يعد دواء كلوميد أحد الأدوية الشائع استخدامها لزيادة الخصوبة وفرص الحمل لدى النساء اللاتي يعانين من العقم. لكن، وفي بعض الأحيان يمكن أن يوصف دواء كلوميد للرجال، فلماذا يتم ذلك، وما هي آلية عمل دواء كلوميد عند الرجل؟ وهل يرتبط استخدامه بأية مخاطر؟ كل ذلك نجيب عنه في المقال التالي.
محتويات المقال
يعد دواء كلوميد (بالإنجليزية: Clomid) أحد الأسماء التجارية التي تحتوي على دواء الكلومفين (بالإنجليزية: Clomiphene) الذي تمت الموافقة عليه من قبل مؤسسة الغذاء والدواء من أجل علاج مشكلات الخصوبة لدى النساء، وذلك لقدرته على تحفيز المبايض وزيادة إنتاج البويضات. [1،2]
لكن، يمكن أيضًا وصف دواء كلوميد لزيادة الخصوبة لدى الرجال في بعض الأحيان، وهي من الاستخدامات غير المصرح بها من قبل مؤسسة الغذاء والدواء (بالإنجليزية: Off-Label Use). [1،2]
وفيما يلي سنذكر كل ما يخص ذلك بالتفصيل:
كلوميد لزيادة الخصوبة عند الرجال
يمكن أن يساعد استخدام دواء كلوميد للرجال على زيادة الخصوبة لديهم، وذلك من خلال منع هرمون الاستروجين من الارتباط بمستقبلاته، وهذا ما سيؤدي إلى زيادة مستويات الهرمون الملوتن والهرمون المنبه للجريب، وهي هرمونات مهمة للخصوبة لدى الرجل، حيث أن هرمون ملوتن يعمل على تشجيع إفراز هرمون التستوستيرون عند الرجل، أما الهرمون المنبه للجريب، فهو يعد مهمًا للمرحلة الأولى من إنتاج الحيوانات المنوية. [1،2]
أيضًا، يمكن أن يساعد استخدام دواء كلوميد للرجل على تحسين حركة الحيوانات المنوية لديه، وهو أمر مهم من أجل تحرك الحيوانات المنوية عبر الجهاز التناسلي الأنثوي والوصول إلى البويضة لتخصيبها. كما من الممكن أن يساعد دواء كلوميد على تحسين الخصوبة عند الرجال من خلال مساهمته في تحقيق التوازن في مستويات هرمونات الجسم والحفاظ عليها. [1،3]
لكن، لا تزال هناك حاجة لإجراء المزيد من الدراسات لمعرفة آلية عمل دواء كلوميد عند الرجال بدقة. [1]
كما يجب التنويه إلى أن استخدام دواء الكلوميفين يمكن أن يقلل من إجمالي عدد الحيوانات المنوية لدى بعض الذكور، وهذا الأمر يمكن أن يكون له ارتباط بالجرعة المستخدمة من دواء الكلوميفين للرجل. [1،2]
متى يوصف دواء كلوميد للرجال؟
عادة ما يتم وصف دواء كلوميد لعلاج العقم عند الرجال الناجم عن انخفاض مستويات هرمون التستوستيرون، وذلك في حالات العقم غير المبرر أو عندما تكون العلاجات الأخرى غير ناجحة أو غير مناسبة للرجل. [1،2،4]
ومن الأمثلة على الحالات التي يمكن أن يتم وصف دواء كلوميد للرجل ما يلي:
- قصور الغدد التناسلية
فبالإضافة إلى إمكانية أن يساعد دواء كلوميد في علاج العقم الناجم عن قصور الغدد التناسلية، فمن الممكن أيضًا أن يتم استخدامه للتخفيف من أعراض قصور الغدد التناسلية، بما في ذلك: [4]
- انخفاض في نمو شعر الجسم.
- انخفاض في كتلة العضلات.
- الضعف الجنسي وانخفاض الرغبة الجنسية لدى الرجال.
- التعب.
- الهبات الساخنة.
- عدم القدرة على التركيز.
- قلة النطاف مجهول السبب
يعد دواء كلوميد أحد الخيارات العلاجية الممكنة لعلاج قلة النطاف مجهولة السبب، وهي حالة تتمثل بانخفاض عدد الحيوانات المنوية وضعف حركة الحيوانات المنوية. [4]
- فقد النطاف غير الانسدادي
يمكن استخدام دواء كلوميد للرجال الذين يعانون من فقدان النطاف غير الانسدادي، وهي حالة تتمثل بعدم وجود حيوانات منوية في السائل المنوي على الرغم من عدم وجود أي انسداد يمنع خروج الحيوانات المنوية أثناء عملية القذف. [4]
فمن الممكن أن يساعد دواء كلوميد على تكوين وتعزيز عدد الحيوانات المنوية. وحتى إن لم ينجح ذلك، فمن الممكن أن يزيد دواء كلوميد من احتمالات نجاح استخراج الحيوانات المنوية أو خزعة الخصية، وهي عملية يتم خلالها استخراج خلايا الحيوانات المنوية غير الناضجة عن طريق الإبرة مباشرة من الخصيتين، ثم إنضاجها في بيئة خارجية. [4]
- دوالي الخصية
يمكن أيضًا وصف دواء الكلوميد لعلاج دوالي الخصية، وهي إحدى الأسباب الأكثر شيوعًا للعقم عند الذكور. [4]
اقرأ أيضًا: ماذا تعرف عن خصوبة الرجل؟
ما هي جرعة دواء كلوميد للرجل؟
نظرًا لعدم تصريح استخدام دواء كلوميد للرجل من قبل مؤسسة الغذاء والدواء بشكل رسمي، فإلى الآن لم يتم تحديد الجرعة المثالية منه عند الذكور، وعادة ما تتراوح الجرعة المقدمة من دواء كلوميد للرجال ما بين 12.5 - 400 ملغ يوميًا. [1،2]
ومن المهم التأكيد على أن الجرعات العالية من الكلوميد يمكن أن يكون لها تأثير سلبي على عدد الحيوانات المنوية وحركتها. ولهذا، من المهم استشارة الطبيب حول الجرعات المستخدمة من دواء كلوميد لزيادة الخصوبة عند الرجل. [1]
كما أن طريقة استخدام الرجل لدواء كلوميد تختلف كليًا عن الطريقة المتبعة لدى النساء، فعادة ما يتم تناول دواء كلوميد على مدار عدة أيام ولمدة ثلاثة أشهر على الأقل لدى الرجل. ومن البروتوكولات الشائعة لاستخدام دواء كلوميد للرجل ما يلي: [4]
- أخذ جرعة مقدارها 25 ملغ يوميًا ولمدة 25 يومًا، تليها فترة راحة لمدة خمسة أيام، وتتكرر هذه الدورة لمدة ثلاثة أشهر.
- أخذ جرعة مقدارها 25 ملغ يوميًا ولمدة خمسة أيام، تليها خمسة أيام راحة، ويكرر ذلك لمدة ثلاثة أشهر.
- أخذ جرعة عالية مقدارها 100 ملغ يوميًا ولمدة 10 أيام، وذلك مرة واحدة كل شهر، ويكرر ذلك لمدة ثلاثة أشهر.
متى تظهر نتائج استخدام دواء كلوميد للرجل؟
يمكن أن يستغرق الأمر وقت طويل لرؤية النتائج، ويجب عدم توقع حدوث أي تحسن سريع في الخصوبة لدى الرجل بعد استخدامه لدواء كلوميد، حيث عادة ما يستغرق العلاج شهرًا على الأقل قبل رؤية أي تغييرات في السائل المنوي، وثلاثة أشهر كاملة قبل أن يحدث أي تحسن في معدلات الحمل. [4]
دواء كلوميد للرجال الرياضيين
من الاستخدامات الأخرى لدواء الكلوميد لدى الرجال هي استخدامه من أجل تعزيز الأداء الرياضي لدى الرجل. فكما ذكرنا سابقًا، يعمل دواء كلوميد على زيادة مستويات هرمون التستوستيرون لدى الرجل، وهو أحد هرمونات الأندروجينية الأساسية، والذي له دور كبير في تطوير كتلة العضلات وقوتها. [3]
وبالتالي، إن زيادة هرمون التستوستيرون بعد تناول الرجل لدواء كلوميد، جنبًا إلى جنب مع ممارسة الرياضة والحصول على التغذية الجيدة، يمكن أن يسهل من بناء كتلة العضلات وزيادة قوتها عند الرجل. [3]
كما أن من فوائد الكلوميد للرجال الرياضيين إمكانية مساعدته على التقليل من الآثار الجانبية الخاصة بالستيرويدات المنشطة، حيث يتسبب استخدام الستيرويدات المنشطة بالتقليل من إنتاج الجسم لهرمون التستوستيرون أو التوقف كليًا عن إنتاجه من تلقاء نفسه، وهذا ما سيؤدي بالنهاية إلى انخفاض مستويات هرمون التستوستيرون عند الرجل، والذي يرتبط بالعديد من المشاكل الصحية والآثار الجانبية، بما في ذلك: [3]
- فقدان العظام.
- مقاومة الأنسولين.
- ارتفاع الكولسترول.
- فقر الدم.
فمن الممكن أن يساعد الكلوميد على التقليل من هذه الآثار الجانبية من خلال إعادة إنتاج هذا الهرمون الأساسي من جديد. [3]
اقرأ أيضًا: هرمون التستوستيرون لكمال الاجسام
ما أضرار استخدام دواء كلوميد للرجال؟
يمكن أن يرتبط استخدام دواء كلوميد للذكور بالعديد من الأعراض الجانبية والتي تحدث نتيجة للتغيرات الهرمونية التي يتسبب بها دواء كلوميد، وتشمل هذه الآثار الجانبية ما يلي: [1،2]
- نمو الثدي.
- حنان في عضلة الصدر.
- الهيجان.
- حب الشباب.
- تسارع نمو سرطان البروستاتا، وذلك في حال كان الرجل يعاني فعلًا من هذا السرطان.
- الصداع.
- القيء والغثيان.
- مشاكل في الرؤية.
- الدوخة.
- آلام في المعدة.
- قرحة الفم.
- إعتام عدسة العين.
لكن، لا داعي للقلق فعادة ما تختفي الآثار الجانبية للكلوميد عند الرجال بعد التوقف عن تناول الدواء. وينصح دائمًا باستشارة الطبيب في حال ظهور أي من هذه الأعراض الجانبية، فمن الممكن أن ينصح الطبيب بالتوقف عن تناول الدواء أو يقوم بتخفيض الجرعة من أجل التخفيف منها. [1،2]
نهاية، يمكن استخدام دواء كلوميد للرجال أحيانًا بهدف زيادة الخصوبة وعلاج العقم، فهو يعمل على زيادة هرمون التستوستيرون، وبالتالي زيادة إنتاج الحيوانات المنوية لدى الرجل. لكن لا تزال هناك حاجة لإجراء المزيد من الدراسات لإثبات فاعلية ذلك والجرعات المناسبة لذلك.
اقرأ أيضًا: كلوميد للحمل بتوأم: فوائده وطريقة استخدامه