الإجهاض (بالإنجليزية: Miscarriage) هو فقدان الحمل قبل الأسبوع 20 من الحمل، وهناك أنواع مختلفة من الإجهاض، ومن المهم التمييز بينها، إذ إنّه واعتمادًا على نوع الإجهاض، قد تُصاب المرأة بأعراض مختلفة ويُمكن أن تحتاج إلى طرق علاجية مختلفة اعتمادًا على نوع الإجهاض. [1]

تعرفي في هذا المقال على أنواع الإجهاض، والأعراض المرافقة لكل نوع، وكيفية التمييز بينها.

أنواع الإجهاض

توجد عدّة أنواع للإجهاض، والتي يُمكن تفصيلها على النحو الآتي:

الحمل الكيميائي

يُعدّ الحمل الكيميائي (بالإنجليزية: Chemical Pregnancy) أحد أنواع الإجهاض المبكرة جدًا والذي يحدث قبل الأسبوع 6 من الحمل، بحيث تظهر نتيجة فحص الحمل إيجابية (فحص البول والدم)، ولكن لا يزال الوقت مبكرًا لرؤية الجنين على السونار. [2][3]

لا يُرافق الحمل الكيميائي أي علامات مميزة وفي أغلب الأحيان يحدث دون أية أعراض. لكن يُمكن أن تلاحظ بعض النساء من بعض الأعراض التي تظهر خلال أيام من فحص الحمل الإيجابي، أي بعد بضعة أيام من ظهور نتيجة فحص الحمل الإيجابية، وقد تُعاني من تقلصات خفيفة مشابهة لتقلصات الدورة الشهرية، بالإضافة إلى نزيف خفيف قبل أسبوع من الدورة الشهرية. [3][4]

يحدث هذا النوع من أنواع الإجهاض عندما يتم تخصيب البويضة ولكن يتم فقدانها بعد فترة قصيرة من انغراسها داخل الرحم، ويُشكّل الحمل الكيميائي ما بين 50% - 75% من جميع حالات الإجهاض، إلّا أنّه قد لا يتم اكتشافه في كثير من الأحيان نظرًا لحدوثه قبل إمكانية رؤية الجنين. [2][3]

لكن يُمكن للطبيب اكتشاف هذه الحالة من خلال فحص مستويات هرمون الحمل (موجهة الغدد التناسلية المشيمائية البشرية) الذي ترتفع مستوياته بعد انغراس البويضة داخل الرحم، حيث يدُل انخفاض مستويات هذا الهرمون بعد ارتفاعها على فقدان الحمل. [3][4]

البويضة التالفة

إنّ البويضة التالفة (بالإنجليزية: Blighted Ovum)، أو ما يُعرف بالحمل اللاجنيني، هو نوع من أنواع الإجهاض يحدث في وقتٍ مبكر من الحمل، أي ما بين الأسبوع 7 - 12 من الحمل، ويحدث عندما يتم تخصيب البويضة وتتشكل المشيمة وكيس الحمل، ولكن لا يتطوّر الجنين أو أنه يموت في وقت مبكر من الحمل. [4][5]

لذا عندما يُجري الطبيب فحص السونار يُلاحظ وجود كيس الحمل ولكنه فارغ، لا يحتوي على جنين، وغالبًا يحدث هذا بسبب وجود مشكلة أو تشوهات في كروموسومات البويضة المخصبة مما يمنعها من التطور بشكل طبيعيّ. [4][6]

ومن المُمكن أن تشعر المرأة بعلامات الحمل والتي تتلاشى مع مرور الوقت، وفي بعض الأحيان يُمكن أن تُعاني المرأة من تقلصات ونزيف بعد وقت قصير من اكتشاف أنّها حامل. [4][5]

الإجهاض الكامل

يحدث الإجهاض الكامل (بالإنجليزية: Complete Miscarriage) عندما تتم خسارة جميع أنسجة الحمل ونزولها من الرحم بشكل طبيعي، وعادةً ما يحدث هذا النوع قبل الأسبوع 6 - 8 من الحمل، أو بعد الأسبوع 14- 16 منه. [1][6]

يُرافق الإجهاض الكامل الأعراض التالية: [4][5][7]

  • نزيف مهبلي حاد، والذي يستمر لعدّة أيام ومن المفترض أن يُصبح أخف بعد إفراغ الرحم.
  • خروج تجلطات دموية كبيرة الحجم.
  • الشعور بألم شديد في البطن يُشبه تقلصات الدورة الشهرية.

يُفضل الذهاب إلى المستشفى في حالة حدوث الإجهاض الكامل خاصةً بعد الأسبوع 14 من الحمل، للتأكّد من أنّ الرحم فارغ، وذلك من خلال الفحص بالموجات فوق الصوتية. [5][6]

الإجهاض غير الكامل

يتمثّل الإجهاض غير الكامل (بالإنجليزية: Incomplete Miscarriage) بعدم خروج جميع أنسجة الحمل، والمشيمة، وبقايا الجنين من الرحم إلى خارج الجسم، وغالبًا ما تُصاب المرأة بالنزيف المهبلي وآلام وتقلصات شديدة في منطقة أسفل البطن، وقد تستمر هذه الأعراض طوال فترة محاولة الجسم إفراغ أنسجة الحمل المتبقية داخل الرحم. [1][5][7]

يجب مراجعة الطبيب عند حدوث هذا النوع من أنواع الإجهاض، حيث إنّ بقاء أي من أنسجة الحمل داخل الرحم يُمكن أن يزيد من خطر الإصابة بالعدوى. [7]

يُجري الطبيب فحص السونار، وفي حال وُجدت بقايا من أنسجة الحمل في الرحم، فلا بدّ من التدخل العلاجي لإزالة هذه البقايا. وذلك إما من خلال الأدوية أو إجراء عملية جراحية لتنظيف الرحم تسمى علميًا عملية توسيع وكحت الرحم (عملية التنظيفات). [4][5]

الإجهاض المفقود

يحدث الإجهاض المفقود (بالإنجليزية: Missed Miscarriage)  أو الإجهاض الصامت (بالإنجليزية: Silent Miscarriage)، عندما يفشل الجنين في النموّ ويموت، وبدلًا من أن يتخلص الجسم منه؛ فإنّه يحتفظ به في الرحم، فلا تظهر أعراض الإجهاض المعتادة، مثل: النزيف والتقلصات. ويُمكن أن يحدث هذا النوع من الإجهاض في الثلث الأول أو الثلث الثاني من الحمل. [5][6]

يُكتشف الإجهاض المفقود أو الصامت صدفة عند إجراء فحص روتيني بالموجات فوق الصوتية. لكن في بعض الحالات، يُمكن أن تشعر المرأة بتلاشي علامات الحمل، بما في ذلك الغثيان الصباحي، وألم الصدر، والتعب. [6][7]

الإجهاض المُهدّد

الإجهاض المُهدّد (بالإنجليزية: Threatened Miscarriage) هو حالة تظهر فيها أعراض تدّل على احتمالية حدوث الإجهاض لديها، مثل: النزيف المهبلي الخفيف وتقلصات وآلام في أسفل البطن، مع بقاء عنق الرحم مُغلقًا ولا يوجد فيه أي توسع. [2][5][7]

كما يُمكن أن يُلاحظ الطبيب عند الفحص بالموجات فوق الصوتية، أنّ الجنين يُعاني من بطء معدل ضربات القلب أو أنّه ينمو بمعدل أبطأ ممّا هو متوقع في هذه الحالة. [5][7]

يُمكن أن تستمر هذه الحالة لعدّة أيام أو أسابيع دون فقدان الجنين، ثم تتحسّن الأعراض بما في ذلك الألم والنزيف، ففي معظم الحالات يستمر الحمل بشكل صحي حتى الولادة إذا ظلّ عنق الرحم مغلقًا. لكن في بعض الأحيان، يُمكن أن يُفتح عنق الرحم ويحدث الإجهاض ويُفقد الجنين. [2][5][7]

عند حدوث هذا النوع من أنواع الإجهاض، لا يوجد ما يُمكن للطبيب أو القابلة القيام به لمنع فقدان الجنين، ومن المُمكن أن يُساعد بقاء المرأة بوضع الراحة في الفراش في تقليل مخاطر الإجهاض المُهدّد، إلا أنّه لا يوجد دليل علمي يثبت ذلك. [7]

الإجهاض الحتمي

الإجهاض الحتمي (بالإنجليزية: Inevitable Miscarriage) هو حالة الإجهاض الذي بدأ بالفعل، أي عندما تُعاني المرأة من نزيف مهبلي غير مبرّر وألم وتشنجات قوية أسفل البطن في وقت مبكر من الحمل، وبالتالي فقدان الجنين. [2][5]

بالمقارنة مع الإجهاض المُهدّد، تكون أعراض الإجهاض الحتمي أكثر شدةً، وينفتح عنق الرحم وتبدأ أنسجة الحمل بالخروج خلال النزيف المهبلي، الذي يكون أشدّ وأثقل، على عكس الإجهاض المُهدّد. [5][7]

الإجهاض المتكرر

الإجهاض المتكرر (بالإنجليزية: Recurrent Miscarriage) يعني حدوث حالتين أو أكثر من الإجهاض على التوالي، ويُمكن أن يُصيب 1% من الأزواج الذين يحاولون الإنجاب. [2][6]

قد يستطيع الطبيب تحديد سبّب الإجهاض المتكرر وعلاجه في بعض الأحيان، وفي أحيانٍ أخرى، قد يكون السبّب غير واضح أو غير قابل للعلاج. ومع ذلك، وفي كلتا الحالتين، من المحتمل أن يحدث حمل ناجح في المحاولات المستقبلية بدلًا من حدوث الإجهاض. [6]

توجد عدّة عوامل يُمكن أن تزيد من خطر حدوث الإجهاض المتكرر، ومنها ما يأتي: [4][6]

  • العمر: أي في حال كان عمر الزوجة أكثر من 35 عامًا وعمر الزوج أكثر من  40 عامًا.
  • الوزن: تزيد السمنة المفرطة أو النحافة المفرطة من خطر حدوث الإجهاض المتكرر.
  • الحالة الصحية: إذ يزداد خطر الإصابة بالإجهاض المتكرر في حال إصابة المرأة ببعض المشكلات الصحية، منها:
    • الأورام الليفية الرحمية.
    • مرض السكري غير المتحكم به.
    • أمراض الغدة الدرقية.
    • ارتفاع مستويات هرمون البرولاكتين.
    • اضطرابات المناعة.
  • نمط الحياة: حيث يزيد كل من التدخين، والإفراط في شُرب الكحول، والإدمان على المخدرات من خطر حدوث الإجهاض المتكرر.

اقرأ أيضًا: ما هي طرق حساب الحمل بعد الإجهاض؟

الإجهاض الإنتاني

يُعدّ الإجهاض الإنتاني (بالإنجليزية: Septic Miscarriage) من أنواع الإجهاض النادرة إلا أنّه خطير ومهدد للحياة، والذي يحدث فيه فقدان الحمل نتيجةً لوجود عدوى داخل أنسجة الرحم، ويُمكن أن يُرافق هذا النوع من الإجهاض ظهور بعض الأعراض، بما فيها ارتفاع درجة حرارة الجسم وخروج إفرازات غير طبيعية من المهبل. [1][5]

حساب موعد الولادة التقريبي(بسيط)

تستعمل هذه الحاسبة لتحديد موعد تقريبي لتاريخ الولادة، وتعتمد في ذلك على عمر الحمل المرتبط بآخر دورة شهرية.
يتم تحديد عمر الحمل المرتبط بآخر دورة شهرية عن طريق حساب عدد الأيام المنقضية منذ أول يوم من آخر دورة شهرية، كما يمكن تحديد تاريخ الولادة المتوقع عن طريق إضافة 280 يوم (40 أسبوع) إلى تاريخ اليوم الأول من آخر دورة شهرية.

التاريخ الحالي
تاريخ أول يوم لآخر دورة
×إغلاق

نتائج العملية الحسابية

تاريخ الولادة المتوقع

عمر الحمل التقريبي

متى يحدث الإجهاض؟

يُمكن تصنيف الإجهاض إلى نوعين بحسب وقت حدوثه كما يأتي:

  • الإجهاض المبكر

يحدث الإجهاض المبكر (بالإنجليزية: Early Miscarriage) في الأسابيع الأولى من الحمل، أي قبل الأسبوع 12 أو 13 من الحمل، وقد تُعاني بعض السيدات من تقلصات شبيهة بالمخاض أثناء الإجهاض المبكر، بالإضافة إلى حدوث نزيف مهبلي شديد يرافقه خروج جلطات دموية كبيرة، كما يُمكن أن تُلاحظ بعض النساء خروج جنين يُمكن التعرّف عليه، وقد يبقى الجنين في الرحم في حالات أخرى. [6]

  • الإجهاض المتأخر

على الرغم من أنّ معظم حالات الإجهاض تحدث قبل الأسبوع 13 من الحمل، إلّا أنّه لا تزال هناك احتمالية لفقدان الجنين وحدوث الإجهاض بعد مضي هذه الفترة، وهي حالة تُعرف بالإجهاض المتأخر (بالإنجليزية: Late Miscarriage)، ويُسمى أيضًا إجهاض الثلث الثاني من الحمل، والتي تُعبّر عن فقدان الجنين بعد الأسبوع 13 وقبل الأسبوع 24 من الحمل. [6][8]

أما في حال موت الجنين بعد الأسبوع 24 وحتى نهاية الحمل فتسمى حينها هذه الحالة بولادة جنين ميت (بالإنجليزية: Stillbirth)، والتي يُمكن أن تحدث بشكل مفاجئ ودون سابق إنذار. [2][8]

نصائح للوقاية من الإجهاض

لا يُمكن الوقاية من جميع حالات الإجهاض، وعلى الرغم من ذلك، يُمكن أن تساعد النصائح الآتية في المحافظة على الحمل الصحي حتى الإنجاب: [1]

  • الالتزام بمواعيد المراجعات الدورية عند الطبيب طيلة الحمل.
  • الامتناع عن التدخين، وشُرب الكحول، وتعاطي المخدرات أثناء الحمل.
  • المحافظة على وزن صحي قبل وخلال شهور الحمل.
  •  تَجنُّب العدوى، عن طريق غسل اليدين جيدًا والابتعاد عن الأشخاص المصابين بأمراض معدية.
  • تَجنُّب تناول الكثير من الكافيين بما لا يزيد عن 200 ملغ يوميًا. 
  • تناول المكملات الغذائية؛ بما في ذلك فيتامينات الحامل للمساعدة في حصول جسم الأم والجنين على ما يكفي من العناصر الغذائية.
  • اتّباع نظام غذائي صحيّ ومتوازن. 

اقرأ أيضًا: الحمل بعد الاجهاض - متى يحدث؟

نصيحة الطبي

يُعدّ الإجهاض مشكلة شائعة تصيب الكثير من الحوامل، إلّا أنّ معظم النساء اللاتي يتعرضنَ للإجهاض يتمتعن بحملٍ صحيٍّ في وقتٍ لاحق، ويُنصح بالمتابعة الدورية خلال شهور الحمل مع طبيب مختص، والحصول على الرعاية الصحية الكاملة، وعدم إهمال أي عرض غريب حتى لو كان بسيطًا.

ويمكنك الآن حجز استشارة مع أحد أطباء موقع الطبي لمتابعة الحمل والتأكد من سلامة الجنين.

اقرا ايضاً :

 التغيرات النفسيّة والفيسيولوجية بعد ولادة الطفل