لماذا اشعر بالنعاس لكن لا استطيع النوم

قد يعاني البعض ويشكو بأنني أشعر بالتعب لكن لا أستطيع النوم، ما هو السبب؟ وكيف يمكن علاجه. في البداية وقبل اللجوء إلى الحبوب المنومة، يجب تحديد السبب وراء عدم المقدرة على النوم على الرغم من تعب الجسد. 

يعتبر إيقاع الساعة البيولوجية كجهاز ضبط الوقت لكل ما تفعله أجسادنا خلال اليوم، حيث يعتمد على الضوء والظلام لتنظيم درجة حرارة الجسم، وعمليات الأيض، والهرمونات، والنوم. 

تتحكم النواة فوق التصالبية في الدماغ على إنتاج هرمون الميلاتونين والذي يساعد على تنظيم النوم، حيث تكون مستوياته منخفضه أثناء النهار، ومع حلول الظلام يبدأ إفراز المزيد من الميلاتونين بحيث تصل ذروته ما بين الساعة 2-4 من بعد منتصف الليل، لذا يوصى بالاستعداد للنوم بعد حوالي ساعتين من بدء ارتفاع مستويات الميلاتونين. 

ومع هذا لكل شخص نمط خاص بساعته البيولوجية، ويمكن اعتبار وقت وساعات النوم مناسبة وصحية للأشخاص بغض النظر عن اختلاف وقت الذهاب إلى النوم بين الآخرين. لكن في حال عدم النوم على الرغم من التعب فقد يكون هناك توقف في إيقاع الساعة البيولوجية والذي يمكن اعتباره دلالة على وجود اضطراب مرحلة النوم المتأخرة؛ والتي تتميز بتأخر وقت النوم والاستيقاظ عن النمط المعتاد، أو يمكن أن يكون سبب أشعر بالتعب لكن لا أستطيع النوم، واحدة مما يلي:

• القيلولة الطويلة أو التي تكون ما بعد منتصف اليوم، لذا يوصى بأن يكون وقت القيلولة قصير ما بين 20-30 دقيقة وفي وقت مبكر.  
• القلق والتوتر؛ حيث يزيد القلق من الشعور باليقظة، كما تعتبر اضطرابات النوم من أحد الأعراض التشخيصية لاضطراب القلق. 
• الاكتئاب؛ حيث تعمل الاكتئاب على إيقاف إيقاع الساعة البيولوجية، كما يمكن أن تزيد التغيرات في المواد الكيميائية في الدماغ من صعوبة النوم.
• شرب المشروبات المحتوية على الكافيين؛ حيث إن عمر النصف - الوقت اللازم لانخفاض مستوى الكافيين في الدم إلى النصف - يصل إلى حد 5 ساعات، مما يعني أن شربه يؤثر بشكل كبير على النوم حتى ولو كان قبل ساعات من موعده، لذا يوصى بالتوقف عن شرب الكافيين قبل 4-6 ساعات من موعد النوم.
• استخدام الهواتف المحمولة والتعرض للضوء الأزرق المنبعث من الشاشات الالكترونية قبل النوم، حيث يقلل هذا الضوء من إنتاج الميلاتونين، لذا يوصى بتجنب التعرض للضوء الأزرق قبل ساعتين على الأقل من موعد النوم. 
• اضطرابات النوم، مثل: متلازمة انقطاع التنفس أثناء النوم ومتلازمة تململ الساقين.

كما يجب التمييز ما بين التعب أو الإرهاق وما بين النعاس، فالتعب لا يعني بالضرورة الحصول على النوم هو فقط عدم وجود الطاقة أو الدافع للقيام بمجهود بدني، أما النعاس هو عدم المقدرة على البقاء مستيقظاً. 

ينصح باتباع التعليمات التالية للمساعدة على النوم ووضع جدول منتظم للنوم والاستيقاظ:

• الذهاب إلى السرير فقط عند الشعور بالنعاس. 
• تهئية الغرفة لجعلها مناسبة للنوم، عن طريق إظفاء الإنارة وإبقاء درجة الحرارة باردة ما بين 15-19 درجة مئوية.
• ترك الأجهزة المحملولة بعيداً عن مكان النوم. 
• في حال الانزعاج من الأصوات، ينصح بوضع سدادات الأذن.
• ممارسة بعض الأنشطة المهدئة قبل موعد النوم، مثل: القراءة، أو الكتابة، أو التأمل. 

لذا ينصح بمراجعة الطبيب لمعرفة السبب الحقيقي للأرق وعدم النوم وعدم اللجوء إلى الأدوية المنومة دون استشارة الطبيب لما لها من آثار جانبية قد تظهر عند البعض. 

للمزيد:

• كيف نحصل على نوم طبيعي دون مهدئات؟
• أسرار النوم التي لا تعرفها