يعرف الإنسولين الذي يتم إفرازه من مجموعة خلايا في البنكرياس أنه الهرمون الأساسي الذي يتحكم في نسبة السكر في الدم والدخول للخلايا للحصول على الطاقة، وكلما ارتفع مستوى السكر في الدم زاد إنتاج الإنسولين لموازنة هذه الزيادة في الدم. في حال حدوث اضطراب في مستويات الإنسولين بانخفاضها أو ارتفاعها فقد يرتفع السكر في الدم أو ينخفض بشكل مفرط مما يتسبب في بدء ظهور الأعراض، التي قد تتفاقم وتؤدي إلى اضطرابات صحية خطرة.
وقد ظهر في الآونة الأخيرة وجود علاقة بين الجهاز العصبي ووظيفة هرمون الإنسولين. سنتعرف معاً على هذه العلاقة وعن دور الجهاز العصبي ودور الأعصاب في إفراز الإنسولين.
دور الاعصاب في افراز الانسولين
يؤدي تحفيز الأعصاب إلى حدوث عدة تأثيرات مثل التأثير في تدفق الدم، وضغط الدم، وإفراز الهرمونات، وبالتالي فإن الجهاز العصبي الودي يلعب دوراً هاماً في وظيفة الغدد الصماء، ويعد البنكرياس أحد هذه الغدد لكنه يتأثر بدرجة أقل.
دور الجهاز العصبي الودي في افراز الانسولين
عند تحفيز العصب الحشوي الودي الموجود في تجويف البطن من الجهاز العصبي الودي (بالإنجليزية: Sympathetic Nervous System) وهو الذي يمد البنكرياس بالإشارات العصبية فإن ذلك يؤدي إلى تقليل إفراز الإنسولين في الدم، وذلك عن طريق زيادة إفراز النورأدرينالين و الكاتيكولامين والأدرينالين كما يلي:
- يؤثر النورأدرينالين بشكل مباشر على إفراز الخلايا في البنكرياس ويقلل إفراز الإنسولين.
- يقلل الكاتيكولامين من إفراز الإنسولين عن طريق إغلاق مستقبلات ألفا في خلايا البنكرياس.
- تؤدي زيادة إفراز الأدرينالين إلى زيادة إفراز الجلوكاجون.
في المقابل عند اضطراب العصب الحشوي الودي وانعدام تحفيزه تزيد مستويات الإنسولين في الدم مما يعني أن تثبيط الجهاز العصبي الودي يثبط نشاط البنكرياس، لذا فإن التأثير الكلي عند تحفيز الجهاز العصبي الودي هو الحفاظ على مستوى السكر في الدم عن طريق تقليل إفراز الإنسولين وزيادة إفراز الجلوكاجون.
دور الجهاز العصبي اللاودي في افراز الانسولين
يلعب الجهاز العصبي اللاودي (بالإنجليزية: Parasympathetic Nervous System) دوراً هاماً في تنظيم وظائف البنكرياس، إذ يؤدي تنشيط العصب المبهم إلى زيادة إفرازات البنكرياس والغدد الصماء بالطريقة التالية:
- يؤدي تحفيز العصب المبهم إلى تعديل نشاط منظم إفراز البنكرياس المسؤول عن إفراز الإنسولين.
- أيضاً يؤدي تحفيز العصب المبهم إلى تنظيم إفرازات الإنسولين الأخرى مثل كوليسيستوكينين (بالإنجليزية: Cholecytokinine) المسؤول عن هضم البروتينات والدهون، والسوماتوستاتين (بالإنجليزية: Somatostatin) الذي ينظم إفراز البنكرياس والغدد الصماء، وغيرها.
للمزيد: أنواع الإنسولين
الاعصاب ومقاومة الانسولين
تحدث مقاومة الإنسولين عندما تصبح خلايا الجسم أقل حساسية ومقاومة للإنسولين، مما يعني انعدام قدرة الخلايا على امتصاص الإنسولين، وبالتالي ارتفاع مستوى الإنسولين في الدم وإنتاج المزيد من الإنسولين من خلايا بيتا في البنكرياس، وهذا بدوره يؤدي إلى ما يأتي:
- تلف خلايا بيتا وفقدان قدرتها على إنتاج الإنسولين.
- ارتفاع مستوى السكر في الدم.
- إلحاق الضرر بالعديد من الأعضاء الحساسة للإنسولين مثل الكبد والكلى.
- ارتفاع الدهون الثلاثية والكوليسترول.
- أحياناً يتسبب بارتفاع ضغط الدم وزيادة فرصة الإصابة بتصلب الشرايين.
يقوم الجهاز العصبي الودي بتنظيم ضغط الدم والحفاظ على توازن الطاقة وتنظيم معدل الأيض وإنتاج الطاقة وتناول الطعام وفرط الإنسولين في الدم، ويؤدي تنشيط الجهاز العصبي الودي إلى زيادة تحلل الجليكوجين وتحلل الدهون في الكبد والبنكرياس والعضلات الهيكلية والأنسجة الدهنية.
تؤدي مقاومة الإنسولين إلى زيادة نشاط الجهاز العصبي الودي وبالتالي زيادة فرصة الإصابة بالسمنة وارتفاع ضغط الدم من خلال زيادة إفراز النور أدرينالين وارتفاع معدل ضربات القلب. عند ازدياد نشاط الجهاز العصبي الودي يزداد تدفق الدم إلى القلب والكلى والدماغ مما قد يؤدي إلى مضاعفات واضطرابات أكثر خطورة ومنها احتمالية الإصابة بالتصلب العصبي المتعدد (بالإنجليزية: Multiple Sclerosis).
للمزيد: حقائق عن مقاومة الانسولين
تاثير مرض السكري على الجهاز العصبي
يقوم الجهاز العصبي بتلقي الإشارات ومعالجتها لتنظيم العمليات الحيوية في الجسم، ويتكون الجهاز العصبي بشكل أساسي من الجهاز العصبي المركزي (بالإنجليزية: Central Nervous System) الذي يشمل الدماغ، والعمود الفقري الذي يتضمن النخاع الشوكي، والجهاز العصبي المحيطي الذي يتكون من جميع الأعصاب خارج الدماغ والحبل الشوكي.
عند ارتفاع مستويات السكر في الدم ارتفاعاً كبيراً ولفترات طويلة من الزمن فإن ذلك يؤدي إلى تلف الأوعية الدموية التي تغذي الأعصاب، وبالتالي يؤدي إلى تلف الأعصاب نفسها مما قد يتسبب بفقدان الإحساس بالأطراف مثل اليدين والساقين.
للمزيد: الأنسولين والنشاطات الرياضية