الحج إلى مكة هو خامس أركان الإسلام، ويحدث خلاله تجمعات بشرية هي الأكبر في العالم، ويبدأ موسم الحج في الثامن من ذي الحجة في كل عام، حيث يسافر ما يقارب 3 مليون مسلم من أكثر من 120 دولة حول العالم إلى مكان واحد، ويمكن أن يتعرض الحجاج أثناء الحج إلى إجهاد بدني شديد، لذلك يلزم التحضير الطبي الجيد الذي يشمل التطعيمات المهمة جداً لجميع الحجاج الذين يؤدون فريضة الحج، وتحديداً لكبار السن والمصابين بأمراض مزمنة.
كما أن هناك فرصة أكبر لانتقال الأمراض المعدية، ويمكن أن يسبب انتشار عدوى سريعة بين الحجاج في حدوث جائحة، لذلك من المهم أن يكونوا على دراية بالمخاطر الصحية التي يمكن أن يتعرضوا لها أثناء الحج، وفي هذا المقال سنذكر بعض النصائح للحجاج المصابين بأمراض مزمنة للحفاظ على سلامتهم أثناء فترة الحج.[1]
أهم النصائح للحجاج المصابين بأمراض مزمنة
يمكن أن تكون خطوات أداء الحج، أو ما يعرف بمناسك الحج، مجهدة من الناحية البدنية وتحتاج إلى تركيز، لذلك قد ينشغل الأشخاص الذين يؤدونها، ويقل اهتمامهم بصحتهم بسبب تركيزهم في أدائها، ومن الممكن أيضاً أن يسبب إختلاف اللغات، والاكتظاظ الموجود في المكان من صعوبة تقديم المساعدات الطبية في الوقت المناسب.
كما أن نسبة كبيرة من الذين يؤدون فريضة الحج هم من كبار السن وقد يعاني أحدهم من مرض مزمن، وقد يتفاقم أثناء موسم الحج،وفيما يلي نقدم بعض النصائح الطبية التي تفيد الحجاج المصابين بعدد من الأمراض المزمنة.
نصائح لمرضى السكري أثناء الحج
يعتمد مرض السكري في مراحل علاجه على الروتين الثابت الذي يجب محاولة الحفاظ عليه خلال موسم الحج، كما يجب على مرضى السكري الإنتباه من أمور عديدة حيث أنهم يشكلون العدد الأكبر من حالات الطوارئ خلال موسم الحج، وهنا نذكر بعض النصائح لمرضى السكري خلال أداء فريضة الحج:
- الاهتمام بالنظام الغذائي بشكل دقيق لتجنب ارتفاع مستويات السكر أو انخفاضها.
- الحفاظ على سلامة الجهاز التنفسي من الالتهابات، فهي تسبب ارتفاع السكر في الدم.
- يحتاج بعض المرضى المصابون بالسكري من النوع 2 إلى أخذ الأنسولين بشكل مؤقت أثناء إصابتهم بالأمراض الحادة.
- يجب طلب المساعدة الطبية في أسرع وقت عند ظهور أي أعراض على المريض.
- يجب الحرص على تناول الأنسولين بانتظام مع المتابعة الطبية، لاحتمالية تقليل الجرعة أو زيادتها.
- يجب الحرص من الجروح والإصابات، ومراقبتها بدقة لتجنب مضاعفاتها، ومنع انتقال عدوى.
- الالتزام في مواعيد الطعام وعدم تأخيرها للحد من خطورة انخفاض السكر .
- وضع مرطبات على الأقدام لمنع تشققها وعدم الإصابة بالقدم السكري (بالإنجليزية: Diabetic Foot).
- ارتداء أحذية جيدة بسبب حرارة الأرض العالية، للحفاظ على مرضى اعتلال الأعصاب السكري أو أمراض الأوعية الدموية الطرفية.
- حفظ جهاز فحص السكري والأنسولين في مكان آمن وقريب من المريض.[2][3]
اقرأ أيضاً: نصائح للحجاج المصابين بأمراض العظام والمفاصل
نصائح لمرضى الجهاز التنفسي أثناء الحج
تنتشر أمراض الجهاز التنفسي بين الحجاج من مختلف البلدان بشكل مرتفع، على الرغم من وجود بعض الإجراءات الوقائية، ويمكن أن يرجع انتشار هذه الأمراض أثناء الحج إلى العديد من الأسباب والعوامل التي تزيد من احتمالية انتقالها.
وتشمل هذه العوامل الاكتظاظ في المكان، وتدخين السجائر، والعوامل المعدية وخاصة الفيروسات التي تزيد انتشار التهابات الجهاز التنفسي، وهنا بعض النصائح للحجاج للوقاية من مشاكل الجهاز التنفسي:
- أخذ اللقاح (بالإنجليزية: Vaccine)، للحد من مخاطر انتشار التهابات الجهاز التنفسي خاصة لأولئك المعرضين لخطر الإصابة بمضاعفات الجهاز التنفسي والأنفلونزا.
- الحرص على نظافة اليدين، حيث أن نظافة اليدين معترف بها في جميع أنحاء العالم على أنها إجراء أساسي للمساعدة في الحد من انتشار الأمراض والوقاية منها خاصة أثناء الأوبئة، وتعد وسيلة للوقاية من فيروس كورونا (بالانجليزية: Coronavirus) بالإضافة إلى استخدام قفازات اليد، كما يساعد معقم اليدين أثناء الحج على انخفاض معدل انتشار الالتهاب الرئوي.
- تغطية الفم والأنف عند السعال، حيث يوصي مركز السيطرة على الأمراض بتغطية الفم والأنف من خلال استخدام المناديل عند السعال أو العطس والتخلص منها بالشكل المناسب كإجراءات وقائية من التهابات الجهاز التنفسي.
- التباعد الاجتماعي، فالازدحام أمر شائع أثناء الحج ويشكل خطراً كبيراً لانتشار أمراض الجهاز التنفسي. كما أنه يؤثر بشكل كبير على مرضى الربو في الحج، لذلك ينصح بمحاولة تطبيق التباعد الإجتماعي قدر المستطاع.
- ارتداء قناع الوجه، حيث يمكن أن يقلل استخدام كمامة الوجه من مخاطر الإصابة بأمراض الجهاز التنفسي، كما أنه يعد خطوة وقائية فعالة ضد انتقال وانتشار ما يسمى سعال الحج.[4]
للمزيد: ما هي طرق الوقاية من التهابات الجهاز التنفسي
نصائح للحجاج المصابين بمرض الضغط
يتعرض الحجاج إلى المناخ الحار وبعض المخاطر البيئية والصحية أثناء الحج، مما ينتج عنه الإصابة بالعديد من الأمراض مثل أمراض الجهاز الهضمي، والتهابات الجهاز التنفسي العلوي، والإسهال، وضربات الشمس، بالإضافة إلى الجفاف وعدم توازن الجسم، لكن مشاكل ارتفاع ضغط الدم وانخفاضه تبقى من المشاكل الأكثر انتشاراً بين الحجاج، وهنا نذكر بعض النصائح لمرضى الضغط أثناء الحج:
- تناول أدوية الضغط بشكل منتظم وعدم تأجيلها.
- القيام بفحص ضغط الدم بانتظام وعند الإحساس بأي أعراض.
- المتابعة مع الطبيب لزيادة جرعات الأدوية أو تخفيفها بسبب زيادة الجهد البدني خلال الحج.
- اتباع نظام غذائي معتدل، ومحاولة تقليل الأطعمة التي تحتوي على الصوديوم.
- عدم التعرض لأشعة الشمس بشكل مباشر لفترات طويلة، لأن ذلك يرفع مستويات الضغط.
- وضع الأدوية في مكان قريب من المريض، أو الاحتفاظ بقائمة من الأدوية التي يستخدمها.[2][3]
نصائح لمرضى الجهاز الهضمي أثناء موسم الحج
يجب الاهتمام بسلامة الجهاز الهضمي أثناء فترة الحج، حيث تعتبر الأمراض التي تنقلها المياه والغذاء من الأمور الخطيرة على مرضى القولون والجهاز الهضمي، فهما بيئة جيدة لكثير من الفيروسات، والفطريات، والطفيليات المسببة لأمراض يصل عددها إلى ما يقارب 200 مرض مختلف، لذلك نذكر بعض الإجراءات والنصائح للتقليل من خطر الإصابة بالأمراض أو تهيج القولون:
- تنظيف أدوات الأكل جيداً لضمان نظافتها وخلوها من الجراثيم.
- الفصل بين الطعام النيء والطعام المطهو وتخزين الطعام بطريقة آمنة.
- أخذ كمية كافية من الأدوية مع تقارير للحالة للتمكن من المساعدة إذا لزم الأمر.
- التأكد من مدة صلاحية الأطعمة قبل استهلاكها.
- عدم تجميد الأطعمة مرة أخرى بعد إذابتها لتبقى صالحة للإستعمال.[3]
اقرأ أيضاً: مرض السكري وتأثيره على الجهاز الهضمي
يجب التثقيف الصحي لجميع الأفراد والجماعات وتقديم نصائح للحجاج المصابين بالأمراض المزمنة قبل الذهاب إلى الحج، لأن ذلك يؤدي إلى تعزيز صحتهم والحفاظ عليها وزيادة وعيهم تجاه المخاطر الصحية التي يمكن أن تحدث في حال ترك الاحتياطات الموصى بها.
كما يمكن استخدام العديد من الوسائل للتثقيف وتعزيز الوعي عند الحجاج مثل المحاضرات، والخطابات العامة، والرسائل الإذاعية والتلفزيونية، حفظ الله حجاج البيت من كل سوء.