تشير إحصاءات منظمة الصحة العالمية إلى أن نحو 56.8 مليون شخص حول العالم يعانون سنويًا من أمراض خطيرة مهدِّدة للحياة، ويحتاجون إلى رعاية خاصة لتخفيف معاناتهم والحد من الأعراض الناتجة عن المرض أو العلاجات المستخدمة. فما هي الرعاية التلطيفية؟ ومن هم الأشخاص الذين يحتاجونها؟ وما الخدمات التي يقدمها فريق الرعاية التلطيفية؟ إليك التفاصيل! [1][2]
محتويات المقال
ما هي الرعاية التلطيفية؟
الرعاية التلطيفية (بالإنجليزية: Palliative Care) هي رعاية طبية متخصصة تُقدَّم لتخفيف الألم والأعراض المصاحبة للأمراض المزمنة أو الحالات الخطيرة المهدِّدة للحياة، وتهدف إلى تحسين جودة حياة المريض ومساعدته على التعامل مع الآثار الجانبية للعلاج. وتشمل هذه الرعاية أيضًا تقديم الدعم النفسي والاجتماعي للمريض وأفراد أسرته لمساندتهم خلال رحلة العلاج. [1][3]
ولا تقدم الرعاية التلطيفية لكبار السن أو المصابين بأعراض مستعصية فقط، بل يمكن أن يستفيد منها أي شخص يواجه مرضًا مزمنًا أو حالة صحية تؤثر في حياته اليومية، سواء أكان ذلك في المراحل الأولى أو الأخيرة من المرض. [1][2]
أهمية الرعاية التلطيفية وفوائدها
تهدف الرعاية التلطيفية إلى تحسين جودة حياة المرضى المصابين بأمراض خطيرة، وذلك من خلال الآتي: [2][3][4]
- تخفيف أعراض المرض نفسه أو العلاجات المستخدمة للسيطرة عليه.
- مساعدة المصاب على التعامل مع التحديات النفسية، والاجتماعية والروحية التي قد يُواجهها خلال رحلة العلاج.
- توعية المصاب حول المرض والخيارات العلاجية المتاحة؛ لمساعدته على اتخاذ قرارات مدروسة بشأن علاجه.
- دعم المصاب وأسرته نفسيًا ومساعدتهم على تقبل المرض والعلاج.
- إطالة متوسط عمر المصاب المتوقع، من خلال السيطرة على الأعراض والمضاعفات وتحسين حالته العامة.
لمن تقدم الرعاية التلطيفية؟
يمكن تقديم الرعاية التلطيفية لمرضى السرطان في أي مرحلة من العلاج؛ بدءًا من التشخيص وحتى المراحل الأخيرة من المرض، حيث يستمر للمريض في تلقي علاجات السرطان الأخرى إلى جانب الرعاية التلطيفية، مما يُساعد على تخفيف الأعراض وتحسين جودة حياة المصاب طوال فترة العلاج. [5]
ولا تقتصر الرعاية التلطيفية على مرضى السرطان فحسب، بل تُقدَّم أيضًا للأشخاص الذين يعانون من أمراض خطيرة أو مزمنة أخرى، مثل: [2][3]
- أمراض الرئة المزمنة، مثل مرض الانسداد الرئوي المزمن (COPD).
- فشل القلب.
- الخَرف بأنواعه المختلفة.
- مرض باركنسون (Parkinson’s Disease).
- الفشل الكلوي المزمن.
- مرض الإيدز أو فيروس نقص المناعة البشري (HIV).
- التصلب الجانبي الضموري (ALS).
وقد تقدم الرعاية التلطيفية لكبار السن الذين يشكون من آلام مزمنة أو حالات تؤثر على حياتهم اليومية، مثل القلق، والاكتئاب، وفقدان الذاكرة والأرق، ومن فوائد الرعاية التلطيفية لكبار السن: [6]
- الاستماع لشكوى كبار السن تقديم الدعم اللازم لهم.
- تسكين الألم والأعراض الجسدية الأخرى.
- تعزيز التواصل مع أفراد الأسرة عند الحاجة.
خدمات الرعاية التلطيفية
تساعد الرعاية التلطيفية على تحسين الأعراض الجسدية والنفسية التي يشكو منها المصاب وتؤثر على حياته اليومية، ومن الأمثلة على ذلك: [4]
علاج الألم المزمن
يبدأ الأطباء بتقييم شامل ودقيق لتحديد طبيعة الألم وشدته، ثم يضع خطة علاجية متكاملة تهدف إلى السيطرة على الألم وتقليله قدر المستطاع، وهذا يتضمن الآتي: [7]
- علاج الألم فورًا؛ لأن تأخير العلاج يُؤدي إلى تفاقم الألم.
- تعليم المصاب الاستخدام الآمن لمسكنات الألم؛ لتجنب آثارها الجانبية.
- التواصل المستمر مع الطبيب لتحديد أسباب الألم والتعامل معها بشكل صحيح.
قد يُهمك: كيف تختار أفضل مسكن ألم؟
التعامل مع الآثار الجانبية للمرض أو العلاج
تركز الرعاية التلطيفية على علاج أعراض المرض والآثار الجانبية للعلاجات المستخدمة، مثل التعب الزائد، والإمساك وضيق التنفس، وهذا قد يتضمن الطرق الآتية: [4][8]
- استخدام دواء ميتوكلوبراميد (Metoclopramide) لعلاج الغثيان والتقيؤ.
- استخدام الأفيونات (Opiates) للسيطرة على ضيق التنفس (Dyspnea).
- إعطاء الملينات المنشطة (Stimulant laxatives) لعلاج الإمساك، خصوصًا إذا كان المصاب يستخدم الأفيونات.
- إجراء بزل الصدر العلاجي (Therapeutic Thoracentesis)؛ لتخفيف أعراض الانصباب الجنبي (Pleural Effusions)، وهي حالة تسبب تجمع السوائل بين الأغشية التي تغطي الرئتين.
الدعم النفسي والاجتماعي للمرضى وأسرهم
يُساعد العلاج التلطيفي على تخفيف المشكلات والأعراض النفسية لدى المرضى وذويهم خلال فترة العلاج، خصوصًا الآتي: [2][4]
- القلق.
- الاكتئاب.
- الضغط النفسي الشديد.
- اضطرابات النوم والأرق.
- الخوف والهلع.
- اليأس.
اسال سينا، ذكاء اصطناعي للاجابة عن كل اسئلتك الطبية
حيث يلجأ فريق الرعاية التلطيفية إلى الطرق الآتية: [2][4]
- تقديم الاستشارات النفسية عند الحاجة.
- تنظيم مجموعات الدعم؛ فمشاركة قصص ناجحة لأشخاص تغلبوا على المرض وتفقوا في حياتهم يبث روح الأمل لدى المصاب.
- إقامة اجتماعات عائلية.
- تقييم الحالة النفسية للمصاب، وتحويله إلى مقدمي الرعاية الصحية النفسية عند الضرورة.
- مساعدة المصاب على التواصل مع أفراد أسرته وأصدقائه المقربين، وعرض حالته على استشاري أسري في بعض الحالات.
- تقديم الدعم للأصدقاء وأفراد العائلة أثناء رحلة العلاج، خصوصًا إذا كان المرض في مراحله الأخيرة.
- تعليم المصاب وذويه تقنيات فعالة للتعامل مع الضغوطات النفسية:
- تمارين التنفس العميق.
- التأمل.
- اليوغا.
- تدريبات الدماغ.
- طرق لتحسين النوم، مثل الالتزام بروتين هادئ قبل النوم.
اقرأ أيضًا: تمارين لعلاج ضيق التنفس.
تقديم الدعم الروحي
يُعد الدعم الروحي جانبًا أساسيًا من رحلة العلاج، خاصة في المراحل المتقدمة من المرض، إذ يُعزّز لدى المريض الصبر والأمل والطمأنينة، مما يساعده على تقبّل المرض وتخفيف مشاعر الخوف والقلق. كما يُسهم هذا الدعم في تحسين التزام المريض بالعلاج وتعزيز نظرته الإيجابية للحياة، لذلك قد يحرص فريق الرعاية الطبية على تنظيم زيارات منتظمة لرجال الدين أو المرشدين الروحيين للتحدث مع المريض وتقديم الدعم الذي يحتاجه. [4]
من يُقدم الرعاية التلطيفية؟
يتكون فريق الرعاية التلطيفية من مجموعة من المختصين، بما في ذلك: [2][9]
- الأطباء من مختلف التخصصات، مثل أطباء القلب والجهاز البولي.
- مساعدي الأطباء.
- الممرضون من مختلف التخصصات الطبية.
- الأطباء والاستشاريون النفسيون.
- أخصائيو العلاج الطبيعي.
- الأخصائيون الاجتماعيون.
- أخصائيو التغذية.
ويختلف الأخصائيون حسب حالة المصاب، والمضاعفات التي يشكو منها، وغالبًا ما تُقدَّم الرعاية التلطيفية بالتزامن مع دعم الأسرة والأصدقاء؛ لضمان تحقيق رعاية متكاملة وشاملة للمريض خلال فترة العلاج. [9]
كم مدة العلاج التلطيفي؟
أظهرت الدراسات أن متوسط مدة تلقي الرعاية التلطيفية يبلغ نحو 35 يومًا، إلا أنه لا توجد مدة محددة وثابتة لهذا النوع من الرعاية، بل يعتمد ذلك على حالة المريض واحتياجاته الصحية.[4]
فقد يحتاج بعض المرضى إلى الرعاية التلطيفية لبضعة أيام فقط في الحالات البسيطة أو المؤقتة، في حين قد تتطلب الأمراض المزمنة والسرطان متابعة طويلة الأمد في عيادات الرعاية التلطيفية تمتد لعدة أشهر أو حتى سنوات. [4]
ما هي الرعاية التلطيفية لنهاية الحياة؟
رعاية نهاية الحياة هي دعم متخصص للأشخاص في مراحلهم الأخيرة من المرض، ويمكن أن تستمر لعدة أيام، أو أشهر أو حتى سنوات، وتهدف إلى مساعدة المريض على العيش بأفضل جودة ممكن حتى لحظة وفاته، مع مراعاة رغباته وتفضيلاته، إلى جانب تقديم الدعم اللازم لأسرته ومقدمي الرعاية من حوله. [10]
ومن فوائد الرعاية التلطيفية لنهاية الحياة: [3][10]
- تجنّب الفحوصات والإجراءات الطبية غير الضرورية.
- الحد من استخدام الأدوية التي لا حاجة لها.
- السيطرة بشكل أفضل على الألم.
- تخفيف المعاناة وتحسين جودة الحياة خلال المراحل الأخيرة.
نصيحة الطبي
الرعاية التلطيفية ليست مجرد علاج لتخفيف الألم، بل هي رحلة متكاملة من الدعم الإنساني والطبي والنفسي، وتهدف إلى تحسين جودة حياة المريض في كل مرحلة من مراحل مرضه؛ فهي تراعي احتياجاته الجسدية والعاطفية والروحية، وتساعده على مواجهة التحديات بشجاعة وكرامة. إنّ تلقي الرعاية التلطيفية في الوقت المناسب يمنح المريض راحة وطمأنينة أكبر، كما يخفف العبء عن أسرته، لذلك يُنصح بمناقشة هذا الخيار مع الطبيب.
لا حاجة لمغادرة المنزل مع الطبي! احصل على استشارة طبية الآن، واطمئن على صحتك من منزلك بكل راحة وسرية تامة!
مما لا شك فيه ان مرض السرطان يمكن ان يصيب اي شخص سواء الرجال او النساء او الاطفال لكن تاريخيا ...
اقرأ أكثر
اقرا ايضاً :