أطعمة تسبب رائحة فم كريهة

تُعد رائحة الفم الكريهة ظاهرة غير مرغوب فيها ويسعى الجميع لتجنبها، ومن الممكن أن تحدث هذه الظاهرة نتيجة لعدة أسباب، منها تناول بعض أنواع الأطعمة. [1]

وفي هذا المقال، سنلقي الضوء على أطعمة تسبب رائحة الفم الكريهة، كما سنقوم بتوضيح العلاقة التي تربط بين هذه الأطعمة ورائحة الفم الكريهة.

أطعمة تسبب رائحة الفم الكريهة

يمكن أن تسبب بعض الأطعمة رائحة الفم الكريهة، وذلك نتيجة لانتقال بعض المركبات المتواجدة في هذه الأطعمة بعد هضمها إلى الدم ثم الرئتين، الأمر الذي  يمكن أن يؤثر على رائحة الأنفاس. وسنتعرف فيما يلي على أهم أطعمة تسبب رائحة الفم الكريهة. [1]

الثوم

يشتهر الثوم بكونه من الأطعمة الرئيسية التي تثير رائحة الفم الكريهة لعدة ساعات، أو حتى أيام، بعد تناوله، ويرجع ذلك إلى احتوائه على المركبات الكبريتية المتطايرة، أهمها مركب كبريتيد ميثيل الأليل (بالإنجليزية: Allyl Methyl Sulfide)، فعند تناول هذه المركبات، يتم امتصاصها في مجرى الدم، ثم يتم نقلها إلى الرئتين. وفي النهاية، يتم إخراجها من الجسم عبر الزفير، مما يساهم في ظهور رائحة الفم الكريهة. [1][2]

البصل

يعد البصل أيضًا من أشهر الأطعمة التي تسبب رائحة الفم الكريهة، والذي تتواجد فيه مركبات الكبريت التي يتم امتصاصها إلى مجرى الدم وإطلاقها عبر الرئتين، كما هو الحال مع الثوم، إلا أن الفارق يكمن في أن المركبات الكبريتية المتواجدة في البصل يتم أيضًا إطلاقها عبر الجلد، مما يؤدي إلى ظهور رائحة الجسم الكريهة إلى جانب رائحة الفم الكريهة. [1][2]

الخضروات الصليبية

تعتبر الخضروات الصليبية أيضًا من بين الأطعمة التي تحتوي على مركبات كبريتية متطايرة، والتي تعتبر السبب الأساسي لتصنيفها ضمن الأطعمة التي تسبب رائحة الفم الكريهة. [2]

على سبيل المثال، يحتوي الفجل الحار (بالإنجليزية: Horseradish) على مركب كيميائي يسمى الآيزوثيوسيانات (بالإنجليزية: Isothiocyanate) الذي يلتصق في خلايا الفم بعد تناوله، مما يساهم في انبعاث رائحة نفاذة من الفم. وتجدر الإشارة إلى أن شرب الماء بعد تناول الفجل الحار عادةً يزيد من تفاقم الرائحة، بينما يعتبر النعناع خيارًا أكثر فعالية لمكافحة الرائحة الكريهة ناتجة عن تناول الفجل الحار. [3]

ومن الأمثلة الأخرى على الخضروات الصليبية التي تسبب رائحة الفم الكريهة: [2]

• البروكلي.
• الملفوف.
• كرنب بروكسل.

اقرأ أيضًا: أسباب رائحة الفم الكريهة

الأطعمة الغنية بالبروتين

تلعب الأطعمة الغنية بالبروتين، مثل: اللحوم، والمأكولات البحرية، والأجبان، دورًا في زيادة احتمالية الإصابة برائحة الفم الكريهة وذلك من خلال عدة طرق، تشمل: [2][3]

• يتسبب تحلل البروتينات من الطعام من قبل البكتيريا المتواجدة في الفم بإفراز فضلات تؤدي إلى انبعاث الرائحة الكريهة من الفم، وخاصة عندما يترافق ذلك مع إهمال تنظيف الأسنان بانتظام باستخدام الفرشاة والخيط، فإن بقايا الطعام من الوجبات السابقة تساهم أيضًا بانبعاث رائحة الفم الكريهة.
• قد يؤدي تناول كميات كبيرة من البروتين خلال الأنظمة الغذائية الغنية به إلى زيادة إنتاج مركبات الكيتون وظهور رائحة الأسيتون من الفم. 
• يمكن أن يؤدي تناول كميات زائدة من البروتين إلى إنتاج الجسم مركبات الأمونيا أثناء عملية الهضم، مما يساهم في ظهور رائحة الفم الكريهة.

ومن بين أهم الأطعمة التي قد تسبب رائحة الفم الكريهة نتيجة لاحتوائها على كميات كبيرة من البروتين هي زبدة الفول السوداني التي تعتبر مصدرًا جيدًا للبروتين النباتي، ونظرًا لقوامها اللزج الذي يشبه المعجون، يمكن أن تتراكم زبدة الفول السوداني في الفم لساعات بعد تناولها، مما يزيد من احتمالية ظهور رائحة الفم الكريهة. [3]

مشتقات الحليب

تعرف منتجات الألبان بأنها مصدر غني بالبروتين، وكما ذكرنا سابقًا تسبب هذه البروتينات رائحة الفم الكريهة. ولكن هناك سبب آخر يجعل منتجات الألبان تندرج تحت الأطعمة التي تسبب رائحة الفم الكريهة، وهي أن منتجات الألبان تتحلل في الفم وتطلق أحماض أمينية تحتوي على الكبريت، مثل: كبريتيد الهيدروجين (بالإنجليزية: Hydrogen Sulfide)، مسببة رائحة الفم التي تشبه رائحة البيض الفاسد. [2][3]

في مثل هذه الحالة لن يساعد غسول الفم في علاج المشكلة بشكل فعال، ولكن تنظيف الأسنان بالفرشاة ومعجون يحتوي على الفلورايد سيساعد في قتل البكتيريا الضارة التي تسبب هذه الرائحة الكريهة. كما يساعد شرب الماء على التخلص من البكتيريا وبقايا الطعام التي تتراكم في الفم. [3] 

وعلى الرغم من أن منتجات الألبان تسبب رائحة الفم الكريهة إلا أن الزبادي الخالي من السكر والمدعم بالبكتيريا النافعة، أو التي تسمى بالبروبيوتيك، يساهم في التقليل من رائحة الفم الكريهة، عن طريق خفض مستويات مركبات الكبريتيد المسببة لهذه الرائحة الكريهة. [4]

الأطعمة الحامضة

من الأمثلة أيضًا على أطعمة تسبب رائحة الفم الكريهة هي الفواكه والخضروات الحامضة، وذلك لسببين هما: [3]

• تفضل البكتيريا المسببة للرائحة الكريهة النمو في البيئة الحمضية، لذلك يساعد تناول الحمضيات البكتيريا الضارة على النمو، وبالتالي إطلاق رائحة كريهة للفم.
• تزيد الأطعمة الحامضة من احتمالية الإصابة بالارتجاع المريئي، الذي يتسبب بتدفق الأحماض من المعدة إلى المريء والحلق، وهي حالة تسبب رائحة الفم الكريهة.

ومن الأمثلة على الأطعمة الحامضة ما يلي: [3][5]

• مخلل ملفوف.
• الطماطم.
• التوت.
• العنب.
• الحمضيات.

القهوة والشاي

بالإضافة إلى الأطعمة التي تم ذكرها سابقًا كمسببات محتملة لرائحة الفم الكريهة، توجد بعض المشروبات التي تساهم في هذه المشكلة أيضًا، مثل: القهوة والشاي. [2][3]

فمثلًا تحتوي القهوة على الكبريت، وهو مركب رئيسي مسؤول عن الرائحة الكريهة المرتبطة بتناول الطعام والشراب. علاوة على ذلك، يرتبط شرب القهوة بزيادة احتمالية الارتجاع المريئي، والذي يعد أحد أسباب رائحة الفم الكريهة أيضًا. [2][3]

بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يزيد شرب القهوة والشاي من خطر الإصابة بجفاف الفم، مما يزيد من احتمالية ظهور رائحة الفم الكريهة. يتسبب الجفاف في تقليل تدفق اللعاب، مما يسمح للبكتيريا ذات الرائحة الكريهة بالنمو والبقاء لفترات طويلة في الفم. [3][5]

 وللتخفيف من تأثير القهوة والشاي على رائحة الفم، يوصى بتناول كوب من الماء بعد كل فنجان من القهوة أو الشاي، حيث يساعد شرب الماء في التخلص من البقايا وزيادة تدفق اللعاب. [5]

اقرأ أيضًا: رائحة الفم الكريهة عند الأطفال

أطعمة أخرى

إضافة لما ذكرناه سابقًا، تساهم بعض الأطعمة والمشروبات الأخرى في الإصابة برائحة الفم الكريهة، وتشمل: [2][3]

• التوابل: تعتبر التوابل ذات الروائح القوية والأطعمة الحارة من أسباب رائحة الفم الكريهة، حيث تنتقل مركباتها إلى الدورة الدموية مما يطلق رائحتها من الفم، كما تسبب الأطعمة الحارة حرقة المعدة وارتجاع المريء مما يزيد من احتمالية ظهور الرائحة الكريهة للفم.
• فاكهة الدوريان: تعتبر فاكهة الدوريان مصدرًا غنيًا بالمواد المغذية والألياف، لكنها معروفة أيضًا برائحتها النفاذة نتيجة لاحتوائها على مركبات ذات رائحة كريهة، مثل: المركبات الكحولية، والأسترات، والكبريت، والثيوسيتال (بالإنجليزية: Thioacetals) والثيولان (بالإنجليزية: Thiolanes).
• الأطعمة الغنية بالسكريات: تحلل البكتيريا المتواجدة في الفم السكر والنشويات المتناولة في النظام الغذائي، مما يؤدي إلى إنتاج الأحماض التي قد تلحق الضرر بالأسنان وتسبب تسوسها وتكوين التجاويف، مما يساهم في ظهور رائحة الفم الكريهة. وتشمل الأطعمة التي تحتوي على نسبة عالية من السكر، الحلويات، والكاندي، والصودا.
• الكحول: يساهم استهلاك الكحول المزمن في أكسدة الكحول في كل من الفم والكبد، مما يؤدي إلى إنتاج مركبات ثانوية ذات رائحة كريهة. كما يسبب الكحول جفاف الفم، مما قد يساهم في رائحة الفم الكريهة أيضًا.
• الأسماك المعلبة: عندما تتأكسد الأسماك المعلبة مع عناصر أخرى، ينتج مركب يسمى ثلاثي الميثيل أمين (بالإنجليزية: Trimethylamines)، الذي يمكن أن يبقى في الفم ويسبب رائحة كريهة، ما لم يتفاعل مع سائل آخر. يمكن استخدام عصير الليمون، أو البرتقال، أو الخل للتخفيف من هذه الرائحة الكريهة.

نصيحة الطبي

قد يكون السبب الكامن وراء رائحة الفم الكريهة تناول الفرد لبعض أنواع الأطعمة، لكن من المهم الإشارة إلى أن استشارة الطبيب أو طبيب الأسنان يمكن أن تكون خطوة مهمة للحصول على المشورة المناسبة حول كيفية التعامل مع هذه المشكلة. يمكنكم الآن التواصل مع أطبائنا عبر الموقع للحصول على استشارة عن بعد وتوجيهات مفيدة حول كيفية التقليل من تأثير الأطعمة التي تسبب رائحة الفم الكريهة والحفاظ على صحة الفم والأسنان بشكل عام.