النساء أكثر عرضة للاكتئاب مرتين من الرجال، والعلم يكشف السبب!

النساء أكثر عرضة للاكتئاب مرتين من الرجال، والعلم يكشف السبب!

يُعد الاكتئاب أحد أكثر الاضطرابات النفسية شيوعًا في العالم، حيث يؤثر على ما يقارب 332 مليون شخص، وفقًا لمنظمة الصحة العالمية، وتكشف الأرقام عن فجوة واضحة بين الجنسين، إذ يعاني منه 5.7% من البالغين عالميًا، بواقع 4.6% بين الرجال مقابل 6.9% بين النساء.

ولطالما كان هذا الفارق لغزًا حيّر العلماء، لكن دراسة أسترالية حديثة بدأت بفك خيوطه، كاشفة عن أسباب بيولوجية قد تفسر سبب كون النساء أكثر عرضة للإصابة بالاكتئاب بمرتين تقريبًا.

علامات وراثية مضاعفة لدى النساء

كشفت دراسة رائدة قادها معهد بيرغوفر للأبحاث الطبية في أستراليا عن وجود أسباب جينية قوية وراء ارتفاع معدلات الاكتئاب لدى النساء.

ووجد الباحثون أن النساء يمتلكن ما يقارب ضعف عدد العلامات الجينية المرتبطة بالاكتئاب مقارنة بالرجال. وبحسب الدراسة التي نُشرت في المجلة العلمية Nature Communications، تم ربط حوالي 13,000 علامة وراثية بالاكتئاب لدى النساء، مقابل 7,000 علامة فقط لدى الرجال.

ويعتقد الباحثون أن بعض هذه التغيرات الجينية قد تؤثر في مسارات بيولوجية مرتبطة بعمليات الأيض (الاستقلاب)، وإنتاج الهرمونات.

وقال الباحث توماس، أحد المشاركين في الدراسة: "وجدنا بعض الاختلافات الجينية التي قد تساعد في تفسير سبب معاناة الإناث المصابات بالاكتئاب بشكل أكبر من أعراض مرتبطة بالأيض، مثل تغيرات الوزن أو مستويات الطاقة".

من جانبها، أشارت الباحثة بريتاني ميتشل إلى أن هذه النتائج قد تؤدي إلى تغييرات جذرية في طرق علاج الاكتئاب لدى النساء. وأضافت: "حتى الآن، لم تكن هناك أبحاث كافية لشرح سبب تأثير الاكتئاب بشكل مختلف على الإناث والذكور."

دور الهرمونات وتقلباتها

إلى جانب العوامل الجينية، يعتقد الخبراء أن التغيرات الهرمونية التي تمر بها المرأة طوال حياتها تلعب دورًا حاسمًا في زيادة خطر إصابتها بالاكتئاب.

يبدأ هذا الخطر في الارتفاع بشكل كبير مع بداية سن البلوغ، حيث يتضاعف احتمال إصابة الفتيات بالاكتئاب مقارنة بالفتيان، وتستمر هذه التقلبات الهرمونية في التأثير خلال مراحل محورية مثل الحمل، وفترة ما بعد الولادة، وانقطاع الطمث، وكذلك بعد الإجهاض.

أشهر أنواع الاكتئاب عند النساء

هناك أنواع من الاكتئاب ترتبط حصريًا بالمراحل البيولوجية التي تمر بها المرأة، ومن أبرزها:

  • اضطراب ما قبل الطمث الاكتئابي (PMDD): هو الشكل الأكثر حدة من متلازمة ما قبل الطمث، وتظهر أعراضه الشديدة في الأسبوع الذي يسبق الدورة الشهرية، وتشمل مزاجًا مكتئبًا، والغضب، وتغيرات الشهية، وحتى أفكار انتحارية، مما يعيق أداء المهام اليومية.
  • اكتئاب ما حول الولادة (Perinatal Depression): يحدث أثناء الحمل أو بعد الولادة، وهو أشد بكثير من مجرد "الكآبة النفاسية" المؤقتة، حيث تشعر النساء المصابات به بحزن وقلق وإرهاق شديد قد يجعلهن غير قادرات على رعاية أنفسهن أو أطفالهن.
  • اكتئاب سن اليأس (Perimenopausal Depression): يصيب بعض النساء خلال المرحلة الانتقالية لانقطاع الطمث. فبالإضافة إلى الأعراض الجسدية المعتادة، مثل الهبات الساخنة واضطرابات النوم، قد تعاني المرأة من مشاعر حادة من القلق والحزن وفقدان الاستمتاع بالحياة، وهي علامات قد تشير إلى الإصابة بالاكتئاب.

كيف يختلف الاكتئاب بين الجنسين؟

لا يختلف الاكتئاب بين النساء والرجال في معدلات الإصابة فحسب، بل في طبيعته وأعراضه أيضًا:

  • قد يبدأ الاكتئاب لدى النساء في سن مبكرة، ويستمر لفترة أطول، ويكون أكثر عرضة للانتكاس.
  • يرتبط اكتئاب النساء بشكل أكبر بالأحداث الحياتية المثيرة للتوتر، والتغيرات الموسمية أيضًا.
  • النساء أكثر عرضة للشعور بالذنب، ويقدمن على محاولات انتحار بنسبة أعلى، على الرغم من أن معدلات الانتحار الفعلية أقل لديهن مقارنة بالرجال.
  • غالبًا ما يترافق الاكتئاب لدى النساء مع اضطرابات القلق (مثل الهلع والرهاب)، واضطرابات الأكل.

إذا كنتِ تعانين من أعراض الاكتئاب أو ترغبين في فهم حالتك النفسية بشكل أفضل، يمكنكِ الآن محادثة أطباء النفسية في الطبي مباشرة للحصول على استشارة آمنة وسرية عبر الإنترنت.

هل وجدت هذا المحتوى الطبي مفيدا؟

حاصلة على درجة دكتور صيدلة من الجامعة الأردنية بتقدير ممتاز. 

آخر مقاطع الفيديو من أطباء متخصصين

أحدث الفيديوهات الطبية

عرض كل الفيديوهات الطبية