يعتبر السرطان أحد أكثر الأمراض فتكًا على مستوى العالم، ورغم أن الأسباب الرئيسية وراء هذا المرض غير معروفة بشكل كامل، إلا أن هناك عوامل الخطر للإصابة بالسرطان تتنوع بين العوامل الوراثية والبيئية، بالإضافة إلى أسلوب الحياة وبعض العادات غير الصحية.

تعرف في هذا المقال على أهم عوامل خطر الإصابة بالسرطان.

أهم عوامل خطر الإصابة بالسرطان

تُعرف عوامل خطر الإصابة بالسرطان على أنها أي شيء يزيد من احتمالية الإصابة بالسرطان، لكن لا يعني وجود عامل خطر حتمية الإصابة بالسرطان، لكنه يزيد من أهمية المواظبة على الفحوصات الدورية عند الطبيب لضمان الكشف المبكر عن السرطان في حال حدوثه، وتشمل ما يلي: [3]

العمر

يعتبر التقدم في العمر أحد أكثر العوامل المهددة للإصابة بالسرطان. وفقًا لأحدث البيانات الإحصائية التابعة للمعهد الوطني للسرطان (بالإنجليزية: National Cancer Institute NCI)، فإن متوسط عمر الإصابة أو التشخيص بالسرطان هو 66 عامًا. هذا يعني أن نصف حالات السرطان تحدث لدى أشخاص تحت هذا العمر والنصف الآخر من الحالات لأشخاص فوق هذا العمر، كما تشخص ربع حالات السرطان الجديدة بين أعمار 65 إلى 74 عامًا. [5][6]

قد يختلف هذا المتوسط من نوع سرطان إلى آخر فمثلًا متوسط العمر للإصابة بسرطان الثدي هو 62 عامًا، وسرطان القولون والمستقيم 67 عامًا، وسرطان الرئة 77 عامًا بينما سرطان البروستاتا 66 عامًا. [5]

وعلى الرغم من أن تقدم العمر يعد عامل خطر كبير للإصابة بالسرطان إلا أنه يمكن الإصابة بالسرطان في أى مرحلة عمرية، أو قد تكثر حالات الإصابة بسرطان ما في مرحلة عمرية معينة; فمثلًا سرطان العظام ينتشر أكثر بين الأشخاص تحت عمر 20 عامًا حيث تحدث أكثر من ربع الحالات في هذه الفئة العمرية، وقد تشيع بعض أنواع السرطان، مثل الورم الأرومي العصبي بين الأطفال بنسبة أكبر مقارنة بالبالغين. [5]

يرجع ارتباط التقدم في العمر والسرطان إلى ثلاثة أسباب رئيسية تساعد على الإصابة بالسرطان مع مرور الوقت: [7]

  • تراكم الطفرات الجينية: مع التقدم في العمر، يتعرض الجسم للعديد من التغيرات والتراكمات داخل الخلايا، تشمل تلف الحمض النووي حيث تحدث الطفرات نتيجة أخطاء أثناء تكاثر الخلايا وتتراكم هذه الطفرات بمرور الوقت، مما يزيد من خطر تحول الخلايا إلى خلايا سرطانية.
  • تراجع وظائف الجهاز المناعي: بمرور الوقت والتقدم في العمر، يتراجع أداء الجهاز المناعي، وهو ما يقلل من قدرته على مراقبة الخلايا المشتبه في تحولها إلى خلايا سرطانية والقضاء عليها، مما يزيد من خطر الإصابة بالسرطان.
  • الالتهاب العقيم النظامي المزمن (بالإنجليزية: Chronic systemic sterile inflammation): وهو اضطراب مناعي يحدث مع التقدم في السن يسبب تكاثر الخلايا بشكل كبير وغير طبيعي ويحفز تحولها إلى خلايا سرطانية.

يعتبر العمر من عوامل الخطورة التي لا يمكن السيطرة عليها أو منع حدوثها. [12]

مواد مسببة للسرطان

تحدث تغيرات جينية أحياناً نتيجة التعرض لبعض المواد المسببة للسرطان، مثل المواد المصنعة للتبغ أو الإشعاع مثل الأشعة فوق البنفسجية، والآن يدرس العلماء أي المواد قد تسبب أو تساهم في تطور السرطان خاصة تلك التي تدخل في جميع جوانب الحياة، مثل الأطعمة أو المواد التي نستخدمها في أداء وظائفنا اليومية. [5]

من أبرز المواد المسرطنة ما يلي: [5]

  • الزرنيخ
  • الكحول بكميات كبيرة
  • البنزين
  • الكادميوم
  • قطران الفحم وقطران الفحم المقطر
  • انبعاثات أفران الكوك
  • أكسيد الإيثيلين
  • الفورمالديهايد
  • الانبعاثات الداخلية من احتراق الفحم في المنازل
  • الزيوت المعدنية غير المعالجة والمعالجة بشكل طفيف

التعرض للمواد المسرطنة من عوامل الخطورة التي يمكن تجنبها، إذ يمكنك تجنب التعرض لها تماماً أو اتباع تدابير الحماية الموصى بها أثناء التعامل مع هذه المواد. [11]

الالتهاب المزمن

الالتهاب هو استجابة فسيولوجية طبيعية للجسم تعمل على مساعدة وشفاء الأنسجة بعد الإصابة. أثناء الالتهاب تقوم خلايا الدم البيضاء بصنع مواد تعمل على انقسام الخلايا ونموها لإعادة بناء الأنسجة والمساعدة في إصلاح الأنسجة المصابة وبمجرد شفاء الجرح، تنتهي عملية الالتهاب. [5]

في حالة الالتهاب المزمن، تبدأ عملية الالتهاب حتى لو لم يكن هناك عدوى أو سبب للالتهاب، ولا يتوقف الالتهاب كما في الوضع الطبيعي، بل يبقى مستمراً، ومع مرور الوقت قد يتسبب الالتهاب المزمن بتلف الحمض النووي والإصابة بالسرطان. السبب وراء هذا الخلل غير معروف لكن يرجح أنه قد يكون نتيجة عدوى مستمرة لا تزول، أو تفاعلات مناعية غير طبيعية كالتهاب الأمعاء المزمنة (بالإنجليزية: inflammatory bowel diseases)(مثل التهاب القولون التقرحي ومرض كرون)، أو بعض حالات السمنة المفرطة. [5][8]

الهرمونات

الهرمونات مواد أساسية في الجسم تلعب دوراً مهماً فيه ولها عدة وظائف، لكن بعض الهرمونات وأبرزها الهرمونات الأنثوية (الاستروجينات) تزيد احتمالية الإصابة بالسرطان. كما أن تناول العلاج الهرموني لانقطاع الطمث المكون من الإستروجين والبروجستين وهما النسخة الصناعية من هرمونات الأنوثة يرتبط بزيادة خطر الإصابة بسرطان الثدي عند النساء، كما أن العلاج الهرموني بعد انقطاع الطمث باستخدام هرمون الاستروجين فقط يزيد من خطر الإصابة بسرطان بطانة الرحم ويستخدم فقط في النساء اللاتي خضعن لعملية استئصال الرحم. [5][8]
يمكن السيطرة على تأثير الهرمونات والوقاية من تسببها بالسرطان من خلال تجنب استخدام العلاجات الهرمونية قدر الإمكان أو استخدامها بدقة حسب تعليمات الطبيب إلى جانب المتابعة الدورية مع الطبيب المعالج. [10]

مثبطات المناعة

غالباً ما تستخدم الأدوية المثبطة لجهاز المناعة بعد عمليات زراعة الأعضاء حتى لا يرفض الجسم العضو الجديد المزروع في جسد المريض. تعطل هذه الأدوية قدرة الجهاز المناعي على اكتشاف وتدمير الخلايا السرطانية أو مقاومة العدوى المسببة للسرطان وهو ما يزيد من احتمالية الإصابة بالسرطان. كما أن الإصابة بفيروس نقص المناعة البشري (بالإنجليزية: Human immunodeficiency virus) يضعف الجهاز المناعي ويزيد من خطر الإصابة بسرطانات معينة هو الآخر. [5][8]

عوامل معدية

قد تسبب بعض العوامل المعدية، مثل الفيروسات والبكتيريا والطفيليات في خطر الإصابة بالسرطان، حيث يمكن لبعض من الفيروسات أن تعطل الإشارات التي تضع نمو الخلايا وتكاثرها تحت السيطرة الطبيعية كما يمتلك بعضها الآخر القدرة على إضعاف الجهاز المناعي و التسبب ببعض الالتهابات المزمنة وهو ما يساعد على حدوث السرطانات وفيما يلي أهم العوامل والفيروسات المسببة المرتبطة بأنواع مختلفة من السرطانات: [8]

  • فيروس التهاب الكبد B و C (بالإنجليزية: Hepatitis B Virus - HBV and Hepatitis C Virus - HCV): سرطان الكبد.
  • فيروس إبشتاين-بار (بالإنجليزية: Epstein-Barr Virus - EBV): بعض أنواع اللمفوما (سرطان الغدد الليمفاوية) وسرطانات الأنف والحلق.
  • فيروس نقص المناعة البشرية (بالإنجليزية: Human Immunodeficiency Virus - HIV): ساركوما كابوزي(نوع سرطان يظهر على الجلد والأوعية الدموية)، الليمفوما (اللاهودجكينية و الهودجكينية)، وسرطانات عنق الرحم، والشرج، والرئة، والكبد، والحلق.
  • فيروس الورم الحليمي البشري (بالإنجليزية: Human Papillomaviruses - HPVs): سرطان عنق والرحم، والشرج، والبلعوم، والمهبل، والفرج، والقضيب.
  • فيروس الهربس المرتبط بساركوما كابوزي (بالإنجليزية: Kaposi Sarcoma-Associated Herpesvirus - KSHV): ساركوما كابوزي، ولمفوما الإفراز الأولية، ومرض كاسلمان المتعدد المراكز (اضطراب في الجهاز الليمفاوي).
  • فيروس البوليوما للخلايا ميركل (بالإنجليزية: Merkel Cell Polyomavirus - MCPyV): سرطان خلايا ميركل (نوع نادر من سرطان الجلد).
  • بكتيريا هيليكوباكتر بيلوري (بالإنجليزية: Helicobacter pylori - H. pylori): سرطان المعدة غير القلبي، لمفوما المعدة MALT.
  • طفيلي متأخر الخصية الزبادي (بالإنجليزية: Opisthorchis viverrini): سرطان القنوات الصفراوية في الكبد.
  • طفيلي البلهارسية الدموية (بالإنجليزية: Schistosoma hematobium): سرطان المثانة.

تعتبر مسببات العدوى من عوامل الخطورة التي يمكن تجنبها أو التعامل معها بالشكل الصحيح لضمان عدم تحولها إلى سرطان. [11]

أمي عمرها 53 سنة عندها سرطان ثدي، حالياً استشرنا دكتور وقرر كل 21 يوم جرعة ثم استئصال كامل ثم أشعة ودواء هرموني تم إرفاق تحليل الخزعة والواسامات والمستقبلات والطبقي المحوري هل العلاج بالجرعات ضروري رغم أنه التقارير رجحت الهرموني؟ والوالدة عندها خوف من الجرعات والآثار الجانبية لها وبدأت ترفض العلاج؟

الإشعاعات

يمتلك الإشعاع بطول موجي معين أو ما يعرف بالإشعاع المؤين طاقة كافية لإتلاف الحمض النووي والتسبب في السرطان، يشمل هذا النوع من الإشعاع الراديون، والأشعة السينية، وأشعة جاما، وأشكال أخرى من الإشعاع عالي الطاقة مثل الأشعة السينية وأشعة جاما وجسيمات ألفا وبيتا والنيوترونات التي ترتبط بصورة كبيرة بمحطات الطاقة النووية والأسلحة الذرية وبعض الأجهزة الطبية مثل أجهزة الأشعة السينية للصدر والأشعة المقطعية والعلاجات الإشعاعية. [5][8]

تبعث الشمس والمصابيح الشمسية أيضًا كميات كبيرة من الأشعة فوق البنفسجية، وقد يؤدي التعرض لكميات كبيرة من الأشعة فوق البنفسجية لفترات طويلة إلى شيخوخة الجلد المبكرة وتلف الجلد الذي يمكن أن يؤدي إلى سرطان الجلد. لذا يجب تقليل أوقات التعرض للشمس، خاصة الفترات بين منتصف الصباح وأواخر فترات بعد الظهر، وتجنب المصادر الأخرى للأشعة فوق البنفسجية. [5][8]

يمكن تجنب التعرض للإشعاعات تماماً أو اتباع معايير الحماية في حال اقتضى الأمر التعرض للإشعاع. [11]

العوامل الوراثية

تعتبر العوامل الوراثية والجينات أحد عوامل الخطر الرئيسية للإصابة بالسرطان حيث تلعب الجينات دورًا كبيرًا في تحديد مدى عرضة الفرد لتطوير أنواع معينة من السرطان فقد يحمل بعض الأشخاص طفرات وراثية تزيد من احتمالية الإصابة بالسرطان، ويمكن أن تنتقل هذه الطفرات عبر الأجيال داخل الأسرة الواحدة. بالإضافة إلى ذلك، تؤثر العوامل الوراثية على كيفية استجابة الجسم للعوامل البيئية والمواد المسرطنة، مما يزيد من خطر الإصابة بالسرطان. [8]

لا يمكننا التحكم في العوامل الوراثية أو منع حدوثها وتسببها في السرطان لذا فهي من عوامل الخطورة الغير مسيطر عليها. [11]

التدخين

يتسبب التدخين في بعض الحالات بحدوث السرطان أو بتعطيل قدرة الجسم على محاربته حيث تعمل السموم في دخان السجائر على إضعاف الجهاز المناعي مما يجعل من الصعب قتل الخلايا السرطانية وهو ما يجعل الخلايا السرطانية تنمو دون توقف كما تعمل على تلف الحمض النووي للخلايا.

قد يتسبب التدخين بالكثير من أنواع السرطان مثل سرطان الرئة والكبد والبنكرياس والمعدة والفم وغيرها من السرطانات. [9]

التدخين يعتبر من أبرز عوامل الخطورة للإصابة بالسرطان التي يمكن تجنبها والسيطرة عليها من خلال تجنب التدخين وتجنب الاختلاط مع أشخاص مدخنين. [11]

اقرأ أيضًا: أضرار التدخين

ما هو السرطان؟

السرطان (بالإنجليزية: Cancer) أو الأورام الخبيثة مصطلح عام يستخدم لمجموعة كبيرة من الأمراض التي تصيب أجزاء مختلفة من الجسم  أي أنه يمكن للسرطان أن يتطور في أي مكان في الجسم، ويتم تسميته نسبة إلى الجزء الذي بدأ فيه من الجسم. يعتبر السرطان أحد أكثر أسباب الوفاة في جميع أنحاء العالم حيث تسبب في وفاة ما يقرب من 10 ملايين حالة في عام 2020 وفقًا لمنظمة الصحة العالمية. [1]

تنمو الخلايا البشرية وتتكاثر بشكل طبيعي من خلال عملية تُسمى انقسام الخلايا، حيث تُنتج خلايا جديدة حسب حاجة الجسم، وعندما تتقدم الخلايا في العمر أو تتضرر، تموت ويحل محلها خلايا جديدة. في حالة السرطان، تنهار عملية التكاثر الطبيعية للخلايا، حيث تبدأ الخلايا التالفة في النمو والتكاثر دون حاجة الجسم إليها، مما يؤدي إلى تكوين أورام أو كتل من الأنسجة قد تكون سرطانية (خبيثة) تغزو أجزاء أخرى من الجسم، أو قد تكون غير سرطانية (حميدة) ولا تملك القدرة على الانتشار إلى أجزاء أخرى من الجسم. [1][2]

ما الفرق بين الخطر المطلق والنسبي؟

يستخدم الأطباء والباحثون طريقتين مختلفتين لحساب عوامل خطر الإصابة بالسرطان وللحصول على صورة واضحة عن مخاطر إصابة الأشخاص بالسرطان لتحديد أسلوب الحياة الصحي المناسب وطرق الوقاية من عوامل الخطر. [3]

  • الخطر المطلق: يستخدم الخطر المطلق (بالإنجليزية: Absolute Risk) في توضيح فرصة الشخص العادي في الإصابة بالسرطان خلال فترة زمنية محددة.
    على سبيل المثال، خطر الإصابة بسرطان القولون والمستقيم للشخص العادي طوال الحياة يبلغ حوالي 4.1% أي بمعنى آخر، حوالي 1 من كل 24 شخصًا سيصابون بسرطان القولون والمستقيم خلال حياتهم. رغم ذلك لا يمكن لعوامل الخطر المطلقة تحديد خطر الإصابة بالسرطان لشخص معين أو مجموعة محددة من الناس [3][4]
  • الخطر النسبي: يقارن الخطر النسبي (بالإنجليزية: Relative Risk) بين احتمالية إصابة مجموعة معينة من الناس بالسرطان مقارنة بمجموعة أخرى. [3][4]
    على سبيل المثال، الأشخاص المصابين بالسكري لديهم خطر أعلى بنسبة 38% للإصابة بسرطان القولون والمستقيم، لكن هذا لا يعني أن الشخص المصاب بالسكري لديه فرصة بنسبة 38% للإصابة بسرطان القولون والمستقيم خلال حياته بل أن نسبة 38% هي خطر زائد فوق الخطر المطلق للإصابة بسرطان القولون والمستقيم البالغ 4.1%. [3]

لحساب الزيادة في الخطر المطلق، في المثال السابق، يجب أولاً معرفة ما يعادل 38% من 4.1%. يمكن القيام بذلك بتحويل النسب المئوية إلى أرقام عشرية: 0.38 × 0.041 = 0.016. ثم الجمع بين الخطر المطلق الأصلي (4.1%) والزيادة في الخطر (1.6%) للحصول على الخطر مدى الحياة الجديد الذي يبلغ 5.7%. [3]

اقرا ايضاً :

كيفية علاج الأورام السرطانية بالأشعة

نصيحة الطبي

ينبغي توخي الحذر تجاه جميع عوامل خطر الإصابة بالسرطان والسعي لتجنبها بقدر الإمكان، والالتزام بالإرشادات الطبية الموصى بها للوقاية من الإصابة بالسرطان.  كما يمكنك الآن الاستفادة من خدمات الاستشارات الطبية عن بعد عبر موقع الطبي للتحدث مع أحد الأطباء والمختصين لمعرفة المزيد عن عوامل خطر الإصابة بالسرطان.