفة عن التقنيات الأخرى المساعدة على الإنجاب، وتكون مشابهة أكثر لمراحل تطور الحمل الطبيعي، حيث ينتظر الأبوان بعد نقل الجاميتات حدوث تخصيب البويضة بشكل طبيعي داخل أنبوب فالوب، وانتقال الجنين إلى الرحم لينزرع في جدار الرحم، ثم ينمو مشكلاً حملا طبيعيا وسليما. حيث أنه لم يتم اختيار أي بويضة مخصبة سيتم نقلها إلى الرحم ولا يوجد أي تدخل غير طبيعي يساعد الحيوان المنوي على إتمام عملية تخصيب البويضة.
متى يتم استخدام تقنية نقل الجاميتات إلى قناة فالوب
تعتبر تقنية نقل الجاميتات إلى قناة فالوب إحدى التقنيات المستخدمة في المساعدة على الإنجاب للأشخاص الذين يعانون من المشكلات التالية;
- مشاكل في المبيض، مثل حدوث الدورة الشهرية بدون انضاج بويضة، أو قلة مخزون البويضات.
- وجود بطانة رحم مهاجرة.
- مشاكل في عنق الرحم، مثل تضيق عنق الرحم وغيرها، حيث تمنع الحيوانات المنوية من الوصول للبويضة.
- قناعة الأبوين بعدم جواز استخدام طرق أخرى مساعدة على الإنجاب، والتي يتم فيها إخصاب البويضة خارج الرحم واختيار البويضة التي سيتم زرعها في الرحم. إذ أن تقنية نقل الجاميت إلى قناة فالوب تعتبر أقرب طريقة لحدوث إخصاب طبيعي دون أي تدخل خارجي.
المقارنة بين طريقة نقل الجاميتات إلى قناة فالوب والإخصاب الصناعي
على الرغم من كون كلا الطريقتين تعتبر تقنية ناجحة في المساعدة على الإنجاب إلا أن تقنية الإخصاب الصناعي تعتبر أفضل للأسباب التالية:
- حدوث الحمل في تقنية نقل الجاميت إلى قناة فالوب بنسبة 23-29%، بينما كانت نسبة حدوث الحمل باستخدام تقنية الإحصاء الصناعي 50%-60%.
- تعتبر تقنية الاخصاب الصناعي أيضاً أقل خطورة بين التقنيتين، حيث تحتاج تقنية نقل الجاميت إلى قناة فالوب إلى تدخل جراحي باستخدام المنظار عن طريق البطن لنقل الجاميتات على عكس الاخصاب الصناعي.
- يجب وجود قناة فالوب سليمة عند الأنثى لإجراء تقنية نقل الجاميت إلى قناة فالوب، بينما لا يشترط ذلك في الإخصاب الصناعي.
- يتأكد الطبيب من حدوث الإخصاب خارج الرحم ونجاح المرحلة الأولى، لكن في تقنية تقل الجاميت إلى قناة فالوب لا يمكن التأكد من ذلك ويمكن أن لا يحدث الإخصاب بنسبة أكبر.
تقنية نقل البويضة المخصَّبة إلى قناة فالوب
يتم فيها نقل البويضة المخصَّبة بعد حدوث الإخصاب في المختبر بشكل مباشر، وقبل حدوث أي انقسام خلوي، يتم نقلها إلى قناة فالوب. تشترك هذه التقنية مع غيرها من تقنيات النقل إلى قناة فالوب بمراحل الحصول على البويضات والحيوانات المنوية. كما تشترك بنفس طريقة ارجاع البويضة المخصَّبة إلى جسم الأنثى.
تقنية نقل الزيجوت إلى قناة فالوب
يتم نقل الزيجوت; وهو نتاج إخصاب الجاميت الذكري (الحيوان المنوي) للجاميت الأنثوي (البويضة). وبعد حدوث الإخصاب والانقسام الناتج عن خليتين خلال 24 ساعة يتم نقل الزيجوت إلى قناة فالوب، وبذلك يضمن الطبيب حدوث عملية التخصيب والانقسام بين الجاميتات وهو ما يزيد من فرصة نجاح هذه التقنية عن التقنية السابقة.
يتم نقل الزيجوت بنفس الطريقة التي يتم بها إجراء نقل الجاميتات الى قناة فالوب باستخدام المنظار البطني، وذلك ما يجعلها تشمل تدخلا جراحيا أكبر مقارنة بالإخصاب الصناعي التي يتم فيها إيصال الأجنة إلى الرحم عن طريق المهبل وعنق الرحم دون الحاجة للدخول باستخدام المنظار الجراحي عن طريق ثقوب في جدار البطن.
تتشابه تقنية نقل الزيجوت إلى قناة فالوب وتقنية الإخصاب الصناعي في حدوث مرحلة الإخصاب بين الجاميتات في المختبر، حيث يستطيع الطبيب اختيار عدد من البويضات المخصبة (الزيجوت) الأكثر صحة لنقلها إلى قناة فالوب.
عند حدوث انقسام للجنين لأكثر من خليتين، وهي المرحلة الثانية لتطور الجنين بعد الإخصاب (الزيجوت)، يصبح إسم هذه التقنية "تقنية نقل الأجنة إلى قناة فالوب".
ميزة تقنية نقل الزيجوت وتقنية نقل الأجنة الى قناة فالوب مقارنة بالإخصاب الصناعي
علمياً تعتبر تقنية الاخصاب الصناعي من أكثر التقنيات تطوراً، إذ أن معدلات نجاحها في حدوث الحمل أكبر من باقي التقنيات الأخرى مثل تقنية نقل الجاميت أو الزيجوت أو الأجنة الى قناة فالوب. كما تجعل تقنية الاخصاب الصناعي الانثى أقل عرضة للتدخل الجراحي، حيث يتم نقل الأجنة بشكل كامل عن طريق عنق الرحم، دون الحاجة لإجراء عملية من خلال المنظار عن طريق البطن.
لكن للسيدات اللواتي يعتقدن بأن جودة وصحة الأجنة التي يتم تخصيبها في المختبر تكون أقل من تلك التي تخصب بشكل طبيعي داخل الجسم، يمكن إستخدام هذه التقنيات وتعطي نتائج ايجابية لهم.
للمزيد: ما هي طريقة الحمل؟