تعد التهابات الجهاز التنفسي من أكثر الأمراض شيوعاً في العالم، وخصوصاً في فصل الشتاء، حيث تعد من أكثر الأسباب شيوعاً للذهاب إلى الطبيب أو المراكز الصحية وخاصة لدى الأطفال.
كما أن معدل الوفيات الناجمة عن التهابات الجهاز التنفسي الحادة تعد مرتفعة نسبياً، حيث أن ما يقارب 4 مليون فرد يموتون سنوياً من هذه الالتهابات، ومعظم هذه الحالات يكون ناجماً عن الإصابة بالتهابات الجهاز التنفسي السفلية على وجه الخصوص. كل ذلك يزيد من أهمية تثقيف المجتمع حول كيفية الوقاية من التهابات الجهاز التنفسي.
لذا هذا المقال يناقش كل ما يخص طرق الوقاية من أمراض الجهاز التنفسي المعدية.
الوقاية من التهابات الجهاز التنفسي
يوجد العديد من الأمراض المعدية أو الالتهابات التي تصيب الجهاز التنفسي عامة، بما فيها التهابات الجهاز التنفسي العلوي مثل نزلات البرد والزكام، والإنفلونزا، والتهاب الحلق والتي تعد بشكل عام غير خطيرة وتستمر عادة لعدة أيام ثم تزول. كما يصيب الجهاز التنفسي السفلي العديد من الأمراض المعدية، بما فيها التهابات الرئة والتهاب القصبات الهوائية، والتي تعد عادة أقل انتشاراً، ولكنها أكثر خطورة وقد تؤدي إلى الوفاة .
يمكن أن تسبب التهابات الجهاز التنفسي العديد من المضاعفات بما فيها الالتهابات المزمنة، منها التهاب الغدد اللمفاوية الصديدي، والتهاب الأذن الوسطى، والتهاب حول تجويف العين.
وأيضاً يمكن تؤدي إلى حدوث مضاعفات حادة مثل حصول تقيح أو تجمع للسوائل في الغشاء البلوري المحيط بالرئة، خصوصاً عند حديثي الولادة، والمسنين، وكذلك المدخنين، أو الإصابة بالتهاب الدم، أو فشل القلب الاحتقاني، أو فشل وهبوط في الجهاز التنفسي والتوقف عن التنفس وأحياناً قد يؤدي إلى الموت.
كل ذلك بالإضافة إلى ما تتسببه التهابات الجهاز التنفسي من إعاقة الحياة اليومية للفرد وتغيبه عن المدرسة أو العمل، يزيد من أهمية معرفة كيفية الوقاية من التهابات الجهاز التنفسي.
هل يمكن الوقاية من التهابات الجهاز التنفسي؟
نعم، إن تجنب العوامل المسببة للإصابة بعدوى الجهاز التنفسي والابتعاد عنها تعد أفضل طريقة من أجل الوقاية من التهابات الجهاز التنفسي بأنواعها وما يرتبط فيها من مضاعفات التي قد تكون خطيرة ومميتة في بعض الأحيان.
كيف يمكن الوقاية من التهابات الجهاز التنفسي؟
يوجد عدد من الممارسات الصحية التي تساعد في الوقاية من أمراض الجهاز التنفسي المعدية، ومنها:
ممارسة الرياضة
إن القيام بالتمارين معتدلة الشدة بشكل منتظم يحسن من وظائف الجهاز المناعي ويقلل من خطر الإصابة بالالتهابات بما فيها التهابات الجهاز التنفسي السفلي والعلوي، ولكن يجب العلم بأن القيام بالتمارين المكثفة والتي تمتد لفترات طويلة يمكن أن يكون له تأثير عكسي على جهاز المناعة مما يمكن أن يعرض الفرد لخطر الإصابة بالتهابات الجهاز التنفسي.
لذا ومن أجل الوقاية من التهابات الجهاز التنفسي يوصى بممارسة التمارين الهوائية لمدة 30-40 دقيقة في معظم أيام الأسبوع بكثافة متوسطة.
اتباع الإجراءات التي تساهم في منع انتشار المرض
يوجد عدد من الممارسات التي تساهم في الوقاية من التهابات الجهاز التنفسي من خلال منع انتقال العدوى من الشخص المصاب إلى الأشخاص السليمين، بما فيها:
- قيام الشخص المصاب بالعطس والسعال في مناديل قادرة على منع الفيروسات والبكتيريا من الانتشار.
- القيام بالتخلص من المناديل التي تم العطس أو السعال بداخلها فوراً وغسل اليدين بعد ذلك.
- في حالة عدم توفر مناديل، يجب على المصاب أن يعطس أو يسعل في ثنية الكوع.
- الحد من الاتصال المباشر مع الأشخاص المصابين بالعدوى، وذلك بتجنب المصافحة، والتقبيل، والعناق.
- يجب تجنب الاتصال المطول مع أي شخص مصاب بأحد أمراض الجهاز التنفسي المعدية.
- الحرص غسل اليدين بالماء والصابون أو تعقيمها باستخدام المحاليل أو الجل الذي يحتوي على الكحول.
- الحرص على عدم ملامسة اليدين لمنطقة الوجه خصوصاً الأنف، والفم، والعينين.
- القيام بتنظيف وتطهير الأسطح بانتظام خصوصاً تلك التي يقوم الأشخاص الآخرين بلمسها.
- غسل ألعاب الأطفال قبل اللعب وبعده عندما يصاب أحد في المنزل بأحد التهابات الجهاز التنفسي.
- الحرص على فصل المرضى عن باقي الأشخاص السليمين وذلك حتى 24 ساعة بعد اختفاء أعراض التهاب الجهاز التنفسي.
- تجنب سوائل الجسم مثل اللعاب، والمخاط، والدموع التي تخرج من الأشخاص المصابين وذلك عندما يقومون بالعطس أو السعال.
اقرأ أيضاً: الالتهاب الرئوي: طرق متعددة للاصابة والوقاية
الاهتمام بتناول غذاء صحي ومتوازن
تعد التغذية من أكثر العوامل أهمية في تحسين وظيفة الجهاز المناعي، حيث يمكن أن يكون للنمط الغذائي الذي يتبعه الفرد تأثير إيجابي أو سلبي على مناعته، ومن هنا تأتي أهمية الجرص على تناول الغذاء الصحي والمتوازن من أجل الوقاية من التهابات الجهاز التنفسي.
ومن الأغذية التي تساعد في تنظيم وظيفة جهاز المناعة والحد من التهابات الجهاز التنفسي:
- الأغذية الغنية بمضادات للأكسدة.
- الأطعمة الغنية بالسيلينيوم، والزنك، والأحماض الدهنية.
- الأطعمة الغنية بالفيتامين E، والفيتامين A والفيتامين D، والفيتامين C.
- الأطعمة الغنية بالبوليفينولات وخاصة الفلافونويد، ومنها التوت داكن اللون، والشاي الأخضر، والبصل، والتفاح، والحمضيات، وفول الصويا.
كما يمكن لتناول النظام الغذائي الذي يحتوي على كميات كافية من البروتين، والكربوهيدرات، والدهون، أن يقلل من حدوث النوبات المتكررة من الالتهابات المزمنة. بالإضافة إلى أنه يجب الحفاظ على ترطيب الجسم وتناول كميات كافية من السوائل.
تناول المكملات الغذائية
يوجد عدد من المكملات الغذائية التي تساعد على زيادة مناعة الجسم والوقاية من التهابات الجهاز التنفسي، ومنها:
- الفيتامين C.
- الزنك.
- الثوم.
- العسل.
- الإكيناسيا.
- الجنسينغ الأمريكي أو السايبيري.
- القتاد.
- البروبيوتيك.
- الزعتر.
النوم جيداً
تبين أن هناك علاقة ما بين النوم ووظائف جهاز المناعة، حيث وجد أن الحرمان من النوم يؤدي إلى انخفاض المناعة، وبالتالي تزيد من تكرار الإصابة بالعدوى وانخفاض الاستجابة للتطعيمات مثل لقاح الأنفلونزا. وفي المقابل، إن النوم لساعات كافية يقوم بتقوية الاستجابة المناعية، كما أن معظم استجابة الخلايا المناعية للعدوى تبلغ ذروتها في الليل.
لذا ينصح بالنوم لمدة 7 - 8 ساعات أثناء الليل من أجل الوقاية من التهاب الجهاز التنفسي.
الحفاظ على العلاقات الشخصية
إن جودة العلاقات الشخصية يمكن أن تؤثر على مدى قدرة جهاز المناعة في حماية الجسم من الأمراض، حيث أن العلاقات الشخصية السيئة والاضطرابات العاطفية يمكن أن تعمل على ثبيط جهاز المناعة، مما يزيد من فرصة الإصابة بالتهابات الجهاز التنفسي
ومما يزيد من أهمية الحفاظ على العلاقات الشخصية من أجل الوقاية من التهابات الجهاز التنفسي، فقد وجد أن المرضى يتعافون بسرعة أكبر من التهابات الجهاز التنفسي عندما يشعرون برعاية ممارس الرعاية الصحية لهم.
التقليل من التوتر والإجهاد
يساعد كل من التأمل والاسترخاء على تقوية وتعزيز مناعة الجسم، كما أن عدم القلق والتوتر يرتبط بازدياد مستويات الأجسام المضادة المتكونة في الجسم بعد التطعيم، وبالتالي تكون الاستجابة الفرد أقوى تجاه المطعوم، مما يوفر حماية أكبر تجاه الإصابة بالتهابات الجهاز التنفسي.
اقرأ أيضاً: علاج امراض الجهاز التنفسي العلوي
التعرف على العدوى مبكراً والتحكم مصدرها
من طرق الوقاية من التهابات الجهاز التنفسي هي التعرف على مسبب العدوى ومصدره الرئيسي، وذلك لمنع انتشاره بين الأرجاء، فعلى سبيل المثال يعد المرضى هم المصدر الرئيسي لمسببات الأمراض في أماكن الرعاية الصحية، لذا يجب الحفاظ على بقاء مقدم الرعاية الصحية على بعد 3 -6 أقدام من المرضى المصابين والحرص على تقديم العلاج لهم بأقرب وقت ممكن.
تلقي المطاعيم
يعد تلقي اللقاحات والمطاعيم من طرق الوقاية من التهابات الجهاز التنفسي المعروفة بشكل شائع لدى الناس، ويمكن أن تشمل هذه اللقاحات والمطاعيم:
- المطاعيم الأساسية للأطفال والتي قد تساهم في الحماية من السعال الديكي، والسل، والحصبة، والنكاف، والحصبة الألمانية،.
- مطعوم الانفلونزا الموسمية.
- لقاح الالتهاب الرئوي (بالإنجليزية: Pneumococcal Vaccine).
يواجه مريض الربو عددا لا يحصى من المحفزات مثل مواد التنظيف والعطور وفراء الحيوانات وفضلاتها وحبوب الطلع والعفن وغيرها كذلك ...
اقرأ أكثر
اقرا ايضاً :
طرق الوقاية من التهابات الجهاز التنفسي الأخرى
يمكن أن تتضمن طرق منع التهابات الجهاز التنفسي أيضاً:
- ممارسة الرضاعة الطبيعية فترة لا تقل عن سنتين من عمر الطفل مع الانتباه إلى عدم إعطاء الطفل أية أغذية مساعدة – دون حاجة - خلال الأربعة إلى الستة شهور الأولى من عمره.
- تجنب مشاركة أكواب الشرب وأواني الطعام.
- التوقف عن التدخين.
- تجنب المواد المهيجة مثل المواد الكيميائية، دخان المصانع، وعوادم السيارات.
- عدم الإفراط في شرب الكحول.
- تجديد هواء المنزل باستمرار وذلك من خلال تهوية المنزل عدة مرات في اليوم .
- الابتعاد عن الأماكن المزدحمة سيئة التهوية والرطبة التي لا تتعرض إلى الشمس قدر الإمكان.
- تجنب التيارات الهوائية الباردة.
- ارتداء الكمامات والقفازات الطبية في الأماكن التي تنتشر فيها العدوى مثل المستشفيات والعيادات الطبية.