يعتبر الأمر أكثر تعقيداً من مجرد النظر إلى الرقم عند تحديد ما إذا كانت درجة حرارة الجسم تشكل خطراً على البالغين أو الأطفال. ومن المفيد معرفة أسباب ارتفاع درجة حرارة الجسم أو انخفاضها، والمضاعفات المحتملة، ومتى يجب التوجه إلى غرفة الطوارئ عند ارتفاع الحرارة أو انخفاضها. 

تبلغ متوسط ​​درجة حرارة الجسم الطبيعية 37 درجة مئوية. ويمكن أن تتراوح الحرارة الطبيعية للجسم بين 36.1 درجة مئوية و 37.2 درجة مئوية في مختلف الأفراد. [1]

وسنتعرف في هذا المقال كم درجة حرارة الجسم الخطيرة للأطفال والكبار، وما أسبابها وأبرز أعراضها.

 

درجة حرارة الجسم الخطيرة

تعتبر درجة حرارة الجسم خطيرة عندما تكون درجة حرارة الجسم أكثر من 41.5 درجة مئوية. كما يخفض بعض الأطباء مقياس درجة حرارة الجسم الخطيرة ليشمل أي شخص تبلغ درجة حرارة جسمه 41.1 درجة مئوية وما فوق. 

تختلف درجة حرارة الجسم الخطيرة (بالإنجليزية: Hyperpyrexia) عن ارتفاع الحرارة، وهو مصطلح طبي للارتفاع غير المنضبط في درجة حرارة الجسم بسبب الكميات الزائدة من حرارة الجسم المتولدة. [2]

للمزيد: حرارة الجسم من أين تأتي؟ وكيف نفهمها؟

أسباب درجة حرارة الجسم الخطيرة

يمكن أن تسبب الكثير من الأشياء ارتفاع درجة حرارة الجسم الخطيرة. وتبدأ بعض الأسباب عادة بحمى منخفضة الدرجة يمكن أن تتحول إلى حمى عالية الدرجة، مثل: 

  • الفيروسات؛ ويمكن أن يكون سبب درجة حرارة الجسم الخطيرة كورونا.
  • البكتيريا.
  • الفطريات.
  • السموم.
  • المخدرات.
  • التخدير الكامل. [1][2]

كما ترتبط بعض الحالات المرضية بحمى شديدة. وتشمل هذه الحالات المرضية:

  • نزيف داخل الجمجمة (نزيف داخل الدماغ).
  • العاصفة الدرقية (بالإنجليزية: Thyroid Storm).
  • متلازمة السيروتونين.
  • الإنتان (بالإنجليزية: Sepsis).
  • متلازمة كاواساكي.
  • المتلازمة الخبيثة للدواء المضاد للذهان (بالإنجليزية: Neuroleptic Malignant Syndrome).
  • ضربة الشمس.
  • جرعة المخدرات الزائدة. [1][2]

للمزيد: أمراض تؤدي للإصابة بالحمى

أعراض درجة حرارة الجسم الخطيرة

تختلف أعراض درجة حرارة الجسم الخطيرة من شخص لآخر، اعتماداً على مدة استمرار الحالة وما إذا كانت تزداد سوءاً. وقد تشمل الأعراض المبكرة: 

  • زيادة العطش.
  • التعرق الشديد.
  • الدوخة.
  • تشنجات العضلات.
  • التعب والضعف.
  • الغثيان.
  • الدوار. [2]

ومع استمرار ارتفاع درجة حرارة الجسم أو تفاقمها، يمكن أن تزداد شدة الأعراض. ويمكن أن يؤدي هذا التفاقم إلى ظهور الأعراض التالية:

  • صداع الرأس.
  • تضيق عدسة العين.
  • ارتباك أو التباس خفيف.
  • بشرة شاحبة، ورطبة، وباردة.
  • القيء أو اضطراب المعدة.
  • قلة التبول أو عدم القدرة على التبول. [2]

وقد يؤدي استمرار ارتفاع درجة حرارة الجسم إلى 41.1 درجة مئوية لفترات طويلة إلى ظهور الأعراض التالية:

  • ارتباك أو التباس شديد.
  • فقدان الوعي.
  • التنفس السريع والضحل.
  • البشرة الجافة، والساخنة، والحمراء.
  • نبض ضعيف وسريع.
  • اتساع حدقة العين.
  • نوبات تشنجية. [1]

للمزيد: ما هي السخونة الداخلية؟

علاج درجة حرارة الجسم الخطيرة

إذا كان شخص ما مصاباً بحمى خفيفة لكنه لا يشعر بأي أعراض فإن العلاج ليس ضرورياً؛ لأن وظيفة الحمى هي المساعدة في قتل العدوى، فإن علاج الحمى منخفضة الدرجة يمكن أن يتداخل مع جهود الجسم لمحاربة الجراثيم. ويمكن أن تساعد الراحة وتناول الكثير من السوائل الجسم على مقاومة الحمى والأمراض الكامنة أيضاً.

أما بالنسبة للحمى التي تؤدي إلى الشعور بالضعف، أو في حال ارتفاع درجة حرارة الجسم إلى 39-40 درجة، فيمكن أن تساعد خافضات الحرارة التي لا تستلزم وصفة طبية لخفض الحمى مثل الباراسيتامول أو الإيبوبروفين على التحسن. 

ونظراً لأن درجة حرارة الجسم الخطيرة قد تكون ناتجة عن مرض آخر، فإن علاج هذا المرض يؤدي عادة إلى انخفاض درجة حرارة الجسم.

وعندما تبدأ درجة حرارة الجسم في الوصول إلى 41.1 درجة مئوية أو أعلى، قد يكون من الضروري علاج الحمى نفسها للمساعدة في منع حدوث مضاعفات خطيرة طويلة الأمد أو الوفاة، بالإضافة إلى علاج السبب الأساسي. [1][2]

أنا مصاب بأنيميا الفول منذ الصغر، وعملت فحص G6PD وكانت النتيجة منخفضة (٩)، علماً أن المستوى الطبيعي (١١٦ - ٤٠٠). هل يجب أن أرفع هذه النتيجة؟ وهل هناك طريقة لرفعها؟ وشكراً

درجة الحرارة خطيرة للأطفال

يمكن أن يشعر الأطفال بالحمى لأسباب عديدة. ومن الأمثلة على ذلك اللعب بقوة، أو البكاء، أو الخروج من سرير دافئ، أو الطقس الحار، وتعود درجة حرارة جلدهم إلى طبيعتها في غضون 20 دقيقة تقريباً. وتبلغ درجة حرارة الجسم الطبيعية للأطفال كما يلي:

  • 38.0 درجة مئوية أو أعلى عند قياسها من فتحة الشرج أو الأذن أو الجبهة.
  • 37.8 درجة مئوية أو أعلى عند قياسها من الفم.
  • 37.2 درجة مئوية أو أعلى عند قياسها تحت الإبط.

وتعمل الحمى على مساعدة جهاز المناعة في الجسم على محاربة العدوى. وتعتبر الحمى التي تتراوح بين 37.8 درجة - 39 درجة مئوية جيدة للأطفال المرضى. ومع هذا، يمكن أن تسبب درجات الحرارة التي تزيد عن 42 درجة مئوية تلفاً في الدماغ. ومن النادر جداً أن ترتفع درجة حرارة الجسم إلى هذا الحد. 

قد يراود الكثير من الأهالي سؤال متى تكون الحرارة خطيرة للأطفال؟ لا تكون درجة حرارة الجسم الخطيرة عند الأطفال بحاجة إلى العلاج إلا إذا تسببت في ظهور أعراض عند الطفل، ويحدث ذلك غالباً عندما تزيد درجة الحرارة عن 39 أو 39.5 درجة مئوية. [1][2][3]

للمزيد: التعامل مع ارتفاع حرارة الطفل

انخفاض درجة حرارة الجسم الخطيرة 

تعتبر درجة حرارة الجسم أقل من 35 درجة مئوية منخفضة بشكل غير طبيعي، وتعرف الحالة بانخفاض درجة حرارة الجسم (بالإنجليزية: Hypothermia). ويعد انخفاض درجة حرارة الجسم حالة طبية طارئة، ويمكن أن يؤدي تركها دون علاج إلى تلف الدماغ وفشل القلب. [4]

أسباب انخفاض درجة الحرارة الخطيرة

يحدث انخفاض درجة حرارة الجسم بسبب فقدان الحرارة عادةً، وهو ما يحدث عند التعرض لطقس بارد أو درجات حرارة باردة، مما يؤدي إلى فقدان الحرارة أسرع مما ينتجها الجسم. 

وتشمل الحالات التي يمكن أن تسبب انخفاض درجة حرارة الجسم ما يلي:

  • عدم ارتداء ملابس دافئة في الشتاء.
  • قضاء فترات طويلة في الطقس البارد دون مصدر تدفئة.
  • العيش في منزل شديد البرودة (إما بسبب سوء التدفئة أو انخفاض درجة حرارة مكيف الهواء).
  • السقوط في الماء البارد.

كما تشمل عوامل الخطر الأخرى التي تزيد من خطر الإصابة بانخفاض درجة حرارة الجسم ما يلي:

  • التعب؛ حيث أن الإرهاق يجعل درجات الحرارة الباردة أكثر صعوبة للتحمل.
  • التقدم في السن؛ إذ يعاني كبار السن من صعوبة تحمل الطقس البارد أكثر من الشباب.
  • العمر؛ يعاني الاطفال وخاصةً الرضع من فقدان حرارة الجسم بشكل أسرع من الكبار.
  • الكحول والمخدرات، ويعتقد الكثير من الناس مخطئين أن الكحول يعطي شعوراً بالدفء ويحمي من البرد، ولكن الحقيقة هي العكس إذ تسرع الكحول من عملية فقدان حرارة الجسم. وكذلك الأمر بالنسبة للمخدرات.
  • بعض الأمراض؛ مثل قصور الغدة الدرقية، وسوء التغذية، وفقدان الشهية العصبي، وداء السكري، والسكتة الدماغية، ومرض الشلل الرعاش، وإصابات العمود الفقري.
  • الأمراض النفسية: إذ من الممكن أن يسيء المريض النفسي الحكم على الوضع أو الجو المحيط به، مما يعرضه لخطر البقاء في الجو البارد دون وعي.
  • الأدوية؛ مثل بعض مضادات الاكتئاب، والمسكنات المخدرة (مثل الكوديين، والفنتانيل، والمورفين)، والمهدئات (أو الأدوية المنومة). [4]

أعراض انخفاض درجة الحرارة الخطيرة

 تشمل العلامات والأعراض الشائعة لانخفاض درجة حرارة الجسم ما يلي:

  • برود راحة اليد والقدمين.
  • القشعريرة (وهي العلامة الأولى والأكثر شيوعاً).
  • تلعثم الكلام.
  • التنفس البطيء والضحل.
  • الحركات الخرقاء.
  • ضعف النبض.
  • النعاس.
  • التشوش الذهني.
  • فقدان الوعي.
  • فقدان الذاكرة المؤقت.
  • بشرة باردة وذات لون أحمر فاتح (عند الأطفال). [4]

علاج انخفاض درجة الحرارة الخطيرة

يمكن اتباع بعض نصائح الإسعافات الأولية للأشخاص الذين يعانون من انخفاض درجة حرارة الجسم الخطيرة لحين بدء العلاج الطبي:

  • عدم القيام بتدليك أو فرك جسم الشخص.
  • نقل الشخص المصاب إلى مكان دافئ.
  • نزع ملابس المصاب المبللة وتغطيته (باستثناء الوجه) بالبطانيات.
  • وضع الشخص على سطح دافئ مثل السرير.
  • تقديم سوائل دافئة ومحلاة، مع تجنب الكحول والمنبهات.
  • عدم استخدام الحرارة المباشرة على جسم الشخص.
  • الإنعاش القلبي الرئوي عند الضرورة.  [4]

للمزيد: ما هو انخفاض درجة حرارة الجسم

وختاماً، إذا لم تتم معالجة ارتفاع درجة حرارة الجسم الخطيرة، فقد تتسبب فرط الحمى في تلف دائم في الدماغ أو الوفاة. ومع ذلك، يمكن للعلاجات الصحيحة أن تخفض الحمى بأمان في معظم الحالات، مما يمنح الأطباء الوقت لتشخيص وعلاج السبب الكامن وراء فرط الحمى. 

للمزيد: كل ما تريد معرفته عن أسباب ومضاعفات ارتفاع حرارة الجسم

اقرا ايضاً :

الرعاية التلطيفية..رعاية شمولية ومتميزة