تلاحظ بعض النساء أن دم الدورة لديها أصبح لونه أسود أو بني داكن، وهو أمر يمكن أن يكون له دلالات متنوعة، ففي بعض الأحيان يمكن أن يعتبر دم الدورة الأسود أمرًا طبيعًا، وأحيانًا يمكن أن يدل على إصابة المرأة ببعض المشكلات الصحية. [1]
يناقش المقال التالي دلالات أن يكون دم الدورة أسود اللون، بما في ذلك الأسباب المرضية المؤدية لذلك.
محتويات المقال
يتغير لون دم الدورة الشهرية على مدار أيامها، ومن الممكن أن يتراوح لونه من الأحمر الفاتح، إلى الوردي، إلى البني، أو حتى الأسود. كما يمكن أن يتأثر لون دم الدورة الشهرية نتيجة التغيرات الهرمونية أو نتيجة إصابة المرأة ببعض المشكلات الصحية. [1،2]
وفي هذا المقال سنركز على كل ما يخص دم الدورة الأسود على وجه الخصوص:
هل يعد دم الدورة الأسود طبيعيًا؟
نعم، يمكن أن يكون دم الدورة أسود اللون أمرًا طبيعيًا، فمن الممكن أن يظهر في بداية الدورة الشهرية أو نهايتها حيث يكون تدفق الدم منخفض. وعادة ما يدل دم الدورة الشهرية الأسود على وجود دم قديم أو دم استغرق وقتًا أطول لمغادرة الرحم، وبالتالي سيكون لديه وقت للتأكسد، حيث نتيجة عملية التأكسد سيتحول لون دم الدورة من الأحمر الفاتح ليصبح في البداية باللون البني أو الأحمر الداكن، ثم سيتحول في النهاية إلى اللون الأسود. [1-3]
كما يمكن أن يصبح دم الدورة أغمق اللون في الأيام الأخيرة منها، وذلك لأن الدم القديم والمتواجد في الأجزاء العميقة من بطانة الرحم يتم التخلص منه في الأيام الأخيرة من الدورة. [3]
الأساب المرضية لدم الدورة الأسود
في بعض الأحيان، يمكن أن يعتبر دم الدورة الأسود علامة تحذيرية لوجود مشكلة صحية لدى المرأة. وفيما يلي نذكر الأسباب المرضية المحتملة لأن يكون دم الدورة أسود اللون:
انسداد في المهبل
يمكن أن يظهر دم الدورة الشهرية باللون الأسود نتيجة وجود جسم غريب داخل منطقة المهبل والذي يتسبب بانسداده، ومن الأشياء التي يحتمل أن تتسبب بذلك ما يلي: [1-3]
- السدادات القطنية.
- الألعاب الجنسية.
- كؤوس الدورة الشهرية.
- بعض وسائل منع الحمل، مثل الحجاب الحاجز، والقبعات، والواقي الذكري.
وبالإضافة إلى خروج دم الدورة أسود اللون، يمكن أن يسبب انسداد المهبل بسبب الجسم الغريب بعض الأعراض الأخرى، منها: [1،2]
- إفرازات ذات رائحة كريهة.
- الحمى.
- صعوبة في التبول.
- حكة أو تورم في المهبل أو حوله.
وتحدث هذه الأعراض نتيجة لتسبب وجود الجسم الغريب، مع مرور الوقت، بتهيج بطانة المهبل والعدوى. [2]
اقرأ أيضًا: ما هي دلالات لون دم الدورة الشهرية؟
العدوى
تتسبب العديد من الأمراض المعدية، بما فيها التهاب الحوض والأمراض المنقولة جنسيًا، مثل السيلان والكلاميديا، بأن يصبح لون دم الحيض أسودًا، بالإضافة إلى أن يكون النزيف غزيرًا وأن يكون دم الدورة ذو رائحة كريهة جدًا. [2،4]
ومن الأعراض الأخرى التي يمكن أن ترافق دم الدورة الأسود الناجم عن الأمراض المنقولة جنسيًا أيضًا ما يلي: [2،4]
- النزيف أثناء أو بعد ممارسة الجنس.
- ألم أثناء التبول أو الجماع.
- الحكة في منطقة المهبل.
- الشعور بآلام أو ضغط في منطقة الحوض.
- نزول قطرات من الدم في الفترات ما بين الدورات الشهرية.
الإجهاض
يتسبب الإجهاض بخروج دم بلون أحمر داكن، والذي يمكن أن تراه بعض النساء باللون الأسود، فمن الممكن أن تعتقد المرأة بهذه الحالة بأن هذا الدم هو دم الدورة الشهرية، وفي الحقيقة الأمر هو دم ناجم عن كونها حاملًا وقد أجهضت الجنين دون علمها. [4]
كما يدل خروج الدم الأسود من المهبل في بعض الأحيان على الإجهاض الفائت، أو ما يسمى بالإجهاض المفقود، وهي حالة تتمثل بتوقف الجنين عن النمو، إلا أنه لا يخرج من جسم المرأة الحامل ويبقى بداخلها لمدة أربعة أسابيع أو أكثر، ففهي هذه الحالة يمكن أن لا تعاني المرأة من أية أعراض. [2،4]
اقرأ أيضًا: الفرق بين دم الدورة ودم الحمل
النفاس
من الطبيعي أن يحدث نزيف مهبلي بعد الولادة والذي يستمر لفترة تتراوح من 6 - 8 أسابيع، وعادة ما يكون النزيف أثناء فترة النفاس غزيرًا، ويكون لون الدم أحمر، والذي يرافقه خروج جلطات دموية صغيرة، ثم سيتباطأ تدفق الدم بعد بضعة أيام، وهذا ما سيؤدي إلى تحول لون إلى اللون البني بعد اليوم الرابع، وفي حال كان التدفق بطيئ جدًا، فقد يتحول لون الدم إلى اللون البني الغامق أو الأسود. [2،4]
انحباس دم الدورة الشهرية
يمكن أن تعاني المرأة من حالة تسمى بانحباس الحيض، والتي تحدث عندما لا يتمكن دم الحيض من مغادرة القناة المهبلية ويملأ المهبل، الأمر الذي سيؤدي إلى يصبح لون الدم أكثر قتامة ببطء مع مرور الوقت. ومن الأسباب المحتملة للإصابة بانحباس دم الدورة الشهرية وجود عيوب خلقية في الحاجز المهبلي أو غشاء البكارة أو عدم تكون عنق الرحم. [4]
سرطان عنق الرحم
من الأسباب النادرة لأن يكون دم الدورة أسود اللون إصابة المرأة بسرطان عنق الرحم. وعادة لا يتسبب سرطان عنق الرحم بأية أعراض في مراحل المبكرة، لكن مع تقدم مراحل المرض ستبدأ بعض الأعراض بالظهور من النزيف ذو لون داكن، بالإضافة إلى الأعراض التالية: [4]
- الإفرازات المهبلية الغزيرة، والمائية، والدموية، والتي تكون برائحة كريهة.
- التعب.
- غزارة الحيض أو استمراره لفترات زمنية أطول.
- الألم أثناء ممارسة الجنس.
- النزيف أثناء أو بعد ممارسة الجنس.
- فقدان الوزن.
- آلام الحوض.
- صعوبة التبول أو التبرز.
- تورم في الساقين.
مراجعة الطبيب بخصوص دم الدورة الأسود
بالرغم من كونه أمرًا طبيعيًا، إلا أنه يجب مراجعة الطبيب فورًا في حال رافق خروج دم الدورة باللون الأسود أي من الأعراض التالية: [1،3]
- إفرازات مهبلية غير طبيعية، والتي يمكن أن تكون سميكة ورمادية أو بيضاء اللون.
- عدم انتظام الدورة الشهرية، بحيث يتغير طول فترة استمرارها أو تدفق الدم من شهر لآخر.
- النزيف بعد انقطاع الطمث.
- غياب الدورة الشهرية لأكثر من 3 أشهر.
- انبعاث رائحة كريهة من المهبل.
- حكة في المهبل أو حوله.
- الحمى.
- خروج تجلطات دموية كبيرة الحجم في دم الدورة الشهرية.
- آلام شديدة أثناء فترة الحيض.
اقرأ أيضًا: نزول قطع دم مع الدورة الشهرية، ما أسباب ذلك؟
علاج دم الدورة الأسود
في حال كان سبب دم الدورة الأسود معاناة المرأة من مشكلة صحية، عندها سيعتمد العلاج على السبب الرئيسي لذلك، وهو كما يلي: [4]
- وصف المضادات الحيوية في حال المعاناة من الأمراض المنقولة جنسيًا أو مرض التهاب الحوض.
- إجراء عملية جراحية لتصحيح التشوهات في منطقة المهبل والتي تتسبب باحتباس الحيض.
- مراجعة الطبيب فورًا في حالات الإجهاض الفائت، فمن الممكن أن يقوم الطبيب بوصف بعض الأدوية وإجراء توسيع في عنق الرحم من أجل إخراج الجنين، كما سيقوم بعملية الكشط لإزالة الأنسجة المتبقية من الرحم.
- يتضمن علاج سرطان عنق الرحم إجراء الجراحة، أو العلاج الكيميائي، أو الإشعاعي، أو مزيج منها وذلك حسب حاجة كل مريض.
- إذا كان هناك جسم غريب عالق في المهبل، فمن المهم زيارة الطبيب لإزالة الجسم في أسرع وقت ممكن.
نهاية، عادة ما يكون دم الدورة أسود اللون في الأيام الأولى أو الأخيرة من الدورة حيث يكون التدفق بطيئًا. لكن، وفي بعض الحالات، يمكن أن يدل دم الدورة الأسود على وجود مشكلة صحية لدى المرأة، بما فيها العدوى، أو سرطان الرحم، أو الإجهاض. ولهذا، ينصح دائمًا بمراجعة الطبيب في حال رافق اللون الأسود لدم الدورة أعراض أخرى، مثل ألم أثناء الجماع، أو الحمى، أو حكة في المهبل.