كشفت دراسة حديثة من جامعة جنوب كاليفورنيا (USC)، عن 3 عوامل خطورة تزيد خطر الوفاة لدى المصابين بمرض الكبد الدهني المرتبط بالخلل الأيضي (بالإنجليزية: MASLD)، وهو أكثر أمراض الكبد المزمنة شيوعًا في العالم، حيث يؤثر على أكثر من ثلث سكان العالم.
والمفاجأة كانت أن ارتفاع ضغط الدم تصدر القائمة كعامل الخطر الأكبر، متجاوزًا حتى مرض السكري.
ما هو مرض الكبد الدهني (MASLD)؟
يحدث هذا المرض، الذي كان يُعرف سابقًا باسم "مرض الكبد الدهني غير الكحولي" (بالإنجليزية: NAFLD)، عند تراكم الدهون في الكبد، وبمرور الوقت، يمكن أن تسبب هذه الدهون التهابًا في الكبد، وهو ما قد يسبب مخاطر أعظم، مثل تليّف الكبد أو تشمع الكبد، إذا لم يُعالج في مراحله المبكرة.
تُعد السمنة ومرض السكري من النوع الثاني من الأسباب الرئيسية للإصابة بمرض الكبد الدهني المرتبط بالخلل الأيضي، إضافةً إلى عوامل أخرى، منها مقاومة الإنسولين، وارتفاع الدهنيات.
عوامل الخطر الأكثر خطورة على مرضى الكبد الدهني
حللت الدراسة بيانات أكثر من 134 ألف شخص من "المسح الوطني الأمريكي للصحة والتغذية" (NHANES) بين عامي 1988 و2018، من بينهم حوالي 21 ألف مريض مصاب بـ MASLD.
كشفت الدراسة الجديدة التي نُشرت في مجلة "Clinical Gastroenterology and Hepatology"، أن 3 عوامل أيضية ترتبط بأعلى معدلات الوفاة بين المرضى، هي:
- ارتفاع ضغط الدم:
ظهر كأقوى العوامل القاتلة، إذ يزيد خطر الوفاة بنحو 40% مقارنة بالمصابين الذين لا يعانون من ضغط مرتفع.
وقال الدكتور ماثيو دوكويتش، الباحث الرئيس في الدراسة، إن هذه النتيجة كانت مفاجئة، إذ كان يُعتقد سابقًا أن السكري هو العامل الأخطر في هذه الفئة من المرضى.
- السكري أو مرحلة ما قبل السكري:
ارتبط وجود اضطراب في سكر الدم بزيادة خطر الوفاة بنسبة 25%، وبيّن الباحثون أن التحكم الجيد في مستوى السكر يمكن أن يقلل من خطر المضاعفات بشكل ملحوظ.
- انخفاض مستوى الكوليسترول الجيد (HDL):
يُعد انخفاض HDL مؤشّرًا إضافيًا على ضعف التوازن الأيضي في الجسم، وقد رُبط بزيادة خطر الوفاة بنسبة 15% لدى مرضى الكبد الدهني غير الكحولي.
وأكدت الدراسة أن هذه النتائج ثابتة بغض النظر عن جنس المريض، أو عرقه، أو عدد عوامل الخطر الأخرى التي يعاني منها.
السمنة تضاعف الخطر على الكبد
وأظهرت الدراسة أن مؤشر كتلة الجسم (BMI) يلعب دورًا محوريًا في شدة الخطر عند مرضى الكبد الدهني، فكلما زاد الرقم، ارتبط ذلك بارتفاع احتمال الوفاة بشكل كبير.
كما أوضحت النتائج أن خطر الوفاة يرتفع بنسبة 15% إضافية لكل عامل أيضي جديد ينضم إلى حالة المريض، ما يعني أن اجتماع أكثر من عامل (مثل السمنة والسكري والضغط) يجعل التوقعات الصحية أكثر سوءًا.
لماذا هذه النتائج مهمة؟
تسلّط هذه الدراسة الضوء على أن إدارة مرض الكبد الدهني لا يجب أن تقتصر على ضبط السكر أو خفض الوزن فحسب، بل يجب أن تشمل مراقبة ضغط الدم، وتحسين مستويات الدهون، والتحكم في العوامل الأخرى المرتبطة.
تقول الباحثة المشاركة د. نورا تيرولت من جامعة جنوب كاليفورنيا:
"كلما فهمنا أكثر عن العوامل التي تقود إلى الإصابة بالمرض، استطعنا تحديد المرضى الأكثر عرضة للخطر، وتوجيه الموارد العلاجية إليهم لتحقيق أفضل النتائج".
يمكنك الاستفسار أكثر عن مرض الكبد الدهني أو غيره من خلال الاستشارة الطبية عن بُعد لدى موقع الطبي.