تعد اضطرابات الكلى من أشهر الأعراض الجانبية التي يسببها استخدام المسكنات على صحة الكلى، قد يستغرق الأمر سنوات قبل ظهور أي أعراض لاعتلال الكلية المرتبط بالمسكنات، مما يجعل الأمر صعب التشخيص في المراحل المبكرة.

سنتناول الحديث في هذا المقال عن اعتلال الكلية المرتبط بالمسكنات، بما في ذلك الأعراض، والتشخيص، وطرق العلاج.

ما هو اعتلال الكلية المرتبط بالمسكنات؟

يعرف اعتلال الكلى المرتبط بالمسكنات على أنه حالة تسبب تلف إحدى الكليتين أو كلاهما، نتيجة الاستخدام طويل الأمد للمسكنات، وهي أدوية تستخدم لتخفيف الألم في الحالات المرضية المختلفة، إذ يؤدي هذا الاستخدام المتكرر إلى تلف بنية الكلى، وعادة ما يحدث اعتلال الكلية المرتبط بالمسكنات نتيجة استخدام المسكنات التي لا تستلزم وصفة طبية.[1]

يحدث اعتلال الكلية المرتبط بالمسكنات بشكل أكبر عند النساء اللاتي تتراوح أعمارهن بين 30 و 70 سنة، و اللاتي يعتمدن على استخدام المسكنات بانتظام، مما يسبب تلف الكلى وتطور أمراض الكلى المزمنة، وفي حالات متقدمة قد يحدث فشل كلوي.[1]

أسباب اعتلال الكلية المرتبط بالمسكنات 

تحتوي كل كلية على ما يصل إلى 1 مليون نيفرون، وهي وحدات ترشيح تعمل على تنقية الدم من الفضلات، ويحتوي كل نفرون على أوعية دموية صغيرة توجه الدم إلى هذه الوحدات الترشيحية، ومع استخدام بعض مسكنات الألم بصورة متكررة يحدث تلف الأوعية الدموية في الكلى على المدى البعيد، مما يؤدي إلى اعتلال الكلية المرتبط بالمسكنات.[1]

تشمل أهم المسكنات التي قد تتسبب اعتلال الكلى المرتبط بالمسكنات عند استخدامها لفترة طويلة ما يلي:[2]

  • أسيتامينوفين.
  • الأسبرين.
  • الإيبوبروفين.
  • النابروكسين.

أعراض اعتلال الكلية المرتبط بالمسكنات 

قد لا تظهر أي أعراض واضحة في المراحل المبكرة من اعتلال الكلى، ولكن مع تطور المرض، قد تظهر بعض العلامات والأعراض التالية:[3]

  • التعب، أو الضعف، أو الشعور بالتوعك.
  • وجود دم في البول.
  • الحاجة المتكررة للتبول، خاصة في الليل وهو ما يعرف بالتبول الليلي.
  • الشعور بالألم أو الإزعاج في منطقة الظهر أو الخاصرة.
  • تورم أو وذمة في الساقين أو الكاحلين أو القدمين.
  • ارتفاع ضغط الدم.
  • الصداع.
  • أعراض في الجهاز الهضمي، مثل الغثيان، والقيء، وفقدان الشهية.

يمكن أن تكون بعض الأعراض السابقة، مثل أعراض الجهاز الهضمي، نتيجة لتأثيرات جانبية فورية لمسكنات الألم، لكن وجود هذه الأعراض بمفردها لا يشير إلى الإصابة باعتلال الكلى.[3]

اقرأ أيضًا: مسكنات الألم استخدامها وأضرارها 

كيفية تشخيص اعتلال الكلية المرتبط بالمسكنات

يتم إجراء فحص لاعتلال الكلى في حال وجود تاريخ من استخدام مسكنات الألم لفترات طويلة، لذا من الضروري إخبار الطبيب بجميع الأدوية التي يتم تناولها لتشخيص الحالة بشكل صحيح، وعادة لا تظهر أعراض اعتلال الكلى المرتبط بالمسكنات حتى مراحل متأخرة، ويمكن للطبيب أن يقوم بإجراء الاختبارات التالية من أجل تشخيص اعتلال الكلى المحتمل نتيجة استخدام المسكنات:[2]

  • فحص الدم: يمكن قياس مستويات الكرياتينين واليوريا في الدم لتقييم وظائف الكلى، إذا كانت هذه المستويات مرتفعة، فقد يشير ذلك إلى وجود مشاكل في الكلى.
  • صورة الأشعة المقطعية أو التصوير بالرنين المغناطيسي: قد يتم استخدام هذه الفحوصات للحصول على صورة تفصيلية للكلى والتأكد من وظيفتها العامة.
  • فحص ضغط الدم: يتم قياس ضغط الدم لتقييم صحة الأوعية الدموية وكفاءة الدورة الدموية.
  • فحص السموم في البول: يستخدم هذا الاختبار لقياس مستويات المسكنات في البول، مما يوفر معلومات حول استخدامها وتراكمها في الجسم.
  • تحليل البول: يتم فحص البول لاكتشاف وجود خلايا دم حمراء أو بيضاء غير طبيعية، أو وجود عدوى، ومستويات مرتفعة من البروتين، وهذه النتائج يمكن أن تشير إلى وجود اضطرابات في الكلى.
  • فحص أي نسيج يمر في البول: يمكن أن يشمل تحليل البول البحث عن أي نسيج غير معتاد يظهر في البول، مثل حصوات الكلى أو أورام الكلى.
  • تصوير الحويضة بالوريد: يستخدم هذا النوع من التصوير الإشعاعي للكلى والحالب والمثانة، ويساعد على اكتشاف الأورام، أو التشوهات، أو انسدادات الكلى بواسطة حقن صبغة محسنة التباين.

عوامل خطر اعتلال الكلية المرتبط بالمسكنات 

تشمل العوامل التي تزيد من خطر اعتلال الكلية المرتبط بالمسكنات حدوث ما يلي:[3]

  • استخدام المسكنات التي تباع بدون وصفة طبية، وتحتوي على أكثر من مادة فعالة.
  • تناول ست حبات أو أكثر من مسكنات الألم يوميًا لمدة ثلاث سنوات.
  • وجود صداع مزمن أو آلام حادة في فترة الحيض، أو آلام الظهر، أو آلام العضلات والعظام.
  • التغيرات العاطفية أو السلوكية في الشخص.
  • وجود سجل سابق للسلوكيات غير الصحية، مثل التدخين، واستهلاك الكحول، واستخدام المهدئات بشكل مفرط.

هل يقوم الدكتور باعطاء العلاج فقط من خلال فحص البول الروتيني ؟ وماذا يعني وجود Amotphus urate moderate ? في البول وما هي طريقة علاجه؟

علاج اعتلال الكلية المرتبط بالمسكنات 

يعتمد علاج اعتلال الكلى المرتبط بالمسكنات على أعراض المريض، وعمره، وحالته الصحية العامة، كما يتوقف العلاج على خطورة الحالة وقد تشمل خطط العلاج ما يلي:[2]

  • التوقف عن استخدام جميع مسكنات الألم التي كان يتناولها المريض، خاصة الأدوية التي لا تحتاج إلى وصفة طبية.
  • اتباع تغييرات في النظام الغذائي، قد يُنصح بتقليل استهلاك الأطعمة الغنية بالبروتين، والملح، والفوسفات.
  • استخدام الأدوية الموصوفة من قبل الطبيب، التي قد تشمل أدوية لخفض ضغط الدم، وتحسين وظائف الكلى.
  • اتخاذ تغييرات في الأنماط السلوكية والمشورة النفسية للمساعدة على التعامل مع الألم المزمن، وتقليل التأثير النفسي للاضطراب.

يهدف علاج اعتلال الكلية المرتبط بالمسكنات عادة إلى منع تفاقم الضرر الكلوي وعلاج أي فشل كلوي قائم، كذلك ينصح  باستشارة الطبيب المختص للحصول على مزيد من المعلومات حول علاج اعتلال الكلى المرتبط بالمسكنات.

مضاعفات اعتلال الكلية المرتبط بالمسكنات 

تشمل المضاعفات التي قد تنجم عن اعتلال الكلية المرتبط بالمسكنات ما يلي:[3]

  • الفشل الكلوي الحاد.
  • الفشل الكلوي المزمن.
  • اضطراب في الكلى حيث تلتهب المسافات بين الأنابيب الكلوية، أو ما يعرف بالتهاب الكلية الخلالي.
  • موت الأنسجة في المناطق التي تدخل فيها فتحات القنوات الجامعة إلى الكلى، وحيث يتدفق البول إلى الحالب، أو ما يعرف بالنخر الحليمي الكلوي.
  • التهابات المسالك البولية المستمرة أو المتكررة.
  • ارتفاع ضغط الدم.

اقرا ايضاً :

ضغط الدم المرتفع وأمراض الكلى