داءُ هارتناب | H disease (hartnup disease)

داءُ هارتناب

ما هو داءُ هارتناب

مرض هارتناب هو اضطراب وراثي نادر ينطوي على خطأ فطري في استقلاب الأحماض الأمينية. وهو حالة ناجمة عن عدم قدرة الجسم على امتصاص بعض بروتينات البناء (الأحماض الأمينية) من النظام الغذائي. ونتيجة لذلك لا يستطيع الأفراد المصابون بهذا المرض استخدام هذه الأحماض الأمينية لإنتاج مواد أخرى مثل الفيتامينات والبروتينات، ومعظم المصابون بمرض هارتناب يمكنهم الحصول على الفيتامينات والمواد الأخرى التي يحتاجونها من خلال اتباع نظام غذائي متوازن.

لدى الأشخاص الذين يعانون من مرض هارتناب مستويات عالية من الأحماض الأمينية المختلفة في البول (aminoaciduria)، وبالنسبة لمعظم الأفراد المتأثرين، هذه هي العلامة الوحيدة على الحالة. ومع ذلك فإن بعض الأشخاص المصابين بمرض هارتناب لديهم نوبات يظهرون بها علامات أخرى، والتي يمكن أن تشمل طفح جلدي وصعوبة في تنسيق الحركات (رنح مخيخي)، والأعراض النفسية مثل الاكتئاب أو الذهان. وعادةً ما تكون هذه النوبات مؤقتة وتكون ناتجة عن المرض أو الإجهاد أو النظام الغذائي السيء للمغذيات أو الحمى. هذه العلامات تميل إلى الاختفاء بمجرد معالجة المسبب، على الرغم من بقاء مستويات الأحماض الأمينية عالية في البول. وتحدث الأعراض بشكل شائع في مرحلة الطفولة وعادةً ما يتناقص تكرار هذه النوبات مع تقدم العمر.

يقدر أن مرض هارتناب يؤثر على واحد من بين كل 30 ألف فرد.

ينتج مرض هارتناب عن تغيرات (طفرات) في جين SLC6A19. وتوفر الجينات تعليمات لإنتاج البروتينات التي تلعب دوراً هاماً في العديد من وظائف الجسم. وعند حدوث طفرة في الجين، قد يكون منتج البروتين معيباً أو غير فعال أو غائب. واعتماداً على وظائف بروتين معين، يمكن أن يؤثر هذا على العديد من أجهزة الجسم الوظيفية.

ينتج الجين SLC6A19 بروتيناً يُعرف باسم ناقل الحمض الأميني، والذي يساعد على حركة (أو نقل) أحماض أمينية معينة داخل الجسم. وينشط هذا البروتين بشكل خاص في الكلى والأمعاء، على الرغم من أن هذه الأعضاء لا تتأثر وتعمل بشكل طبيعي. وتشمل الأحماض الأمينية المتضررة التريبتوفان، الألانين، الأسباراجين، الجلوتامين، الهيستدين، الأيسولوسين، الليوسين، فينيل ألانين، سيرين، ثريونين، التيروزين، وفالين.
والأحماض الأمينية هي وحدات البناء الكيميائي للبروتينات وهي ضرورية للنمو السليم. وبسبب العيب الجيني الكامن في مرض هارتناب، لا تستطيع الأمعاء امتصاص الأحماض الأمينية بشكل صحيح ولا تستطيع الكلى امتصاصها بشكل صحيح كذلك، مما يؤدي إلى خروج كميات مفرطة من الأحماض الأمينية عن طريق البول. هذا يترك الجسم بكميات منخفضة من الأحماض الأمينية. ويعتقد أن نقص حمض التريبتوفان الأميني هو السبب في الأعراض المرتبطة بمرض هارتناب. فالتريبتوفان ضروري لخلق (توليف) النيكوتيناميد، الذي يتم الحصول عليه أيضاً من خلال الكفيتامين في الطعام (المعروف أيضا باسم فيتامين B3).
وتشمل العوامل المسببة التي قد تسبب نوبات حادة من مرض هارتناب فترة من سوء التغذية، والحمى، والتعرض لأشعة الشمس، وأدوية السلفوناميد، والمرض، و / أو الإجهاد النفسي.

  • أعراض مرض هارتناب تختلف اختلافاً كبيراً من شخص لآخر. فغالبية المصابون لا تظهر عليهم أي أعراض واضحة (بدون أعراض). وعندما تتطور الأعراض، تحدث غالباً ما بين سن 3-9 سنوات، وفي حالات نادرة تظهر الأعراض لأول مرة في مرحلة البلوغ.
  • وتعد أكثر الأعراض شيوعاً هي الطفح الأحمر الحساس للضوء على الوجه، والأذرع، والأطراف، ومناطق الجلد الأخرى المكشوفة.
  • كما يمكن أن تحدث مجموعة متنوعة واسعة من الاضطرابات العصبية بما في ذلك نوبات مفاجئة من ضعف التنسيق العضلي (ترنح)، المشي غير المستقر، ضعف النطق الكلام (dysarthria)، الهزات العرضية في اليدين واللسان، والتشنج. وقد يعاني بعض المصابين من اضطرابات نفسية تشمل عدم الاستقرار العاطفي مثل التغيرات السريعة في المزاج، والاكتئاب، والارتباك، والقلق، والأوهام، و / أو الهلوسة.
  • كما يعاني بعض الأطفال من تأخر النمو وقد يكونون أقصر مما هو متوقع بناءً على العمر والجنس (قصر القامة). في بعض الحالات، قد تتأثر العينان وقد يعاني الأفراد من ضعف الرؤية (الشفع)، والحركات اللا إرادية للعيون (رأرأة)، وتدلي الجفون العليا.
  • وقد يسبق الإسهال أو يتبع نوبة من هذا الاضطراب. كما تم الإبلاغ عن بعض البالغين الذين يعانون من مرض هارتناب الذي كان عرضه الأولي ظهور النوبات خلال مرحلة البلوغ. وتم الإبلاغ عن حرقة في البالغين مع هذا الاضطراب.

بسبب تباين الأعراض، لا يمكن إجراء تشخيص لا لبس فيه إلا من خلال تحليل البول. يمكن لأطباء الأطفال طلب هذا التحليل من مراكز علم الأمراض المختارة. ويعتمد الاختبار على الكشف عن الأحماض الأمينية المرتفعة في البول عن طريق الاستشراب؛ كروماتوغرافيا.

ويمكن للاختبارات الجينية الجزيئية تأكيد تشخيص مرض هارتناب في بعض الحالات، فيمكنها أن تكتشف التغيرات الوراثية في جين SLC19A6 المعروف بأنه سبب هذا الاضطراب، ولكن عادة ليس من الضروري الحصول على تشخيص.

  • الأفراد الذين يعانون من مرض هارتناب والذين لا يصابون بأعراض لا يحتاجون عادة إلى أي علاج. ويمكن تقليل أو تجنب النوبات العرضية التي تؤثر على بعض الأشخاص المصابين بمرض هارتناب عن طريق الحفاظ على التغذية الجيدة، بما في ذلك اتباع نظام غذائي غني بالبروتين وتجنب التعرض الزائد للشمس، وتجنب بعض الأدوية مثل أدوية السلفوناميد. مكملات النظام الغذائي مع نيكوتيناميد أو النياسين هي أيضا ذات فائدة في منع نوبات مرض هارتناب.
  • في بعض الحالات، خلال نوبة الأعراض، قد ينصح بالعلاج بالنيكوتيناميد.
  • وفقا للدراسات الطبية، أظهر شخص واحد على الأقل تحسناً في الأعراض بعد العلاج بمركب L-tryptophan etyl ester، الذي أعاد مستويات التربتوفان لطبيعتها في كل من مصل الدم والسائل النخاعي.
  • العلاج الآخر هو علاج الأعراض وتقديم الدعم، وقد تكون المشورة الوراثية مفيدة للعائلات المتضررة

هل وجدت هذا المحتوى الطبي مفيداً؟

happy مفيد

sad غير مفيد

أسئلة وإجابات مجانية مقترحة متعلقة بأمراض الاستقلاب

محتوى طبي موثوق من أطباء وفريق الطبي

أخبار ومقالات طبية

جميع الاخبار والمقالات
فوائد البقدونس مقالات
إعلان جدري القردة كحالة طوارئ صحية عالمية أخبار
الفرق بين الحقن المجهري واطفال الانابيب مقالات
عرض جميع المقالات الطبية

آخر مقاطع الفيديو من أطباء متخصصين

أحدث الفيديوهات الطبية

عرض كل الفيديوهات الطبية

144 طبيب

موجود حاليا للإجابة على سؤالك

bg-image

هل تعاني من اعراض الانفلونزا أو الحرارة أو التهاب الحلق؟ مهما كانت الاعراض التي تعاني منها، العديد من الأطباء المختصين متواجدون الآن لمساعدتك.

ابتداءً من

7.5 USD فقط

ابدأ الان

مصطلحات طبية مرتبطة بأمراض الاستقلاب

أدوية لعلاج الأمراض المرتبطة بأمراض الاستقلاب