يعتقد الكثير من الأفراد أن العلاج الطبيعي يقتصر على القيام بمساج لعضلات الجسم وأنه يفيد فقط للاسترخاء وعلاج آلام عضلات ومشكلاتها المختلفة. إلا أن ذلك خطأ كبير، فالعلاج الطبيعي ليس مجرد مساج، وإنما يتضمن العديد من التقنيات العلاجية التي تهدف إلى تحسين الوظائف الحركية لدى الفرد وجعل حياته أفضل. [1،2]
يناقش هذا المقال كل ما يخص العلاج الطبيعي، بما في ذلك فوائده والأمراض التي يعالجها، بالإضافة إلى التقنيات التي تستخدم فيه.
يعد العلاج الطبيعي أحد أنواع الرعاية التأهيلية، والذي يركز على تشخيص وعلاج الإصابات والحالات المزمنة والحادة التي تتسبب باضطرابات الحركة لدى الفرد. وقد ينصح الطبيب بإجراء جلسات العلاج الطبيعي لوحدها أو إلى جانب العلاجات الأخرى المستخدمة لعلاج الحالة الصحية التي يعاني منها المريض. [2،3]
يتم إجراء العلاج الطبيعي تحت إشراف أخصائي العلاج الطبيعي، وهو فرد خضع لتدريب خاص حول كيفية إجراء هذا النوع من العلاج ومرخص له العمل في هذا المجال من المجالات الصحية. [2]
أهداف وفوائد العلاج الطبيعي
يهدف العلاج الطبيعي بشكل أساسي إلى تحسين الوظائف الحركية لدى الفرد، ويمكن أن يشمل ذلك على ما يلي: [1-3]
- التقليل من الألم الحاد أو المزمن وتقليل حاجة المريض لاستخدام مختلف أنواع المسكنات، بما في ذلك المسكنات الأفيونية.
- تحسين التعافي بعد التعرض لإصابات رياضية، كما يمكن أن تساعد على منع حدوثها وتحسين الأداء الرياضي لدى الرياضيين.
- استعادة القدرة على الحركة وتحسين نطاق الحركة لدى المريض.
- المساعدة على التعافي بعد الإصابة بالسكتات الدماغية أو الشلل، أو بعد التعرض لحوادث وإصابات، أو بعد الخضوع لعمليات جراحية.
- تحسين التوازن وتقليل حالات السقوط والانزلاق.
- المساعدة على تعافي بعد الولادة.
- تحسين السيطرة على الأمعاء أو المثانة.
- تحسين التكيف مع الأطراف الاصطناعية وتعليم المريض كيفية استخدام أجهزة المساعدة على الحركة، مثل المشاية أو العصا.
كما يمكن أن يكون المعالج الطبيعي قادرًا على تشخيص وعلاج الحالات التي تؤثر على الجهاز العضلي الهيكلي. [3]
اقرأ أيضًا: لماذا لا يستجيب المريض لعملية التأهيل؟
أمراض يعد العلاج الطبيعي مفيد لها
من المعتقدات الخاطئة أيضًا حول العلاج الطبيعي أنه مخصص فقط للأمراض والمشكلات التي تصيب الجهاز العضلي الهيكلي على وجه التحديد، وإنما يعد العلاج الطبيعي مفيدًا للعديد من الحالات والمشكلات الصحية التي يمكن أن تؤثر على القدرات الحركية لدى الفرد، والتي يمكن أن تتضمن ما يلي: [2،3]
- الاضطرابات العضلية الهيكلية، بما في ذلك آلام الظهر، والتمزقات العضلية، واضطرابات المفصل الصدغي الفكي، وضمور العضلات، والتهاب المفاصل الروماتويدي، والفصال العظمي.
- أمراض القلب والرئة، مثل مرض الانسداد الرئوي المزمن، والتليف الكيسي، وفشل القلب الذي يحدث بعد الإصابة باحتشاء عضلة القلب.
- الحالات التي تؤثر على اليد، مثل متلازمة النفق الرسغي والإصبع الزنادية.
- الأمراض العصبية، مثل السكتة الدماغية، وإصابات النخاع الشوكي، ومرض باركنسون، والتصلب المتعدد، والخلل الدهليزي، والشلل الدماغي، وإصابات الدماغ.
- اضطرابات قاع الحوض، بما في ذلك سلس البول وهبوط أعضاء الحوض.
- المشكلات الجلدية، مثل الحروق، والجروح، وقرحة السكري.
- الآلام المزمنة، والتي يمكن أن تنتج عن إصابة، أو مرض، أو التهاب، أو تناول أحد الأدوية.
كما يمكن أن يستخدم العلاج الطبيعي للأطفال الرضع والمراهقين بهدف علاج عدد من الأمراض والمشكلات الصحية الخاصة بهم، ومنها:
- تأخر النمو.
- الشلل الدماغي.
- السنسنة المشقوقة.
- التواء العنق، أو ما يعرف باسم مرض الصعر (بالإنجليزية: Torticollis).
تقنيات العلاج الطبيعي
يعد المساج أحد التقنيات المستخدمة أثناء جلسات العلاج الطبيعي، حيث يتم استخدام اليدين لتدليك الأنسجة المصابة في الجسم، وهذا ما يمكن أن يساعد على التقليل من الألم، وتحسين الدورة الدموية، وتقليل توتر العضلات. [4]
ولكن، وكما ذكرنا سابقًا، إن العلاج الطبيعي ليس مجرد مساج، وإنما يتضمن تقنيات أخرى، والتي يمكن أن تتضمن ما يلي:
- ممارسة التمارين الرياضية
تساعد التمارين الرياضية على تحسين قوة الجسم، أو نطاق حركته، أو مرونته، والتي يمكن أن يقوم بها المعالج الطبيعي ويطلب من المريض الاسترخاء بشكل تام، كما يحدث عندما يقوم المعالج برفع ساق المريض لإطالة عضلة أوتار الركبة المتواجدة في الجزء الخلفي من الفخذ. [3،4]
كما يمكن أن يتضمن العلاج الطبيعي تعليم المريض لعدد من التمارين الرياضية المفيدة لعلاج حالته الصحية، والتي يقوم بها لوحده. [3،4]
اقرأ أيضًا: التمارين المستخدمة في العلاج الحركي
- الموجات فوق الصوتية
تستخدم الموجات فوق الصوتية لعلاج العديد من الحالات العضلية الهيكلية، مثل الالتواء، أو الإجهاد، أو التهاب الأوتار، حيث يتم وضع الجهاز على سطح الجلد وتحريكه بحركات دائرية صغيرة بالقرب من موقع الإصابة.
- التحفيز الكهربائي
يعد التحفيز الكهربائي أحد تقنيات العلاج الطبيعي المستخدمة للتقليل من الألم حول المنطقة المصابة وتحسين وظائف العضلات، ويوجد نوعان من التحفيز الكهربائي، وهما: [2،4]
- تحفيز العصب الكهربائي عبر الجلد، وهو النوع الشائع من التحفيز الكهربائي، والذي يعمل على التخفيف من الألم.
- التحفيز الكهربائي العصبي العضلي، والذي يعمل على تحفيز الوحدات الحركية العضلية، وهذا ما يساعد على التحسين من وظائف العضلات المصابة.
- العلاج بالحرارة
يتم خلال هذه التقنية من تقنيات العلاج الطبيعي تطبيق كمادات ساخنة على الجزء المصاب من الجسم لمدة 15 - 20 دقيقة، حيث تساعد الحرارة على زيادة الدورة الدموية للأنسجة المصابة، واسترخاء العضلات المتواجد فيها، وتخفيف الألم. [4]
اقرأ أيضًا: استخدامات العلاج الحراري بالموجات القصيرة
- العلاج بالتبريد
بعكس التقنية السابقة، يتم خلال العلاج بالتبريد وضع كمادات باردة أو الثلج على الجسم للمساعدة على تقليل الألم، والسيطرة على الالتهاب، والتخفيف من التورم مكان الإصابة. [4]
- الإرحال الأيوني
يستخدم خلال الإرحال الأيوني (بالإنجليزية: Ionotophoresis) تيارًا كهربائيًا لتوصيل بعض الأدوية، مثل الستيرويدات الموضعية، عبر الجلد نحو الأنسجة الملتهبة أو المصابة. [2،4]
- الليزر
يمكن أن يستخدم الليزر وغيرها من أنواع العلاج الضوئي أيضًا في جلسات العلاج الطبيعي، حيث يمكن أن يساعد ذلك في تحسين عملية شفاء الأنسجة المصابة، كما يمكن أن يعمل على التقليل من الألم أو الالتهاب وتسريع التئام الجروح. [2،4]
تعد هذه التقنية من تقنيات العلاج الطبيعي غير مؤلمة وتستمر عادة لمدة تتراوح من 1 - 3 دقائق تقريبًا. [4]
نهاية، يعد العلاج الطبيعي أحد أنواع العلاجات التأهيلية التي يمكن الاستعانة بها بهدف تحسين الوظائف الحركية لدى الأفراد الذين يعانون من اضطرابات عضلية هيكلية أو غيرها من الأمراض والمشكلات الصحية التي تؤثر على حركة الفرد. ولا يقتصر العلاج الطبيعي على المساج فقط، وإنما يتضمن العديد من التقنيات العلاجية الأخرى، ومنها استخدام الحرارة، أو الليزر، أو التيار الكهربائي.