يُعد التمر والرطب من الفاكهة العربية الأصيلة التي لا يشك أحد في فوائدها عموماً، أما بخصوص تناولها من قبل المرأة الحامل، فهناك الكثير من الفوائد والقليل من المحاذير، كما أن هناك حاجة للإجابة عن الأسئلة والشكوك حول بعض الشائعات غير الدقيقة عن أضرار محتملة لتناول التمر على المرأة الحامل، ويعد التمر وجبة خفيفة وحلوة تساعد في تغذية الحامل والجنين، وله أيضاً فوائد في تسهيل المخاض عند الولادة

اقرأ أيضاً: فوائد التمر

فوائد التمر للحامل

يحتوي التمر على الكثير من أنواع الفيتامينات والمعادن، وتتوفر فيه كمية من مضادات الأكسدة بنسبة عالية، والتي تساهم في تعويض الجسم عن الخلايا الميتة وترفع مناعته، وفي أثناء الحمل فمن الضروري الحصول على نظام غذائي متنوع ومتوازن يحتوي على كافة العناصر الغذائية المهمة للأم والطفل.

ومن أهم فوائد أكل التمر للمرأة في فترة الحمل ما يلي: 

احتواؤه على الألياف الغذائية

التمر باعتباره من النباتات يحتوي على الكثير من الألياف الغذائية، إذ يحتوي كل 100 غرام (حوالي أربع حبات) من التمر على الكمية الموصى بها يومياً من الألياف، ولهذا فهو يساعد على تسهيل حركة الأمعاء، كما يساعد في تخفيف الإمساك الشائع لدى النساء أثناء الحمل لأن هرمونات الحمل تعمل على إبطاء عمل الجهاز الهضمي، كما أن مكملات الحديد الضرورية التي تتناولها المرأة الحامل تساهم في احتمال حدوث الإمساك.

غناه بالبوتاسيوم

يحتاج جسم الإنسان العادي إلى البوتاسيوم لدعم توازن السوائل في الجسم والأوعية الدموية، والحفاظ على استقرار ضغط الدم، وهو أيضاً يساهم في عمل الخلايا بشكل منتظم ويقلل تقلص العضلات، ويعد نقص البوتاسيوم شائعاً بشكلٍ كبير، كما أن النساء الحوامل يعانين من الغثيان والقيء في الشهور الأولى من الحمل، مما يزيد من مشكلة انخفاض مستوى البوتاسيوم عن الكمية الموصى بها، وهي 4700 ملليغرام في اليوم، وهنا تأتي فائدة تناول التمر للحامل، إذ يحتوي كل 100 غرام منه على حوالي 700 ملليغرام من البوتاسيوم.

احتواؤه على الحديد

تعتبر النساء الحوامل من أكثر الناس تعرضاً لفقر الدم نتيجة نقص الحديد، إذا يلزمهن تناول كمية أكثر بمرتين من النساء غير الحوامل، ومن المحتمل أن يؤدي استمرار فقر الدم الناتج عن انخفاض مستوى الحديد في الجسم إلى الولادة المبكرة (بالإنجليزية: Premature birth)، أو يولد الطفل بوزن منخفض، بالإضافة لاحتمال الإصابة باكتئاب ما بعد الولادة.

عدم رفع سكر الدم بسرعة

حيث يعتبر التمر من الأطعمة ذات المؤشر الجلايسيمي المنخفض (بالإنجليزية: The glycemic index)، مما يعني أنها يتم هضمه ببطء ولا يسبب زيادة سريعة في مستوى السكر في الدم، وهذه الميزة هامة، لأن حوالي عُشر النساء الحوامل قد يُصبن بسكر الحمل (بالإنجليزية: Pregnancy Diabetes)، والذي من المحتمل أن يتسبب بمضاعفات تؤدي إلى زيادة وزن الطفل المولود، أو حصول الولادة مبكراً. 

اقرأ أيضاً: فوائد منقوع التمر للرضع

بديل عن السكر

من المفيد بشكل كبير استعمال التمر كبديل عن السكر نظراً لاحتوائه سكر الفركتوز، وخاصة للمرأة الحامل، فهو يساعدها أيضاً على مقاومة إجهاد الحمل، وهو يحتوي على سعرات حرارية أقل بحوالي الثلث، لكنه لا يُعتبر بديلاً مناسباً عن السكر لجميع الأحوال، لأن له طعم ونكهة خاصة به. 

فوائد التمر للجنين

مع التأكيد على فوائد وأمان تناول التمر على كل من الأم والجنين، يمكن تعداد الكثير من الفوائد الرئيسية الخاصة بالجنين، ومن أبرزها ما يلي:

إمداد جسم الجنين بالطاقة

حيث إن التمر مصدر للسكر الطبيعي، وهو لا يرفع مستويات السكر بشكل كبير لدى الجنين، لكن بسبب كون التمر فاكهة مجففة، فهو يحتوي على نسبة عالية من السعرات الحرارية، ويلزم التزام الاعتدال في تناوله. 

اقرأ أيضاً: التمر غذاء ودواء في ان واحد

تزويد الجنين بفيتامين ك

يولد الجنين عادة وفي جسمه كمية منخفضة من فيتامين ك الهام في عملية التخثر، ونمو العظام، وهو مهم كذلك لتحسين وظائف العضلات والأعصاب، فإذا كانت الأم تتناول التمر، فمن الممكن أن يحصل الجنين على كمية جيدة من فيتامين ك، وأيضاً من خلال الرضاعة بعد الولادة.

رفع مستوى الحديد

بسبب احتواء التمر على كمية كافية من الحديد، فهو يساعد كثيراً في تجنب فقر الدم أثناء الحمل، ويحافظ على مستويات الهيموجلوبين الطبيعية، كما أنه يقوي مناعة الجنين.

اقرأ أيضاً: رجيم التمر واللبن

دعم عظام وأسنان الجنين

يقوم التمر بدور كبير في مساعدة الجنين على تكوين العظام والأسنان، بسبب احتوائه نسبة جيدة من المغنيسيوم، بالإضافة إلى تنظيم مستويات السكر في الدم وضغط الدم، والأهم من كل ذلك هو أن الوقاية من نقص المغنيسيوم أثناء الحمل تقلل من احتمالات الإصابة بتسمم الحمل، واختلالات المشيمة، والولادة المبكرة.

رفع مستوى حمض الفوليك

يعتبر حمض الفوليك أساسياً لسلامة نمو الجنين أثناء الحمل، فهو يمنع تشوهات النمو خاصة في الحبل الشوكي، ويحتوي التمر على نسبة جيدة منه بالإضافة إلى فيتامين ب الذي يساعد هو أيضا على منع العيوب الخَلقية لدى الجنين.

اتخاذ الجنين وضعية الولادة الأمثل

إن وضعية الجنين غير المناسبة من أكثر أسباب تأخر الولادة أو جعلها صعبة، ويساعد التمر في زيادة احتمال أن يكون الجنين في الوضع الصحيح والمناسب لولادة طبيعية وسهلة، حيث يكون رأس الجنين في الأسفل. 

اقرأ أيضاً: كيفية زيادة وزن الجنين

food

قدر وجباتك واحتياجاتك الغذائية على الفور
احصل على تقدير استهلاكك اليومي من الطعام واتخذ خيارات أكثر صحة. جربه الآن
التقط صورة سريعة لوجبتك واكتشف محتواها من السعرات الحرارية بسهولة.

مدى أمان التمر على صحة الحامل

إن تناول التمر للحامل لا يقتصر على الصحة والفائدة، بل هو أيضاً آمن تماماً، إذ لا توجد أي مؤشرات على أي تأثير سلبي له طيلة فترة الحمل، سواءً في الثلث الأول أو الثاني أو الثالث، فهو وجبة خفيفة تساعد على تحلية الحامل وكبح الرغبة الشديدة بتناول الحلويات والسكر، وخاصة أن كثرة تناول السكريات ذات المصدر الصناعي أثناء الحمل قد تؤثر على وظائف الدماغ لدى الجنين، في حين أن تناول السكر الطبيعي في الفاكهة بما فيها التمر له علاقة بتحسن ذكاء الطفل.

احتياطات تناول التمر أثناء الحمل

لا توجد آثار جانبية في الأغلب عند تناول التمر باعتدال من قبل الحامل، سوى احتمال نادر بحدوث رد فعل تحسسي يؤدي إلى حكة أو تورم في منطقة الفم أو اللسان، وعندها يجب التوقف فوراً عن تناوله، كما يتوجب الحذر من كثرة تناوله لاحتوائه نسبة عالية من السكر والسعرات الحرارية، فكل 100 غرام من التمر تحتوي 275 سعرة حرارية.

اقرأ أيضاً: رجيم التمر

 أما الأعراض الجانبية للإفراط في تناول التمر لدى الحامل، فقد تشمل ما يلي:

  • ارتفاع سكر الدم: وخاصة في الثلث الثاني، حيث يُخشى من الإصابة بسكري الحمل.
  • زيادة الوزن: بشكل أكثر من المعدل الطبيعي أثناء الحمل.
  • تسوس الأسنان: وذلك في حالة عدم الاهتمام بتنظيفها.

هل يعمل التمر على تسهيل المخاض؟

على الرغم من أنها اعتبرت أسطورة قديمة منذ أقدم العصور والحضارات، إلا أنه حسب كثير من الدراسات الحديثة، فقد تبيّن بالفعل بأن تناول التمر للحامل في الشهر الأخير من الحمل يرفع من نسبة المخاض الطبيعي بدون تدخل دوائي، مثل استخدام الأوكسيتوسين لتسريع المخاض، كما أنه يجعل المرحلة الأولى من المخاض أقصر، ويزيد من متوسط ارتفاع عنق الرحم وليونته بحيث يكون أكثر استعداداً للولادة، ولكن ذلك قد لا يحدث بالضرورة لدى الجميع، وهناك حاجة لمزيد من الدراسات للتأكد أن ذلك ينطبق على جميع النساء.

اقرا ايضاً :

 البــروكـلـي