على الرغم من أن الشعور بالقلق بين الحين والآخر أمر طبيعي، إلا أن القلق المتواصل قد يدل على الإصابة باضطراب القلق المرضي، وفي حين أن الكثير من الأبحاث قد أجريت لتحديد طرق للتعامل مع اضطراب القلق وعلاجه، إلا أن ما أجراه مجموعة من الباحثين من جامعة جورج تاون في واشنطن يعتبر الأول من نوعه في سبيل التوصل لحل لهذه المشكلة.
قارن الباحثون وعلى رأسهم الدكتورة إليزابيث هوج بين تأثير التأمل الواعي كعلاج لاضطراب القلق واستخدام الأدوية المضادة للاكتئاب، وقد تم نشر بحثهم في مجلة "JAMA Psychiatry".
وما وجدوه هو أن تأثير الخضوع لبرنامج تأملٍ واعٍ مخصص لتخفيف التوتر والقلق مشابه لتأثير استخدام أحد الأدوية المضادة للاكتئاب التي تخفف أعراض القلق.
أجري البحث على 270 شخصاً مصابين باضطراب القلق، والقلق الاجتماعي، واضطرابات الهلع، ورهاب الخلاء (بالإنجليزية: Agrophopia)، خضع مجموعة منهم للتأمل الواعي مدة 8 أسابيع، بينما تلقت المجموعة الثانية الدواء.
وكان قد انخفض معدل القلق عند كلتا المجموعتين بنسبة 30% بعد مرور 8 أسابيع، إلا أن المجموعة التي استخدمت الأدوية عانوا من أعراض جانبية كالأرق، والغثيان، والتعب، والصداع. بينما كان الأثر الجانبي الوحيد في مجموعة التأمل الواعي هو ازدياد القلق عند 13 مشاركاً فقط.
من الجدير ذكر محددات هذه الدراسة وأهمها أن غالبية المشاركين في الدراسة كانوا من الإناث بمستوى تعليم عالٍ، ولهذا فقد يكون من غير الممكن تعميم النتائج على باقي فئات المجتمع، كما أن الدراسة قارنت بين التأمل الواعي ونوع واحد فقط من الأدوية المضادة للاكتئاب، لكن الباحثة الرئيسية علقت على ذلك بأن الأدوية الأخرى تملك نفس تأثير هذا الدواء الذي استخدم في الدراسة.
بناءً على هذه النتائج فقد يكون التأمل الواعي خطوة أولى رائعة للأشخاص الذين يعانون من اضطراب القلق ويفضلون الابتعاد عن الأدوية، ولكن من المهم الالتزام ببرنامج فعال لفترة من الزمن، ومن المهم استشارة مختص إن لم تختفي الأعراض.
للمزيد: ما هو التأمل الواعي