كثير من الناس وخاصة الموظفين يتجهون في نظام حياتهم إلى تناول وجبة واحدة كبيرة في اليوم، ففي الصباح الوقت لا يساعدهم في تحضير وتناول وجبة الإفطار ثم ينغمسون في العمل حتى وقت متأخر، وحين يحين وقت تناول الطعام يتناولون كمية كبيرة منه مرة واحدة لتعويض وجبة الإفطار وحذف وجبة العشاء حيث يعودون إلى البيت متعبين ويفضلون الإسترخاء والنوم.
كيف تتقبل أجسامنا هذا الأمر؟
يمكن تشبيه الجسم بحارقة كبيرة وذكية أيضاً حين تقوم بتقديم الطعام إلى جسمك ثلاث مرات في اليوم فتبدأ بالفطور، يقوم الجسم بحرق هذه الوجبة وتحويلها إلى طاقة لعلمه أنّ نظامك الغذائي يحتوي على وجبة أُخرى سوف تتناولها بعد عدة ساعات وهي وجبة الغداء، وحين تتناول وجبة الغداء يحرقها الجسم أيضاً لأنك قمت بتعويده على وجود وجبة عشاء بعد عدة ساعات أيضاً.
وحين يقوم نظامك الغذائي على وجبة واحدة كبيرة فقط ولمدة طويلة، يتقبل الجسم هذه الحقيقة بأن يقوم بعملية تخزين لكل ما تتناوله في هذه الوجبة لعلمه أنك لن تتناول وجبة أُخرى حتى وقت طويل. ومن هنا يبدأ وزنك بالزيادة.
قد نسمع كثير من الناس يقولون أنّهم لم يفقدوا أي وزن على الرغم من أنهم لا يأكلون سوى وجبة واحدة! أو أنهم قاموا بحذف وجبة العشاء ولم يخسروا شيئاً من أوزانهم. ونحن نقول لهم أنّ الخطوة الأولى لفقدان الوزن هو توزيع الطعام على ثلاث وجبات صغيرة أو أكثر لتبقى هذه الحارقة الكبيرة تعمل طول اليوم دون أن تلجأ لتخزين أي شيء.
العديد من الدراسات والمقالات لخبراء التغذية تربط بين وجبة الإفطار وفقدان الوزن، وهي الوجبة التي يتهاون بها الجميع وغير موجودة على جدول الكثير من الأشخاص وخاصة الموظفين منهم.
تخطي وجبات الطعام مرتبط بزيادة الدهون في البطن و مقدمات السكري
تشير دراسة جديدة نُشرت في مجلة (The Journal of Nutritional Biochemistry) وأُجريت على الفئران أن تخطي وجبات الطعام قد يعيق عملية الأيض بطريقة تؤدي إلى تراكم الدهون الزائدة حول الوسط (منطقة البطن) وظهور علامات مقدمات السكري (prediabetes) وهي ارتفاع مستوى السكر بالدم حيث تكون أعلى من المعتاد لكنها ليست عالية بما يكفي لتصنيفها مرض السكري النوع الثاني (الغير معتمد على الانسولين) لكنها قد تكون مقدمة للإصابة به خلال 10 سنوات او اقل اذا لم تتم السيطرة عليه.
قام الباحثون بمقارنة فئران سُمح لها بتناول طعامها طوال اليوم مع الفئران التي تناولت طعامها في جلسة واحدة ثم صامت لبقية الوقت.
ووجد الباحثون أن الفئران التي تناولت جميع المواد الغذائية في جلسة واحدة وصامت بقية النهار أظهرت مقاومة للأنسولين - مؤشر على مرحلة ما قبل السكري - بالإضافة إلى تتراكم المزيد من الدهون في بطونها.
عندما يصبح الكبد أقل حساسية للأنسولين، فإنه يستمر بإنتاج الجلوكوز حتى عند عدم الحاجة إليه، وبالتالي فإن الدم سيحتوي في النهاية على كميات كبيرة من السكر ويتم تخزين الفائض على شكل دهون.
مارثا بيلوري (Martha Belury) أستاذة التغذية البشرية في جامعة أوهايو، تقول: أن هذه النتائج تدعم فكرة أن تناول وجبات صغيرة على مدار اليوم يمكن أن تساعد في انقاص الوزن، على الرغم من أن ذلك قد لا يكون عمليا بالنسبة للجميع لكن أنت بالتأكيد لا ترغب في تخطي وجبات الطعام لحفظ السعرات الحرارية لأن تخطي الوجبات يعرّض جسمك للتقلبات الكبيرة في الأنسولين والجلوكوز، ويمكن أن يؤدي لمزيد من زيادة الدهون بدلا من فقدان الدهون.
يتألف طاقم الطبي من مجموعة من مقدمي الرعاية الصحية المعتمدين، من أطباء، صيادلة وأخصائيي تغذية. يتم كتابة المحتوى الطبي في الموقع من قبل متخصصين ذوي كفاءات ومؤهلات طبية مناسبة تمكنهم من الإلمام بالمواضيع المطلوبة منهم، كل وفق اختصاصه. ويجري الإشراف على محتوى موقع الطبي من قبل فريق التحرير في الموقع الذي يتألف من مجموعة من الأطباء والصيادلة الذين يعتمدون مصادر طبية موثوقة في تدقيق المعلومات واعتمادها ونشرها. يشرف فريق من الصيادلة المؤهلين على كتابة وتحرير موسوعة الأدوية. يقوم على خدمات الاستشارات الطبية والإجابة عن أسئلة المرضى فريق من الأطباء الموثوقين والمتخصصين الحاصلين على شهادات مزاولة معتمدة، يشرف عليهم فريق مختص يعمل على تقييم الاستشارات والإجابات الطبية المقدمة للمستخدمين وضبط جودتها.