يعد علاج انزلاق الديسك بالمنظار من أحدث التقنيات المستخدمة في علاج الانزلاق الغضروفي، وتتميز هذه التقنية بأنها أقل توغلاً وأكثر أماناً مقارنةً بالجراحة التقليدية. بالإضافة إلى سرعة التعافي وإمكانية العودة إلى الحياة الطبيعية خلال وقت قصير جداً.

يتناول هذا المقال خطوات علاج انزلاق الديسك بالمنظار ومميزاته، ومضاعفاته، وكذلك دواعي استخدامه.

علاج انزلاق الديسك بالمنظار

يهدف علاج انزلاق الديسك بالمنظار إلى إزالة القرص المنزلق الذي يضغط على العصب. وتتضمن خطوات عملية الديسك بالمنظار ما يلي: [6][7] 

  • إعطاء المريض تخديراً موضعياً أو كلياً مع مراقبة العلامات الحيوية للمريض.
  • إجراء شق صغير لا يتعدى 1 سم.
  • إدخال موسعات أسطوانية لتوسيع العضلات تحت توجيه الأشعة السينية، يتبعها إدخال أنبوب بحجم 9 مم يعمل كنفق للمنظار الذي يتكون من عدة أنابيب دقيقة
  • توفر قنوات للإضاءة، والكاميرا، والسوائل الطبية، والأدوات الدقيقة، مثل الملاقط وغيرها.
  • استئصال الجزء التالف من القرص خاصةً الجزء الذي يسبب الضغط على الأعصاب.
  • إزالة المنظار وإغلاق الجرح ثم وضع ضمادة.

دواعي علاج انزلاق الديسك بالمنظار

قد يوصي الطبيب بعلاج انزلاق الديسك بالمنظار واستئصال القرص بالكامل أو جزء منه في الحالات الآتية: [2] 

  • وجود آلام في الرقبة، أو الأطراف، أو آلام الظهر التي تحد من القيام بالأنشطة اليومية أو حدوث اضطراب في الأعصاب الحسية أو الحركية التي لا تتحسن باستخدام الأدوية والعلاج الطبيعي.
  • ضعف العضلات أو وجود مشكلة في الحركة.
  • صعوبة الوقوف أو المشي.
  • استمرار الألم أو تفاقمه.
  • الإصابة بحالة سلس البول أو البراز.

مميزات علاج انزلاق الديسك بالمنظار

يتسم علاج انزلاق الديسك بالمنظار مقارنةً بالجراحة التقليدية بالآتي: [5][6]

  • إجراء طفيف التوغل لا يتطلب عمل شق جراحي كبير.
  • عدم الحاجة إلى البقاء في المستشفى لأيام عديدة، وإمكانية إجرائه بتخدير موضعي.
  • ارتفاع نسبة نجاح عملية الديسك بالمنظار لتصل إلى 90% تقريباً.
  • سرعة استعادة حركة العمود الفقري.
  • انخفاض نسبة الدم المفقود أثناء إجراء العملية.
  • سرعة التعافي والعودة إلى الأنشطة اليومية في غضون أيام.
  • انخفاض خطر التعرض لمضاعفات ومشاكل صحية.

يجدر الإشارة إلى أن تكلفة عملية الانزلاق الغضروفي بالمنظار تختلف من دولة لأخرى ومن جراح لآخر، ولكنها تتميز بقلة تكلفتها مقارنة بالعملية التقليدية. [7]

اقرأ أيضاً: جراحة العمود الفقري بالتداخل المحدود

مخاطر علاج انزلاق الديسك بالمنظار

يعد علاج الانزلاق الغضروفي بالمنظار إجراءً آمناً في معظم الحالات، لكن كما هو الحال مع جميع أنواع العمليات الجراحية وغير الجراحية، فهناك بعض المخاطر المحتمل حدوثها.

تتضمن مخاطر علاج انزلاق الديسك بالمنظار ما يلي: [8] 

  • الإصابة بعدوى ما.
  • تعرض بعض الأعصاب للإصابة أو التلف.
  • تسرب السائل الشوكي.

اقرا ايضاً :

تطويل العظام

التعافي بعد عملية انزلاق الديسك بالمنظار

تختلف مدة الشفاء من عملية الانزلاق الغضروفي بالمنظار من حالة لأخرى، ولكن عادةً ما تتراوح المدة من أسبوع إلى أربعة أسابيع حسب حالة المريض.

قد تتضمن توصيات الطبيب ما بعد عملية الديسك بالمنظار تناول مسكنات الألم، وتجنب الانحناء، أو الرفع، أو الالتواء بضعة أسابيع بعد العملية، حيث تستغرق الأعصاب بعض الوقت للشفاء. وقد يعاني المريض من بعض التنميل المؤقت والوخز في الساقين.

يمكن لمعظم الناس العودة إلى العمل في غضون 2 إلى 4 أسابيع أو أقل من العملية، ولكن من تتطلب وظائفهم مجهوداً بدنياً فقد يحتاجون إلى الانتظار ما لا يقل عن 8 إلى 12 أسبوعاً. [7] وينبغي الحرص على الالتزام بالعلاج الطبيعي بعد علاج انزلاق الديسك بالمنظار إذا أوصى الطبيب بذلك.

غالباً ما يكون علاج انزلاق الديسك بالمنظار نهائياً، إلا أنه في بعض الحالات قد يتكرر انزلاق القرص لدى المريض مسبباً بعض الآلام والضغط على الأعصاب مرةً أخرى. لذا يوصى باتباع النصائح التالية بعد الخضوع لعلاج انزلاق الديسك بالمنظار أو الطرق الجراحية الأخرى؛ لتجنب تكرار الإصابة بانزلاق الديسك: [8][9]

  • عدم رفع الأوزان الثقيلة.
  • الجلوس الصحيح أمام المكتب، أو التلفاز، أو الكمبيوتر.
  • ممارسة الرياضة على الأقل 15 دقيقة يومياً لتقوية عضلات الظهر.
  • اختيار السرير المناسب للتخفيف من مشاكل العمود الفقري وآلام الظهر.
  • النوم بطريقة صحيحة بثني الركبتين عند النوم على الظهر، وتجنب النوم على فراش طري، لأن ذلك يسبب تقوس العمود الفقري وتشنج العضلات.
  • النوم على أحد الجانبين وليس على البطن؛ لأن ذلك يؤدي إلى زيادة الضغط على العمود الفقري.
  • العمل على حمل الأوزان أو الأشياء بالطريقة الصحيحة.
  • المحافظة على الوزن المثالي باتباع حمية غذائية جيدة، لأن السمنة وزيادة الوزن تعتبر من أكثر عوامل الخطورة التي تؤثر على الظهر.

اقرأ أيضاً: الفرق بين الديسك والشد العضلي

طرق علاج انزلاق الديسك الأخرى

تتعدد طرق علاج انزلاق الديسك بين العلاج التحفظي والجراحي الذي يتضمن علاج انزلاق الديسك بالمنظار، ويعتمد اختيار طريقة العلاج المناسبة على مدى الانزلاق الغضروفي والألم الذي يشعر به المريض. فيما يلي بعض الخيارات العلاجية:

علاج انزلاق الديسك التحفظي

تتضمن الطرق غير الجراحية لعلاج انزلاق الديسك ما يلي: [1][2]

  • الراحة مدة تتراوح بين عن 24-48 ساعة مع تجنب الحركات التي تسبب الألم والقيام بالتمرينات التي يوصي بها الطبيب.
  • تناول مضادات الالتهاب غير الستيرويدية (المسكنات)، مثل الإيبوبروفين (بالإنجليزية: Ibuprofen) والنابروكسين (بالإنجليزية: Naproxen)؛ لتخفيف التهاب الأعصاب الناجم عن ضغط القرص، وقد يصف الطبيب في بعض الحالات مرخيات العضلات أو المسكنات المخدرة.
  • عمل كمادات الماء الساخن أو البارد في أول 48 ساعة من الشعور بالألم.
  • العلاج الطبيعي والفيزيائي عن طريق التدليك وتقوية عضلات الظهر والبطن.

قد يوصي الطبيب أيضاً بإعطاء إبرة كورتيزون (بالإنجليزية: Cortisone) في أسفل العمود الفقري للمرضى الذين يعانون من الألم الشديد أو ألم في الساق، لكن تختلف الاستجابة من مريض لآخر.

عند فشل العلاج التحفظي في تخفيف آلام المريض، أو ازدياد الحالة سوءاً، أو في حال ظهور ضعف في عضلات الساق أو عضلات القدم فلا بد من التدخل الجراحي، مثل علاج انزلاق الديسك بالمنظار. [1][2]

اقرأ أيضاً: 5 تمارين رياضية لمرضى الديسك

علاج انزلاق الديسك الجراحي

تهدف جميع الطرق الجراحية إلى إزالة أكبر قدر ممكن من أنسجة الديسك المنزلق مع الحفاظ على الأنسجة المحيطة، لإعطاء جذر العصب المضغوط مساحة أكبر للقيام بوظيفته.

تشمل التقنيات الجراحية لعلاج انزلاق الديسك الجراحة المفتوحة التقليدية، واستئصال القرص المجهري، وعلاج الديسك بالليزر، وذلك بالإضافة إلى علاج انزلاق الديسك بالمنظار. [1][3][4] 

فيما يلي بعض أنواع جراحات علاج انزلاق الديسك:

  • استئصال القرص المنزلق: يتضمن هذا الإجراء إزالة جزء من القرص أو إزالته بالكامل.
  • بضع النواة: تجرى هذه العملية لإزالة النواة عن طريق الشفط أو من خلال عملية الانزلاق الغضروفي بالليزر.
  • استئصال الصفيحة الفقرية: يزيل الطبيب في هذه العملية جزء من الصفيحة الفقرية لتخفيف الضغط على الأعصاب.
  • دمج الفقرات: يتضمن هذا الإجراء ربط فقرتين أو أكثر معاً؛ مما يتيح الاستقرار للعمود الفقري.
  • استبدال القرص: يتم استبدال القرص المنزلق بآخر اصطناعي.

للمزيد: أفضل الطرق الفعالة لعلاج الديسك أو الانزلاق الغضروفي

معلومات عن انزلاق الديسك

يحدث انزلاق الديسك نتيجة حدوث فتق في الجزء الخارجي الليفي، أو بسبب حدوث جفاف تدريجي وانخفاض المرونة مع تقدم العمر، أو بسبب بذل جهد الزائد بشكل متكرر، أو التعرض لحادث مفاجئ، مثل حمل أشياء ثقيلة بطريقة خاطئة.

بالإضافة إلى ذلك، هناك عدة عوامل تزيد من خطر الإصابة بالديسك، مثل قلة اللياقة البدنية، وزيادة الوزن والسمنة، والتدخين، وكذلك الجلوس بطريقة خاطئة.

يعتمد الطبيب في تشخيص انزلاق الديسك على التاريخ الطبي ثم الفحص البدني، وبعض الفحوصات، مثل الرنين المغناطيسي. وعادةً ما يشكو المريض المصاب بالانزلاق الغضروفي من الشعور بألم شديد في العنق أو الظهر يزداد مع الوقوف أو الحركة، وقد يمتد الألم إلى الأطراف مع شعور بالتنميل.

قد يصاحب الانزلاق الغضروفي عدة مضاعفات، مثل حدوث تشنجات عضلية وربما عدم القدرة على الحركة، وفقدان الإحساس بالتغيرات الحرارية، وكذلك فقدان التحكم في البول والبراز، والضعف الجنسي. وفي هذه الحالة قد يوصي الطبيب بالخضوع لعلاج انزلاق الديسك بالمنظار أو بالطرق الجراحية الأخرى. [2] 

اقرأ أيضا: ما هي اهم اعراض الانزلاق الغضروفي؟

اعاني من الام شديدة بالجهة اليمنى اسفل الكتف تمتد الى الظهر