ورم الغدة الجار درقية | Parathyroid Tumor

تحدث السرطانات عندما تتراكم الطفرات الجينية التي تتحكم في نمو الخلايا وانتشارها، أو إصلاح الحمض النووي التالف. تسمح هذه التغييرات للخلايا بالنمو والانقسام دون توقف، وبالتالي تؤدي إلى تشكيل ورم. في معظم حالات سرطان الغدة الجار درقية، يتم اكتساب هذه التغييرات الجينية خلال مراحل الحياة، ولا توجد إلا في خلايا معينة في الغدد جارات الدرقية، وهذه التغييرات، التي تسمى الطفرات الجسدية، ليست وراثية.

ولكن يمكن أن تورث الطفرات في جين CDC73، مما يزيد من خطر الإصابة بورم الغدة الجار درقية، وهو الجين الذي يوفر تعليمات لصنع بروتين يسمى بارافيبرومين (بالإنجليزية: Parafibromin). يوجد هذا البروتين داخل نواة الخلايا في جميع أنحاء الجسم، ومن المحتمل أن يشارك في نسخ الجينات، وهي الخطوة الأولى في إنتاج البروتين.

يعمل البارافيبرومين كمثبط للورم، مما يعني أنه يمنع الخلايا من النمو والانقسام بسرعة كبيرة أو بطريقة لا يمكن السيطرة عليها، وفي الأفراد الذين يعانون من طفرة جينية CDC73، إما موروثة من أحد الوالدين، أو مكتسبة خلال حياتهم، يجب أن تحدث طفرة ثانية في نسخة أخرى من جين CDC73 في الخلايا الجار درقية حتى يتطور السرطان. ولا تنتج الخلايا الجار درقية التي تحتوي على نسختين معدلتين من جين CDC73 أي بارافبرومين وظيفي، ونتيجة لذلك، تنمو الخلايا وتنقسم دون رادع، مما قد يؤدي إلى الإصابة بسرطان الغدة الدرقية.

وفي حالات نادرة، يمكن حدوث سرطان الغدة الجار درقية لدى الأشخاص الذين يعانون من اضطراب ورمي يسمى الورم الصماوي المتعدد (بالإنجليزية: Multiple Endocrine Neoplasia)، والذي ينتج عن طفرات في جينات أخرى.

أيضاً هناك عوامل غير وراثية تساهم في خطر إصابة الشخص بسرطان الغدة الجار درقية، بما في ذلك:

• تاريخ فرط نشاط جارات الدرقية مع الفشل الكلوي المزمن.
• العلاج الإشعاعي السابق على الرقبة.
• التعرض لجرعات عالية من الإشعاع من محطات الطاقة النووية.

تقوم الغدد الجار درقية بصنع هرمون الغدة الجار درقية، ويتحكم هذا الهرمون في مستويات الكالسيوم والفوسفور في الدم، وقد تسبب أورام الغدة الجار درقية غير السرطانية ارتفاع مستويات هذا الهرمون، مما يؤدي إلى زيادة نسبة الكالسيوم في الدم، ويتسبب سرطان الغدة الجار الدرقية في رفع مستويات هذا الهرمون بشكل كبير، مما يؤدي إلى ارتفاع مستويات الكالسيوم في الدم، وهو ما ينتج عنه الإصابة بفرط كالسيوم الدم.

تنجم أعراض ورم الغدة الجار الدرقية عن فرط كالسيوم الدم، وقد تشمل:

• ألم في الجسم، خاصة في العظام، وألم في أعلى الظهر.
• مشاكل في الكلى، بما في ذلك حصوات الكلى.
• فقدان الشهية.
• العطش الشديد.
• الغثيان والتقيؤ.
• الشعور بالتعب الشديد.
• الإمساك.
• كثرة التبول.
• مشاكل الارتباك والذاكرة.
• ضعف العضلات.
• نتوء في العنق.
• مشاكل في النوم.
• قد يكون سبب العديد من هذه المشاكل الصحية الأخرى، ولكن من المهم مراجعة الطبيب في حالة ظهور هذه الأعراض.

غالباً ما يتم اكتشاف مشاكل الغدة الجار درقية عند زيارة الطبيب بسبب الأعراض التي لا تتحسن، وسوف يسأل الطبيب عن الأمور التالية:

• التاريخ الصحي.
•  الأعراض.
• عوامل الخطر.
• التاريخ العائلي للمرض.

أيضاً سيقوم الطبيب بإجراء فحص جسدي، وقد يحتاج المصاب إلى واحد أو أكثر من الاختبارات التالية:

• تحاليل الدم أو البول: يمكن لهذه الاختبارات الكشف عن المستويات المرتفعة من الكالسيوم أو هرمون الغدة الجار درقية في الجسم.
• اختبارات التصوير: وتشمل الأشعة السينية، والموجات فوق الصوتية، والأشعة المقطعية، والتصوير بالرنين المغناطيسي، والتي تساعد في معرفة حجم الورم.
• الفحص بالتصوير المقطعي المحوسب بإصدار فوتون واحد (بالإنجليزية: Single-Photon Emission Computed Tomography): يمكن أن يوضح هذا الاختبار ما إذا كان هناك فرط نشاط الغدة الجار درقية، ويكون عن طريق إدخال مادة مشعة في الدم من خلال وريد في الذراع. تنتقل المادة إلى الغدة المفرطة النشاط وتتراكم هناك. يمكن أن تظهر الأشعة السينية التراكم في الغدة، ويمكن أن تساعد أيضا في اكتشاف الأورام في أجزاء أخرى من الجسم.

بعد تشخيص ورم الغدة الجار درقية، سوف يحتاج المريض إلى اختبارات أخرى، فعلى سبيل المثال، يمكن إجراء خزعة.

يمكن أن تساعد الاختبارات في تحديد مرحلة السرطان ومقدار انتشاره في الجسم، وهو أمر هام عند اتخاذ قرار بشأن كيفية علاج السرطان.

تعتمد خيارات العلاج على عدة عوامل، وهي:

• الصحة العامة للمريض.
• نوع ورم الغدة الجار درقية.
• نتائج الاختبارات.
• مرحلة السرطان.
• مدى إمكانية التحكم في مستويات الكالسيوم في الدم.
•  مدى إمكانية إزالة الورم بالجراحة.

وتعد الجراحة هي العلاج الأفضل والأكثر شيوعاً لأورام الغدة الجار درقية، حيث تهدف إلى إزالة أكبر قدر ممكن من الورم، وقبل الجراحة، قد يحتاج المريض إلى علاج بالأدوية للتحكم في كمية الكالسيوم في الدم حتى إجراء الجراحة، وبعد الجراحة، سيحتاج المريض إلى اختبارات للتأكد من أن مستوى الكالسيوم لا ينخفض ​​بشكل كبير.

تشمل خيارات العلاج ما يلي:

• العلاج الإشعاعي لقتل الخلايا السرطانية والمساعدة على منعها من النمو والانتشار.
• العلاج الكيميائي من خلال الأدوية التي تقتل الخلايا السرطانية.
• في بعض الحالات، لا يلزم استئصال ورم الغدة الجار درقية الحميد. قد يحتاج المريض إلى إزالته فقط إذا وصل مستوى الكالسيوم إلى نقطة معينة أو في حالة المعاناة من أعراض شديدة.
• يحتاج بعض الأشخاص المصابين بفرط نشاط جارات الدرقية إلى علاج في حالة إصابتهم بترقق العظام أو حصوات في الكلى أو أن الكلى لديهم لا تعمل بشكل صحيح.

ويمكن أن يؤدي علاج سرطان الغدة الجار درقية مثل العلاج الكيميائي والإشعاعي إلى إتلاف الخلايا الطبيعية، وقد يؤدي هذا إلى بعض الآثار الجانبية مثل تساقط الشعر، وتقرحات الفم، والقيء.

Medlineplus.gov. Parathyroid cancer. Retrieved on the 7th of September, 2021, from:

https://medlineplus.gov/genetics/condition/parathyroid-cancer/#causes 

Cancer.net. Parathyroid Cancer: Symptoms and Signs. Retrieved on the 7th of September, 2021, from:

https://www.cancer.net/cancer-types/parathyroid-cancer/symptoms-and-signs 

Cancer.gov. Parathyroid Cancer Treatment (PDQ®)–Patient Version. Retrieved on the 7th of September, 2021, from:

https://www.cancer.gov/types/parathyroid/patient/parathyroid-treatment-pdq