الدوران الرئوي | Pulmonary Circulation

ما هو الدوران الرئوي

الدوران الرئوي (بالانجليزية: Pulmonary Circulation) هو النظام الذي يتم من خلاله نقل الدم غير المؤكسد (الذي لا يحمل الأكسجين) من القلب إلى الرئتين لكي يتم إعادة أكسدته وتخليصه من ثاني أكسيد الكربون، ثم يعود الدم المؤكسد (الذي يحمل الأكسجين) إلى القلب ليتم ضخه إلى باقي أجزاء الجسم.

تطور الدوران الرئوي

بين الأسبوع الثالث والرابع من حدوث الحمل تتطور حجرات القلب الأربعة لقلب الجنين، ويبدأ القلب بالنبض كعلامة على حياة الجنين، إلا أن الدوران الرئوي لا يبدأ إلا بعد الولادة، حيث أن الجنين يعتمد على المشيمة التي تزوده بالمغذيات والأكسجين أثناء وجوده في رحم أمه بالإضافة إلى تخليصه من الفضلات.

يوجد في قلب الجنين طيلة فترة وجوده في رحم الأم ما يعرف بالتحويلات (بالانجليزية: Shunts)، وهي عبارة عن ثلاث تراكيب تعمل على تغيير مجرى الدم بشكل يزيد من فاعلية الدورة الدموية، إذ أنه لا يوجد داعي لدخول الدم إلى الرئتين أو الكبد في هذه المرحلة للحصول على الأكسجين أو التخلص من الفضلات. تتكون هذه التحويلات من القناة الوريدية (بالانجليزية: Ductus venosus) التي تقوم بتحويل مسار الدم القادم من الوريد المشيمي حول الكبد إلى الوريد الأجوف السفلي، ثم تقوم التحويلة الثانية التي تعرف باسم الثقبة البيضوية (بالانجليزية: Foramen ovale) بنقل هذا الدم إلى الأذين الأيسر مباشرة بحيث تتخطى البطين الأيمن والرئتين. الدم المتبقي في الأذين الأيمن ينتقل إلى البطين الأيمن عبر الصمام ثلاثي الشُرفات، إلا أنه لا ينتقل إلى الرئتين، حيث ينتقل الدم من الشريان الرئوي إلى الشريان الأبهر بواسطة التحويلة الثالثة والتي تعرف باسم القناة الشريانية (بالانجليزية: Ductus arteriosus)، بدلاً من أن يذهب إلى الرئتين.

بعد الولادة وأخذ الطفل لنفسه الأول، يتغير الضغط بشكل كبير على جسم الطفل، ويتوقف الطفل عن الاعتماد على المشيمة للحصول على الأكسجين، ويصبح الدم قادراً على الدخول إلى الرئتين لتحميله بالأكسجين، حيث أ التحويلات  التي كانت تمنع وصول الدم إلى الرئتين خلال المرحلة الجنينة يتم إغلاقها نتيجة إرخاء الأكسيجين للأوعية الدموية الرئوية مما يسبب حدوث تضيقات، ثم إنغلاق لهذه التحويلات.

الأمراض المرتبطة بالدوران الرئوي

تؤثر بعض الأمراض على نظام الدوران الرئوي بين القلب والرئتين، وتتضمن ما يلي:

• ارتفاع ضغط الدم الرئوي

ارتفاع ضغط الدم الرئوي (بالانجليزية: Pulmonary hypertension) هو زيادة في ضغط الدم في نظام الدوران الرئوي، ويشير إلى مقدار الضغط الذي يبذله القلب لضخ الدم من القلب إلى شرايين الرئتين، وتحدث هذه الحالة عادة نتيجة تضيق وزيادة سماكة الشرايين الرئوية مما يؤدي إلى إبطاء سرعة تدفق الدم من القلب إلى الرئتين عبر هذه الشرايين، وزيادة العبئ الذي يبذله القلب لكي يوصل الدم إلى الرئتين عبر هذه الشرايين، الأمر الذي قد يؤدي إلى حدوث قصور القلب (بالانجليزية: Heart failure) في حال أصبح القلب ضعيفاً بشكل يعيق وصول الدم إلى الرئتين.

تتضمن بعض الأعراض المبكرة لارتفاع ضغط الدم الرئوي ضيق النفس أثناء القيام بالنشاطات اليومية، والتعب، وآلام الصدر، وغيرها، بينما تتضمن الأعراض المتقدمة الشعور بالدوار وبالأخص أثناء القيام بالنشاطات البدنية، والإغماء، وتورم في الرجل أو الكاحل، وازرقاق في الشفاه. 

• الثقبة البيضوية الواضحة

الثقبة البيضوية الواضحة (بالانجليزية: Patent foramen ovale) هي حالة تبقى فيها تحويلة الثقبة البيضوية الموجودة بين الأذين الأيمن والأيسر مفتوحة ولا تنغلق بعد الولادة، وهو ما يعرف بفتحة أو ثقب القلب، وفي أغلب الحالات لا تسبب هذه الحالة ظهور أي أعراض عند المصابين بها، باستثناء وجود النفخات القلبية (بالانجليزية: Cardiac murmur) وهي عبارة عن أصوات تصدر من القلب عند تدفق الدم عبر صماماته نتيجة وجود خلل في تدفق الدم عبرها.

لا تشكل هذه الحالة خطراً على صحة المصابين بها على الرغم من أن الدم يتسرب من الأذين الأيمن إلى الأذين الأيسر، إلا أنّ المشاكل الصحية قد تظهر في حال احتواء الدم على خثرة أو جلطة دموية دموية (بالانجليزية: Clot) تتكون الخثرات بشكل مستمر في الأوردة الدموية والتي تعرف بالخثرات الوريدية (Venous thrombus)، والتي يتم تصفيتها في الرئتين عن طريق الشعيرات الدموية الدقيقة الموجودة فيها، إلا أنّ رئتين المصابين بالثقبة البيضوية الواضحة في حالات قليلة قد لا تستطيع التخلص من جميع هذه الخثرات.

بعض الخثرات الدموية وخصوصاً تلك المتكونة في الأطراف السفلية من الجسم، قد تتجنب الرئتين، ويحدث هذا الأمر عند دخول الدم الذي يحمل الخثرة بشكل طبيعي للأذين الأيمن، ثم انتقاله عبر الثقبة البيضوية إلى الأذين الأيسر بدلاً من الذهاب إلى البطين الأيمن عبر الصمام ثلاثي الشرفات، مما يسمح لهذه الخثرة بالانتقال عبر الدورة الدموية والوصول إلى الدماغ متسببةً بحدوث سكتة دماغية (بالإنجليزية: Stroke).

• الانسداد الرئوي

الانسداد أو الانصمام الرئوي (بالانجليزية: Pulmonary embolism) هو أحد أخطر المضاعفات التي قد تنشأ نتيجة اضطراب في نظام الدوران الرئوي، والتي غالباً ما تنتج عن الخثرات أو الجلطات الوريدية العميقة (بالانجليزية: Deep venous thrombosis) التي تنشأ في الأطراف السفلية من الجسم، ثم يحدث لها انحلال من مكان تكونها وتصل إلى القلب عن طريق الدم الغير مؤكسد وتصل إلى الرئتين، ثم تستقر في أحد الأوعية الدموية الرئوية الصغيرة، وبناء على حجم الخثرة قد تسبب حدوث مشاكل خطيرة تؤثر على تدفق الدم.

اقرأ أيضاً: جلطة الأوردة العميقة