على الرغم من أن معظم التهابات القطط تؤثر على القطط فقط، ومعظم التهابات الإنسان تؤثر على البشر فقط، إلا أنه من المهم أن ندرك أن بعضا من هذه الأمراض حيوانية المنشأ يمكن أن تنتقل بين القطط والبشر. وعلى الرغم من أن احتمالية الإصابة بالعدوى من إنسان تزيد، وبشكل كبير، عن احتمالية الإصابة بها من قطة، إلا أنه، مع ذلك، يجب أخذ الاحتياطات اللازمة، أهمها النظافة الجيدة، بما في ذلك التعامل مع صناديق قمامة القطط بحرص وعلاج القطط من البراغيث والطفيليات الأخرى، فذلك يقلل من احتمالية الإصابة بالأمراض التي تسببها القطط.
دراسة جديدة نُشرت في مجلة علم الطفيليات (Parasitology) يقول فيها الباحثون أنهم عثروا على طفيليات تنمو في أحشاء القطط ترتبط بضعف الذاكرة ومهارات القراءة عند الأطفال، أي أنّ هذه الطفيليات في القطط ترتبط بصعوبات التعلم لدى الأطفال.
وقد وجدت الدراسة أن أداء الأطفال في المدرسة قد يتأثر بسبب
التوكسوبلازما (Toxoplasma gondii)، وهو كائن وحيد الخلية مصاب به نحو ثلث سكان العالم، يختفي في خلايا الدماغ والعضلات، وغالبا لا يؤدي إلى ظهور أي أعراض.
ووجد الباحثون أنّ هذا الطفيلي، ينمو في أحشاء القطط ويمكن أن ينتشر عن طريق البراز، وقد تم ربطه بانخفاض الذاكرة ومهارات القراءة عند الأطفال في سن المدرسة.
وكانت دراسات سابقة ربطت هذا الطفيلي بأورام المخ في الحيوانات. وهناك أيضا أدلة أخرى تشير إلى أن التوكسوبلازما له تأثيرات على الدماغ مما يؤدي إلى تغيرات في السلوك.
صحيح أن الأطفال الذين ثبتت إصابتهم بالطُفيلي سيعانون من صعوبات في التعلم إلا أنّ الدراسة أشارت أن فيتامين هـ يمكن أن يساعد على التقليل من هذه الآثار.
والآن نبذة سريعة عن بعض الأمراض التي تسببها القطط:
1. الالتهابات البكتيرية:
ويعد هذا الالتهاب المرض حيواني المنشأ الأكثر شيوعا بين الأمراض التي تسببها القطط.
ويحدث هذا المرض نتيجة لتعرض الشخص لخدش أو عض من قبل قطة مصابة.
كما وتلعب البراغيث دورا في انتقال هذا الالتهاب. وعادة ما يتعافى المصابون من البالغين الأصحاء من دون ترك تأثيرات دائمة، ولكن الشفاء التام قد يستغرق عدة أشهر. أما من لديهم مشاكل في جهاز المناعة، فقد يواجهون أعراضا أشد، كما ويمكن أن يكون هذا المرض قاتلا.
مرض بكتيري شائع آخر تتسبب به القطط هو
السالمونيلا، وعلى الرغم من أن مرض السالمونيلا عادة ما يشفى من تلقاء نفسه، إلا أن بعض الأشخاص يحتاجون لعناية طبية إن كان الإسهال شديدا أو أثر على أعضاء أخرى. وعادة ما يصاب الأشخاص بالسالمونيلا عن طريق تناول الطعام الملوث. ومع ذلك، فإن القطط والحيوانات الأخرى، حتى تلك التي تبدو بصحة جيدة، يمكن أن تحمل بكتيريا السالمونيلا وتمررها في البراز. ويذكر أن بكتيريا السالمونيلا تعد أكثر شيوعا بين القطط التي تتغذى على اللحوم النيئة أو الطيور البرية أو الحيوانات.
2. الالتهابات الفيروسية
في الوقت الذي تصيب فيه معظم الفيروسات مضيفها الطبيعي، نجد فيروسا واحدا يمكن أن ينتقل من القطط إلى الإنسان، وهو
داء الكلب، والذي يعرف بأنه مرض فيروسي ناجم عن عضة حيوان مصاب به. ويذكر أن القطط عرضة للإصابة بداء الكلب، والذي يهاجم الجهاز العصبي المركزي، ما يسبب مجموعة متنوعة من العلامات.
داء الكلب يسبب الوفاة في معظم الأحيان.
3. الالتهابات الطفيلية
تعد البراغيث الطفيليات الخارجية الأكثر شيوعا لدى القطط. وعلى الرغم من أنها ﻻ يمكن أن تنمو وتتكاثر على البشر، إلا أن لدغاتها قد تسبب الحكة والالتهاب. البراغيث قد تكون أيضا بمثابة ناقلات لمرض خدش القطة والأمراض حيوانية المنشأ الأخرى. ويذكر أن القطط التي تغزوها البراغيث تصبح عرضة للإصابة
بالدودة الشريطية من البراغيث التي تتناولها بينما تكون تعتني بنفسها. ويمكن أيضا، في حالات نادرة، أن يصاب الأطفال، بالدودة الشريطية من البراغيث التي يتناولونها من دون قصد بسبب تلوث أيديهم وهم يلعبون مع القطط. بعض الطفيليات المعوية لدى القطط، بما في ذلك
الديدان الخطافية، يمكن أيضا أن تسبب المرض لدى البشر. ويعد الأطفال، بشكل خاص، الأكثر عرضة للإصابة بها نظرا لكون احتمالية اتصالهم مع التربة الملوثة أعلى من البالغين.
4. الالتهابات الفطرية:
تعرف
السعفة بأنها التهاب جلدي ناجم عن مجموعة من الفطريات. ويظهر هذا المرض لدى القطط على شكل بقعة رمادية جافة ومتقشرة على الجلد. أما لدى البشر، فغالبا ما يظهر على شكل آفة مستديرة حمراء وتحك. وتكون الآفة محاطة بالقشور. وينتقل هذا المرض الالتهابي عن طريق الاتصال مع جلد حيوان مصاب أو فرائه. وذلك إما بالتواصل المباشر أو عبر البيئة الملوثة بالفطريات. ويذكر أن الفطريات تسقط من جلد القطط وفروها باستمرار. وتبقى هذه الفطريات قادرة على التسبب في العدوى لعدة شهور. كما ويصعب القضاء عليها منزليا.
نصائح لوقاية نفسك وقططك من الأمراض:
تساعد النظافة الجيدة على قطع شوط طويل نحو الحفاظ على نفسك وأسرتك وقططك من الأمراض حيوانية المنشأ. وفيما يلي بعض الاحتياطات البسيطة التي يجب القيام بها:
● غسل اليدين قبل تناول الطعام وبعد التعامل مع القطط.
● جدولة الفحوصات السنوية واختبارات البراز للقطط.
● الحصول على الرعاية البيطرية للقطط المريضة.
● الحفاظ على تطعيمات داء الكلب.
● السيطرة على البراغيث والقراد بالشكل المناسب.
● عدم السماح للقطط بلعق الوجه أو أواني الطعام.
● التماس العناية الطبية في حالة التعرض لعضة أو خدشة قطة.
● إطعام القطط الأغذية المطبوخة أو المعالجة تجاريا.
● إزالة براز القطط من صناديق قمامة القطط يوميا.
● التنظيف الدوري لصناديق قمامة القطط بالماء الحارق والمنظفات دوريا.
● ارتداء القفازات عند البستنة أو التعامل مع اللحوم النيئة وغسل اليدين بعد ذلك.
● غسل الفواكه والخضراوات جيدا قبل تناولها.
● طهي اللحوم جيدا قبل تناولها.