التغذية السليمة ضرورية خلال فترة الحمل، لأنها تزودّك بالطاقة، وتؤثر بشكل مباشر في صحة الأم والجنين، وتساعد على تجنب مشكلات مثل سكري الحمل وارتفاع ضغط الدم. [1]
ومع ذلك، قد تكون الرغبة في تناول السكريات والأطعمة الحلوة قوية، خاصة مع الوحام والتغيرات التي يمر بها جسم المرأة الحامل، وعلى الرغم من طعمها المغري، إلا أنها غالبًا ما تكون قيمتها الغذائية منخفضة، وقد تُسبب أضرارًا أكثر من الفوائد. في هذا المقال، سنتحدث عن تأثير السكريات في الحمل، ونقدم بدائل أكثر صحية.
محتويات المقال
السكريات والحمل
الأطعمة والمشروبات السكرية مليئة بالسكروز (بالإنجليزية: Sucrose)، أو كما نسميه ببساطة: السكر الأبيض، والذي يمنح الجسم دفعة سريعة لكن مؤقتة من الطاقة، حيث يرفع مستوى السكر في الدم بشكل مفاجئ، مما يدفع الجسم لإفراز الأنسولين بسرعة لامتصاص هذا السكر، والنتيجة هي طاقة مؤقتة وسريعة الزوال يعقبها شعور حاد بالإرهاق أكثر من البداية. [2]
عند التقليل من استهلاك هذه السكريات، يصبح مستوى السكر في الدم أكثر استقرارًا، ومعه تتحسن الطاقة اليومية، والأهم من ذلك أنه يساهم في زيادة وزن صحية خلال الحمل، ويحمي الأم والطفل معًا من المضاعفات والمشاكل، وهذا لا يعني أنه يجب التخلي عن السكريات تمامًا، لكن السر هو تناولها باعتدال لإرضاء الرغبة، واستبدالها ببدائل طبيعية غنية بالعناصر المفيدة وحلوة المذاق في نفس الوقت، مثل الفواكه الطازجة. [2]
للمزيد: العلاقة بين الحمل ومرض السكري
أضرار السكريات في الحمل
إن الإفراط في تناول السكريات خلال فترة الحمل قد يعّرض الأم وجنينها لعدة مشاكل، منها:
- سكري الحمل:
سكري الحمل (بالإنجليزية: Gestational diabetes) هو نوع خاص من السكري يظهر خلال فترة الحمل فقط، عادةً بعد الأسبوع 20، ويحدث نتيجة عدم قدرة الجسم على إنتاج كمية كافية من الأنسولين للتحكم في مستويات السكر في الدم، وإن لم يُعالج، فإنه قد يُسبب مضاعفات أثناء الحمل والولادة، وللجنين أيضًا، كما أنه يزيد من خطر الإصابة بالسكري المزمن لاحقًا، سواء للأم أو الطفل. [3]
- زيادة الوزن:
قد تُصاب الحامل بزيادة غير صحية في الوزن وسوء التغذية؛ لأن السكريات تكون عادةً ذات قيمة غذائية قليلة. [4]
- مضاعفات على الجنين:
يُسبب تناول السكريات بإفراط في عدة تأثيرات سلبية لصحة الجنين، ومنها:
-
- زيادة الوزن عند الولادة، مما يؤدي إلى صعوبة الولادة، والحاجة إلى ولادة قيصرية. [4]
- زيادة خطر الولادة المبكرة، والتشوهات الخلقية للجنين. [5]
- زيادة خطر إصابة الطفل بآثار سلبية لاحقًا، مثل السمنة، والسكري، وحتى تأثيرات في وظائف الدماغ مثل ضعف القدرات المعرفية كما أشارت بعض الدراسات. [3][6]
- تفاقم أعراض الحمل:
تُسبب السكريات زيادة سوء أعراض الحمل، مثل الغثيان، والقيء، والحرقة، والإرهاق أيضًا بسبب تقلبات السكر في الدم. [5]
- تسمم الحمل (بالإنجليزية: Preeclampsia):
إن الإفراط في تناول السكريات يزيد من خطر الإصابة بتسمم الحمل، وهي حالة خطيرة تؤثر في ضغط الدم، وتُهدد صحة الأم والجنين إن لم تُعالج. [5]
أنواع السكريات الضارة في الحمل
عندما نتحدث عن السكريات، من المهم التفريق بين السكريات الطبيعية والسكريات المضافة.
السكريات الطبيعية (الجيدة)
إن السكر الموجود طبيعيًا في الأطعمة، مثل الفواكه، وبعض الخضروات، والمكسرات وغيرها تُعتبر "سكريات جيدة"، فهي تحتوي على عناصر غذائية أخرى مفيدة، مثل الألياف، والفيتامينات، والمعادن. [7]
السكريات المضافة (السيئة)
على النقيض، السكريات المضافة هي تلك التي تُضاف إلى الأطعمة والمشروبات لتعزيز الطعم أو الحفظ، مثل السكر الموجود في المشروبات الغازية، والعصائر المحلاة، والحلويات، والمخبوزات، وهذا النوع عالي بالسعرات الحرارية دون أي فائدة غذائية. [7]
المشروبات السكرية تحديدًا تُعتبر مصدر خفي لكمياتٍ هائلة من السكر، مثل الصودا والعصائر المحلاة، فقد تحتوي على كمية تتراوح بين 4- 10 ملاعق صغيرة لكل مشروب، وحتى العصائر المكتوب عليها "بدون سكر مضاف" تحتوي على سكر طبيعي بكميات كبيرة، فتناول كوب كبير من العصير الطازج يعادل تناول عدة ثمار فاكهة، لكنه لا يمنح نفس الإحساس بالشبع أو الفوائد المرتبطة بالألياف عند تناول الثمرة بالكامل، لذا يجب الحذر منها، واستهلاكها باعتدال أيضًا. [8]
كميات السكريات المسموحة في الحمل
يُوصى بالحد من تناول السكريات الحرة (بالإنجليزية: Free sugars)، وهي السكريات المضافة إلى الأطعمة والمشروبات، بالإضافة إلى السكريات الموجودة طبيعيًا في العسل، الشراب، والعصائر الطازجة، ويُنصح بأن لا تتجاوز الحامل 30 جرامًا من السكريات الحرة يوميًا، أي ما يعادل تقريبًا 7 مكعبات من السكر. [3]
على سبيل المثال، علبة واحدة من المشروبات الغازية تحتوي على ما يصل إلى 9 مكعبات من السكر، وهي كمية تتجاوز الحد اليومي المسموح به، لذا يجب الانتباه دائمًا إلى كمية السكر في المنتجات، وقراءة الملصق الغذائي بعناية. [3]
للمزيد: اضرار السكر الصحية وتأثيره على البشرة
نصائح وبدائل صحية للسكريات
فترة الحمل هي فرصة مثالية لتبني عادات غذائية صحية، خاصة عندما يتعلق الأمر بالسكريات، إليك بعض النصائح لتلبية رغبتك في الحلويات بطريقة آمنة ومفيدة: [2][9]
بدائل طبيعية للسكر:
- الفواكه: المانجو، الأناناس، التوت، والخوخ المجفف (بدون سكر مضاف) هي خيارات ممتازة غنية بالفيتامينات والألياف.
- وجبات خفيفة صحية: زبادي يوناني مع التوت، شوفان مع فواكه، فشار منزلي، وجزر مع الحمص.
- مشروبات صحية: ماء فوار مع عصير طبيعي، أو شاي أعشاب.
نصائح لتقليل السكر:
- استبدال الصودا والعصائر المحلاة بالماء والفواكه الطازجة.
- استخدام القليل من العسل أو الفواكه المجففة أو المهروسة لتحلية الأطباق بدلاً من السكر.
- اختيار حبوب الإفطار المصنوعة من الحبوب الكاملة بدون سكر مضاف، وإضافة أي نوع من الفواكه الطازجة المفضّلة لها.
- تحضير الوجبات في المنزل قدر الإمكان لتجنب السكريات المضافة في الأطعمة الجاهزة، مثل الشوربات، والصلصات، والحلويات.
- تجنب المحليات الصناعية قدر الإمكان على الرغم من أنها آمنة عمومًا، إلا أن الأطعمة الطبيعية هي الأفضل دائمًا في الحمل.
وحام السكريات والحمل ببنت
من الخرافات الشائعة، أن اشتهاء الحامل لبعض الأطعمة يدل على جنس الجنين، ففي حين تدل الرغبة في تناول الأطعمة المالحة على الحمل بولد، فإن الرغبة في تناول الأطعمة الحلوة تشير إلى الحمل بفتاة. [10]
لكن لا يُوجد أي دليلٍ علمي على صحة هذه الخرافات، لذا فإن الفحص الطبي هو أفضل طريقة لمعرفة جنس الجنين. [10]
نصيحة الطبي
الحد من تناول السكريات أثناء الحمل يساهم في حماية صحة صحتك وصحة جنينك، ويقلل من خطر الإصابة بسكري الحمل والمضاعفات المرتبطة به. استبدلي السكريات المضافة ببدائل طبيعية غنية بالعناصر الغذائية مثل الفواكه الطازجة والمجففة.
يُمكنك الآن استشارة طبيبٍ معتمد عبر الطبي؛ ليتابع حملكِ خطوةً بخطوة ويضع لكِ نظامًا غذائيًا يُناسب حالتك.
ان الحمل ونمو الجنين في رحم الام ليس بالامر السهل ويتسبب بالكثير من التعب والارهاق والنعاس للحامل خاصة في الثلث ...
اقرأ أكثر
اقرا ايضاً :