تصنف البطاطا بأنها من الخضراوات الجيدة للصحة، وهذا يتوقف على طريقة إعدادها وطهيهاK فمن الممكن أن تتحول من الأكلات المفيدة إلى الأكلات المضرة. فعلى سبيل المثال إذا تم إعدادها بطريقة القلي، فإن الفائدة تتراجع وتزيد الأضرار، وقد استمر الجدل فترات طويلة حول خطورة تناول البطاطا المقلية، حتى أن البعض أدرجها ضمن الأغذية التي تعجل الوفاة، وتزيد من فرص الإصابة ببعض الأمراض المزمنة والخطيرة على مدى العمر، وجاءت نتيجة أبحاث جديدة تبين أن الأمر نسبي، حيث يمكن للبطاطا المقلية أن تكون مضرة للبعض، ومفيدة للبعض الآخر، وهذا يتوقف على مدى الصحة والعوامل الوراثية، وبعض العادات الأخرى.
للمزيد: فوائد البطاطا
البطاطا المقلية
تناولت البحوث الجديدة مشكلة البطاطا المقلية، وبعضهم وصفها بقنبلة النشا، التي يمكن أن تؤدي للعديد من السلبيات، عندما يتم وضعها في الزيت المغلي، حيث تتميز البطاطا بمذاقها المقبول لكل الفئات، كما تعد من الأطعمة سريعة وسهلة التحضير، وتضاف إلى الكثير من الوجبات، ويوضع معها التوابل والبهارات و"الكاتشب"، ومكسبات الطعم المتنوعة.
ويقول الباحثون أن زيادة تناول البطاطا بصورتها المقلية يمثل خطراً على الصحة، رغم طعمها اللذيذ الذي يجذب الكثيرين، والسبب بذلك هو ارتفاع معدل الدهون بدرجة كبيرة في هذا النوع، مما يفتح الباب أمام أمراض السمنة والقلب والسكري، ومضاعفات أخرى تابعة لهذه الأمراض.
وتبين دراسة أمريكية جديدة أنه عندما يتم تقشـير البطاطا تفقد بعض عناصرها الــغذائية، كما تقطع وتوضع في الزيت المغلي، فتتشبع بالدهون، وبعدها يتم إضافة بعض المنكهات والتوابل، لتتحول إلى طعام أكثر تدميراً للصحة.
وكشفت دراسة سابقة أجريت مؤخراً أن البطاطا المقلية تحتوي على كمية عالية من السكر الذي يسبب الإصابة بمرض البدانة، ومشاكل الشرايين والأوعية، واضطرابات القلب، والسكري، وقام الباحثون في هذه الدراسة بالتحكم في العوامل الأخرى التي تسبب الخطورة نفسها، حيث خضع المتطوعون للتجربة، وتناولوا البطاطا المقلية على مدار الأسبوع من مرتين إلى أربع مرات، وتبين من النتائج أنهم كانوا الأكثر تعرضاً للوفاة، بالمقارنة مع الآخرين الذين تناولوا البطاطس بطرق طهي أخرى.
ويقول أحد المشاركين في الدراسة أنهم اكتشفوا أن الشعب الأمريكي ييتناول كميات ضخمة للغاية من البطاطا المقلية، أضعاف ما يستهلكه غيرهم في الدول الأخرى، حيث تصنف على أنها من الخضراوات الأكثر استخداماً، ويضيف أنه رغم هذا الإقبال على البطاطا المقلية ففضل استخدام الأساليب الأخرى في طهيها وتناولها، لتجنب الكثير من المشاكل الصحية.
وتقول خبيرة التغذية الأمريكية في مركز علوم الغذاء، إنه من الضروري معرفة كمية البطاطا المقلية التي يتناولها الشخص، لأنها تحدد مدى الخطورة التي يتعرض لها الشخص أكثر من نوعية الزيوت المستخدمة، أو أضرار إناء القلي نفسه.
وتحتوي وجبة البطاطا الجاهزة الكبيرة على نحو 525 سعراً حرارياً، وهذه الكمية كبيرة للغاية، ولذلك تنصح الخبيرة بطلب وجبة صغيرة للغاية، ومعها طبق من السلطة الخضراء، لتقليل الأضرار.
وتوضح الدراسة أنه من المفضل أن يكون مع وجبة البطاطا المقلية نوع من السلطة الخضراء، ولا بد من معرفة كل الإضافات الأخرى على هذه الوجبة، من توابل، ومنكهات، وفلفل، وجبن، لأن هذه الإضافات ترفع السعرات الحرارية إلى 1020 سعراً.
فزيادة المقبلات والتوابل ترفع السعرات، حيث أن إضافة "المايونيز" يزيد ما يقرب من 120 سعراً حرارياً، وكل كيس من "الكاتشب" يحتوي على 12 سعراً حرارياً، وهكذا تتحول الوجبة إلى كارثة من السعرات.
وتنصح الدراسة بالابتعاد قدر الإمكان عن الوجبات التي تحتوي على هذه الكمية العالية من السعرات الحرارية، لأن مرض السمنة أصبح وباء ينتشر بصورة مخيفة، وليس هناك داعٍ لإضافة 50 سعراً حرارياً جديداً للجسم.
وقام الباحثون في دراسة أخرى بترتيب طرق البطاطا من الأكثر خطورة إلى الأقل ضرراً، فكانت البطاطا المقلية الحلوة الأشد خطراً، من البطاطا المقلية والمضاف إليها الفلفل الحار وأنواع الجبن، يليها البطاطا المقلية في المنزل بقشرها، والمقلية بصورة متوسطة.
وكانت البطاطا المشوية أو التي توضع في الفرن، وعليها دهان من زيت الفول السوداني، أو زيوت "الكانولا" هي الأقل ضرراً، وتأتي البطاطا المسلوقة والمشوية بدون أي زيوت هي الأفضل والأكثر فائدة.
وتصبح البطاطا المقلية هي الأخطر؛ لأن نسبة الدهون والملح كبيرة للغاية، والأخطر منها إضافة الجبن لتزيد نسبة الدهون، وكذلك المنكهات الأخرى و"الكاتشب"، ومكسبات الطعم واللون.
تغيير الزيت ضروري
تبين الدراسات أنه من الضروري تغيير زيت القلي المستخدم أولاً بأول، ولا بد من معرفة كم مرة يتم تغيير الزيت داخل مطاعم وجبات البطاطا المقلية، لأن عملية غلي الزيت ثم تبريده، واستخدامه مرة أخرى يجعله يولد أحماضاً دهنية غاية في الضرر.
كما أن استعمال زيت الذرة في صناعة هذه البطاطا يؤدي إلى وجود كميات كبيرة من الحمض الدهني "أوميجا6" الذي يرفع الكوليسترول الضار في الجسم، ويحفز على ظهور العديد من الالتهابات في أماكن مختلفة.
ويؤكد الباحثون أن تناول البطاطا المقلية بصورة معتدلة دون إفراط، يمكن أن يكون صحياً مع بعض الخضراوات، فيكفي أن يشعر الشخص بمدى الضرر عند تناول هذه البطاطا المقلية، ما يجعله يعدّل من نمط الغذاء.
ويجب أن يصبح الشخص راضياً عن تناول البطاطا المقلية في حالة تناول حبة صغيرة منها فقط، أو 12 إصبعاً مقلياً منها، وكلما تناول أكثر زادت فرص الضرر.
اقرأ ايضاً: 5 وسائل لتحويل الاغذية المقلية الى صحية
كثيرة هي الاغذية التي تسبب امراضا عديدة وتعتبر الامراض الغذائية من اكثر الامراض شيوعا التي يمكن ان تصيب الجسم حيث ...
اقرأ أكثر
اقرا ايضاً :
البدانة والسكري
وتقدم الدراسة العديد من الأضرار التي تسببها البطاطا المقلية، وعلى رأسها زيادة الوزن، ومن ثم حدوث البدانة والسمنة. فعند تناول 250 جراماً من هذه البطاطا فإنها تعطي نحو 770 سعراً، ومع إضافة بعض المنكهات والكاتشب والجبن يصل إلى 1350 سعراً، هو حد الخطر في وجبة واحدة فقط، خصوصاً للأطفال. ومع دخول مادة الأكريلامي تضعف المناعة أيضاً.
كما تؤدي إلى تضرر القلب من الدهون المشبعة والمتحولة، وتؤدي إلى الإصابة بتصلب الشرايين، وتزيد من فرص الإصابة بالجلطة القلبية، وترفع معدل السكر في الدم، نتيجة تحول النشويات إلى جلوكوز، وبالتالي يزيد خطر قدوم مرض السكري.
وتعمل البطاطا المقلية على حدوث خلل في إنزيمات الكبد، واضطراب في صحة الأمعاء، وزيادة الكوليسترول الضار، وتتأثر الكلى أيضاً بصورة كبيرة، ويصاب الشخص بمشكلة ارتجاع المريء.
اقرأ أيضاً: كيف تعرف اعراض الجلطة القلبية؟
فائدة البطاطا المسلوقة
وتفيد الدراسة أنه يمكن الاستفادة القصوى من تناول البطاطا، ولكن بصورتها المسلوقة، فهي من الأطعمة النافعة في علاج ضغط الدم المرتفع، حيث تحتوي على كميات عالية من معدن البوتاسيوم، وهو العنصر الرئيسي في عملية التحكم وتنظيم الضغط في الجسم، حيث يعمل البوتاسيوم كذلك على ضبط توازن الماء داخل الخلايا، وله دور كبير في نقل العناصر الغذائية إلى هذه الخلايا، ومن ثم الوقاية من الإصابة بالاضطرابات الصحية، أو ارتفاع الضغط.
كما تقدم الدراسة أدلة على أن البطاطا المسلوقة لها دور كبير في مساعدة الجهاز الهضمي، والسبب أنها تحتوي على معدل مرتفع من الألياف الغذائية اللينة، والمفيدة في الهضم، ولذلك ينصح بها الأطباء للأطفال في بداية التغذية، حيث تجنبهم العديد من مشاكل الهضم، والحفاظ على صحة وعمل هذا الجهاز.