الصداع بعد ضربة الرأس | Post-Traumatic Headache

يحدث صداع ما بعد الصدمة عادةً بسبب التعرّض لإصابات مباشرة في الرأس، والتي تتراوح شدّتها بين إصابات بسيطة وأخرى شديدة، ومن أبرز الامثلة عليها: [3]

• السقوط من مكانٍ مرتفع.
• حوادث السيارات.
• الإصابات الرياضية.
• اصطدام الرأس بجسم ما.
• التعرض للعنف.
• الإصابات الناجمة عن الانفجارات.

ولا نعرف كيف تُسبب هذه الإصابات صداع ما بعد الصدمة، لكن يُعتقد أنه يرتبط بالعوامل الآتية: [3][4]

• خللٍ في الأعصاب المسؤولة عن الشعور بالألم، أو تلك المسؤولة عن تخفيفه.
• حدوث التهابٍ في مكان الإصابة؛ فهو قد يزيد من حساسية الأعصاب للألم.
• تصلب أو انقباض عضلات الرأس بسبب الإصابة أو الضربة.
• تضيق الأوعية الدموية، مما يمنع تدفق الدم بصورة طبيعية للرأس.

ومع أنّ هذا الصداع يُصيب أي شخصٍ يتعرض لإصابة في رأسه، إلا أن العوامل الآتية تزيد من فرص الإصابة بصداع ما بعد الصدمة المزمن: [6]

• الجنس، فالنساء أكثر عرضة للإصابة بصداعٍ مزمن بعد ارتجاج المخ.
• التقدم في السن، فهو أكثر شيوعًا لدى كبار السن.
• وجود تاريخٍ عائلي للإصابة بالصداع.
• إصابة المريض بأنواعٍ أخرى من الصداع، مثل الشقيقة.
• الإصابة بألمٍ مزمن.

اقرأ أيضًا: ما هي أسباب الصداع ومحفزاته؟

غالبًا ما يشكو المريض من أعراضٍ مشابهة لأنواع الصداع الأخرى، كالآتي: [4][5]

أعراض تشبه الصداع النصفي

يُمكن أن تظهر أعراض تشبه الشقيقة، مثل: [4][5]

• ألم متوسط إلى شديد في الرأس.
• ألمٌ نابض أو خافق.
• الغثيان أو التقيّؤ.
• زيادة الحساسية للضوء أو الصوت.

أعراض تُشبه صداع التوتر

قد يشكو المصاب من ألم بسيط أو متوسط في الرأس، وتزيد حساسيته للضوء أو الصوت. [4][5]

أعراض الصداع العنقي

وهو صداع يحدث بسبب مشكلاتٍ في الرقبة، ويبدأ عادةً من الرقبة ثم ينتشر للرأس، ويزداد سوءًا عندما يُحرك المريض رأسه أو رقبته. [4][5]

أعراض أخرى

يُمكن أن يحدث الصداع بعد ضربة الرأس كجزءٍ من متلازمة ما بعد الارتجاج (بالإنجليزية: Post-Concussive Syndrome)، وفي هذه الحالة يُصاحبه الأعراض الآتية: [4][5]

• العصبية وسرعة الانفعال.
• الأرق.
• القلق.
• صعوبة في التركيز والتفكير.
• الدوار.
• التعب والإرهاق.

هل الصداع بعد ضربة الراس خطير؟

صحيحٌ أنّ صداع ما بعد الصدمة لا يُشكّل خطرًا في حد ذاته، إلا أنه قد يدل على الإصابة بنزيف الدماغ أو الجلطات، لهذا يُوصى بمراجعة الطبيب فورًا عند التعرض لأي إصابة في الرأس ولو بدت بسيطة. [5]

كما يجب مراجعة أقرب مركز طوارئ في الحالات الآتية: [5]

• زاد الصداع سوءًا دون تحسن.
• أصيب المريض بالتقيؤ المتكرر.
• أصبح تفكيره مشوشًا وكلامه غير واضح.
• تراجعت قدرته على تنسيق حركاته والتوازن.
• شعر بالضعف والخدران.
• واجه صعوبة في التعرف على الأشخاص المحيطين به.
• لاحظت عائلته تغير سلوكه؛ فمثلًا أصبح يتصرف بعصبية زائدة.
• اتسعت حدقة إحدى عينيه؛ لتبدو أكبر من الأخرى.
• رفض الطفل المصاب الرضاعة أو تناول الطعام، أو بكى باستمرار.

يشك الطبيب بالإصابة بصداع ما بعد الصدمة إذا شكا المريض من ألم الرأس خلال أسبوع من تعرضه لضربة في رأسه، وليتأكد من هذا يلجأ للفحوصات والإجراءات الآتية: [3]

• تقييم الأعراض:

يُقيّم الطبيب الأعراض والتاريخ الطبي للمريض، وهذه خطوة مهمة خلال أول 3 أيام من التعرض لإصابة الرأس.

• الاختبارات النفسية العصبية:

قد يطلب الطبيب إجراءها لتقييم الوظائف الإدراكية لدى المريض، ومن الأمثلة عليها:

• • فحوصات تقييم التفكير المنطقي.
  • اختبارات الكشف عن اضطرابات المزاج.
  • أدوات تقييم أنماط الكلام.
  • فحوصات تقييم الذاكرة.

• الاختبار الدهليزي (بالإنجليزية: Vestibular testing):

مجموعة من الفحوصات التي تكشف عن أسباب الدوخة، ومشكلات التوازن والتنسيق بين حركة العينين، ومن الأمثلة عليها اختبار الكرسي الدوار، أو تخطيط كهربية الرأرأة (بالإنجليزية: Electronystagmography).

• الاختبارات التصويرية:

يطلبها الطبيب إذا كان الصداع شديدًا أو مستمرًا؛ للكشف إن كان مرتبطًا بوجود نزيفٍ في الدماغ، ومن أهمها التصوير بالرنين المغناطيسي والتصوير المقطعي المحوسب.

يُحدد الطبيب العلاج المناسب حسب سبب الصداع وطبيعة الأعراض، ومن الخيارات التي يلجأ إليها:

العلاج الدوائي

يُمكن أن يصف الطبيب المسكنات الآتية للتعامل مع الصداع الحاد: [3][

• مضادات الالتهابات غير الستيرويدية (NSAIDs):
  • النابروكسين (بالإنجليزية: Naproxen).
  • الآيبوبروفين (بالإنجليزية: Ibuprofen).
  • سيليكوكسيب (بالإنجليزية: Celecoxib).

• التريبتان (بالإنجليزية: Triptans)، إذا كان المريض يُعاني من أعراضٍ مشابهة للشقيقة، ومن أهمها:
  • سوماتريبتان (بالإنجليزية: Sumatriptan).
  • زولميتريبتان (بالإنجليزية: Zolmitriptan).
• الأفيونات (Opioids) لعلاج الصداع الشديد، ويجب تناولها حسب إرشادات الطبيب لأنها قد تُسبب الإدمان ومن أمثلتها: الأوكسيكودون (بالإنجليزية: Oxycodone).
• أدوية تحتوي على أكثر من دواءٍ معًا، كالكافيين والأسيتامينوفين مثلًا.

أمّا عندما يحدث الصداع بشكلٍ متكرر حتى بعد مرور أكثر من شهرين على إصابة المريض، فقد يصف الطبيب الأدوية الوقائية الآتية: [3]

• مضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقات:
  • أميتريبتيلين (بالإنجليزية: Amitriptyline).
  • نورتربتيلين (بالإنجليزية: Nortriptyline).

• مضادات الاختلاج:
  • جابابنتين (بالإنجليزية: Gabapentin).
  • بريجابالين (بالإنجليزية: Pregabalin).
  • توبيراميت (بالإنجليزية: Topiramate).

• حاصرات مستقبلات بيتا:
  • بروبرانولول (بالإنجليزية: Propranolol).
  • بنبوتولول (بالإنجليزية: Penbutolol).

العلاج الطبيعي

قد يقترح الطبيب أنواع العلاج الطبيعي لتخفيف أعراض الصداع بعد ضربة الرأس: [5]

• العلاج الطبيعي للرقبة.
• العلاج الطبيعي لمنطقة الفك الصدغي.
• المعالجة اليدوية لتقويم العمود الفقري.
• تمارين التمدد.

ويجب ألا يجرب المريض العلاجات السابقة دون استشارة الطبيب؛ فهذا يُعرضه لمخاطر مثل زيادة الألم والصداع. [5]

العلاج النفسي والسلوكي

يشرح الطبيب جميع التفاصيل المتعلقة بهذا الصداع للمريض، مما يُساعد المريض في تحديد وتجنب السلوكيات التي تزيد أعراضه. [5]

فعلى سبيل المثال يُعد الضغط النفسي أحد محفزات الصداع الشائعة، وفي هذه الحالة قد يقترح الطبيب التقنيات الآتية للتعامل مع هذا الضغط النفسي:[3][5]

• العلاج السلوكي المعرفي:

خلال هذا العلاج يتعلم المريض كيف يُغير أنماط التفكير والسلوكيات السلبية، مما يُساعده على التعامل مع الضغط النفسي بصورة أفضل.

• استرخاء العضلات التدريجي:

هي تقنية تركز على إرخاء العضلات تدريجيًا وعلى شكل مجموعات، وتُساعد على الاسترخاء.

علاجات أخرى

يُمكن أن يقترح الطبيب الآتي في الحالات المزمنة: [3]

• حقن البوتكس، وهي حلٌ مؤقت لتخفيف الصداع.
• التحفيز عبر الجمجمة؛ إذ تستخدم أجهزة خاصة ترسل نبضاتٍ كهربائية أو مغناطيسية تُخفف الألم.
• الجراحة؛ لتخفيف الضغط عن أعصاب الرأس الطرفية.

يُمكن أن يُوصي الطبيب باتباع الطرق الآتية لتخفيف أعراض صداع ما بعد الصدمة المزمن: [3]

• الحصول على قسطٍ كافٍ من النوم.
• تناول ما لا يقل عن 8 أكواب من الماء يوميًا؛ لمنع الإصابة بالجفاف.
• اتباع نظام غذائي صحي ومتوازن.
• المشي وممارسة الرياضة يوميًا حسب تعليمات الطبيب.
• أخذ قسطٍ كافٍ من الراحة، خاصةً بعد أي نشاط عقلي يُحفز الصداع.
• ممارسة الأنشطة التي تخفف التوتر وتساعد على الاسترخاء، مثل التأمل واليوغا.
• قضاء المزيد من الوقت الممتع مع العائلة والأصدقاء.
• المشاركة في مجموعات الدعم؛ للاستفادة من تجارب الآخرين الذين يمرون بنفس المشكلة.

[1] Yalemedicine.org. Post-Traumatic Headache. Retrieved on the 31st of July, 2025.

[2] Steven Flanagan, Christopher Yih, Jason Kessler and Danni Lu. Post Traumatic Headache. Retrieved on the 31st of July, 2025.

[3] Mark Gurarie. What Is Post-Traumatic Headache? Retrieved on the 31st of July, 2025.

[4] Rachel Reiff Ellis. What Is Post-Traumatic Headache? Retrieved on the 31st of July, 2025.

[5] Amy Murnan. Post-Traumatic Headache: What to Know. Retrieved on the 31st of July, 2025.

[6] Dr. Alina Fong, Ph.D. Post-Traumatic Headaches: Causes and Treatment Options. Retrieved on the 31st of July, 2025.