تعد نزلات البرد والزكام من الأمراض المعدية الشائعة التي تصيب الجهاز التنفسي العلوي، والتي تتسبب بظهور العديد من الأعراض لدى المريض والتي تؤثر على مختلف أعضاء الجسم. [1،2]

تعرف في هذا المقال على أعراض البرد والزكام، وكيفية تمييزها عن الأعراض التي تسببها الأمراض الأخرى، بما فيها الإنفلونزا والحساسية الموسمية.

تحدث نزلات البرد والزكام نتيجة الإصابة بالعديد من أنواع الفيروسات، والتي يتجاوز عددها 200 فيروس، ولكن يعد الفيروس الأنفي (بالإنجليزية: Rhinovirus) كأكثر هذه الفيروسات تسببًا بنزلات البرد والزكام. [1،2]

تتعدد أعراض البرد والزكام والتي يمكن أن تتشابه مع العديد من الأمراض التي تصيب الجهاز التنفسي العلوي، ولا بد من تمييز أعراض نزلات البرد، فذلك يساهم في الحصول على التشخيص الصحيح و تلقي المريض للعلاج المناسب. [1]

متى تظهر أعراض البرد؟ وكم تستمر؟

غالبًا ما تظهر أعراض البرد بشكل تدريجي خلال 1 - 3 أيام من إصابة الفرد بأحد أنواع الفيروسات المسببة لنزلات البرد والزكام، ومن النادر جدًا أن تظهر أعراضه بشكل مفاجىء. وغالبًا ما تكون أعراض الزكام ونزلات البرد الأولية واضحة والتي تشمل المعاناة من انسداد أو سيلان الأنف، والعطس، وحكة في الحلق. [1،3]

عادة ما تتفاقم أعراض البرد في اليوم الثاني والثالث بعد ظهورها، لكن لا داعي للقلق فغالبًا ما تبدأ بالتحسن بشكل تدريجي بعد ذلك. [2]

أما حول مدة استمرار أعراض نزلات البرد، فغالبًا ما تستمر لمدة تتراوح ما بين 7 - 10 أيام، وفي بعض الأحيان يمكن أن تستمر لفترة تصل إلى أسبوعين. وعادة ما يعتمد ذلك على الصحة العامة لدى الفرد، فمعاناة الفرد من بعض الأمراض أو ضعف في جهاز المناعة يمكن أن تجعل أعراض البرد تستمر لديه لفترة أطول. [2،3]

ما هي أعراض البرد؟

تتسبب نزلات البرد بالعديد من الأعراض التي تؤثر على الأنف، والحلق، والرئتين، ومختلف أنحاء الجسم، وفيما يلي نذكر تفصيلًا لهذه الأعراض:

سيلان أو احتقان الأنف

يعد كلًا من سيلان أو احتقان الأنف كأكثر أعراض نزلات البرد شيوعًا والتي تظهر في المراحل الأولى من المرض، واللذان يحدثان نتيجة وجود السوائل الزائدة داخل الأنف وهذا ما يؤدي إلى تضخم الأوعية الدموية والأغشية المخاطية داخل الأنف. [3،4]

غالبًا ما تكون إفرازات الأنف والمخاط مائية وصافية في بدايات المرض. لكن، ومع مرور الوقت سيبدأ لونها بالتغير لتصبح بيضاء، أو صفراء، أو خضراء اللون، كما ستصبح هذه الإفرازات أكثر سمكًا. [2،3]

أيضًا، يمكن أن يرافق كل من سيلان واحتقان الأنف معاناة المريض من التنقيط الأنفي الخلفي، وهي حالة تتمثل بانتقال المخاط المتواجد داخل الأنف إلى منطقة الحلق. [1،2]

ألم والتهاب الحلق

يمكن أن يكون التهاب الحلق من أولى أعراض البرد التي يمكن أن تظهر لدى المريض، والذي يمكن تمييزه على هيئة جفاف وحكة في منطقة الحلق، بالإضافة إلى كون منطقة الحلق مخدوشة وهذا ما يمكن أن يجعل المريض يعاني من الألم أثناء البلع وعدم القدرة على تناول الأطعمة الصلبة. [3،4]

أما حول سبب ارتباط نزلات البرد بألم الحلق، فيمكن أن يكون نتيجة لتهيج أنسجة الحلق بعد الإصابة بفيروس البرد، كما يمكن أن يكون نتيجة لحدوث التنقيط الأنفي الخلفي. [3]

اقرأ أيضًا: أسرار علاج الزكام بسرعة

العطاس والكحة

تتضمن أعراض البرد أيضًا معاناة المريض من العطاس المستمر، والذي يحدث نتيجة لتهيج الأغشية المخاطية المتواجدة داخل الأنف والحنجرة. أيضًا، يمكن أن يتسبب البرد بالسعال والذي يمكن أن يكون إما جافًا أو رطبًا حيث يرافقه خروج البلغم. [2،3]

لكن، غالبًا ما يميل السعال إلى أن يكون آخر الأعراض المرتبطة بالبرد. [3]

الصداع وآلام الجسم

لا تؤثر نزلات البرد فقط على الجهاز التنفسي، فمن الممكن أن تتسبب أحيانًا بعدد من الأعراض التي تؤثر على مختلف أجزاء الجسم، بما فيها التسبب بالصداع وآلام الرأس، بالإضافة إلى معاناة المريض من آلام طفيفة في جميع أنحاء الجسم. [1،3]

كما يمكن أن يشعر المريض المصاب بنزلة البرد بالارهاق والتعب العام ويصبح غير قادر على ممارسة أنشطته اليومية. [1]

ألم الأذن

من أعراض البرد المحتملة أيضًا معاناة المريض من ألم طفيف في الأذن، والذي يحدث نتيجة تسبب الاحتقان بارتفاع الضغط داخل الأذن وتأثيره على قناة استاكيوس، التي تربط الحلق بالأذن الوسطى. [4]

أيضًا يمكن أن تتسبب نزلات البرد بفقدان القدرة على السمع، والإحساس بفرقعة داخل الأذنين. لكن، لا داعي للقلق فغالبًا ما تختفي هذه الأعراض مع الأعراض الأخرى لنزلات البرد. [4]

اقرا ايضاً :

كيفية السيطرة على مرض الربو اثناء فصل الشتاء

أعراض أخرى

يمكن أن تتضمن أعراض نزلات البرد والزكام أيضًا ما يلي:

  • تدمع العينين.
  • انتفاخ الغدد الليمفاوية.
  • القشعريرة.
  • الشعور بعدم الراحة في منطقة الصدر.
  • صعوبة التنفس بشكل عميق.

هل الحمى من أعراض البرد؟

بينما تعد الحمى من الأعراض الشائعة للعديد من أمراض الجهاز التنفسي، لكنها لا تعد من أعراض البرد الشائعة، حيث من الممكن أن يعاني بعض الأفراد من ارتفاع طفيف في درجة حرارة الجسم، والذي غالبًا لا يتجاوز 38.9 درجة مئوية. [1-3]

ومن المهم جدًا مراجعة الطبيب في حال ارتفاع درجة حرارة الجسم لأكثر من 37.7 درجة مئوية للأطفال الرضع الذين لم تتجاوز أعمارهم 6 أسابيع، أو أكثر من 38.5 درجة مئوية للأطفال الأكبر من ذلك، أو أكثر من 38 درجة مئوية للأفراد البالغين. كما يجب مراجعة الطبيب في حال استمرت الحمى لدى المريض لأكثر من 3 أيام أو رافقها التعرق، والقشعريرة، والسعال الذي يرافقه خروج البلغم، فذلك يمكن أن يدل على وجود مشكلة صحية تستدعي العلاج. [3]

اقرأ أيضًا: علاج الزكام طبيعياً دون أدوية

كيف يتم تمييز أعراض البرد؟

تتشابه أعراض البرد مع الأعراض التي تسببها العديد من أمراض الجهاز التنفسي، فمثلًا يمكن أن تتسبب نزلات الإنفلونزا أيضًا بسيلان الأنف، والسعال، والصداع، لكن من الممكن أن يتم التمييز ما بينهما من خلال عدة نقاط بما فيها: [1،2،4]

  • غالبًا ما تحدث أعراض الإنفلونزا بشكل مفاجئ وتكون متوسطة إلى شديدة، بينما تكون أعراض نزلات البرد طفيفة وتحدث بشكل تدريجي.
  • تعد الحمى من الأعراض الشائعة جدًا للانفلونزا، بينما تسبب نزلات البرد والزكام أحيانًا ارتفاع طفيف في درجة حرارة الجسم.
  • كثيرًا ما تسبب الإنفلونزا الصداع، وآلام الجسم، والتعب، وصعوبات في التنفس، بينما تعد هذه الأعراض أقل شيوعًا في حالات البرد. 
  • يمكن أن يعاني المريض من القيء أو الإسهال عند إصابته بالإنفلونزا، بينما لا يعاني منها أبدًا في حالات نزلات البرد.

أيضًا، بالإضافة إلى المعاناة من الحمى، والتعب، والقيء، والإسهال، يمكن تمييز إصابة الفرد بفيروس كورونا الجديد من خلال معاناته من فقدان حاستي الشم والتذوق، وهو أمر نادر الحدوث في حالات نزلات البرد والزكام. [2]

ومن الأمراض التي تتشابه أعراضها مع أعراض الزكام هي الحساسية الموسمية والتي تتسبب أيضًا بسيلان الأنف، والعطاس، والسعال. لكن، غالبًا ما يتم تمييز الحساسية الموسمية عن نزلات البرد من خلال ظهور أعراضها بسرعة واستمرارها لمدة تزيد عن أسبوعين. [5]

بعد 4 أيام من دخول والدتي للمستشفى أصيبت بمكروب في الرئة pneumonie bactérienne a pseudomonas pseudoalcalidène. اود معرفة سبب اصابتها بهذا المكروب؟

نهاية، تتسبب نزلات البرد بالعديد من الأعراض المزعجة لدى المريض، والتي تتضمن عادة سيلان واحتقان الأنف، والعطاس، وألم الحلق بالإضافة إلى آلام الجسم والصداع. وغالبًا ما يتم تمييز نزلات البرد عن الإنفلونزا والحساسية الموسمية بكونها تظهر بشكل تدريجي وغالبًا ما تكون طفيفة.

اقرأ أيضًا: أخطاء تزيد أعراض الزكام سوءاً