يتم إجراء تدليك الثدي عند النساء لأغراض عديدة، بدءًا من اكتشاف سرطان الثدي، وتخفيف آلام الثدي، بالإضافة إلى تحسين تدّفق الحليب والتسهيل من الرضاعة الطبيعية. ويُعتبر مساج الثدي من الإجراءات السهلة وبإمكان المرأة القيام به لوحدها. [1]

وفي المقال التالي سنقوم بمناقشة فوائد تدليك الثدي، وكيفية إجراؤه، كما سنقوم بتوضيح ما إن كان هناك مخاطر محتملة لهذا الإجراء.

ما هي فوائد تدليك الثدي؟

تتضمّن الفوائد المحتملة لإجراء مساج للثدي ما يلي:

تحسين الرضاعة الطبيعية

تتعدّد فوائد تدليك الثدي للمرضع والتي يُمكن أن تشمل: [1][2][3]

  • تقليل آلام الثدي والحلمة المرتبطة بالرضاعة الطبيعية.
  • تقليل الألم الذي يمكن أن يحدث نتيجة تراكم الحليب داخل الثدي.
  • منع وعلاج انسداد قنوات الحليب والتهاب الثدي المرتبط بهذا الانسداد.
  • تحسين إدرار الحليب، حيث أنّ الجمع بين الرضاعة والتدليك يعمل على تفريغ قنوات الحليب وتشجيع إنتاج المزيد من الحليب.
  • تحسين جودة حليب الثدي، خصوصًا عند إجراء تدليك للثدي في السنة الأولى بعد الولادة. ومن مكونات الحليب التي يُمكن أن تتحسّن مع إجراء تدليك الثدي:
    • المواد الصلبة.
    • الدهون.
    • تركيز الكازين.
    • إجمالي السعرات الحرارية.
  • تحسين إنتاج الحليب لدى النساء اللاتي يعتمدن على شفط الحليب من الثدي من أجل إرضاع أطفالهم، وذلك نتيجة عودتهم إلى العمل على سبيل المثال، حيث يتسبّب طول الفترة الزمنية ما بين الرضعات وإلغاء بعض الرضعات بالكامل بانخفاض عام في إمدادات الحليب لدى المرأة.
  • تحسين الرضاعة الطبيعية للأطفال الذين يعانون من مشاكل في الرضاعة، مثل بطء شفط الحليب من الثدي، أو صعوبة في الإمساك بالثدي، صعوبة بإفراغ الثدي أثناء جلسات الرضاعة.

 

الكشف المبكر عن سرطان الثدي

يُعدّ تدليك الثدي أحد أشكال الفحص الذاتي للثدي والذي يُساعد في الكشف المبكّر عن سرطان الثدي، حيث أثناء القيام بتدليك للثدي يُمكن للمرأة اكتشاف أي كتلة صلبة أو نسيج سميك في الثدي، بالإضافة إلى ملاحظة أي تغيير في حجم الثدي أو شكله. [2][4]

لكن يجب التنويه إلى أنّه لا تكون كتل الثدي دائمًا سرطانية، وإنما يُمكن أن تكون كتل حميدة، مثل: التكيسات أو الكتل الناجمة عن وجود عدوى في الثدي. [2][4]

يُمكن أن يؤدي التشخيص المبكر لسرطان الثدي إلى نتيجة أفضل، فهو يوفر فرصة أكبر للعلاج عندما يكون سرطان الثدي موضعيًا وقبل أن ينتشر السرطان بعيدًا، حيث يكون لدى معظم النساء فرصة للعيش بنسبة 99% لمدة 5 سنوات على الأقل بعد تشخيصهم بهذا المرض في المراحل المبكرة. [1][4]

وهنا تأتي أهمية تدليك الثدي بشكل روتيني، أنّه يساعد في الكشف عن الكتل السرطانية في وقتٍ مبكر من تطوّرها. وبحسب الكلية الأمريكية لأطباء النساء والتوليد فإنّ 71% من حالات سرطان الثدي لدى النساء تحت سن 50 عامًا يتم اكتشافها أثناء الفحص الذاتي للثدي. [2][4]

تحفيز الجهاز اللمفاوي

تتضمّن فوائد تدليك الثدي أيضًا تحفيز الجهاز اللمفاوي، وهو عبارة عن شبكة من الأوعية التي تقوم بجمع وتصفية فضلات السوائل الزائدة حول الجسم. [1][2]

تتواجد قنوات الجهاز اللمفاوي في أنسجة الثدي، والتي تقوم بحمل السوائل إلى العقد اللمفاوية القريبة من عظمة الصدر، أو الترقوة، أو تحت الإبط من أجل تصفيتها من السموم. [1][2]

لكن في بعض الأحيان، على سبيل المثال بعد الخضوع لعملية جراحية في العقد اللمفاوية أو تلقي العلاج الإشعاعي في منطقة الصدر، يُمكن أن يحدث تلف في الجهاز اللمفاوي الأمر الذي يؤدي إلى تراكم السوائل والنفايات، مما يتسبّب بظهور تورّم مؤلم في منطقة الصدر يسمى بالوذمة اللمفية. كما يُمكن أن يحدث الركود في السائل اللمفاوي أثناء الدورة الشهرية مسببًا بتورّم وألم في منطقة الثدي. [1][4]

ومن المٌمكن أن يساعد تدليك الثدي على تحفيز الأوعية اللمفاوية وتقليل خطر الإصابة بالوذمة اللمفية في الذراعين والصدر، وغالبًا ما يُشار إلى هذا النوع من تدليك الثدي باسم التصريف اللمفاوي اليدوي. [1][2]

تقليل ألم العضلات

يُعدّ تدليك الثدي من الوسائل الفعالة لتقليل آلام وتشنجات عضلات الصدر، التي تحدث نتيجة رفع الأحمال الثقيلة، أو ممارسة الرياضة، أو الإصابة ببعض المشكلات الصحية، حيث تتواجد عضلات الصدر تحدث الثديين، وبالتالي يُمكن أن يساعد مساج الثدي على تخفيف التوتر الموجود في هذه العضلات. [1][4]

ليس ذلك فقط، فمن المُمكن أن يكون إجراء تدليك الثديين إلى جانب تدليك الظهر أكثر فائدة مقارنةً بإجراء تدليك الظهر لوحده، حيث تعمل عضلات الصدر لدينا مع عضلات الظهر للحفاظ على أجسامنا في وضع مستقيم. وفي حال القيام بتدليك الظهر فقط، فسيظل العقل يشعر بالتشنجات في منطقة الصدر عند انتهاء الجلسة. [1][4]

ونتيجةً لذلك، يُمكن أن يرسل الدماغ إشارات تعمل على شد عضلات الظهر مرة أخرى لإعادة توازن القوى في هاتين المنطقتين من الجسم. [1][4]

تحسين مظهر الثدي

يُمكن أن يُساعد تدليك الثدي على التقليل من ترهل الثديين وتحسين مظهرهما، ويُمكن أن يعود ذلك إلى زيادة تدفّق الدم إلى أنسجة الثدي أثناء التدليك. كما من المُمكن أن يساعد استخدام بعض الزيوت لتدليك الثدي، مثل: زيت الزيتون، على تحسين مرونة جلد الثدي وبالتالي التقليل من ظهور علامات تمدد الجلد في هذه المنطقة. [1]

لكن لا تزال هناك حاجة لإجراء المزيد من الدراسات حول هذا النوع من فوائد تدليك الثدي. [1] 

كيف يتم إجراء تدليك الثدي؟

يُمكن أن تختلف طريقة تدليك الثدي بناءً على الهدف من إجرائه، وفيما يلي توضيحًا لطريقة إجرائه في كل حالة:

  • تدليك الثدي لتحسين الرضاعة الطبيعية

ليس هناك بالضرورة طريقة صحيحة أو خاطئة لتدليك الثدي أثناء الرضاعة، لكنّه عادةً ما يتضمّن ببساطة القيام بالضغط الخفيف على أنسجة الثدي مع التحريك من الحواف الخارجية للثدي إلى الداخل باتجاه الحلمة. كما يُمكن للمرأة تدليك ثدييها لإخراج الحليب في الحالات التالية: [1][3]

  • رضاعة الطفل من الثدي.
  • شفط الحليب بالمضخة اليدوية أو الكهربائية.
  • عصر الثدي باليد لإخراج الحليب.

كما يُمكن أن تقوم المرأة بتدليك الثدي لوحده في الأوقات الأخرى من اليوم دون أن ينطوي الأمر على خروج الحليب من الثدي. [1]

وفيما يلي نذكر خطوات تدليك الثدي عند المرضع: [1][2]

  1. وضع أربعة أصابع من إحدى اليدين على الجزء العلوي من الثدي وأربعة أصابع من اليد الأخرى على الجزء السفلي منه.
  2. تطبيق ضغط لطيف بواسطة الأصابع والبدء بتحريك الأصابع بحركات دائرية.
  3. تحريك الأصابع باتجاه جانبي الثدي مع الاستمرار بالتدليك بحركات دائرية، كما يُمكن أيضًا القيام بقبض اليدين ولف الثدي أو عجنه بلطف.
  4. تكرار الخطوات السابقة للثدي الآخر.

وفي حال رغبة المرأة بعصر الثدي أثناء التدليك، فبإمكانها وضع إصبع السبابة خلف قاعدة الحلمة وجمع أصابعها معًا أثناء الضغط بلطف على الثدي، ومن ثم دفع الحليب نحو الحلمة لاستخراجه. [1]

يُفضل عادةً أن تكون اليدين دافئتين عند إئجراء مساج الثدي للمرضع أو وضع كمادات دافئة على الثدي قبل البدء بالتدليك. [1][3]

  • تدليك الثدي للكشف عن السرطان

من المهم أولًا التأكيد على إجراء تدليك للثدي كاملًا بحثًا عن أي من علامات الإصابة بسرطان الثدي، ويشمل ذلك منطقة الحلمة، والهالة، والباقي أنحاء الثدي، بما في ذلك الجزء الممتد إلى منطقة الإبط، وعظمة الترقوة، و منطقة أعلى البطن. [1][2]

وفيما يلي نذكر كيفية تدليك الثدي للكشف عن سرطان الثدي:

  1. الوقوف أمام المرآة والقيام بفحص بصري للثديين بحثًا عن أي تغيرات في لون الثدي، أو شكله، أو حجمه، أو ملمسه. ويُنصح بوضع اليدين على الجانبين، ثم على الوركين، ثم فوق الرأس للتمكّن من رؤية الثدي من زوايا مختلفة.
  2. وضع إحدى اليدين خلف الرأس، بحيث يشير المرفق إلى الجانب.
  3. وضع الأصابع الثلاثة الأولى من اليد الأخرى على الثدي، والبدء بالتدليك بحركات دائرية مع تطبيق ضغط خفيف، ومتوسط، وقوي أثناء تحريك الأصابع لتغطية جميع المناطق من الثدي.
  4. إنهاء التدليك بالضغط على كل حلمة للبحث عن أي إفرازات أو ألم.
  5. تكرار خطوات التدليك على الثدي الآخر.

يُمكن للمرأة إجراء هذا النوع من التدليك لوحدها وذلك أثناء الوقوف أو الاستلقاء، كما من المُمكن أن يكون التدليك مريحًا عند القيام به أثناء الاستحمام. [2]

  • تدليك الثدي لتصريف الوذمة اللمفية

يُنصح باتباع الخطوات التالية من أجل إجراء التصريف اللمفاوي اليدوي: [1][2]

  1. وضع اليد فوق الثدي المتواجد في الجانب الآخر من الجسم، بحيث تدخل أطراف الأصابع إلى منطقة الإبط وتستقر راحة اليد على الثدي.
  2. الضغط باليد على الثدي والإبط بلطف وذلك بحركة مشابهة لحركة الضخ.
  3. تحريك اليد ببطء نحو الحلمة باستخدام نفس الحركة، مع أهمية للأعلى في اتجاه عقارب الساعة على الثدي الأيمن وعكس اتجاه عقارب الساعة على الثدي الأيسر، فذلك يحاكي اتجاه حركة الجهاز اللمفاوي.
  4. التدليك حول المناطق الخارجية، والسفلية، والداخلية من الثدي، كما يُمكن أن يتم الضغط على الثدي للداخل عدة مرات باستخدام كلتا اليدين.
  5. تكرار الخطوات السابقة على الثدي الآخر.

يمكن للمرأة القيام بهذا النوع من تدليك الثدي بنفسها، لكن في حال إجرائها لعملية جراحية مؤخرًا أو معاناتها من مشاكل أخرى، فمن الأفضل ترك هذا النوع من التدليك للأفراد المحترفين والمختصين به. [1]

  • تدليك الثدي لعلاج شد العضلات

غالبًا ما يتم إجراء تدليك الثديين بهدف علاج الشد العضلي في منطقة الصدر من قبل معالج تدليك مرخص بذلك، حيث سيتعامل بشكل أفضل مع العضلات للحصول على أقصى قدر من الراحة. [1]

يُمكن أن يتشابه تدليك الثدي في هذه الحالة مع التدليك الذي يتم عادةً لعضلات الصدر، وسيقوم المعالج بالتركيز أكثر على المناطق الثلاث التي ترتبط فيها عضلات الصدر بالجسم. [1]

ما هي أضرار تدليك الثدي؟

لا يرتبط إجراء مساج الثدي عادةً بأية أضرار. ومع ذلك، يجب أخذ الحيطة والحذر عند إجرائه في الحالات التالية: [1][4]

  • الإصابة بسرطان الثدي.
  • الخضوع مؤخرًا لعملية جراحية.
  • تلقي العلاج الإشعاعي مؤخرًا في منطقة الثدي.

فمن المهم توخي الحذر عند التدليك بالقرب من الكتلة، أو الندبة، أو المناطق التي تعرضت للإشعاع، كما من الأفضل أن يتم إجراء تدليك للثدي في هذه الحالات من قبل معالج تدليك مرخص. [1][2]

أيضًا، يجب استشارة الطبيب في حال أصيبت المرأة بالتهاب الثدي، وهي حالة شائعة عند النساء المرضعات، فإلى جانب القيام بتدليك الثدي، يُمكن أن تحتاج المرأة لتناول الأدوية التي تعمل على محاربة العدوى في منطقة الثدي. [1]

نصيحة الطبي

تتعدّد فوائد تدليك الثدي، أهمها الكشف المبكر عن سرطان الثدي وتحسين تدفق الحليب عند النساء المرضعات. وبالرغم من كونه إجراء سهل وآمن، إلّا أنّه يُنصح باستشارة الطبيب قبل اجرائه لدى النساء المصابات بسرطان الثدي أو تلقوا علاجات لسرطان الثدي.

وبإمكانكِ الآن الاستفادة من خدمة الاستشارات الطبية عن بعد التي يوفرها موقع الطبي على مدار 24 ساعة وطيلة أيام الأسبوع للحصول على أي استشارة طبية بخصوص مساج الثدي.