التهاب الدماغ | Encephalitis

التهاب الدماغ

ما هو التهاب الدماغ

التهاب الدماغ أو التهاب المخ (بالإنجليزية: Encephalitis) هو حالة مرضية نادرة وخطيرة يحدث فيها تورم والتهاب خلايا المخ، وقد ينجم هذا الالتهاب عن عدوى أو خلل في المناعة. تختلف أعراض التهاب المخ وفقًا للمنطقة المتأثرة من المخ وشدة الالتهاب. [1][2]

تستدعي حالات التهاب قشرة الدماغ سرعة تلقي العلاج لزيادة فرصة التعافي وتقليل خطر حدوث مضاعفات دائمة والوفاة. [1]

اضغط هنا واستشر طبيبًا من أطبائنا للإجابة على كافة استفساراتكم المتعلقة بهذا الموضوع

ما الفرق بين التهاب الدماغ والتهاب السحايا؟

يعد التهاب الدماغ أقل شيوعًا وأكثر خطورة من التهاب السحايا، ويعرف التهاب الدماغ بأنه التهاب أنسجة المخ، بينما في التهاب السحايا يحدث التهاب للأغشية الرقيقة المحيطة بالمخ والحبل الشوكي. [3] 

قد ينجم التهاب المخ عن رد فعل مناعي من الجسم أو عدوى، أما التهاب السحايا فعادة ما يحدث نتيجة عدوى فيروسية أو بكتيرية. [3] 

اقرأ أيضًا: تشخيص التهاب السحايا وأهم أعراضه

ما هي أنواع التهاب الدماغ؟

تتضمن أنواع التهاب المخ ما يلي: 

  • التهاب الدماغ المعدي

قد ينجم التهاب المخ عن عدوى تنتشر إلى الدماغ وتعد العدوى الفيروسية أكثرها شيوعًا، بينما قد يتطور في حالات نادرة عن عدوى بكتيرية، أو فطرية، أو طفيلية. [1][4] 

  • التهاب الدماغ المناعي الذاتي

يمكن أن يحدث التهاب المخ في حالات نادرة نتيجة مهاجمة جهاز المناعة خلايا الدماغ السليمة عن طريق الخطأ باعتبارها كائنات غريبة. [4][5] 

قد يعزى التهاب المخ إلى الإصابة بعدوى أو مشكلات المناعة الذاتية حيث تهاجم أجسام مناعية أنسجة الدماغ، ويعد التهاب المخ أكثر شيوعًا في الأطفال الصغار أقل من عمر عام، وكبار السن، ومرضى ضعف المناعة. [1][2][6]

يعد أشهر أسباب التهاب الدماغ المعدي هي الفيروسات ويمكن تقسيمها إلى ثلاث فئات رئيسة كما يلي:

  • فيروسات الهربس، مثل فيروس الهربس البسيط، وفيروس النطاقي الحماقي المسبب لجدري الماء والحزام الناري، وكذلك فيروس إبشتاين بار.
  • فيروسات الطفولة، وهي الفيروسات التي تصيب الأطفال غالبًا، مثل فيروس الحصبة، والنكاف والحصبة الألمانية والتي أصبحت نادرة بفضل تلقي اللقاحات. 
  • الفيروسات التي تنتشر عن طريق الحيوانات أو المفصليات، وتسبب عدة أنواع من التهاب الدماغ مثل فيروس غرب النيل، وفيروس التهاب الدماغ الياباني الذي ينتقل عن طريق البعوض، وكذلك فيروس داء الكلب (السعار). 

تشمل أسباب التهاب الدماغ المناعي ما يلي: [4][7] 

  • عدوى في أي جزء من الجسم يعقبها التهاب في الدماغ بعد بضعة أسابيع ويسمى التهاب الدماغ المناعي الذاتي التالي للعدوى.
  • السرطانات، حيث قد تؤدي بعض أنواع السرطان في الجسم نتيجة الاستجابة المناعية لمحاربة السرطان إلى مهاجمة خلايا الدماغ والتهابها.
  • التطعيمات، إذ قد يعقب بعض التطعيمات التهاب مناعي ذاتي في الدماغ في حالات نادرة جدًا.

تجدر الإشارة إلى أنه قد لا يتم التوصل إلى السبب الرئيس وراء التهاب المخ في كثير من الحالات. [1]

للمزيد: ما هي أسباب التهاب الدماغ؟

هل التهاب الدماغ معدٍ؟

لا يعد التهاب المخ معديًا في حد ذاته، ولكن قد تحدث العدوى بالميكروبات المسببة للمرض، ومع ذلك قد يصاب الشخص بالعدوى الفيروسية أو غيرها دون أن يتطور الأمر إلى التهاب في الدماغ، فمرض التهاب المخ حالة نادرة الحدوث. [4][5]

قد تنتقل العدوى من شخص لآخر عن طريق: [5][8]

  • استنشاق الهواء المحمل برذاذ عطس أو سعال المريض.
  • استخدام أدوات المريض الملوثة بلعابه.
  • تناول طعام ملوث بلعاب أو براز محمل بالفيروس.
  • التعرض للدغات البعوض أو القراد أو الحشرات الحاملة للفيروسات.

اقرأ أيضًا: أسباب التهاب السحايا، وهل هو معد؟

تختلف أعراض التهاب الدماغ من حالة لأخرى وفقًا لنوع الالتهاب والمنطقة المصابة من الدماغ وشدة الحالة. [1]

غالبًا ما تبدأ أعراض التهاب الدماغ المعدي بصورة تشبه أعراض الإنفلونزا أو صداع، ثم تزداد سوءًا على مدار أيام إلى أسابيع وتتطور إلى تغير في الحالة العقلية ومشاكل في التفكير والتذكر، بينما تتطور أعراض التهاب الدماغ المناعي الذاتي عادة ببطء على مدار أسابيع. [1]

يمكن أن تشمل علامات وأعراض التهاب الدماغ الخفيف ما يلي: [1][2] 

  • ارتفاع درجة حرارة الجسم.
  • الشعور بالتعب العام وفقدان الطاقة.
  • صداع.
  • تيبس الرقبة.
  • حساسية للضوء والصوت.
  • النعاس أو فقدان الوعي.
  • تغيرات في الشخصية والسلوك.
  • التهيج والقلق.
  • الهلوسة.

تتضمن أعراض التهاب الدماغ الشديد ما يلي: [2][6] 

  • صداع حاد ودوخة.
  • غثيان وقيء.
  • مشاكل في النطق والسمع.
  • ارتباك وفقدان الذاكرة.
  • بطء في الحركة.
  • هلوسة.
  • نوبات والدخول في غيبوبة.

أعراض التهاب الدماغ عند الرضع

قد يصعب على الوالدين اكتشاف التهاب الدماغ عند الأطفال الصغار والرضع؛ لذا يجب الانتباه لعلاماته ومراجعة الطبيب على الفور لتلقي التشخيص والعلاج المناسب. [6]

تشمل علامات التهاب الدماغ في الأطفال الرضع ما يلي: [8]

  • ارتفاع درجة حرارة الجسم.
  • تهيج وبكاء متواصل يصعب تهدئته.
  • الخمول والنعاس وعدم استيقاظه للرضاعة.
  • قيء.
  • انتفاخ اليافوخ.
  • تصلب الجسم.

يعد تشخيص التهاب الدماغ مبكرًا أمرًا مهمًا وذلك لتقليل خطر المضاعفات الدائمة والوفاة، يعتمد الطبيب في تشخيصه على أخذ التاريخ الطبي، ثم إجراء فحص بدني، وقد يطلب الطبيب إجراء بعض الفحوصات لتأكيد التشخيص. [5]

تشمل اختبارات التهاب المخ ما يلي: [1][5][7]

  • البزل القطني (البزل الشوكي).
  • الفحوصات التصويرية للدماغ، مثل التصوير المقطعي المحوسب والتصوير بالرنين المغناطيسي.
  • مخطط كهربية الدماغ.
  • اختبارات الدم، مثل تعداد الدم الكامل للمساعدة في تحديد نوع العدوى.
  • اختبارات البول والبراز.
  • أخذ خزعة من الدماغ في بعض الحالات.

عادة ما يتم علاج التهاب الدماغ في المستشفى، ويركز العلاج على تخفيف الأعراض والحد من تورم والتهاب المخ ومعالجة السبب. [6]

يبدأ العلاج بدعم الوظائف الحيوية للجسم من خلال إعطاء الأكسجين أو وضع المريض على جهاز التنفس الاصطناعي، ومتابعة وظائف القلب، وإعطاء السوائل الوريدية. [2][5]

يتضمن علاج التهاب المخ أيضًا ما يلي: [7]

  • مضادات الفيروسات لعلاج التهاب الدماغ الهربسي، مثل الأسيكلوفير (بالإنجليزية: Acyclovir).
  • المضادات الحيوية في العدوى البكتيرية، ومضادات الفطريات في حالة العدوى الفطرية.
  • الكورتيكوستيرويدات للحد من التهاب المخ وتقليل رد الفعل المناعي، مثل البريدنيزولون (بالإنجليزية: Prednisolone).
  • الغلوبيولين المناعي الوريدي أو فصادة البلازما لعلاج التهاب الدماغ المناعي الذاتي.
  • مضادات الاختلاج للسيطرة على النوبات.

بالإضافة إلى ذلك تُعطى خافضات الحرارة ومسكنات الألم مثل الباراسيتامول (بالإنجليزية: Paracetamol)، كما قد تعطى مهدئات للتغلب على التهيج والقلق. [2][7]

للمزيد: كيفية علاج التهاب الدماغ

كم مدة علاج التهاب الدماغ؟

قد تستغرق مدة العلاج في المستشفى وظهور علامات الشفاء من التهاب الدماغ بضعة أيام أو أسابيع، وربما تصل في بعض الحالات إلى شهور للسيطرة على الأعراض وتخفيف الالتهاب، علاوة على ذلك يمكن أن يحتاج المريض إلى علاج تأهيلي لاستعادة وظائف المخ المتضررة بعد تخطي المرحلة الحادة، وقد تستمر فترة التأهيل أشهر أو سنوات. [3][4]

يحتاج مرضى التهاب المخ بعد التعافي من المرحلة الحادة إلى الخضوع لإعادة التأهيل، ويعتمد اختيار نوع التأهيل اللازم على مشكلة كل حالة على حدة. [3]

تشمل أنواع إعادة التأهيل ما يلي: [3]

  • علاج النطق للمساعدة في استعادة المهارات اللغوية.
  • علاج البلع للتغلب على مشكلة صعوبة البلع.
  • العلاج المعرفي للعمل على إعادة بناء أكبر عدد ممكن من مهارات التفكير والتذكر والمهارات المعرفية.
  • العلاج الطبيعي لتحفيز استعادة القوة والتوازن والتناسق الحركي.
  • العلاج الوظيفي للمساهمة في القيام بالأنشطة اليومية الأساسية.
  • العلاج النفسي لتخفيف الضيق والضغوط التي قد تتولد من التعب والألم.

يساهم اتباع بعض النصائح في الوقاية من الإصابة بالعدوى التي قد تتطور إلى التهاب المخ، ومنها: [5]

  • غسل اليدين بالماء والصابون عدة مرات على مدار اليوم.
  • عدم مشاركة أدوات المريض الشخصية.
  • الالتزام بتلقي التطعيمات الروتينية في موعدها.
  • أخذ اللقاحات اللازمة عند السفر إلى مناطق انتشار البعوض، والوقاية من لدغات البعوض والقراد من خلال ارتداء ملابس طويلة ذات أكمام كاملة عند الخروج ليلًا، واستخدام طارد الحشرات.

اقرأ أيضًا: علاج التهاب السحايا، وكيف يمكن الوقاية منه؟

يؤدي حدوث التهاب في الدماغ إلى تورم خلايا الدماغ وأنسجته وتأثر وظائفه الحيوية، فهل التهاب الدماغ خطير؟ [1]

يعد التهاب الدماغ حالة خطيرة قد تتسبب في حدوث تلف دائم في المخ ومضاعفات طويلة الأمد، ومن أمثلة هذه المضاعفات ما يلي: [5][6]

  • نوبات الصرع.
  • فقدان الذاكرة خاصة مع التهاب المخ الناجم عن فيروس الهربس البسيط.
  • فقدان السمع، أو فقدان القدرة على الكلام أو صعوبة النطق.
  • عدم القدرة على التركيز وحل المشكلات.
  • مشكلة في البلع.
  • ضعف في العضلات، ومشكلات في التوازن والتناسق الحركي.
  • تغيرات في الشخصية والسلوك.
  • مشاكل نفسية، مثل التقلبات المزاجية، أو القلق والاكتئاب.
  • الدخول في غيبوبة.
  • الوفاة.

يختلف مآل مرض التهاب الدماغ من حالة لأخرى بناء على شدته، وعمر المريض وحالته الصحية العامة، فهل يمكن الشفاء من التهاب الدماغ؟ [6]

قد تشفى الحالات الخفيفة من التهاب الدماغ تمامًا خلال مدة قصيرة، بينما قد تعاني بعض الحالات من مضاعفات دائمة حتى مع تلقي العلاج، وربما يؤدي التهاب المخ إلى الوفاة. [1]

جدير بالذكر أن عملية التعافي قد تستغرق فترة طويلة، ويساعد العلاج التأهيلي المكثف على تحقيق أفضل نتائج ممكنة. [1]

[1] Hopkinsmedicine.org. Encephalitis. Retrieved on the 18th of May, 2024.

[2] Shannon Johnson. Encephalitis. Retrieved on the 18th of May, 2024.

[3] Heidi Moawad. Encephalitis of the Brain: Short and Long-Term Effects. Retrieved on the 18th of May, 2024.

[4] National Health Service (NHS). Causes-Encephalitis. Retrieved on the 18th of May, 2024.

[5] Marijke Vroomen Durning & Lori M. King. Understanding Encephalitis: The Basics. Retrieved on the 18th of May, 2024.

[6] Tim Newman. What is encephalitis? Retrieved on the 18th of May, 2024.

[7] Ruth Jessen Hickman. What Is Encephalitis? Retrieved on the 18th of May, 2024.

[8] National Institute of Neurological Disorders and Stroke (NINDS). Encephalitis. Retrieved on the 18th of May, 2024.

هل وجدت هذا المحتوى الطبي مفيدا؟
أسئلة وإجابات مجانية مقترحة متعلقة بالأمراض العصبية

محتوى طبي موثوق من أطباء وفريق الطبي

أخبار ومقالات طبية

جميع الاخبار والمقالات
 التصلب العصبي المتعدد.. مرض نادر الحدوث   مقالات
إعلان جدري القردة كحالة طوارئ صحية عالمية أخبار
 آلام العضلات المزمن مقالات
عرض جميع المقالات الطبية

آخر مقاطع الفيديو من أطباء متخصصين

أحدث الفيديوهات الطبية

عرض كل الفيديوهات الطبية
خطوة واحدة أقرب للحصول على معلومات طبية موثوقة
اسأل سينا

مصطلحات طبية مرتبطة بالأمراض العصبية

أدوية لعلاج الأمراض المرتبطة بالأمراض العصبية