مع حلول شهر رمضان المبارك يزداد التساؤل عن تأثير الصيام على القولون العصبي، وفيما إن كان الصيام مفيداً أم مضراً لمريض القولون العصبي. حيث يقول الكثيرون من المصابين بالقولون العصبي أنهم شعروا بتحسن في آلام القولون في رمضان، على الرغم من أن الأطباء ينصحون دائماً بالالتزام بمواعيد الوجبات نتيجة تدهور حالة بعض المرضى عند تفويت الوجبات.
تم إجراء العديد من الدراسات حول تأثير الصيام على القولون العصبي وخاصة الصيام المتقطع؛ أي الامتناع عن تناول الطعام والشراب لعدة ساعات، والتي تم خلالها دراسة العلاقة ما بين أعراض القولون العصبي والصيام، ومن الواضح أن تاثير الصوم على القولون العصبي يتفاوت بشكل كبير لدى المرضى، وتختلف النتائج تبعاً لنوع ودرجة الإصابة بالقولون العصبي الذي يعاني منه المريض.
نتناول في هذا المقال الحديث حول كل ما يخص القولون العصبي والصيام.
إن القولون العصبي هو مرض مزمن يصيب الجهاز الهضمي يسبب العديد من الأعراض المزعجة للمريض، وقد تتغير الأعراض مع مرور الوقت. وقد تشمل أعراض القولون العصبي في رمضان وغيره من أوقات السنة ما يلي:
- آلام وتقلصات في البطن.
- الشعور بعدم التفريغ الكامل بعد استعمال دورة المياه.
- خروج مخاط مع البراز.
- انتفاخ البطن والغازات.
- الحاجة الملحة لاستخدام دورة المياه.
- تغير عادات الإخراج.
والجدير بالذكر أنه قد تتفاوت أعراض القولون العصبي في رمضان من شخص لآخر.
القولون العصبي والصيام
يمكن أن تتحسن حالة مريض القولون العصبي في رمضان، حيث قد تزول آلام القولون أثناء الصيام في حال كان تناول الطعام يسبب تفاقم أعراض القولون العصبي، ففي هذه الحالة قد يستفيد المريض من الصيام في تخفيف هذه الأعراض والتحكم بها.
ولكن في بعض الحالات قد لا يفيد الصيام لمرضى القولون العصبي وإنما قد يزداد ألم القولون في رمضان، بسبب ميل الصائم لتناول كميات كبيرة من الطعام بعد الصيام الطويل، مما يؤدي إلى تفاقم ألم البطن وأعراض القولون العصبي في رمضان عند المريض.
فوائد الصيام للقولون العصبي
ومن الأسباب الأخرى التي قد توضح علاقة تحسن أعراض القولون العصبي والصيام ما يلي:
- مركب النزوح الحركي
مركب النزوح الحركي (بالإنجليزية: Migration Motor Complex) هو عبارة عن موجات كهربائية تعمل في الجهاز الهضمي خلال فترات الصيام، وأثناء الليل وبين الوجبات، ومهمتها الأساسية هي دفع جميع الأشياء غير قابلة للهضم عبر الأمعاء، مثل العظام، أو الألياف، أو البكتيريا الضارة.
وتشير الدراسات إلى أن مركب النزوح الحركي لا يعمل كما يجب عند مرضى القولون العصبي، مما يؤدي إلى صعوبة في حركة الأمعاء وظهور الأعراض التي يعاني منها مريض القولون العصبي. وترتبط عدم فعالية مركب النزوح الحركي بزيادة نمو البكتيريا في الأمعاء الدقيقة، والذي يكون عادة المسبب الرئيسي للقولون العصبي.
ومن فوائد الصيام لمرضى القولون العصبي أن الصيام يحسن عمل مركب النزوح الحركي، مما يؤدي إلى تحسين حركة الأمعاء أيضاً، ويحافظ على توازن الميكروبات في الأمعاء الدقيقة، بالإضافة لفوائد الصيام الشافية والمضادة للالتهاب التي تساهم في تعزيز علاقة تحسن أعراض القولون العصبي والصيام.
هل الصيام يخفض من نسبة السكر التراكمي؟ فقد كان السكر التراكمي لدي آخر مرة قبل رمضان 8.1 وأخبرني الطبيب أنني يجب أن اخفض، فهل يمكن أن يساعدني الصيام على خفض السكر التراكمي
- الإجهاد التأكسدي والالتهاب
يرتبط الإجهاد التأكسدي والالتهاب بالقولون العصبي، إذ يعاني مريض القولون العصبي من ارتفاع الإنزيمات التأكسدية وانخفاض فعالية الإنزيمات المضادة للأكسدة، مما يؤدي إلى تلف الخلايا وتعطل عملها. ويساعد الصيام على علاج الإجهاد التأكسدي، مما يساعد في التحكم والتحفيف من أعراض القولون العصبي مع الصيام.
اقرأ أيضاً: فوائد الصيام في شهر رمضان المبارك
اضرار الصيام للقولون العصبي
كما قد ذكرنا سابقاً حول علاقة تفاقم أعراض القولون العصبي والصيام، أنه قد تزداد بسبب تناول الفرد لكميات كبيرة من الطعام مرة واحد، كما أن الجوع قد يحفز أعراض القولون العصبي أثناء الصيام ويسبب تدهورها عند بعض الأشخاص.
أيضاً خلال الصيام في رمضان قد يقل تناول المريض للمكونات الغذائية التي تساهم في تحسين أعراض القولون العصبي لديه مثل البروبيوتيك والألياف، مما قد يؤدي إلى تفاقم أعراض القولون العصبي مع الصيام في رمضان.
علاج القولون العصبي في رمضان
نظراً لوجود علاقة ما بين تفاقم أعراض القولون العصبي والصيام، فقد تستخدم العديد من الأدوية لتخفيف أعراض القولون العصبي في رمضان، منها:
- مضادات التشنج، والتي تعمل على تخفيف آلام البطن والتقلصات بإرخاء عضلات الأمعاء.
- الملينات، لعلاج الإمساك.
- مضادات الإسهال، مثل اللوبرامايد (بالإنجليزية: Loperamide).
- مضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقات، لعلاج الألم والتقلصات.
اقرأ أيضاً: أفضل علاج للقولون بالدواء والطرق الطبيعية
نصائح لمرضى القولون العصبي في رمضان
لا يمكن علاج مرض القولون العصبي، ولكن يمكن تخفيف أعراض القولون العصبي أثناء الصيام أو بعد الإفطار وذلك من خلال اتباع نمط حياة صحي. والجدير بالذكر أنه يمكن أن تلعب العوامل الغذائية دوراً في إثارة أعراض القولون العصبي، بالتالي يجب أخذ ذلك بعين الاعتبار عند صيام مريض القولون العصبي في رمضان واختيار أفضل الوجبات التي ينصح بتناولها على السحور أو الإفطار.
وفيما يلي عدد من النصائح التي تخص القولون العصبي والصيام:
- تجنب تناول السوربيتول، الموجود في اللبان، والأطعمة المخصصة للريجيم، والمحليات الصناعية، لأن السوربيتول يسبب الإسهال.
- تناول الأطعمة المحتوية على الشوفان لعلاج الانتفاخ والغازات.
- تناول الطعام ببطء.
- تجنب المشروبات الغازية.
- عدم شرب أكثر من ثلاثة أكواب من القهوة يومياً.
- تجنب بعض الخضروات والفواكه التي قد تسبب انتفاخ البطن والغازات.
- شرب كميات كافية من السوائل.
- عدم شرب المياة الباردة أو تناول كميات كبيرة من الطعام على الإفطار.
- التخفيف من مستويات التوتر والقلق وذلك من خلال:
- ممارسة التأمل.
- ممارسة بعض الأنشطة التي تساعد على التهدئة مثل اليوغا.
- ممارسة التمارين الرياضية بانتظام.
- العلاج السلوكي المعرفي.
تتساءل العديد من الامهات المرضعات حول الصيام في شهر رمضان المبارك هل المرضع تصوم وهل سيؤثر الصيام على الطفل الرضيع ...
اقرأ أكثر
اقرا ايضاً :