ديسك الرقبة | Cervical Disc Herniation

 ديسك الرقبة

ما هو ديسك الرقبة

ديسك الرقبة (بالإنجليزية: Cervical Disc Herniation)، ويسمى أيضاً الانزلاق الغضروفي في الرقبة، وهو اضطراب شائع في العمود الفقري ينتج عنه بروز الأقراص بين الفقرات أو تمزقها واهترائها مما يؤدي إلى الضغط على العصب الخارج من بين الفقرات أو على النخاع الشوكي نفسه أو كليهما.

عندما يكون الضغط على العصب الخارج من بين الفقرات يطلق عليه اعتلال الجذور الرقبية (بالإنجليزية: Cervical Radiculopathy) وإذا كان الضغط على الحبل الشوكي ينتج عنه مجموعة من الأعراض يطلق عليها اعتلال النخاع (بالانجليزية: Myelopathy). وقد يكون ديسك الرقبة حاداً (بالإنجليزية: Acute) أو مزمناً (بالإنجليزية: Chronic). 

يتحدد موقع الديسك حسب موقع القرص الغضروفي المنضغط أو المتضرر، حيث يكون ديسك الرقبة بين الفقرة الخامسة والسادسة في حال كان الغضروب في ذلك المكان متضرراً. ويعد هذا الموقع شائعاً للإصابة، لأنه يعد الأكثر تحميلاً للضغط الواقع على الرقبة أثناء أداء المهام اليومية المعتادة.

مراحل ديسك الرقبة

يمكن تحديد مرحلة تهتك قرص الرقبة، إذ إن له أربع مراحل، وهي:

  1. تنكس القرص (بالإنجليزية: Disc Degeneration)، وهي التغيرات الكيميائية التي تحدث بطبيعة الحال مع الكبر في السن والوصول لمرحلة الشيخوخة، إذ في تلك المرحلة قد يصبح القرص أكثر جفافاً، أو رقة لكن بدون حدوث انزلاق فيه، كذلك بسبب تلك التغيرات يصبح أقل قدرة على امتصاص الصدمات.
  2. القرص المنتفخ أو البارز (بالإنجليزية: Bulging Disc or Protruding Disc) وتسمى تلك المرحلة أيضاً بالتدلي (بالإنجليزية: Prolapse)، وهي المرحلة التي يطرأ على شكل القرص فيها تغيرات، ويمكنه أن يتحرك من مكانه أيضاً، عند حدوث الصدمات، مما قد يجعله ملامساً للقناة الشوكية أو أعصابها.
  3. انبثاق القرص (بالإنجليزية: Extrusion)، وفي تلك المرحلة قد يحدث اختراق من الجزء الداخلي للقرص والذي يسمى النواة اللبية (بالإنجليزية: Nucleus Pulposus) وهي مادة شبيهة بالهلام للجزء الخارجي الذي يسمى الحلقة الليفية (بالإنجليزية: Annulus Fibrosus) مع بقائها داخل القرص.
  4. انعزال القرص (بالإنجليزية: Sequestration)، وفي تلك المرحلة يمكن للنواة اللبية أن تخترق الحلقة الليفية، وتخرج من القرص، وتضغط على الحبل الشوكي.

اقرأ أيضاً: اسباب الام الرأس والرقبة من الخلف

إن أسباب الانزلاق الغضروفي في الرقبة عديدة، ومن أهمها:

  • العامل الوراثي، إذ يعد أحد الأسباب التي تزيد من خطر الإصابة عند اجتماعها مع عوامل أخرى، حيث يمكن أن يكون ديسك الرقبة متوارث ضمن العائلة الواحدة.
  • التقدم بالعمر، حيث يؤدي إلى تغيرات مثل انخفاض رطوبة الأقراص وفقدان مرونتها، وبالتالي تتعرض للتلف بشكل أسرع، لذلك يعد الأشخاص الذين يبلغون من العمر 30 عاماً إلى 50 أكثر عرضة للإصابة مقارنة بغيرهم، لكن أولئك الذين في الثمانينات من عمرهم مثلاً قد يكونوا أقل عرضة للإصابة بالديسك في الرقبة بسبب جفاف القرص، لكن ما زال هناك احتمالية لإصابتهم أيضاً.
  • الحركات المتكررة بوضعيات معينة مثل الجلوس أمام الكمبيوتر بطريقة خطأ وطريقة استخدام الهاتف أو الحركات المفاجئة تؤدي إلى تلف الأقراص بين الفقرات وانضغاطها.
  • التعرض إلى إصابة أو صدمة مباشرة في منطقة الرقبة مثل الإصابات التي تنتج من حوادث السير، والوقوع، والتعثر يعد أحد الأسباب المباشرة للديسك في الرقبة، كما قد يؤدي حمل أوزان ثقيلة أيضاً إلى وضع ضغط على الفقرات وبالتالي الإصابة بالديسك.
  • اهتراء الطبقة الخارجية السطحية للقرص التي تسمى الحلقة الليفية (بالإنجليزية: Annulus Fibrous) بسبب الأنشطة اليومية وحركة الرأس الطبيعية على مر فترة طويلة، مما يسبب مشكلات في الطبقة الداخلية الشبيهة بالهلام.

كذلك قد يكون حدوث ديسك الرقبة عند الرجال أكثر من النساء.

اقرأ أيضاً: تعرف على الفرق بين الديسك والشد العضلي

هل يمكن أن يسبب العطس ديسك الرقبة؟!

في بعض الحالات قد يصاب الشخص بانزلاق غضروفي في الرقبة عند العطس، لكن لا يعد سببها العطس في حد ذاته، بل إن الأقراص بين فقرات المصاب قد تكون تهالكت مع مرور الزمن مما جعلها ضعيفة ومعرضة للانظغاط أو الفتق في أي وقت، وعند حدوث أي اهتزاز مفاجيء حبنها حتى لو كان ضعيفاً مثل العطس فإنه قد يحدث الديسك في الرقبة.

قد يؤدي ديسك الرقبة إلى مجموعة متنوعة من الأعراض تعتمد على مكان القرص التالف، ودرجة تلفه، والأعصاب التي يضغط عليها، ومن أعراض ديسك الرقبة ما يلي:

ألم في الرقبة

يعد الألم من أهم اعراض ديسك الرقبة الضاغط، ويمكن أن يختلف في حدته ما بين ألم خفيف عند لمس المنطقة إلى ألم شديد حارق، ويمكن أن ينتقل إلى المناطق الأخرى التي يغذيها العصب المصاب بالرقبة مثل الكتف، والذراع، واليد، والأصابع.

يمكن أن يزداد الألم سوءاً مع تقدم الحالة وأثناء أداء نشاطات معينة مثل ممارسة الرياضة أو حمل الأوزان الثقيلة، وحتى في بعض الحالات بمجرد تحريك الرقبة يميناً أو يساراً.

للمزيد: 10 من مسببات الام الرقبة، تجنبها

أعراض أخرى لديسك الرقبة

من اعراض الانزلاق الغضروفي في الرقبة أيضاً ما يلي:

  • تصلب الرقبة، إذ قد يؤدي الألم والالتهاب الناجم عن ديسك الرقبة إلى تقييد بعض حركاتها.
  • التنميل، حيث إنه من الممكن أن يرتبط ديسك الرقبة والتنميل مع بعضهم في بعض الحالات وقد يمتد في بعض الحالات المتقدمة إلى الأطراف السفلية. كذلك يمكن أن يحدث ضعف أو خدر في المناطق التي يغذيها العصب المصاب مثل الذراع واليدين.
  • الصداع، قد يتزامن حدوث غضروف الرقبة مع الصداع عند بعض المرضى كأحد الأعراض التي تظهر على شكل آلام في الرأس تختلف في حدتها ونوعها حسب موقع ديسك الرقبة والنشاطات اليومية التي يؤديها الشخص المصاب.

عندما يؤثر ديسك الرقبة على الحبل الشوكي يمكن أن تكون الأعراض أكثر خطورة مثل:

  • المشي المتعثر أو الغريب.
  • وخز أو شعور بالصدمة عند تحريك القدمين.
  • مشاكل في استخدام اليدين والذراعين عند أداء مهام حركية دقيقة.
  • فقدان التوازن والتنسيق وقد تتزامن أحياناً أعراض ديسك الرقبة والدوخة معاً فيشعر المريض أنه سوف يفقد وعيه مع انعدام القدرة على المحافظة على التوازن.

للمزيد: أعراض ديسك الرقبة، هل تعاني منها؟

يعتمد اختيار الفحوصات المراد استخدامها في تشخيص ديسك الرقبة على الأعراض، وحدتها، والأسباب التي أدت لها، ومن أهم هذه الفحوصات:

  • الفحص السريري لتحديد طبيعة الإصابة، وموقعها، وحدتها، وأخذ معلومات عن المريض، وتاريخه المرضي، والأسباب المحتملة المؤدية إلى الانزلاق الغضروفي في الرقبة، وتمييز أعراض ديسك الرقبة الضاغط عن الانزلاق الغضروفي في الكتف.
  • الفحوصات المخبرية التي تشتمل على فحص معاملات الالتهاب، وتعداد الدم الكامل (بالإنجليزية: Complete Blood Count or CBC) لاستبعاد مشكلة ديسك الرقبة الناتجة عن الالتهابات البكتيرية أو الأورام السرطانية.
  • التصوير بالأشعة السينية الذي يعد خطوة أولية للمنطقة المصابة لتحديد درجة الإصابة وإمكانية وجود كسور في حالات الحوادث.
  • التصوير المقطعي المحوسب والذي يلجأ إليه أحياناً لكونه الأكثر حساسية لفحص الفقرات العظمية للعمود الفقري. ويمكن أن يظهر التكلس حول الفقرات إن وجد وأي فقدان أو تدمير في أنسجة الفقرات العظمية.
  • التصوير بأشعة الرنين المغناطيسي للرقبة وهي طريقة التصوير المفضلة والدراسة الأكثر حساسية لتصوير الأقراص الغضروفية بين الفقرات، كما أنه يتميز بالقدرة على إظهار هياكل الأنسجة الرخوة والعصب عند خروجه من التجويف بطريقة أوضح من طرق التصوير الأخرى.
  • دراسات التصوير الكهربائي وفحوصات التوصيل العصبي (بالإنجليزية: Electromyography and Nerve Conduction Studies) التي يمكن استخدامها في بعض الحالات للتأكد من التشخيص وحدة.

يوجد العديد من الخيارات المتاحة التي يمكن أن يلجأ لها الأطباء لعلاج الانزلاق الغضروفي في الرقبة والتخفيف من الألم الناتج عنه، ويمكن التعامل مع معظم المرضى دون اللجوء إلى التدخلات الجراحية. من أهم هذه الإجراءات والعلاجات المستخدمة في علاج ديسك الرقبة ما يلي:

علاج ديسك الرقبة بالعلاج الطبيعي

ينصح به الطبيب عادة بعد فترة قصيرة من الراحة وفي الحالات التي لا يوجد ضغط فيها على الحبل الشوكي، وعن طريق شخص مختص أو معالج طبيعي مدرب ومؤهل فقط.

تتنوع الطرق المستخدمة في العلاج الفيزيائي أو الطبيعي ومن أمثلتها: تمارين الحركة، وتمارين التقوية، والثلج، والحرارة، والموجات فوق الصوتية، والعلاج التحفيزي الكهربائي، مما يساعد على التقليل من الضغط الواقع على فقرات الرقبة والعمود الفقري.

يستخدم العلاج الطبيعي بكثرة في علاج ديسك الرقبة على الرغم من أنه لا يوجد دليل قاطع على فائدته في هذه الحالات، ولكن لأنه لا يوجد ضرر مثبت له بالإضافة إلى فوائده المحتملة فإنه لا يزال يستخدم.

علاج ديسك الرقبة بالأدوية

تستخدم العديد من الأدوية في علاج ديسك الرقبة، ومن أهمها:

  • مضادات الالتهاب غير الستيرويدية للتخفيف من الألم والالتهاب.
  • الستيرويدات أو الكورتيزون، حيث يمكن استخدامه لفترات معينة للتحكم في الالتهاب في المنطقة.
  • الأدوية المرخية للعضلات إذا كان هناك شد عضلي في منطقة الرقبة.
  • أدوية الأعصاب مثل مضادات الإكتئاب، وأدوية الاختلاجات أو الصرع، قد يصفها الطبيب للتحكم بالألم الناتج عن الضغط على الأعصاب بين الفقرات.

كذلك يمكن استخدام عملية حقن الأدوية مباشرة في العمود الفقري قرب المنطقة المصابة والأعصاب المتضررة، وقد تعد بديلاً عن التدخل الجراحي في بعض الحالات، وغالباً ما تستخدم الأدوية الستيرويدية ويمكن إضافة مخدر أيضاً.

علاج ديسك الرقبة بالجراحة

يلجأ إلى التدخلات الجراحية من أجل علاج الإنزلاق الغضروفي في الرقبة في حال فشل الطرق الأخرى وفي حالات الألم الشديد التي تتطور مع الوقت وتزداد سوءاً، والحالات التي يؤدي الضغط فيها إلى فقدان القدرة على أداء المهام اليومية بشكل طبيعي، ومن أهم تلك العمليات الجراحية ما يلي:

  • استئصال القرص العنقي الأمامي ودمج الفقرات (بالإنجليزية: Anterior Cervical Discectomy and Spine Fusion or ACDF)، وهي الطريقة الأكثر شيوعاً حيث يزال فيها القرص عبر شق صغير، وتدمج الفقرتين المجاورتين.
  • استبدال القرص العنقي الاصطناعي (بالإنجليزية: Cervical Artificial Disc Replacement) حيث يزيل الجراح القرص عبر شق صغير أيضاً، لكنه في تلك الحالة يزرع قرصاً صناعياً بديلاً.
  • استئصال القرص العنقي من الخلف (بالإنجليزية: Posterior Cervical Discectomy)، لكن تعد تلك العملية أصعب مما سبق بسبب القرب من الحبل الشوكي، وزيادة كمية الأوردة في تلك المنطقة ما يعني زيادة احتمالية الإصابة بالمضاعفات أو النزيف الذي قد يحد من وضوح التصاوير.

كم مدة علاج ديسك الرقبة؟

تختلف المدة التي يتطلبها علاجها ديسك الرقبة من شخص أو حالة إلى أخرى حسب عدة عوامل، مثل حدة الحالة، ونوع العلاج، وغيرها من العوامل، كذلك قد يختفي ألم ديسك الرقبة من تلقاء نفسه بعد فترة من الزمن، لكن في أغلب الأحيان يتطلب العلاج عدة أسابيع تتراوح بين 4 إلى 6، كما قد تحتاج بعض الحالات الشديدة عدة شهور، كما أنه خلال 2 إلى 3 سنوات تختفي أعراض حوالي 80 % من الحالات، كذلك تتطلب بعض الحالات علاجاً جراحياً لاختفاء أعراض ديسك الرقبة.

للمزيد: طرق علاج ديسك الرقبة، تعرف عليها

يمكن أن ينصح الطبيب مرضى ديسك الرقبة باتباع مجموعة من التعليمات، وأداء أنشطة معينة، والابتعاد عن نشاطات أخرى بهدف تخفيف الألم وتسريع عملية الشفاء، وقد تشمل ما يلي:

  • النوم بوضعية صحيحة، إذ ينصح الأطباء باتباع طريقة النوم الصحيحة لمرضى ديسك الرقبة والتي تكون بالنوم على الظهر وليس المعدة، كما ينصح باستخدام مخدة طبية تساعد على النوم بشكل مريح وصحيح وتخفف الضغط على فقرات الرقبة.
  • تجنب الجلوس أمام الأجهزة الإلكترونية لساعات طويلة لأنه يضر فقرات الرقبة ويزيد الحالة سوءاً، كما يجب اتخاذ وضعية صحيحة أثناء الوقوف، والجلوس، والمشي، وتجنب حركات الرقبة المفاجئة السريعة، والامتناع عن الأنشطة الشاقة، مثل العمل البدني أو ممارسة الرياضة الشديدة.
  • ارتداء دعامات الرقبة، إذ يمكن استخدامها لحد حركتها لمدة قصيرة مثل أسبوع واحد في حالات الالتهاب الحاد للديسك.

للمزيد: طرق تقوية عضلات الرقبة

[1] WebMD. What is a herniated cervical disk? Retrieved on the 8th of January, 2022.

[2] Samir Sharrak and Yasir Al Khalili. Cervical Disc Herniation. Retrieved on the 8th of January, 2022.

[3] Department of neurosurgery. Washington University school of medicine. Cervical Disc Herniation, Cervical Radiculopathy and Cervical Myelopathy. Retrieved on the 8th of January, 2022.

[4] Zack Zeglar. All about The C5-C6 spinal motion segment. Retrieved on the 8th of January, 2022.

الكلمات مفتاحية

هل وجدت هذا المحتوى الطبي مفيدا؟
أسئلة وإجابات مجانية مقترحة متعلقة بأمراض العضلات والعظام و المفاصل

محتوى طبي موثوق من أطباء وفريق الطبي

أخبار ومقالات طبية

جميع الاخبار والمقالات
فوائد البقدونس مقالات
إعلان جدري القردة كحالة طوارئ صحية عالمية أخبار
الفرق بين الحقن المجهري واطفال الانابيب مقالات
عرض جميع المقالات الطبية

آخر مقاطع الفيديو من أطباء متخصصين

أحدث الفيديوهات الطبية

عرض كل الفيديوهات الطبية

food

قدر وجباتك واحتياجاتك الغذائية على الفور
احصل على تقدير استهلاكك اليومي من الطعام واتخذ خيارات أكثر صحة. جربه الآن
التقط صورة سريعة لوجبتك واكتشف محتواها من السعرات الحرارية بسهولة.

مصطلحات طبية مرتبطة بأمراض العضلات والعظام و المفاصل

أدوية لعلاج الأمراض المرتبطة بأمراض العضلات والعظام و المفاصل