التشوه الخلقي في الدماغ | Congenital Brain Defect

التشوه الخلقي في الدماغ

ما هو التشوه الخلقي في الدماغ

التشوه الخلقي في الدماغ (بالإنجليزية: Congenital Brain Defect) هي تشوهات تكون موجودة لدى الطفل عند الولادة، ولها أنواع متعددة تتراوح في شدتها من البسيطة إلى الشديدة.

يبدأ تكون الدماغ في الرحم منذ الشهر الأول من الحمل، ويستمر في النمو طوال فترة الحمل. تطور الدماغ يبدأ من صفيحة خلوية خاصة على سطح الجنين، تنمو هذه الخلايا تدريجياً وتتماثل لتكوين أنسجة الدماغ المختلفة. بالتالي إن حدوث اضطراب أو مقاطعة هذه العملية المعقدة يؤدي إلى حدوث تشوهات هيكلية في بنية الدماغ.

وقد تؤثر هذه التشوهات الخلقية في الدماغ على حياة الفرد، فمن الممكن حدوث مشاكل في وظائف الدماغ الطبيعية لأبسط الأسباب والتشوهات مثل عدم نمو الجمجمة بشكل صحيح.

انواع التشوه الخلقي في الدماغ

التشوه الخلقي في الانبوب العصبي

تكون عيوب الأنبوب العصبي مسؤولة عن الكثير من تشوهات الدماغ الخلقية، في بداية تكون الجنين يكون هناك شريط نسيجي على امتداد ظهر الجنين، تتكور خلايا هذا الشريط وتلتف على نفسها لتكون الأنبوب العصبي. ويغلق الأنبوب العصبي بين الأسبوع الثالث والرابع من الحمل. ومن ثم يتطور ليكون النخاع الشوكي والدماغ في قمته.

في حال تعذر انسداد الأنبوب العصبي لأي سبب كان، لا تنمو محتويات هذا الأنبوب بشكل طبيعي، وبالتالي تؤدي إلى حدوث التشوه الخلقي في الدماغ والذي قد يتضمن ما يلي:

  • انعدام الدماغ

يحدث التشوه الخلقي في الدماغ المتمثل بانعدام الدماغ عندما يتعذر انسداد الأنبوب العصبي من جهة الدماغ، وينتج عنه فقدان قسم كبير من الدماغ والجمجمة، ويعني ذلك بقاء قسم من الدماغ مكشوفاً.

وعادة ما يولد الأطفال ميتين أو يموتون بعد فترة قصيرة من الولادة في حال حدوث هذا النوع من تشوهات الدماغ الخلقية.

  • القيلة الدماغية

إن القيلة الدماغية هي تشوه في الدماغ يتمثل ببروز جزء من الدماغ إلى الخارج من خلال فتحة في الجمجمة. وعادة ما تكون هذه الفتحة في الخط الوسطي في الجمجمة.

  • مرض آرنولد-كياري

إن في مرض آرنولد كياري يحدث إزاحة لجزء من المخيخ، الجزء المسؤول عن تنظيم الوظائف الحركية في الدماغ، إلى الأسفل باتجاه النخاع الشوكي، يسبب هذا زيادة الضغط على أنسجة النخاع الشوكي والدماغ معاً.

تشوهات اخرى في أنسجة واعضاء الدماغ

قد يحدث التشوهات الخلقية للدماغ في أجزاء أخرى منه غير الانبوب العصبي، وقد تشمل تشوهات الدماغ الخلقية هذه:

  • استسقاء الرأس: وهو تجمع كميات من السائل الدماغي الشوكي داخل الجمجمة بسبب مشاكل في تصريفه، والذي يزيد الضغط داخل الجمجمة بشكل كبير كلما زادت كمية السائل المتجمعة.
  • متلازمة داندي-واكر: وهو غياب أو قصور نمو مركز المخيخ وأجزاء من غدة المهاد.
  • اندماج مقدمة الدماغ: وينتج عن عدم انقسام الدماغ إلى نصفين أثناء تطور الدماغ.
  • تضخم الدماغ: وهو أن يولد الجنين بدماغ كبير أو ثقيل الوزن بشكل غير طبيعي.
  • صغر الرأس: ويحدث في حال قصور نمو دماغ الجنين داخل الرحم، ويعتبر فيروس زيكا سبباً لذلك.

إن أسباب التشوهات الخلقية في الدماغ قد تشمل:

  • العيوب الجينية.
  • الالتهابات، حيث تزيد الإصابة بالتهابات معينة مثل الحصبة الألمانية وفيروس الهربس من إمكانية حدوث تشوه خلقي في الدماغ.
  • استخدام بعض الأدوية.
  • إصابات الجنين داخل الرحم، حيث قد تؤثر الإصابات المباشرة، مثل سقوط المرأة الحامل على بطنها على نمو الدماغ.
  • الإصابة ببعض الأمراض، تؤثر بعض الأمراض المزمنة على الجنين وتزيد من احتمال تشوه الدماغ مثل داء السكري وبيلة الفينيل كيتون.

هل التشوه الخلقي في الدماغ وراثي؟

قد يكون للعوامل الوراثية دور في حدوث التشوه الخلقي في الدماغ، حيث تكون بعض التشوهات الخلقية في الدماغ جزءاً من متلازمات وراثية مثل التثالث الصبغي، وهو وجود ثلاثة أجسام صبغية في مكان ينبغي فيه وجود جسمين فقط.

فعلى سبيل المثال إن متلازمة داندي-واكر ومرض أرنولد-كياري يصاحبان التثالث الصبغي للكروموسوم التاسع، وقد يصاحب كل من اندماج الدماغ وصغر الرأس التثالث الصبغي للكروموسوم الثالث عشر.

تختلف أعراض التشوه الخلقي في الدماغ بناء على نوعه، حيث يكون لكل من هذه الأمراض مجموعة من الأعراض المميزة. قد تتأخر ظهور بعض أعراض تشوه الدماغ الخلقي إلى سن متقدمة، حيث مثلاً قد يتأخر ظهورها حتى سن المراهقة، ويبدأ ظهور تأخر في نمو أو تطور الطفل في مراحل لاحقة من حياة الطفل. أيضاً والجدير بالذكر أن بعض أنواع التشوهات الخلقية في الدماغ لا أعراض لها من الأساس.

من أعراض التشوه الخلقي في الدماغ الشائعة:

  • وجود تشوهات في القلب والأوعية الدموية أو تشوهات في الجهاز الهضمي.
  • شق الشفة والحنك.
  • التشنجات العصبية.
  • آلام الرأس.
  • ضعف العضلات.
  • ضعف البصر.
  • مشاكل المثانة والمستقيم.

أما تشخيص التشوه الخلقي في الدماغ فقد:

  • يعتمد الأطباء على التصوير بالسونار كإجراء روتيني لتشخيص تشوهات الجنين.
  • في حالات خاصة قد يلجؤون إلى التصوير بالرنين المغناطيسي للحصول على تفاصيل أكثر دقة لهيكل الدماغ والنخاع الشوكي.
  • كما يمكن تشخيص التشوهات الخلقية في الدماغ من خلال الفحوصات الروتينية التي تجريها المرأة الحامل قبل الولادة مثل فحص الزغابات المشيمية بين الأسبوع العاشر والثاني عشر من الحمل، والذي يستعمل للكشف عن عدة أمراض وراثية تصيب الجنين.

والجدير بالذكر أنه قد تظل بعض حالات تشوه الدماغ الخلقي دون تشخيص حتى بعد الولادة، وذلك إلى حينما تبدأ أعراض محددة بالظهور مثل صعوبات التعلم أو التشنجات العصبية.

قد يختلف علاج التشوه الخلقي في الدماغ باختلاف التشخيص، مع العلم بأن معظم العلاجات المقدمة لأنواع التشوهات الخلقية في الدماغ المختلفة تركز فقط على الأعراض، مثل استخدام أدوية الصرع لعلاج التشنجات العصبية.

من الممكن علاج بعض حالات  التشوه الخلقي في الدماغ  جراحياً مثل استسقاء الرأس لتقليل ضغط الجمجمة، وجراحة تصحيح تشوهات الجمجمة لتوفير مساحة كافية لنمو الدماغ.

هناك عوامل خطورة للتشوه الخلقي في الدماغ لا يمكن تجنبها مثل العيوب الجينية، ولكن هناك عوامل خطورة عديدة ممكن تجنبها عند المرأة الحامل لتقليل من فرص حدوث التشوه الخلقي في الدماغ عند الأطفال، ومنها:

  • تجنب تناول الكحول والمخدرات وتدخين السجائر، ولأن تكوين الدماغ يبدأ من الأيام الأولى للحمل، على المرأة التي تخطط للحمل تجنب تناول هذه المواد تماماً.
  • عدم تناول أدوية معينة مثل مميع الدم الوارفرين وفيتامين أ الذي يستعمل في علاج حب الشباب فهي تسبب عيوب خلقية في الدماغ، ويجب استشارة الطبيب بهذا الخصوص أثناء التخطيط للحمل.
  • تجنب التعرض للأشعة السينية والعلاج الإشعاعي، وبضمنها جهاز الأشعة في عيادة طب الأسنان. 
  • علاج نقص التغذية وبالذات حمض الفوليك، من خلال اتباع حمية غذائية مناسبة، كما ينصح الأطباء بأخذ المكملات الغذائية طوال فترة الحمل.
  • بينما لا يمكن منع التعرض للالتهابات والعدوى نهائياً، هناك بعض الخطوات الممكن اتباعها لتخفيف وطأة تأثير الالتهابات على الجنين، ومنها:

    • استشارة الطبيب بشأن اللقاحات الواجب تناولها قبل وأثناء الحمل.
    • تجنب الاختلاط بالمرضى قدر الإمكان لتجنب العدوى، وبضمنها تقليل الذهاب إلى المستشفيات ودور حضانة الأطفال وغيرها.
    • تجنب السفر إلى المناطق الموبوءة.

Karen Gill. Everything You Should Know About Congenital Brain Defects. Retrieved on the 13th of March, 2021, from:

https://www.healthline.com/health/congenital-brain-defects

Health of Children. Congenital brain defects. Retrieved on the 13th of March, 2021, from:

http://www.healthofchildren.com/C/Congenital-Brain-Defects.html

The Johns Hopkins University. Overview of Nervous System Disorders. Retrieved on the 13th of March, 2021, from:

https://www.hopkinsmedicine.org/health/conditions-and-diseases/overview-of-nervous-system-disorders

هل وجدت هذا المحتوى الطبي مفيدا؟

محتوى طبي موثوق من أطباء وفريق الطبي

أخبار ومقالات طبية

جميع الاخبار والمقالات
 التصلب العصبي المتعدد.. مرض نادر الحدوث   مقالات
إعلان جدري القردة كحالة طوارئ صحية عالمية أخبار
 آلام العضلات المزمن مقالات
عرض جميع المقالات الطبية

آخر مقاطع الفيديو من أطباء متخصصين

أحدث الفيديوهات الطبية

عرض كل الفيديوهات الطبية

food

قدر وجباتك واحتياجاتك الغذائية على الفور
احصل على تقدير استهلاكك اليومي من الطعام واتخذ خيارات أكثر صحة. جربه الآن
التقط صورة سريعة لوجبتك واكتشف محتواها من السعرات الحرارية بسهولة.

مصطلحات طبية مرتبطة بتشوهات خلقية