يفرز الهرمون المانع لإدرار البول أو ما يسمى بالفازوبريسن من جزء من الدماغ يعرف باسم الوطاء ما تحت المهاد، ويخزن في الجزء الخلفي من الغدة النخامية. يفرز هرمون الفازوبريسين (الهرمون المانع لإدرار البول) في كلا الجنسين، لكن يكون إفرازه أكبر لدى الذكور بسبب تفاعله مع هرمون التستوستيرون.
وظائف الهرمون المانع لإدرار البول واستخداماته
يعمل الهرمون المضاد لإدرار البول بشكل أساسي على تنظيم تركيز الماء في الدم والتحكم بكمية الماء الذي يتم ترشيحه وإخراجه عبر الكلى. فزيادة تركيز الماء في الدم تؤدي إلى زيادة في حجم وضغط الدم، لذلك تعمل كل من المستشعرات الأسمولية ومستقبلات الضغط مع الهرمون المانع لإدرار البول في تنظيم عملية أيض الماء، وذلك من خلال تنظيم عمل أيونات الصوديوم، والبوتاسيوم، والكلورايد، وثنائي أكسيد الكربون، فإذا حدث اختلال في أحد الأيونات السابقة أو انخفض ضغط الدم، تقوم هذه المستشعرات بإرسال أوامر للكلية لتخزين الماء والمحافظة على توازن السوائل في الجسم، كما تعد مسؤولة عن الشعور بالعطش.
كما يعمل هرمون المانع لإدرار البول على الحفاظ على درجة حرارة الجسم الداخلية أيضاً من خلال تنظيم حجم الدم وكمية البول المخرج. إضافة إلى ذلك، يفرز الهرمون المانع لإدرار البول في حالات الألم والتوتر وعند تناول بعض الأدوية مثل المسكنات الأفيونية (Opiates).
يستخدم الأطباء أيضاً الفازوبريسن المصنع وذلك للمساعدة في علاج بعض الحالات مثل: السكري الكاذب، واضطرابات نزف الدم مثل داء فون وليبراند (Von Willebrand Disease) وهيموفيليا أ (Hemophilia A)، وتوقف القلب الذي لا يصاحبه أي نشاط كهربائي، والصدمة الإنتانية.
مستوى الهرمون المانع لإدرار البول
تتراوح مستوياتالهرمون المضاد لإدرار البول ما بين 1-5 بيكوغرام لكل ملليلتر، ويعود السبب وراء ارتفاع أو انخفاض مستوياته خارج هذا الحد إلى العديد من المسببات التالية:
نقص مستوى الهرمون المانع لإدرار البول
يكمن السبب وراء انخفاض نسبةالهرمون المضاد لإدرار البول في الدم لشرب كميات كبيرة من الماء أو نتيجة انخفاض أسمولية الدم أو لخلل أو إصابة في الوطاء تحت المهاد أو الغدة النخامية؛ أو بشكل أكثر بساطة انخفاض تركيز الجزيئات في الدم، إذ يؤدي ذلك إلى انخفاض ضغط الدم، وكثرة التبول، والجفاف.
هناك بعض الحالات النادرة التي يعود سبب انخفاض الهرمون فيها لوجود اضطراب أيضي يدعى السكري الكاذب المركزي، والمتمثل إما بنقص إنتاج الهرمون في الوطاء ما تحت المهاد أو بنقص إفرازه عبر الغدة الكظرية. يعاني المصابون بهذا الاضطراب من زيادة كمية البول، يتبعها زيادة في كميات شرب الماء والشعور بالعطش، إضافة إلى انعدام القدرة على النوم بشكل طبيعي نتيجة الحاجة المتكررة للتبول أثناء الليل. وقد يؤدي ذلك إلى الإصابة بجفاف شديد وعدم تواجد كميات كافية من الماء للقيام بوظائف الجسم.
ارتفاع مستوى الهرمون المانع لإدرار البول
يعد السبب الرئيسي الكامن خلف ارتفاع مستويات الهرمون المانع لإدرار البول هو متلازمة عدم ملاءمة إفراز الهرمون المانع لإدرار البول، إذ تؤدي هذه الحالة إلى تجمع وانحسار السوائل في الجسم، ونقصان كمية الصوديوم في الدم. قد تظهر الأعراض التالية في حال كان الارتفاع خلال فترة قصيرة: الصداع، والغثيان، والقيء، وفي بعض الحالات الشديدة قد يؤدي إلى الإغماء وحدوث تشنجات.
يصاحب ارتفاع مستوى الهرمون المانع لإدرار البول كلاً مما يلي:
- سرطان الدم.
- سرطان العقد الليمفاوية.
- سرطان الرئة.
- سرطان البنكرياس.
- سرطان المثانة.
- سرطان الدماغ.
- متلازمة غيلان باريه.
- التصلب اللويحي.
- النوبات، وتحدث في حالة الارتفاع الشديد لمستوى هرمون المانع لإدرار البول.
- الوذمة الدماغية.
- قصور القلب.
- البرفيريا الحادة المتقطعة.
- التليف الكيسي.
- انتفاخ الرئة.
- السل.
- فيروس الإيدز.
- الجفاف.
- صدمة على الدماغ.
- جراحة في الدماغ.
كما قد تكون أيضاً نتيجة حالة نادرة الحدوث تدعى بالسكري الكاذب كلوي المنشأ، إذ تتواجد كميات كافية من الهرمون المانع لإدرار البول في الدم لكن دون قدرة الكلى على الاستجابة له، مما يؤدي إلى تخفيف تركيز البول. تتشابه أعراض هذه الحالة بأعراض السكري الكاذب المركزي، بما في ذلك زيادة كمية البول وزيادة الرغبة في شرب الماء، ولكن ما يميزها هو ارتفاع مستويات الهرمون المانع لإدرار البول مقارنة بتلك في حالات السكري الكاذب المركزي.
فحص الهرمون المانع لإدرار البول
لعمل الفحص، يتم أخذ عينة من الدم لقياس مستوى الهرمون فيها. لكن قبل ذلك قد يتطلب منك الأمر الالتزام ببعض التعليمات، أهمها:
- تجنب شرب الماء لمدة 4-6 ساعات قبل عمل الفحص.
- في المقابل قد يطلب منك الطبيب في بعض الحالات شرب كميات كبيرة من الماء لمراقبة ردة فعل الجسم لذلك.
- تجنب تناول الكحول والأدوية التالية قبل إجراء الفحص: الأدوية المدرة للبول، والأنسولين، والليثيوم، والمورفين، والنيكوتين، والستيرويد، والكلوندين، والهاليبرودويل.
- تجنب التعرض للنظائر المشعة ذات الاستخدامات الطبية لمدة لا تقل عن أربعة وعشرين ساعة قبل موعد الفحص.
- قد تضطر إلى عمل الفحص في مختبرات مخصصة أو إرسال العينة إلى هذه المختبرات نظراً لعدم توافر الفحص عادة في جميع المستشفيات، إذ أنه لا يعتبر من الفحوصات الأساسية الواجب القيام بها.
- قد يطلب الطبيب إجراء الفحص السريري وتحليل البول، وأحياناً فحص أسمولية البلازما ومستويات الصوديوم.
تساعد نتائج الفحص سواء كانت مرتفعة أو منخفضة أو ضمن المعدلات الطبيعية رفقة الفحوصات الأخرى في مساعدة الطبيب في معرفة تشخيص الحالة، لكن يَصعب الاعتماد على هذا الفحص وحده للعثور على تشخيص.
مخاطر فحص مستوى الهرمون المانع لإدرار البول
يعد الفحص بشكل عام آمناً، ولكن قد تظهر بعض المخاطر التالية في حالات نادرة:
- النزيف الشديد.
- الإغماء.
- الدوار.
- التهاب في موقع الإصابة.
- تجمع الدم تحت الجلد.
هل هناك حاجة لإجراء فحوصات أخرى؟
لا يكفي اختبار مستوى هرمون المانع لإدرار البول وحدة للتشخيص، فقد يلجأ الطبيب للفحوصات التالية:
- فحص الإلكتروليت (بالأنجليزية: Electrolyte screening)، اختبار يستخدم لقياس مستوى الإلكتروليت في الدم والذي يشمل الصوديوم والبوتاسيوم في الجسم.
- اختبار الأسمولية (بالأنجليزية: Osmolality test): هو سحب عينة من البول أو الدم لحساب تركيز الجزيئات الذائبة في الدم والبول.
- الامتناع عن شرب الماء لعدة ساعات، ثم حساب عدد مرات التبول.
متلازمة عدم ملاءمة إفراز الهرمون المانع لإدرار البول
تعد متلازمة عدم ملاءمة إفراز الهرمون المانع لإدرار البول أكثر الحالات شيوعاً التي تؤدي إلى نقص الصوديوم في الدم عند المرضى المدخلين إلى المستشفى. تعرف الحالة على أنها نقص في نسبة الصوديوم وأسمولية الدم نتيجة الإفراز غير الطبيعي والمستمر للهرمون المانع لإدرار البول، وقد يرافقها زيادة في حجم البلازما، وتؤدي في النهاية إلى حدوث خلل في إخراج الماء من الجسم وما يصاحب من أعراض أخرى.