النوم في غرف مضاءة خطر يُضعف قلبك ويسرق عافيتك!

اعتاد الكثيرون النوم أمام شاشات التلفاز والأجهزة الذكية أو في  غرف مضاءة، ظنًا منهم أن أجسامنا اعتادت على هذا النمط، ولكن العلم له رأي مختلف تمامًا! أظهرت دراسة حديثة أن النوم في غرفة مضيئة يحفّز الجهاز العصبي ويجهد القلب تدريجيًا، مما قد يرفع خطر النوبات القلبية والسكتات الدماغية على المدى الطويل.

ضوء غرفتك ليلًا: كيف يُرهق قلبك دون أن تدري!

تخيل أن دماغك يفسر الضوء ليلًا كإشارة خطر، فهو يظن أنك لا زلت في منتصف النهار، ونتيجةً لذلك يتوقف الجسم عن إفراز هرمون الميلاتونين المسؤول عن النوم.

وأشارت الدراسة، التي نشرتها جمعية القلب الأمريكية، أن النوم في الضوء ينشّط مناطق التوتر في الدماغ، فيرتفع معدل ضربات القلب وضغط الدم، كما يزيد مؤشرات الالتهابات في الأوعية الدموية والجسم.

ومع مرور الوقت، تتحول هذه الالتهابات إلى عبء خفي يضعف جدران الشرايين ويمهّد الطريق للإصابة بأمراض القلب وتصلّب الشرايين.

نتائج مقلقة: حتى الإضاءة الخافتة تؤذي القلب

تابع الباحثون أكثر من 466 شخصًا بمتوسط عمر يبلغ 55 عامًا، وخضع جميعهم لفحوص دقيقة لتصوير الدماغ والشرايين، تهدف إلى معرفة كيف يتفاعل الجسم مع الضوء ليلًا.

وبعد عشر سنوات من المراقبة، كانت النتيجة مقلقة: واحد من كل ستة أشخاص تقريبًا أصيب بمشكلة قلبية خطيرة. واللافت أن الأضواء الخافتة ليست آمنة كما نظن، إذ تبيّن أنها كافية لرفع خطر الإصابة بأمراض القلب بنسبة 35% خلال خمس سنوات، و22% خلال عشر سنوات.

وبمعنى آخر، ليس عليك أن تنام في غرفة ذات إنارة ساطعة لتُجهد قلبك، فحتى الإضاءة الخافتة التي نراها آمنة قد يتراكم خطرها تدريجيًا مع مرور الوقت.

3 عوامل تضاعف خطر أمراض القلب!

لا تكمن المشكلة في إنارة غرفة نومك فقط، بل في التعرض للضوضاء وضغوط الحياة اليومية، اللذان يضاعفان خطر الإصابة بأمراض القلب أيضًا.

وقد أشارت الدراسة إلى أن التأثير يكون مضاعفًا في الحالات الآتية:

• العيش في مدن كبيرة:

خصوصًا إذا كنت تسكن في شقة قريبة من الطرق السريعة والمحال التجارية؛ حيث لا تنطفئ الأنوار أبدًا، وتتعرض باستمرار إلى الضوضاء وأصوات السيارات المزعجة.

• العمل في ورديات ليلية:

فهو يُؤثر على ساعة الجسم البيولوجية، مما يزيد احتمالية الإصابة باضطرابات النوم والسمنة وارتفاع الكوليسترول، وهذه العوامل تزيد خطر الإصابة بأمراض القلب.

• الإفراط في استخدام الأجهزة الإلكترونية قبل النوم:

لأن الضوء الأزرق المنبعث من الشاشات — مثل الهواتف وأجهزة الحاسوب والتلفاز — يؤخر إفراز هرمون الميلاتونين المسؤول عن النوم، مما يؤدي إلى اضطرابات في النوم ويُربك الساعة البيولوجية للجسم.

الوقاية تبدأ من غرفة نومك: نصائح للحفاظ على صحة القلب

هذه النتائج لا تعني أن نطفئ الأنوار من لحظة غروب الشمس ونعيش في ظلام دامس، بل يكفي أن تهيئ بيئة نوم مظلمة وهادئة تمنح جسمك الفرصة ليستعيد توازنه ويتعافى بشكل طبيعي.

ولذلك، توصي الجمعية الأميركية للقلب باتباع الخطوات الآتية لتحسين جودة النوم والحفاظ على صحة القلب:

• أطفئ الأنوار غير الضرورية قبل النوم، فحتى الإضاءة الخافتة تربك الدماغ وتجهد القلب.
• ركّب مصابيح حساسة للحركة إن أمكن، فهذا أفضل من ترك الإنارة الخارجية مضيئة طوال الوقت.
• علّق ستائر عازلة للضوء في غرفة نومك؛ لأنها تساعد على حجب إضاءة الشارع والمصابيح الخارجية.
• تجنب استخدام الهاتف أو الأجهزة الذكية قبل ساعة من النوم على الأقل، فحتى الوميض البسيط من شاشاتها يُمكن أن ينشط الدماغ ويؤثر على جودة النوم.
• حاول النوم والاستيقاظ في الوقت نفسه يوميًا، فهذا يُساعد على تنظيم الساعة البيولوجية للجسم.
• جرب ممارسة أنشطة تساعد على الاسترخاء قبل النوم، مثل الاستحمام بماء دافئ أو القراءة قبل النوم.

اقرأ أيضًا: هل تسرق الهواتف الذكية والأجهزة الإلكترونية صحة قلب طفلك؟

نصيحة الطبي

قد تغفو أحيانًا أمام التلفاز أو تحت ضوءٍ خافت دون قصد، لكن احذر — فهذه العادة البسيطة تُرهق قلبك وتعرضك لخطر الإصابة بأمراض القلب وتصلب الشرايين. لذا ابدأ الليلة بخطوات بسيطة: أطفئ الأنوار، وأغلق هاتفك قبل ساعة على الأقل من النوم ونم في غرفة مظلمة.

وإذا كنت تعاني من الأرق أو اضطرابات النوم المتكررة، فلا تتردد في استشارة الطبيب لمعرفة الأسباب واختيار العلاج الأنسب.