بعد توقف دام لتسعة أشهر، يجب أن تستعد المرأة لاستقبال الدورة الشهرية مجددًا، ولكنها لن تعود إلى طبيعتها خلال الفترة الأولى بعد الولادة، وقد تواجه بعض التغيرات المؤقتة. نتعرف في هذا المقال على كافة المعلومات حول الدورة الشهرية بعد الولادة.
يمكنكم الآن استشارة طبيب من أطبائنا للإجابة على كافة استفساراتكم المتعلقة بهذا الموضوع.
محتويات المقال
تغيرات الدورة الشهرية بعد الولادة
هناك العديد من الأسباب التي قد تؤدي إلى تغيرات الدورة الشهرية بعد الولادة، وتشمل: (2)
- حاجة الرحم إلى وقت للعودة إلى حجمه الطبيعي.
- حدوث تغيرات في مستويات هرمونات الأنوثة.
- الرضاعة الطبيعية التي تؤثر على مستويات الهرمون.
متى تعود الدورة الشهرية بعد الولادة؟
عادةً ما تعود الدورة الشهرية بعد الولادة خلال فترة تتراوح بين 45 يوم إلى 94 يوم، وتتحكم بعض العوامل في موعد عودة الدورة الشهرية بعد الولادة، وأبرزها الرضاعة الطبيعية، حيث أنها تساعد على تأخر نزول الدورة الشهرية، أما في حالة عدم الرضاعة الطبيعية، فيقترب موعد نزول الدورة الشهرية بعد الولادة. (2)
يرجع ذلك إلى تأثير هرمون البرولاكتين، وهو الهرمون المسؤول عن إنتاج حليب الثدي، فهو يمنع الإباضة، وغالبًا ما تعود الدورة الشهرية بعد الولادة بشهرين عند النساء اللواتي لا يرضعن رضاعة طبيعية أي تقريبًا بعد 4 إلى 8 أسابيع، وبالنسبة للنساء اللواتي يرضعن من الثدي، فقد يستغرق الأمر من أسابيع إلى شهور حتى تعود الدورة الشهرية من جديد، ولا تحصل العديد من الأمهات على أول دورة شهرية بعد الولادة حتى يتوقفن عن الرضاعة الطبيعية. (1)
تغيرات الدورة الشهرية بعد الولادة
فيما يلي أبرز تغيرات الدورة الشهرية بعد الولادة:
عدم انتظام الدورة الشهرية
من الشائع أن تكون الدورة الشهرية بعد الولادة غير منتظمة، خاصةً في الأشهر التالية للولادة، وعادةً ما تلاحظ النساء المرضعات عدم انتظام الدورة الشهرية، حيث تؤخر الهرمونات التي تحفز الرضاعة الطبيعية الإباضة أو تجعلها غير منتظمة، قد تكون الدورة الشهرية أيضًا غير منتظمة حتى عند النساء غير المرضعات، حيث يستغرق الجسم وقتًا للتعافي من الحمل والولادة.
تعود الدورة الشهرية إلى طبيعتها بمرور الوقت، ومع ذلك تعاني بعض السيدات المصابات بمتلازمة تكيس المبايض أو بطانة الرحم من عدم انتظام الحيض لفترات طويلة، يوصى بالتحدث مع الطبيب، لمعرفة السبب الأساسي بشأن عدم انتظام الدورة الشهرية بعد الولادة. (2)
للمزيد: تأخر الدورة الشهرية
تغيرات في تدفق الدورة الشهرية
أيضًا يمكن أن تلاحظ المرأة تغيرات في تدفق، ومدة، ومستوى التقلصات أثناء نزول الدورة الشهرية بعد الولادة. فقد تعاني النساء من دورة شهرية غزيرة جدًا أو خفيفة جدًا بعد الولادة، كما يمكن أن يزداد أو ينخفض معدل الألم، وفي بعض الأحيان، لا تلاحظ النساء أي تغيرات في تدفق الدورة الشهرية بعد الولادة.
ترجع التغيرات في معدل تدفق الدورة الشهرية بعد الولادة، إلى كبر حجم الرحم أثناء الحمل، ثم تقلصه وعودته إلى حجمه الطبيعي بعد الولادة، قد تكون الدورة الشهرية بعد الولادة أثقل في حالة استخدام وسائل منع الحمل الهرمونية قبل الحمل مثل حبوب منع الحمل أو اللولب، وذلك لأن موانع الحمل الهرمونية تسبب ضعف بطانة الرحم. (2)(3)
يمكن توقع حدوث نزيف أكثر حدة وتقلصات متزايدة مع فترة النفاس الأولية، ولكن في حالة زيادة الحاجة إلى تغيير الفوط الصحية كل ساعة أو أكثر، ينصح بالتحدث مع الطبيبة النسائية، حيث يمكن أن يشير هذا الأمر إلى وجود عدوى أو أورام ليفية، وينبغي استشارة الطبيب في حالة حدوث الأعراض التالية: (4)
- استمرار الدورة الشهرية لأكثر من 7 أيام واستمرار غزارتها.
- احتواء الدورة الشهرية على جلطات دموية بحجم كبير.
- نزول دم بين الدورة الشهرية والتي تليها.
- الإصابة بأعراض أخرى مع الدورة الشهرية مثل الحمى، والصداع الشديد، وصعوبة التنفس.
- الشعور بتقلصات شديدة وغير محتملة في الدورات الشهرية التي تلي الولادة.
- وجود إفرازات مهبلية برائحة كريهة.
- الشعور بألم أثناء التبول.
اقرأ أيضًا: لماذا تتغير مواعيد الدورة الشهرية؟
زيادة الشعور بألم وتقلصات
يمكن أن يزداد الألم والتقلصات التي تصاحب الدورة الشهرية بعد الولادة بسبب مجموعة من العوامل، وتشمل: (4)
- زيادة شدة تقلصات الرحم.
- تغيرات مستويات هرمونات الرضاعة الطبيعية.
- زيادة حجم تجويف الرحم بعد الحمل، مما يعني أن هناك المزيد من بطانة الرحم التي يتم التخلص منها أثناء الدورة الشهرية.
ما هو دم النفاس؟
تعرف الهلابة أو دم النفاس بإفرازات المهبل بعد الولادة، والتي تبدأ كنزيف حاد فاتح اللون وقد تتحول إلى لون أحمر داكن ومليء بالجلطات، على مدار عدة أيام أو أسابيع، يصبح النزيف أخف ويتحول في النهاية إلى اللون الوردي، والبني، والشفاف.
من الشائع أن تعاني النساء من بعض التشنجات عند نزول سائل النفاس، وذلك لأن الرحم يتقلص لأنه يعود إلى حجمه المعتاد، ولا تعتبر فترة النفاس دورة شهرية، ولكنها علامة على أن الجسم لا يزال يتعافى من الولادة، حيث يفرز الرحم البطانة التي تدعم الحمل، غالبًا ما يستمر دم النفاس من 24 إلى 36 يوم، ومع ذلك، يمكن أن تعاني بعض النساء من دم النفاس لفترة أطول.
يسهل معرفة الفرق بين دم النفاس ودم الدورة الشهرية، فعلى الرغم من أن كلاهما يبدأ بدم أحمر فاتح، لكن يصبح دم النفاس فاتحًا بمرور الأيام، في حين أن دم الدورة الشهرية يتحول إلى لون أغمق بمرور الوقت. (2)
الدورة الشهرية والرضاعة الطبيعية
قد لا تنزل الدورة الشهرية بعد الولادة لدى النساء المرضعات، وذلك لأن الرضاعة الطبيعية غالبًا ما تمنع التبويض وفترات الحيض، وتختلف الدورة الشهرية بين الأم المرضعة وغير المرضعة كالتالي: (1)(3)
الدورة الشهرية بعد الولادة بدون رضاعة
تعود الدورة لبعض النساء اللواتي لا يرضعن من الثدي خلال الأسابيع الستة التي تلي الولادة، وتعود لدى معظم النساء في غضون بضعة أشهر. (3)
الدورة الشهرية بعد الولادة مع الرضاعة الطبيعية
لن تكون الدورة الشهرية طبيعية لعدة أشهر في حالة الرضاعة الطبيعية، يعتمد هذا الأمر على كمية وتكرار الرضاعة وعدد الوجبات التكميلية التي يتناولها الطفل إن وجدت.
تعود الدورة الشهرية في غضون شهر أو شهرين بمجرد حدوث الفطام، تلاحظ المرأة عودة الدورة عندما يبدأ الطفل في تناول المزيد من الأطعمة الصلبة، وهذا أمر طبيعي لأن كمية الرضاعة الطبيعية أقل، مما يعني زيادة فرص حدوث الإباضة.
تعتبر بعض النساء الرضاعة وسيلة طبيعية وآمنة لمنع الحمل، ولكن في حالات نادرة، قد يستمر التبويض لدى المرأة خلال فترة الرضاعة، ويمكن أن يحدث الحمل مرّة أخرى، ولكنه احتمال نادر طالما لم تنزل الدورة الشهرية بعد، لذلك يجب استشارة الطبيبة النسائية حول هذا الأمر أولًا. (3)
اقرأ أيضًا: مشاكل الرضاعة الطبيعية وعلاجها
نصيحة الطبي
تمر الدورة الشهرية بعد الولادة بعدد من التغيرات، حيث تتميز بعدم انتظام مواعيدها، وتغير معدلات تدفقها، وعدد أيامها، بالإضافة إلى تأخرها في النزول، تعود الدورة الشهرية إلى الانتظام عند السيدات غير المرضعات بصورة أسرع من قريناتهن اللاتي يرضعن رضاعة طبيعية.