يُؤثر مرض التهاب الشفة الزاوي بشكل سلبي على منطقة زوايا الشفاه ويتسبب بتشققها ومعاناة الفرد من الآلام الشديدة. ومن المهم تحديد سبب التهاب الشفة الزاوي فذلك يساعد على اختيار العلاج المناسب والفعال، وبالتالي التخلص من المشكلة ومنع تكرار حدوثها. [1][2]

وفي المقال التالي سنقوم بذكر أسباب التهاب الشفة الزاوي بالتفصيل والعوامل التي تزيد من خطر الإصابة به.

يحدث التهاب الشفة الزاوي، أو ما يسمى أيضًا بالتهاب الفم الزاوي، نتيجة لعدة الأسباب، والتي تكون إما أسباب معدية أو أسباب غير معدية. [1][3]

وفيما يلي نذكر هذه الأسباب بالتفصيل:

العدوى

تُعد العدوى من أشهر أسباب التهاب زوايا الفم، حيث أن تجمع اللعاب في هذه المنطقة يجعلها بيئة مناسبة لنمو العديد من الكائنات الحية الدقيقة أشهرها المبيضات (بالإنجليزية: Candida)، وهو نوع من الخمائر الفطرية. [1][2]

كما يمكن أن تنمو بعض أنواع البكتيريا في منطقة زاوية الفم وتتسبب بالعدوى فيها، ومنها: المكورات العنقودية (بالإنجليزية: Staphylococcus) والبكتيريا العقدية (بالإنجليزية: Streptococcus). [1][3]

وفي بعض الحالات يمكن أن تحدث العدوى بسبب الإصابة بالفطريات والبكتيريا في أنٍ واحد، وهي حالة تعرف باسم العدوى متعددة الميكروبات. [1][3]

تؤدي بعض العوامل والأسباب بزيادة خطر الإصابة بعدوى في زاوية الفم، وبالتالي زيادة خطر الإصابة بالتهاب الشفة الزاوي، ومنها ما يلي: [3]

  • عدم الاهتمام بنظافة الفم والأسنان.
  • مرض القلاع الفموي أو أمراض اللثة، فذلك يؤدي إلى زيادة التعرض للميكروبات المعدية.
  • مرض السكري، حيث يمكن أن يحدث فرط نمو المبيضات نتيجة زيادة مستويات الجلوكوز في اللعاب.
  • نقص مناعة الجسم، وذلك إما نتيجة الإصابة ببعض الأمراض، مثل: فيروس نقص المناعة البشرية ومرض الإيدز، أو استخدام بعض أنواع الأدوية، مثل: الاستخدام المزمن لأدوية الستيرويد أو العلاج الكيميائي.
  • الاستخدام المطول للمضادات الحيوية، حيث أن ذلك يؤثر على النبيت الطبيعي (البكتيريا النافعة) المتواجد في الفم مما يتيح زيادة تكاثر ونمو المبيضات في المنطقة.

كثرة اللعاب

يتسبب تواجد اللعاب في منطقة زاوية الشفة بجعلها بيئة رطبة ومناسبة لنمو الميكروبات، كما أن كثرة اللعاب في منطقة الشفاه ستؤدي إلى جفافها وتشققها وجعلها أكثر عرضة للالتهابات. [1][2][3]

ومن المشكلات الصحية التي ستؤدي إلى زيادة اللعاب في زوايا الشفاه ما يلي: [1][2][3][4]

  • سيلان اللعاب.
  • بروز الشفة العليا، مما يؤدي إلى ظهور أخاديد عميقة في زوايا الفم.
  • متلازمة داون، حيث أن هذه المتلازمة تتسبب بكبر حجم اللسان وبروزه، مما يتسبب بالمعاناة المستمرة من سيلان اللعاب.
  • فقدان الوزن بشكل كبير.
  • التغيرات التشريحية في منطقة الفك والتي تؤدي إلى تدلي جوانب الفم، مثل: فقدان الأسنان.

كما تتسبب بعض السلوكيات إلى زيادة تعرض الشفاه للسوائل اللعابية، وهذا ما سيؤدي إلى زيادة خطر الإصابة بالتهاب الشفة الزاوي. ومن هذه السلوكيات ما يلي: [3][4]

  • الإفراط في لعق الشفاه.
  • عض الشفاه باستمرار.
  • مص الإبهام.
  • استخدام خيط الأسنان بقوة.
  • التدخين.

التهاب الجلد التماسي والأكزيما

يتسبب التهاب الجلد التماسي ما يصل إلى 22% من حالات التهاب الشفة الزاوي وما يتراوح بين 25 إلى 34% من التهاب الشفاه العام، وهي حالة تحدث نتيجة التعرض للعديد من المواد المسببة للحساسية أو التهيج في البشرة. [3]

وتتضمن أسباب الإصابة بالتهاب الجلد التماسي التحسسي: [3][4]

  • النيكل، وذلك لدى الأفراد الذين يضعون تقويم الأسنان.
  • المواد المنكهة والمواد الحافظة المتواجدة في الأطعمة.
  • منتجات العناية بالفم والأسنان، مثل: معجون الأسنان وغسول الفم.
  • مرطبات الشفاه.
  • مستحضرات تجميل الشفاه، وذلك بسبب احتوائها على المواد الحافظة وكبريتات لوريل الصوديوم (بالإنجليزية: Sodium Lauryl Sulfate).
  • المنتجات المستخدمة لعلاج حب الشباب.

كما تتضمن أسباب التهاب الشفة الزاوي أيضًا الإصابة بمرض الأكزيما، أو ما يعرف باسم التهاب الجلد التأتبي، وهي حالة التهابية تصيب الجلد وتجعله حساسًا للغاية وأكثر عرضة للإصابة بالعدوى. [5][6]

اقرأ أيضًا: ما هي أنواع حبوب الفم؟

نقص الفيتامينات والمعادن

يمكن أن يؤدي سوء التغذية ونقص الفيتامينات والمعادن إلى الإصابة بالتهاب الفم الزاوي، بما في ذلك: [3][4][5]

  • نقص فيتامين B، وخاصة السيانوكوبالامين، وحمض الفوليك، والريبوفلافين.
  • نقص الزنك.
  • نقص الحديد.

كما يمكن أن يكون سبب التهاب الشفة الزاوي لدى الفرد معاناته من سوء التغذية العام بالبروتين. [3]

اقرأ أيضًا: أعراض نقص مخزون الحديد

ومن العوامل والأسباب التي تتسبب بزيادة خطر الإصابة بسوء التغذية ونقص الفيتامينات والمعادن ما يلي: [3]

  • التقدم في السن.
  • الفقر.
  • اضطرابات الجهاز الهضمي، بما فيها:
    • مرض السلياك.
    • التهاب المعدة المزمن.
    • التهاب البنكرياس المزمن.
    • مرض كرون.
  • الاضطرابات العقلية.
  • الأطفال الذين يرضعون رضاعة طبيعية ولا يتلقون مكملات الفيتامينات.
  • الخضوع لجراحة السمنة أو استئصال اللفائفي.
  • فقر الدم الخبيث.

اقرا ايضاً :

الحبوب في الفم: الأسباب، والتشخيص، والعلاج

جفاف الفم

يُعد جفاف الفم سببًا من أسباب التهاب الفم الزاوي، حيث يتسبب جفاف الفم بحدوث تشقق وتقشر في الشفتين وهذا ما يجعلها أكثر عرضة للإصابة بالعدوى والالتهابات. [1][4]

ومن الحالات الصحية والأسباب التي ترتبط بالإصابة بجفاف الفم، وبالتالي تعتبر من عوامل خطر الإصابة بالتهاب الشفة الزاوي ما يلي: [3]

  • العلاج الإشعاعي.
  • متلازمة شوغرن.
  • فرط مستويات فيتامين A في الجسم.
  • العوامل البيئية، مثل: ارتفاع درجة حرارة الجو، أو جفاف الجو، أو البرد.
  • بعض الأدوية، مثل: الايزوتريتنون (بالإنجليزية: Isotretinoin)، والأسيتريتين (بالإنجليزية: Acitretin)، والإندينافير (بالإنجليزية: Indinavir)، والسورافينيب (بالإنجليزية: Sorafenib)، والأدوية التابعة لمجموعة مضادات الكولين، والأدوية المضادة للسرطان.

اقرأ أيضًا: 10 أسباب لتشقق الشفاه

نقص المناعة

تتضمن أسباب التهاب الشفة الزاوي أيضًا المعاناة من نقص المناعة، حيث أن ذلك يؤدي إلى زيادة خطر الإصابة بداء المبيضات الفموي (مرض القلاع الفموي) وامتداده إلى منطقة الشفتين. [2][3]

ومن الأسباب والعوامل التي تتسبب بنقص المناعة لدى الفرد ما يلي: [3][5]

  • استخدام الستيرويد المزمن، وذلك سواء تم استخدامه عن طريق الاستنشاق أو الفم.
  • العلاج الكيماوي.
  • مرض السكري.
  • فيروس نقص المناعة البشرية أو مرض الإيدز.
  • عدم تنسج الغدة الصعترية.
  • متلازمة نقص المناعة المشتركة الشديدة.
  • متلازمة دي جورج.
  • متلازمة تشيدياك هيغاشي.
  • خلل التنسج الدموي.
  • الأورام الخبيثة، بما في ذلك سرطان الدم الحاد وندرة المحببات.

ألم بالجهة اليمين من الوجه وعند الفك عند الضغط يزاد الألم ويصبح مثل ضربات الكهرباء، ولا أستطيع النوم على الجهة اليمنى، ولا أستطيع تحريك الوجه أحيانا

أسباب أخرى

يمكن أن تتضمن أسباب التهاب الشفة الزاوي وعوامل خطر الإصابة به أيضًا ما يلي: [2][4][6]

  • ارتداء طقم أسنان ذو حجم غير مناسب.
  • ارتداء قناع الوجه.
  • انحراف الأسنان.
  • العمر أكبر من 75 عامًا.
  • مرض الذئبة الحمامية، وهو مرض مناعي ذاتي يتسبب بالتهاب يدمر النسيج الضام في جميع أنحاء الجسم.
  • الحمامى عديدة الأشكال، وهو عبارة عن رد فعل جلدي يحدث نتيجة العدوى أو بعض الأدوية.
  • الساركويد، وهو مرض التهابي جهازي يتسبب بظهور كتل من الخلايا تسمى الأورام الحبيبية.
  • بعض الأدوية، مثل الباروكستين (بالإنجليزية: Paroxetine)، والتتراسيكلينات (بالإنجليزية: Tetracyclines)، والميترونيدازول (بالإنجليزية: Metronidazole).

نهاية تتعدد أسباب التهاب الشفة الزاوي، أهمها الإصابة بعدوى في منطقة الشفاه أو ممارسة السلوكيات التي تتسبب بزيادة اللعاب في منطقة زاوية الشفاه. لكن يجب التنويه إلى أن بعض أسباب التهاب زاوية الشفة تعد خطيرة وتتطلب العناية الطبية، منها الإصابة بنقص المناعة أو مرض الساركويد.