عيونك في خطر: التدخين قد يقودك إلى العمى!

يعلم الكثيرون أن التدخين يدمر الرئتين والقلب، لكن ما قد يغفل عنه البعض هو أن أعينهم تدفع ثمناً باهظاً أيضاً.

فكل سيجارة تشعلها هي خطوة نحو تعريض بصرك لخطر الإصابة بأمراض خطيرة قد تؤدي إلى العمى الذي لا رجعة فيه.

يقدّم الأطباء المختصين معلومات هامة حول الأضرار الكارثية التي يُسببها التدخين على صحة العين.

كيف يُدمّر التدخين صحة العين؟

قد يبدو الأمر غريباً، لكن الضرر لا يقتصر على الدخان الذي يلامس العين مباشرة. فبمجرد استنشاق دخان السجائر، تدخل أكثر من 7000 مادة كيميائية سامة إلى مجرى الدم، وصولاً إلى الأنسجة الحساسة داخل العين.

هذا بدوره قد يُسبب أضرارًا من عدة جانب:

• تضييق الأوعية الدموية: يرفع النيكوتين ضغط الدم، ويزيد من سرعة ضربات القلب، مما يؤدي إلى انقباض وتضييق الأوعية الدموية الدقيقة التي تغذي شبكية العين، والعصب البصري، وهذا الأمر يقلل من تدفق الأكسجين والمواد المغذية، ويسمح بتراكم السوائل والسموم تحت الشبكية.
• تدمير الأنسجة الحساسة: تهاجم هذه السموم بشكل مباشر خلايا "البقعة" (Macula)، وعدسة العين، والشبكية، مما يزيد بشكل كبير من خطر الإصابة بأمراض خطيرة، أبرزها:
  • التنكس البقعي المرتبط بالعمر (AMD).
  • إعتام عدسة العين (الماء الأبيض).
  • الجلوكوما (الماء الأزرق).

يقول الدكتور غريغ فينرمان، جراح عيون معتمد: "حتى بعد الإقلاع عن التدخين، يظل الغشاء الأساسي للشبكية متضرراً، وتبقى الأوعية الدموية الدقيقة هناك منقبضة"، مما يجعل المدخنين السابقين أقل استجابة للعلاجات المتاحة.

كما يشير الأطباء أن القطران والنيكوتين العالق على أصابع المدخن أن يلوث العدسات اللاصقة عند التعامل معها، مما يسبب إحساساً حارقاً، وجفافاً، وتهيجاً مزمناً في العين.

عندما يجتمع الجين "السيئ" مع السيجارة

تلعب الوراثة دوراً في ما يصل إلى 70% من حالات التنكس البقعي، ولكن عندما يجتمع الاستعداد الوراثي مع التدخين، يصبح الخطر مضاعفاً، حيث وتشير الإحصاءات إلى أن ثلث الحالات تقريباً ترتبط بمزيج من الجينات والتدخين.

يؤكد الدكتور طارق محمد، أستاذ مساعد وجراح الشبكية في جامعة ماريلاند: "لا يمكنك التحكم في جيناتك، لذلك عليك التفكير في الأشياء التي يمكنك التحكم فيها. بغض النظر عن استعدادك الوراثي، من المنطقي تقليل التدخين أو الإقلاع عنه قدر الإمكان"، في إشارة إلى أن الإقلاع عن التدخين يظل العامل الأهم في الوقاية.

خطرٌ يُطال المحيطين

كشف الأطباء أن خطر التدخين لا يؤثر على المُدخّن نفسه فحسب، بل يمتد ليشمل:

• التدخين السلبي: أظهرت دراسة من هونغ كونغ أن الأطفال الصغار الذين يتعرضون للتدخين السلبي يظهرون علامات تلف في الأوعية الدموية التي تغذي شبكية العين، حتى لو كان التعرض لدخان سيجارة واحدة فقط في اليوم.
• التدخين أثناء الحمل: يمكن للمرأة الحامل أن تنقل السموم إلى جنينها، مما يزيد من خطر إصابته باضطرابات في العين مثل الحول، أو عدم اكتمال نمو العصب البصري، وهو سبب رئيسي للعمى لدى الأطفال.

هل السجائر الإلكترونية أقل ضرراً؟

يعتقد البعض أن التدخين الإلكتروني (الفيب) أكثر أماناً، لكن الأبحاث تُظهر عكس ذلك. فالسجائر الإلكترونية تحتوي على النيكوتين الذي يرفع ضغط الدم، ومعدل ضربات القلب، كما تنتج مركبات مثل الفورمالديهايد التي تهيّج العين، وقد تكون مسرطنة.

وأظهرت دراسات حديثة أن مستخدمي السجائر الإلكترونية أكثر عرضة للإصابة بجفاف العين، وتدهور طبقة الدموع مقارنة بغير المدخنين.

هل فات الأوان؟ خطوات عملية لحماية بصرك

الخبر السار هو أنه لم يفت الأوان أبداً، إذ يمكنك اتباع النصائح التالية:

• أقلع عن التدخين فوراً: هذه هي الخطوة الأهم والأكثر فعالية، فالإقلاع عن التدخين في أي عمر يقلل بشكل كبير من خطر الإصابة بأمراض العين.
• قم بإجراء فحوصات منتظمة: إذا كنت مدخناً حالياً أو سابقاً، فإن الفحص السنوي الشامل للعين ضروري للغاية للكشف المبكر عن أي علامات للمرض قبل أن يتفاقم.
• اتبع نمط حياة صحي: لدعم صحة عينيك مع التقدم في العمر، احرص على:
  • تناول نظام غذائي صحي غني بالخضروات الورقية الخضراء، والأسماك، والفواكه الغنية بمضادات الأكسدة.
  • ممارسة الرياضة بانتظام.
  • الحفاظ على ضغط دم ومستويات كوليسترول طبيعية.

إذا رغبت في الحصول على استشارة طبية سريعة عن بُعد، يمكنك التواصل مع أحد الأطباء المُعتمدين لدى موقع الطبي وأنت من منزلك.