يعد تدخين المراهقين مشكلة شائعة حيث يوجد العديد من العوامل التي تدفعهم لذلك، وبنفس الوقت فمن الصعب أن يقلعوا عن التدخين بسبب إدمان النيكوتين الذي يحدث بسرعة لديهم. تعرف في هذا المقال على الأضرار الصحية لتدخين المراهقين.

العوامل التي تدفع المراهقين إلى التدخين

يوجد العديد من الأسباب التي قد تؤدي إلى تدخين المراهقين مثل:

  • الطريقة التي يظهر بها المدخنون في وسائل الإعلام

تروج وسائل الإعلام إلى أن التدخين يمنح مظهر جذاب وفاتن وهذا خاطئ فالتدخين يسبب رائحة الفم الكريهة، والسعال، والبلغم، وهذا ما يجعل الآخرين يتجنبون الالتقاء بالمدخن. [1]

  • تقليد الآخرين

من المرجح أن يدخن المراهقون منتجات التبغ إذا رأوا أشخاصًا في نفس عمرهم يستخدمون هذه المنتجات. كما وقد يكون الشباب أكثر عرضة للتدخين إذا كان أحد الوالدين من المدخنين. [1] 

اقرأ أيضًا التدخين السلبي وصحة الطفل

  • إدمان النيكوتين

لا يزال الدماغ لدى المراهقين في طور النمو وهذا يجعلهم يدمنون على النيكوتين أكثر وبشكل أسرع من البالغين. [1]

صعوبة الإقلاع عن التدخين عند المراهقين

التدخين هو عادة يصعب التخلص منها لأن التبغ يحتوي على النيكوتين وهي مادة مسببة للإدمان. ويكون تدخين المراهقين أكثر خطورة حيث يسبب النيكوتين لديهم الإدمان بشكل أكبر، ففي البداية يسبب تدخين المراهقين الشعور بالمتعة، لكن فيما بعد يصبح الجسم والعقل بحاجة النيكوتين الموجود في السجائر.

ولا يمنح التدخين الشعور بالسعادة، إنما يدفع المراهق للحصول عليه ليشعر بأنه طبيعي وليتجنب أعراض انسحاب النيكوتين. [2] 

تدخين المراهقين للسجائر الإلكترونية

انتشر تدخين السجائر الالكترونية بين المراهقين مؤخرًا بشكل كبير، لأنهم يعتقدون أنها تعطيهم مظهر جذاب بين أقرانهم، بالإضافة إلى أن أضرارها الصحية أقل من أضرار سجائر التبغ العادية، وهذا اعتقاد خاطئ فالسجائر الإلكترونية بالرغم من عدم احتوائها على التبغ إلا أنها ليست أكثر أمانًا من السجائر العادية، حيث أن لمكوناتها  أضرارًا صحية خطيرة وقد تكون مهددة للحياة. [2]

حيث تستخدم السجائر الإلكترونية التي تعمل بالبطارية خراطيش مملوءة بالنيكوتين، والمواد الكيميائية الضارة والمسرطنة، بالإضافة إلى المنكهات، وتحولها إلى بخار يستنشقه المدخن. [2] 

اقرأ للمزيد أضرار السجائر الالكترونية وهل تعتبر أقل ضررًا من العادية

التأثيرات الضارة للسجائر الالكترونية على المراهقين

تحتوي السجائر الالكترونية على العديد من المواد الكيميائية التي تجعل تدخينها يسبب أضرار صحية خطيرة على المراهقين، ومن أهم هذه المواد:

  • الأسيتالدهيد والفورمالدهيد

 تسبب أمراض الرئة والأمراض القلبية الوعائية. [3]

  • الأكرولين

وهو مبيد عشبي يستخدم لقتل الأعشاب الضارة، ويمكن أن يسبب مرض الانسداد الرئوي المزمن، والربو وسرطان الرئة. [3]

  • البروبيلين غليكول والجلسرين النباتي

وهي مركبات سامة للخلايا، وكلما زادت نسبتها في السائل الإلكتروني زادت السمية الخلوية. [3]

اقرأ أيضًا أمراض يسببها التدخين

وبناءً على ذلك فقد صرحت إدارة الغذاء والدواء بعدم أمان استخدام أي سيجارة إلكترونية من قبل المراهقين، وبأن السجائر الالكترونية غير فعالة في مساعدة المدخنين على الإقلاع عن التدخين. [3] 

اقرأ للمزيد ما هي أضرار التدخين السلبية

تدخين المراهقين للشيشة 

غالبًا ما يتلاقى المراهقين في المقاهي العامة لتدخين الشيشة، إذ يعتقد بعض المراهقين أن تدخين الشيشة أكثر أمانًا من السجائر لأن الدخان يبرد عندما يمر عبر الماء. لكن ماذا عن المادة اللزجة السوداء التي تتراكم في خرطوم الشيشة ويدخل جزء منها إلى الفم والرئة؟ 

للأسف فمخاطر الشيشة أكبر من مخاطر السجائر على المراهقين، لأن خرطوم الشيشة لا يحتوي على مرشحات ويستخدمها المراهقون لفترات طويلة.  ولا تقتصر الأضرار الصحية لتدخين المراهقين للشيشة على أضرار التبغ والنيكوتين والمواد المسرطنة الموجودة بها، حيث غالبًا ما يتم مشاركة الشيشة بين الأصدقاء، لذلك فهناك خطر إضافي يتمثل في انتقال العدوى الفيروسية والجرثومية والتي تشمل السل أيضًا. [2]

تأثير التدخين على صحة المراهقين

تحتوي السجائر على العديد من المواد الكيميائية التي تصنف على أنها سموم قاتلة بجرعات محددة مثل النيكوتين والسيانيد. وعند تعرض الجسم لهذه المواد يقوم برد فعل دفاعي ضدها. وهو المسؤول عما يشعر به المراهقون عند تدخينهم لأول مرة مثل الشعور بالالم والحرقة في الحلق والصدر، حتى وأن بعضهم يتقيأ في المرات القليلة الأولى التي يجربون فيها التبغ. [2]

الأضرار طويلة المدى

يتسبب التدخين بالعديد من الأضرار طويلة المدى على المراهقين بشكل خاص، قد تتضمن هذه المخاطر:

  • زيادة خطر الإصابة بالامراض القلبية.
  • زيادة خطر الإصابة بالسكتة الدماغية.
  • زيادة خطر الإصابة بتلف الرئة.
  • زيادة خطر الإصابة بسرطان الرئة وسرطان الدم.
  • مشاكل في العين.
  • تسوس الأسنان ومشاكل في اللثة.
  • انخفاض المناعة وزيادة خطر الإصابة بالعدوى.
  • زيادة خطر الإصابة بالسكري وهشاشة العظام.
  • الشيخوخة المبكرة ومشاكل الجلد مثل الصدفية والتجاعيد.
  • زيادة خطر الإصابة بقرحة المعدة.

يؤثر التدخين على الصحة الجنسية للمراهقين لدى كل من الذكور والإناث، حيث يسبب الضعف الجنسي لدى الذكور، أما الفتيات اللاتي يدخن ويتبعن وسائل تحديد النسل الهرمونية مثل حبوب منع الحمل، أو اللصاقة، أو الحلقة، فهن أكثر عرضة لخطر الإصابة بالنوبات القلبية. وفي حال أرادت المرأة الحمل، فإن التدخين يجعل ذلك أكثر صعوبة. [2] 

اقرأ أيضًا التدخين والإنجاب

كيف انزل ضغط الدماغ؟ فقد أخبرني الطبيب أن هناك ارتفاع في ضغط الدماغ وأنا خائف أن يسبب لي مشاكل خطيرة

الأضرار قصيرة المدى

بالإضافة إلى الأضرار طويلة الأمد، فمن الممكن أن يؤثر التدخين أيضًا على الجسم بسرعة. حيث يمكن أن يعاني المدخنون المراهقون من العديد من المشاكل مثل: 

  • رائحة الفم الكريهة 

التدخين لا يمنح المراهقين مظهر جذاب كما يعتقد البعض فقد يسبب تدخين المراهقين رائحة فم كريهة بشكل دائم وهذا ما يجعل الناس ينفرون من المدخن. بالإضافة لرائحة الدخان العالقة بالملابس. الشعر وأثاث المنزل. [2]

  • صعوبة ممارسة التمارين الرياضية

لا يستطيع المدخنون التنافس بشكل سليم مقارنًة بغير المدخنين. وبالإضافة إلى ضيق النفس يحصل لدى المراهقين بسبب التدخين بعض الأعراض مثل: تسارع ضربات القلب، وضعف الدورة الدموية، وكل هذه العوامل تؤثر على الأداء الرياضي. [2] 

اقرأ للمزيد أثر التدخين على الجهاز الحركي

  • زيادة خطر الإصابات الرياضية وبطء وقت الشفاء

يؤثر تدخين المراهقين على قدرة الجسم على إنتاج الكولاجين. لذا فإن الإصابات الرياضية الشائعة، مثل تلف الأوتار والأربطة، تشفى بشكل أبطأ لدى المدخنين مقارنة بغير المدخنين. [2]

  • زيادة خطر الإصابة بالعدوى

تنخفض مناعة الجسم لدى المراهقين بسبب التدخين وهذا ما يفسر إصابتهم بالأنفلونزا، ونزلات البرد، والتهاب الشعب الهوائية، والالتهاب الرئوي بشكل متكرر وأكثر من غير المدخنين. [2]

  • الإصابة بسوء التغذية

يلجأ بعض المراهقين إلى التدخين كوسيلة للتحكم في الوزن وهذا يجعل  أجسامهم تفتقر إلى العناصر الغذائية اللازمة للنمو والتطور ومقاومة المرض. [2]

اقرا ايضاً :

سبعة منتجات غذائية لشعر صحي وجذاب

نصيحة الطبي 

تشكل جميع أشكال التبغ مثل السجائر، والغليون، والسيجار، والشيشة مخاطر صحية، ولا يعتبر استخدام المنتجات التي يتم الترويج لها على أنها لا تسبب أضرار صحية مثل السجائر الإلكترونية، أو السجائر المفلترة، أو منخفضة القطران أكثر أمانًا. 

الشيء الوحيد الذي يساعد حقًا هو الابتعاد عن كل هذه المنتجات، وهذا ليس أمرًا سهلًا، ويجب امتلاك القوة والدافع لقول "لا" عند التعرض للضغط من الأصدقاء أو الأشخاص المحيطين بشأن البدء بالتدخين. يمكن بهذه الحالة تقديم بعض الأعذار اللطيفة مثل "أنا لا أحب ذلك" أو "أريد أن أحافظ على لياقتي للعب كرة القدم"